موقع النيلين:
2024-10-03@05:15:14 GMT

ماذا تريد دكتورة أماني الطويل من السودان ؟

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT


الدكتورة أماني الطويل الباحثة في (مركز الأهرام للدراسات و البحوث) و المتخصصة في الشئون الأفريقية درجت في تناولها للشئون السودانية على إطلاق تعليقات سالبة لا تصب في مصلحة العلاقات الإستراتيجية بين السودان و مصر و غالب تعليقاتها غير مؤسسة على معرفة دقيقة بالواقع السوداني مما يعني أنها تتلقى معلوماتها من جهات تسعى لضرب العلاقات بين البلدين أو أنها تتعمد تناول شئون السودان بصورة سالبة وفقاً لقناعاتها و تصوراتها !!

لقد حاولت جاهدا أن أجد تفسيرا لموقفها هذا خاصة و أنها تعمل في أحد المراكز الكبيرة و المهمة ليس في مصر فحسب بل على مستوى المنطقة كلها و يؤثر بصورة كبيرة في صنع السياسات لإرتباطه بجهاز المخابرات و مؤسسات الدولة المصرية .

و حتى لا يكون كلامي جزافا فإنني سأعلق على حوار أجري معها حديثاً للتعليق على زيارة رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش للعاصمة الليبية طرابلس في الأيام الماضية رغم أن الإرشيف يحوي الكثير من أحاديثها السالبة و لكنني سأكتفي بما جاء في لقائها الأخير :
1/ ذكرت في تعليقها إسم الفريق عبد الفتاح البرهان دون أي صفة و عندما انتبهت لذلك و حاولت التصحيح قالت : الفريق البرهان (قائد مجلس السيادة) !!

2/ ذكرت دكتورة أماني أن البرهان زار طرابلس و التقى (الممفي و دبيبة) كأنها تستنكر هذه الزيارة ، مع العلم أن العالم كله يعترف بحكومة الممفي و الدبيبة ذات الشرعية التي قامت على تفاهمات ليبية و بتأييد من الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي !! ثم ثانياً فإن ليبيا دولة جوار للسودان و شارك جنرالها المتمرد خليفة حفتر في دعم مليشيا الدعم السريع المتمردة المجرمة الإرهابية بالسلاح و العتاد و المرتزقة في معركتها ضد الدولة السودانية فما الذي يمنع البرهان من زيارتها و التواصل مع حكومتها الشرعية و تمليكها المعلومات المتعلقة بدعم حفتر للمليشيا و يبحث معها سبل تعزيز التعاون بين البلدين من أجل إستقرار و أمن المنطقة !! و ثالثاً فإن حكومة ليبيا الشرعية كانت ضمن الحاضرين لإجتماع دول جوار السودان الذي دعا له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و التأم بالقاهرة في شهر يوليو من العام الماضي 2023 .
3/ لم تنس دكتورة أماني أن تضيف بعض (البهارات) لتعليقها حيث ذكرت بأن البرهان إلتقى خلال زيارته هذه بأحد الشخصيات الدينية الليبية ذات الصلة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين و لكنها لم تتفضل بذكر إسمه !! و هي بإشارتها هذه كأنها تريد القول بأن للبرهان علاقات بتنظيم الإخوان المسلمين !!

4/ ثم عرجت على مسألة إستئناف السودان لعلاقاته مع إيران و كأنها تستنكر هذه الخطوة مع العلم أن السعودية التي قطع السودان علاقاته مع إيران تضامنا معها قررت إستئناف علاقاتها مع إيران بوساطة صينية في العاشر من مارس 2023 !!

و لم تنس أيضاً أن تخوض في حديث الإفك بأن إيران طلبت من السودان السماح لها بإقامة قاعدة عسكرية في البحر الأحمر و هو ما نفاه وزير الخارجية السوداني و لم تكتف بذلك بل توسعت في ترسيخ فكرتها حيث ذكرت أن إيران بذلك ستكون قد ربطت بين اليمن (الحوثيين) و غزة (حماس) و السودان و اعتبرت أن ذلك يمثل تهديد أمن مصر !!

