أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الثلاثاء، أن الغرب حاول التدخل في مهرجان الشباب العالمي، عبر ترهيب المشاركين فيه والتلميح إلى عواقب ذلك.

بوتين: المشاركون في "مهرجان الشباب العالمي" سيعودون إلى وطنهم مفعمين بحب روسيا

وقالت: "بالنسبة لـ [محاولات] التدخل - حسنا، كيف يمكن أن يمر هذا مرور الكرام على بابا ياغا*؟ بالطبع، الدول الغربية فعلت كل شيء.

كما يفعلون في الرياضة، والثقافة. بنفس الطريقة في العلاقات الإنسانية إنهم خائفون، غير مسموح بها".

ووفقا لها، تم نشر لجان تحضيرية وطنية في 95 عاصمة دولة أجنبية لتسجيل المشاركين وجمع الطلبات. وتم استقبال ما يقرب من 300 ألف طلب. وبطبيعة الحال، لم ينجح الجميع في هذا الاختيار، ولكن كما تعلمون فإن المهرجان كان مكتظا بالمعنى الحرفي للكلمة وهذا يعني أن المعضلة الرئيسية الآن هي من سيصل إلى الحفل الختامي ومن لن يصل. ببساطة لأنه لا توجد أماكن كافية للجميع، والآن يشعر الجميع بالقلق. لكن الجميع شاهدوا حفل الافتتاح ورأوا كم كان رائعا. بالطبع، الجميع يريد الوصول إلى الحفل الختامي".

وقالت زاخاروفا: "لقد قام الغربيون بالترهيب والتلميح إلى العواقب، وببساطة لم يقدموا معلومات حول هذا [المهرجان] أو أخفوه أو شوهوه. كل شيء حدث. لكن شباب العالم اتخذوا قرارهم. كما تعلمون، هؤلاء ليسوا بعض الأشخاص المخترعين، وهذه ليست بعض الصور المجسمة لهم. هؤلاء شباب حقيقيون من جميع القارات أتوا إلى هنا ويقولون إنهم يريدون أن يكونوا أصدقاء، ويريدون السلام، ويريدون هذا التواصل، ونريد علاقات متبادلة المنفعة ومستقبلا جيدا لكوكبنا، وليس الطريق المسدود الذي يجرنا إليه منتقدونا".

وأشارت إلى أن المهرجان لا يمتلئ بأجواء المرح والاحتفال فحسب، "بل أيضا جو من المناقشات والحوارات حول مواضيع جدية للغاية".

وتابعت: "الحقيقة هي أن الجغرافيا السياسية تتم مناقشتها في كل مكان وبطرق مختلفة. بعض الناس يناقشونها كعالم سياسي مستقبلي أو خبير أو دبلوماسي طموح جاء إلى بلدنا. والبعض الآخر ليس كذلك".

وأشارت إلى أنه "من خلال هذه المناقشات يناشدوننا قائلين: افعلوا شيئا لوقف هذا الجنون الذي أطلقه الغرب. نرجوكم نحن نؤمن بأن روسيا ستثبت للعالم أجمع أن نهجا مختلفا سوف يهيمن - سموه ما شئتم، متعدد المراكز، متعدد الأقطاب - ولكن على أساس الاحترام المتبادل، والمساواة، وسعيا إلى عالم أكثر عدلا"، وقالت زاخاروفا: "لذلك، نعم، كل شيء يجتمع هنا".

وتستضيف منطقة "سيريوس" الفيدرالية ومدينة سوتشي الروسيتان بموجب مرسوم من الرئيس فلاديمير بوتين، أكبر حدث دولي على طريق تطوير التعاون الشبابي الدولي ألا وهو "مهرجان الشباب العالمي 2024" الذي يستمر حتى 7 مارس.

ويهدف المهرجان إلى إنشاء منصة لبناء الروابط بين الشباب والناشطين من جميع أنحاء العالم، الذين سيشكلون متشاركين معا المستقبل على أساس نظام عالمي عادل يقوم على التعاون وتوازن المصالح وليس على هيمنة أحد على أحد. وبهذا المعنى، يعد المهرجان في حد ذاته مكانا للقاء الشباب من جميع أنحاء العالم. 

