عندما تقطف ثمار اجتهادك
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
عندما تبدأ مشوار المئة ميل تبدأه بخطوة واحدة ثم تتلوها بخطوات حتى تقطع تلك المسافة بينك وبين هدفك المنشود وعندما تصله تُدرك حينها لذة نجاحك الذي اجتهدت من أجله، ولكن عندما تتخطى نقطة الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك فإنك تجد نفسك في مسؤولية أصعب وأكبر ألا وهي المحافظة على الاستمرارية في النجاح ومحاولة تطويره وخلق أفكار جديدة لإدامته.
في قواميس الاجتهاد هُناك علامات فارقة في نوعيتها وفي قوة إرادة أصحابها، فمنهم من ينكسر بعد مشوار المِيل ومنهم من يجبر انكساره بقوة عزيمته وجلادة صبره وينفض غبار سقوطه ويواصل المشوار، فالعزيمة لا تقف أمامها كثرة المطبّات ولا والمشقّات ولا المسافات الزمنية الفارقة، لأن النجاح لا يُقاس بالوقت ولا بالزمان إن طال أو قصر بل بقوة الإرادة والعزيمة والإصرار في تحقيق النجاح.
إن ما وصل إليه مجلس صحار الثقافي في عمره القصير من نجاحات قد راهن عليها نفسه قبل البدء في تنفيذها وبرهنها على الواقع لهو مفخرة لجميع المثقفين والمهتمين بالثقافة في شتّى مجالاتها وأفرعها، بل وقد شمل بها الموروث الذي تزخر به بلادنا الحبيبة ووظفه توظيفًا صحيحًا وترجمه إلى مشهد ثقافي ممزوج مع نكهة وفكر الثقافة الحديثة والمتجددة.
وتأتي المشاركة الأخيرة لتلبية دعوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية لمشاركة المجلس في احتفالات المملكة بيوم التأسيس والتقاء رئيس وأعضاء المجلس بالسيد فيصل بن تركي آل سعيد سفير السلطنة بالمملكة وزيارة نائبه المستشار سيف الشملي لركن المجلس في مدينة الرياض لهو دليل على الاهتمام الرسمي بنوعية المشاركة وقيمتها الأدبية والثقافية، واستكمال المشاركة في تلبية دعوة الأشقّاء في دولة الكويت لمشاركتهم احتفالاتهم بأعيادهم الوطنية والتقاءهم بالمستشار شهاب بن سالم الرواس نائب سفير السلطنة في دولة الكويت وتشريفه لحفل ختام الاحتفالية لهو دليل وشاهد جديد للعيان على استمرار المجلس في نقل الثقافة العُمانية وموروثها الأصيل والمتعدد ونشره ليكون شاهدا مرئيا وملموسا للتعريف بالسلطنة خارجيًا وبموروثها الثقافي المتجذّر في عمق التاريخ العماني الأصيل، وما الإشادات الرسمية من قبل القائمين على تلك الدعوات وانبهار الزوار بها وبنوعيتها وبتعدد أقسامها الفريدة والأصيلة والمتنوعة إلا أكبر دليل على ذلك النجاح.
وكما أشرنا في المقدمة بأن الاستمرارية في النجاح يجعلك في مسؤولية تحدٍ أكبر مع ذاتك لمواصلة مشوارك الذي بدأته فإن مجلس صحار الثقافي مستمر في السباق نحو ذلك التحدي بأفكار جديدة ومفيدة ومتنوعة مستقبليًا لحمل راية الثقافة الفكرية عاليًا ولجعل الموروث العُماني الأصيل محط أنظار العالم في كل مشاركة وفي كل حدث وعلى كل منطقٍ وحديث.
خلاصة القول.. تقودنا لجعل سِمة التحدي في المنظومة الثقافية هي شعار لكل القائمين على المجلس وعلى رأسهم رئيسه الأستاذ صالح بن سعيد الحمداني وباقي الإداريين والأعضاء كل في مجاله واختصاصه، وما قطاف ثمار النجاح، إلا هو دليل على جميل ما غرسته وسقيته باجتهادك وحصدت ثماره وواصلت به نجاحاتك لما هو أجمل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
النائب البطريركي لأبرشية القدس يحتفل بالقداس الإلهي لمعلمي وطلاب مدرسة مار أفرام السرياني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
احتفل المطران مار أنتيموس جاك يعقوب، النائب البطريركي لأبرشية القدس والأردن وسائر الديار المقدسة، اليوم الخميس ، بالقداس الإلهي لمعلمي وطلاب مدرسة مار أفرام السرياني في بيت جالا، وذلك في كنيسة البشارة، احتفاءً بعيد شفيع المدرسة القديس مار أفرام.
شهد القداس حضور عدد من الآباء الكهنة، من بينهم الأب القس بطرس نعمة، كاهن كنيسة العذراء مريم في بيت لحم، والأب القس بيسيمون، كاهن الرعية السريانية الهندية في الأراضي المقدسة، والأب الربان برصوم كندو، والأب الربان بولس خانو.
كما شاركت أمل بهنان، مديرة المدرسة، إلى جانب الكادر التدريسي والطلاب الذين استقبلوا المطران بترحيب حار.
خلال عظته، التي استلهمها من معجزة شفاء المخلع، قدم المطران يعقوب دروسًا عملية مستوحاة من القصة، مؤكدًا على أهمية الجدية والمثابرة في الحياة.
كما دعا الطلاب إلى عدم الاستسلام أمام التحديات، والإيمان بقدراتهم لبناء مستقبل مشرق. وشدد على أن النجاح يجب أن يكون الدافع الأساسي للمضي قدمًا نحو تحقيق الطموحات قائلاً: “لِيَكُنْ النجاح دافعنا الأساسي وَلِنَضَعْهُ نُصْبَ أعيننا للمضي قُدُماً نحو تحقيق طموحاتنا وغايَاتنا المنشودة، فالطموح لا يعرف المستحيل لأولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم ويسعون لتحقيقها بكل دأب وإصرار واجتهاد".
عكس هذا الاحتفال روح الترابط بين التعليم والقيم الدينية، وأكد على دورهما المشترك في تعزيز العزيمة والثقة لدى الأجيال القادمة.