5/ ذكرت أن البرهان بزيارته لليبيا و باستئنافه للعلاقة مع إيران يعطي إشارات متناقضة مما يثير قلق مصر !!

6/ ثم أخيراً أشارت الدكتورة إلى أن فكرة المقاومة الشعبية تعني إندلاع الحرب الأهلية في السودان و ما درت الخبيرة أن المقاومة الشعبية هي فعل مشروع في مواجهة المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية التي إستهدفت المواطنين فقتلت و شردت و هجرت و اغتصبت و نهبت الأموال و الممتلكات الخاصة و العامة و ما درت الخبيرة أن المقاومة الشعبية هي فعل شعبي خالص إنتظم كل مدن و قرى و أرياف السودان بما فيها مناطق الحواضن الإجتماعية للمليشيا لاقتلاعها و مرتزقتها من أرض السودان نهائياً !!

هذه النقاط تمثل أهم ما خرجت به من حوار منى سلمان مع الدكتورة أماني الطويل الباحثة و الخبيرة في الشئون الأفريقية !!

بالتأكيد فإن أي عاقل في السودان و مصر يدرك أهمية و إستراتيجية و عمق العلاقة بين البلدين و الشعبين بغض النظر عن الحكومات القائمة .

يا ترى في أي إتجاه يصب حديث الدكتورة أماني و ما هي الفائدة التي تعود على علاقات البلدين منه ؟
و يا ترى ماذا تريد الدكتورة أماني الطويل من السودان ؟

#كتابات_حاج_ماجد_سوار
4 مارس 2024

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدکتورة أمانی أمانی الطویل مع إیران

إقرأ أيضاً:

قطع ذراع إسرائيل الطويل

من المفارقات العربية الغريبة في هذا الزمن العربي الرديء أن تبدي قطاعات من العرب، ربما تكون واسعة، فرحتها الكبيرة وتأييدها للجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية ولبنان، وحملة الاغتيالات التي تقوم بها لقادة ورموز المقاومة، وآخرها اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، بينما كان يجب أن تكون هذه الجريمة وما سبقها من جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها بدون توقف، دافعًا لهؤلاء لمراجعة النفس وتعديل مواقفها من جبهات المقاومة ومن العدو الإسرائيلي.

سواء اتفقنا أو اختلفنا مع حزب الله لا يجب إطلاقًا أن نكون في صفوف عدونا الذي لن يتوقف عن جرائمه بعد موجة الاغتيالات، تلك الموجة التي من المؤكد لن تنتهي عند حد نصر الله ولا عن استخدام سلاح الجو الغاشم في تدمير المدن والعواصم العربية التي لن تقف عند بيروت، ذراع إسرائيل الطويلة التي يتباهى بها نتنياهو ووزير دفاعه كان يجب أن يكون في مواجهتها ذراع عربية قوية حتى ولو على مستوى التصريحات، لكن ما رأيناه هو المزيد من التجاهل والصمت العميق من غالبية الأنظمة والحكومات العربية.

تجاهر إسرائيل بعدائها لنا جميعا، وتعلن خططها لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، بل وتصنفنا -حسب وصف نتنياهو- في معسكرين، هما معسكر «النقمة» وهو معسكر «المقاومة» الذي يواصل خوض مواجهة غير متكافئة معها، ومعسكر النعمة التي تضم الدول المطبعة معها أو تلك الساعية إلى الانضمام لصفوف المطبعين. نقابل نحن هذا الغرور والصلف الصهيوني بمزيد من الصبر غير الجميل والخوف حتى من التعبير عن رفضنا لهذا السرطان الذي يتمدد في الجسد العربي. كيف ارتضت دول خريطة «النعمة» التي عرضها نتنياهو أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن يصنفها نتيناهو بهذا الوصف؟ والسؤال الأهم هل ستسلم هذه الدول من الغدر الصهيو-أمريكي في المستقبل ووقتما تشاء إسرائيل والولايات المتحدة؟

بعد بيروت سيكون الدور على عواصم عربية أخرى بالتأكيد. ما أستطيع أن أؤكده، في ضوء الأحداث الجارية، ومن خلال مراجعة التاريخ القذر لإسرائيل منذ إنشائها، أن العدوان الإسرائيلي الشرس الذي طال كل المقاومين بما في ذلك البعيدون تماما عنها، لن يتوقف عند حد بيروت، فالهدف هو إسكات كل صوت يقاوم إسرائيل ولو بالكلمة بما في ذلك الصحفيون والإعلاميون الذين تقتلهم بدم بارد داخل الأراضي المحتلة وخارجها.