*(كائن في الفلكلور السلافي. يخطف (وربما يأكل) الأطفال الصغار، ويعيش في كوخ يقف على أرجل دجاج)

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي المجتمع الروسي سوتشي ماريا زاخاروفا موسكو وزارة الخارجية الروسية مهرجان الشباب العالمی

إقرأ أيضاً:

"كيف صنع العالم الغرب؟"

 

علي الرئيسي

 

توضِّح جوزفين كوين في كتابها الجديد المعنون "كيف صنع العالم الغرب؟"- من  إصدار "راندوم هاوس"- أن الحضارة الغربية كانت دائمًا فكرة سيئة، أو على أية حال فكرة خاطئة؛ إذ إن تقسيم التاريخ إلى مجموعة من الحضارات المتميزة والمكتفية بذاتها هو مسعى مضلل أدى إلى تشويه فهمنا للعالم بشكل خطير، وتؤكد كوين أنه "ليست الشعوب هي التي تصنع التاريخ؛ بل الناس والعلاقات التي تنشآ مع الجوار معًا من ينشا الحضارة".

 

السيدة كوين، المؤرخة وعالمة الآثار التي تدرس في جامعة أكسفورد، في أكثر من 500 صفحة تحاول تخليص العالم من ما تعلمته أجيال من أطفال المدارس أن يفخروا  باعتباره إنجازات أوروبية. وبدلًا من ذلك، فهي تهدم المفهوم الأساسي لما تسميه "التفكير الحضاري". حجتها بسيطة ومقنعة وتستحق الاهتمام.

وتشير السيدة كوين إلى أن فكرة الحضارة حديثة نسبيًا. تم استخدام الكلمة لأول مرة فقط في منتصف القرن الثامن عشر ولم تسيطر على الخيال الغربي حتى أواخر القرن التاسع عشر. وفي ذلك العصر الإمبريالي، وجد المؤرخون أن الحضارات اليونانية والرومانية والمسيحية تشكل لبنات بناء جميلة يمكن من تراكمها انشاء بناء كبير المظهر، أطلقوا عليه اسم الحضارة "الغربية" أو "الأوروبية". وأرجعوا إليها  مجموعة من الفضائل "الكلاسيكية" الموروثة: القوة والعقلانية والعدالة والديمقراطية والشجاعة للتجربة والاستكشاف. وعلى النقيض من ذلك، اعتبرت الحضارات الأخرى أقل شأنًا.

ولا يتطلب الأمر الكثير من التحليل من جانب السيدة كوين لكشف حماقة هذا النهج. انظر، على سبيل المثال، إلى جون ستيوارت ميل، الفيلسوف في القرن التاسع عشر، الذي يدعي أن معركة ماراثون، أول غزو لبلاد فارس لليونان في عام 490 قبل الميلاد، كانت أكثر أهمية للتاريخ الإنجليزي من انتصار ويليام الفاتح في هاستينغز عام 1066. ويقول المنطق إن لولا النصر الأثيني، فإن البذرة السحرية للحضارة اليونانية ربما لم تتطور إلى حضارة غربية على الإطلاق.

ولنتأمل كتاب "صراع الحضارات" (1996) الذي كتبه صامويل هتنيغتون، المؤرخ الأميركي، الذي أعلن أنه من المستحيل فهم التاريخ دون تصنيفه إلى حضارات معادية بشكل متبادل؛ حيث كان الاتصال بينها "خلال معظم فترات الوجود الإنساني" .. "متقطعا أو معدوما". وحيث يتنبأ بحروب ليس بين الدول بل بين حضارات متناقضة، كحرب بين الغرب والإسلام او افريقيا او الصين.

وما هو غير موجود  او مُغيَّب في هذا التحليل هو صحة هذه الفكرة. تُظهر الرحلة العلمية السريعة التي قامت بها السيدة كوين عبر التاريخ الأوروبي تشير أن الاتصال عبر الثقافات وفيما بينها، بعيدًا عن كونه نادرًا، والذي غالبًا ما يكون عبر مسافات طويلة كان مدهشا، كان المحرك الرئيسي للتقدم البشري في كل عصر. وبدلا من أن تكون هذه المجتمعات شائكة ومنغلقة على نفسها، أثبتت معظم المجتمعات تقبلها للأفكار والانماط والتكنولوجيات من جيرانها.

لم تكن اليونان القديمة- على سبيل المثال- مصدرًا رئيسيًا للأفكار بقدر ما كانت مكانًا لانتقال الافكار من الثقافات المصرية والسومرية والآشورية والفينيقية، والتي كانت هي نفسها قد اختلطت وتبادلت الأفكار. وبدلًا من أن تكون أثينا مصدرًا للديمقراطية، كانت أثينا "قادمة متأخرة إلى حد ما" إلى شكل من أشكال الحكم الذي يبدو أن تمت تجربته لأول مرة في ليبيا وعلى جزيرتي ساموس وخيوس. وتشير كوين إلى أن الفُرس، الذين تم تصويرهم إلى الأبد على أنهم أضداد اليونانيين، فرضوا الديمقراطية في الواقع على المدن اليونانية التي حكموها، مما يشير إلى "إيمان فارسي كبير بالدعم الشعبي لهيمنتهم".

"الحضارة الغربية" لن تكون موجودة دون تأثيراتها الإسلامية والأفريقية والهندية والصينية. ولفهم السبب، تأخذ كوين رحلة عبر الزمن بدءا من ميناء بيبلوس النابض بالحياة في لبنان حوالي عام 2000 ق.م، وكان ذلك في منتصف العصر البرونزي، الذي "افتتح حقبة جديدة من التبادل على مسافات طويلة بانتظام". وتوفر تقنيات التجديد الكربوني المطبقة على الاكتشافات الأثرية الحديثة دليلًا مُقنعًا على مدى "العولمة" التي كان  يعيشها البحر الأبيض المتوسط بالفعل. وقبل 4000 عام، ذهب النحاس الويلزي إلى أسكندنافيا، والقصدير الأسكندنافي باتجاه ألمانيا، لتصنيع أسلحة البرونز. وكان الخرز من العنبر البلطيقي، الذي عثر عليه في مقابر النبلاء الميسينيين مصنعًا في بريطانيا. ألف سنة لاحقًا، كانت التجارة عبر سواحل الأطلسي تعني أن "المراجل الإيرلندية أصبحت شهيرة بشكل خاص في شمال البرتغال".

لقد أعادت كوين سرد قصة الغرب، وتألقت بتركيزها على ما هو غير متوقع وعلى الفجوات بين العوالم والعصور، بدلًا من التركيز على الأحداث التاريخية العظمى والصلبة من التاريخ. وهذا الكتاب يمثل بحثًا قيمًا ورائعًا. وتكشف حواشي السيدة كوين التي يزيد عددها عن 100 صفحة أنها اعتمدت ليس فقط على مجموعة واسعة من المصادر الأولية، ولكن أيضًا على الدراسات العلمية حول تغير المناخ والأبحاث الحديثة جدا المتعلقة بعلم الآثار.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "كيف صنع العالم الغرب؟"
  • زاخاروفا: نظام كييف مجرد أداة في يد الغرب
  • الكويت تفتتح مهرجانها الثقافي الصيفي الـ 16 بـ «ليلة الحريبي»
  • بمشاركة أكثر من 6 فرق عالمية.. انطلاق فعاليات مهرجان صيف الرس 24 بالقصيم
  • مهرجان العالم علمين.. 50 يوما من الإبداع والدعم للشعب الفلسطيني
  • انطلاق مهرجان “سوق الجبيل السنوي التاسع للرطب”
  • مهرجان المسرح المصري يكرم الفنان عزت زين في افتتاح دورته السابعة عشرة
  • مواعيد العرض العالمي الأول لفيلم سوفتكس لنواز ديشه في مهرجان كارلوفي فاري
  • مهرجان المسرح المصري يكرم عزت زين في افتتاح دورته السابعة عشر
  • أحمد أمين رئيسا لـ«نبتة» ضمن فعاليات مهرجان العلمين