من السابق لأوانه أن نقول إن إسرائيل نجحت في حملتها العسكرية على لبنان وعلى حزب الله تحديدا. إذا كان الحزب قد خسر معركة تفجيرات البيجر ومعارك اغتيال قادته فإنه -كما يقولون- خسر معركة أو معارك ولم يخسر الحرب بعد، وأن إسرائيل كسبت جولة أو جولات ولم تكسب الحرب. ما زالت شرارة المقاومة مشتعلة في غزة والضفة وجنوب لبنان وجبهات الإسناد في اليمن والعراق. لذلك وفي ظل عجز العرب أو بالأصح الأنظمة العربية حتى عن إصدار بيانات الشجب والإدانة التي اعتادت عليها، وإذا كنا غير قادرين على تغيير المنكر الصهيوني بأيدينا وأسلحتنا المكدسة في مخازن الجيوش العربية، فليس أقل من أن نواجه الجرائم الإسرائيلية بألسنتنا، أي بالكلمة، وأن نطلق يد منصات الإعلام العربية ومنحها الحرية للتعبير عن رفضنا لجرائم نتنياهو وعصابته الحاكمة، ومساندة جبهات المقاومة في كل مكان على الأرض العربية، وتوجيه الجيوش الإلكترونية التي تملكها وتديرها إلى التوقف عن الدفاع عن العدو الصهيوني، ودعم المقاومة.

لقد أثبتت الأحداث أن الحروب لا تربح بالسلاح وحده، وأن الإعلام يمكن أن يكون له دور حاسم في ترجيح كفة طرف من أطرافها. لقد نجحت المقاومة في غزة في ترويج سرديتها للأحداث في مناطق كثيرة من العالم على مدى العام الفائت، وتفنيد الدعاية الإسرائيلية وجعلت قطاعات من الرأي العام حتى في الدول الغربية تتظاهر ضد العدوان الإسرائيلي. ما يحدث حاليا في لبنان ليس أقل مما حدث ويحدث في غزة، ويحتاج إلى خطاب إعلامي عربي قوي وموحد يستند إلى الحقائق، وما أكثرها، ويفضح الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية في اغتيال المدنيين وقادة المقاومة. من مصلحة الشعوب والأنظمة العربية أن تُفعل قدراتها الإعلامية والاتصالية ليس فقط للتواصل مع مواطنيها، ولكن أيضا مع الآخر، وتقدم خطابًا إعلاميًا قويًا يتضمن تحذيرات واضحة لإسرائيل والولايات المتحدة بأفعال عربية إن لم تتوقف إسرائيل عن حرق غزة ولبنان ومناطق أخرى في جبهات إسناد المقاومة.علينا أن ندرك قبل فوات الأوان أن التطورات التي أحدثتها تكنولوجيا المعلومات والاتصال قد غيّرت طبيعة الصراعات الدولية وأضافت أسلحة جديدة إلى ساحة المعارك التقليدية، وأن الوصول العالمي الواسع لكل دول العالم تقريبًا للفضاء الإلكتروني أتاح للدول والعصابات المسلحة مثل العصابة الصهيونية فرصا عديدة لنقل حروبها من الواقع الحقيقي إلى الواقع الافتراضي، والتأثير في مجرى الأحداث سواء بشكل مادي مثل ضرب أنظمة الحواسيب والاتصالات، أو بشكل معنوي مثل التأثير في اتجاهات ومعتقدات الشعوب. لقد استخدمت إسرائيل أسلحة جديدة وعديدة في الفضاء الإلكتروني لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، وجمعت بين العمليات العسكرية الفعلية على الأرض وبين الهجمات السيبرانية، والضغوط الدبلوماسية والاقتصادية وحملات الدعاية.يجب أن ندرك قبل أن تفاجئنا إسرائيل بغارات جديدة على عواصم عربية أخرى أننا نعيش عصر الحرب الهجينية، وهي «شكل من الحروب تقوم على مزج الوسائل الحربية التقليدية وغير التقليدية، العسكرية وغير العسكرية، العلنية والسرية التي تشمل الحرب المعلوماتية والسيبرانية وتستهدف إيجاد حالة من الارتباك والالتباس حول طبيعة ومنشأ وهدف هذه الأفعال». وقد ظهر مصطلح «الحرب الهجينية» لأول مرة في عام 2002 في رسالة علمية قدمها الباحث الاستراتيجي «وليام نيميز» لوصف الطريقة التي اتبعها المقاتلون الشيشان «للجمع بين العمليات العسكرية والتكتيكات العسكرية الحديثة التي تقوم على استخدام الهواتف المحمولة وتكنولوجيا الإنترنت. في هذه الحرب استخدم الشيشان إلى جانب الأعمال العسكرية الفعلية على الأرض الأنشطة الإعلامية والاتصالية والعمليات النفسية ضد القوات الروسية». قد يقول قائل إن الوسائل غير العسكرية بما في ذلك العمليات المعلوماتية والإعلامية كانت وما زالت تستخدم في أوقات الحرب، وهذا صحيح. ومع ذلك فإن ما يجعل الحرب السيبرية مختلفة هو التأثيرات التي يمكن للمعلومات أن تحدثها في تطور الصراع، خاصة أن إدراك الجمهور في بعض الأحيان بنتائج الصراع تكون أكثر أهمية من الحقائق الفعلية على الأرض. إن إسرائيل ترتكب جرائمها ليس بهدف الدفاع عن نفسها كما تزعم، ولكن من أجل السيطرة على إدراك وسلوك الشعوب خاصة الشعوب العربية، التي رغم التلاعب المستمر بعقولها ما زالت تمثل حلقة مهمة وصعبة في حلقات الصراع، وما زالت عصية على الإرهاب الفكري والدعاية الصهيونية.من المتوقع أن تكون حرب المعلومات التي تدمج بين الحرب الإلكترونية والحرب السيبرية والعمليات النفسية محورا مركزيا في كل الحروب في المستقبل. ولذلك علينا أن نضع خططًا واضحة وبدائل اتصالية وتكنولوجية ممكنة حتى نستطيع مواجهة ما قد يأتي من العدو الصهيوني. إذا كنا غير قادرين حاليا على قطع ذراع إسرائيل الطويل بالسلاح فلا أقل من أن نقطع لسانها، وألسنة أنصارها في العالم العربي الطويلة أيضا.

مقالات مشابهة

  • ماذا دار في لقاء رئيس إيران مع وزير خارجية السعودية في قطر؟
  • البرهان يتلقى دعوة للمشاركة في قمة رؤساء الدول والحكومات
  • مسؤول أردني سابق: إيران تريد إظهار إمكانياتها العسكرية أمام إسرائيل
  • المحاولات الفاشلة والناجحة لحل الحزب الشيوعي السوداني ذو النفوذ النقابي القوي ودوافعها الرئيسية: ماذا يريد الحزب الشيوعي في السودان؟ (2 من 3)
  • قطع ذراع إسرائيل الطويل
  • برقية من « البرهان » للرئيس الصيني ماذا هناك ؟
  • الامارات والمواجهة مع البرهان واخوان السودان يجب ان يذهب احدهم ليبقي الاخر
  • أماني الطويل: الجيش السوداني يخطط للسيطرة على الخرطوم وينفذ مناهج جديدة
  • بيان عاجل لجيش السودان رد فيه على اتهامات وجهتها دولة الإمارات.. ماذا حدث؟
  • انفعال دكتورة خلود‬⁩ بسبب انتقادات إطلالتها ومقارنتها بجورجينا