صحيفة أثير:
2024-11-26@05:59:13 GMT

تريد أن يستمع العالم لهذيانك؛ امتلك القوة

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

تريد أن يستمع العالم لهذيانك؛ امتلك القوة

أثير – مكتب أثير في تونس
محمد الهادي الجزيري

اصرخوا ما شئتم، واضربوا رؤوسكم في الجدران الكثيرة، فلن يغيّر من الأمر شيئا، إنّ المؤامرة كبيرة ومدبّرة بليل، لن تتوقّف هذه الحرب إلا بالقضاء على الشعب الفلسطيني ومن ثمّ الشعب العربي برمته، هذا حساب القوى الاستعمارية الكبرى، ولنا ولكم أن تزيّنوا صفحات التواصل الاجتماعي بصور مؤلمة وموجعة والحقّ يقال، لكنهم مستمرون في الهدم والقتل والتشريد، فالعالم كلّ العالم متّفق رغم المظاهرات والهتافات الداعمة لفلسطين، متفّق في المسكوت عنه على مسح الشعب الأعزل من على وجه الأرض، لتستلقي إسرائيل وتتمدّد وتتمطّى كيفما شاءت، هذا المسكوت عنه الذي صار كلّ أطفال الكوكب المصهود يتكلّمون به وهم يحدّقون في صور فظيعة منتشرة في كلّ مكان، في الجدران، في الجرائد المكتوبة والإلكترونية، في لافتات مرفوعة بأيدي النساء والرجال في المسيرات الضخمة، صور منشورة في ضمير العالم المندهش، عالم مسحور، كأنّه منوّم أو مخدّر لبعض الوقت، ريثما تنتهي الماما أمريكا وربيبتها إسرائيل من فعلتهما المقزّزة اللعينة، باسم القضاء على حماس وباسم بثّ المزيد من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

ليأخذ مثلا على ما أقول..
الجندي الأمريكي المنتحر بحرق نفسه أمام سفارة إسرائيل، لو وقعت هذه الحادثة في إطار آخر، لانتصر لهذا الرجل الملتهب كلّ العالم وقامت لأجله جيوش محتشدة، لكنّه مع الأسف الشديد لم يقرأ درس السياسة والنذالة والقوة، لم يستوعب كيف تكون إسرائيل المحظية الأولى والأخيرة لأمريكا، لم يفهم شيئا فقدّم نفسه قربانا لمن يسود العالم اليوم، يسوده الشيطان.

أستحضر في هذه اللحظات بيتا يتيما لأبي القاسم الشابي يقول فيه:

“لا عدل إلا إن تعادلت القوى // وتصادم الإرهاب بالإرهاب”

وأنا كشاعر حداثي أتفّهم مقولة الشابي، وأعلم أنّه يعني بالإرهاب اكتساب القوة ضدّ القوة، فكيف هي حالنا اليوم؟ كيف حال المواطن العربي خلال هذه الفترة الحرجة المربكة، ينهض من قبل الصباح ليركض في الأرض، يجمع قوت أطفاله وأهله وخائفا من لسانه وأقرب أحبابه وأقربائه متوجسا من كلّ شيء عالمه رعب وقلق، فقط يرتاح حين يضع رأسه على الوسادة ليغفو قليلا وينسى العالم البشع، لينسى صور أشلاء الرضع وصور الطحين المخلوط بالدم، ينسى ما لا ينسى، ويصحو باحثا عن قوت عياله وأهله، ويعرف أنّ ميزان القوى ليس في صالحه، العالم لمن يمتلك القوة والغطرسة ويمتلك مفاتيح اللعبة الجهنمية: تريد أن يستمع العالم لهذيانك، امتلك القوة…

لي قصيد يعبّر تماما عن حال العائل كلّ صباح:

“كلّ صباح تنزع عنّا الزوجات لحاف الحلم
فنزعق كالأطفال ونجفل كالأشباحْ
نتركهنّ طعاما للأبناء
وعنوانا لِجُباة مسعورين
ونوغل في الغابة دون سلاحْ
نوغل في ملكوت التجّار فرادى، مرتبكين
بكم العيش هنا؟
…………………………..
شكرا لا رغبة لي، لكنّ الأبناء
….
وأصغرهم مدّاح ملحاحْ
كلّ صباح نجمع ما قد تلفظه بوّابات غامضة
ونحيّي في أدب جمّ
رايات تتراقص في حفلات رياحْ”

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مكتب تونس

إقرأ أيضاً:

"السلام عليك يا أخي".. السيد المسيح الافتراضي يستمع لاعترافات وهموم زوار كنيسة سويسرية

ويبقى السؤال هل هي "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون؟ أم أنهم في الحقيقة يعلمون جيدًا ما يفعلونه؟"

اعلان

في سابقة فريدة من نوعها، تستقبل أقدم كنيسة في لوسيرن، سويسرا، زوارها بطريقة غير تقليدية؛ حيث يجدون أنفسهم أمام صورة ثلاثية الأبعاد مدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل السيد المسيح، لتكون جزءا من تجربة الاعتراف الحديثة التي تمزج بين التكنولوجيا والروحانية.

تعاونت كنيسة القديس بطرس في لوسيرن مع مختبر أبحاث الواقع الافتراضي بجامعة HSLU لتقديم هذا التركيب الفني التجريبي، الذي يثير تساؤلات عميقة حول الفرص والتحديات التي قد تنجم عن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الروحية.

ويتيح المشروع لزوار الكنيسة الحوار مع صورة ثلاثية الأبعاد للسيد المسيح، التي تستقبلهم بعبارة: "السلام عليك يا أخي" (دون اعتبار لجنس الشخص). وتشجعهم الصورة على البوح بما يشغل قلوبهم أو يثقلها.

يسوع يرحب بكمKatholische Kirche Stadt Luzern

يحمل هذا العمل الفني التجريبي عنوان "الإله في الآلة" (Deus in Machina)، وهو تصميم مشترك بين فيليب هاسلباور وأليوسا سموليك من مركز الواقع الغامر في جامعة هوكشوليه لوزيرن، وماركو شميد، عالم اللاهوت في كنيسة القديس بطرس.

وعلق ماركو شميد على التركيب قائلاً: "يشير العنوان إلى العلم والحكمة الإلهية، وهو استفزاز متعمد يهدف لإثارة النقاش". وأضاف: "هذا المشروع قد يثير اهتمامًا خاصًا لدى الأشخاص الفضوليين، لا سيما أولئك الذين لا تربطهم علاقة قوية بالكنيسة، لتبادل الأفكار مع يسوع الذكاء الاصطناعي".

ويهدف البرنامج إلى تشجيع التفكير النقدي بشأن حدود التكنولوجيا في سياق ديني. وأوضح الفريق أن اختيار غرفة الاعتراف لوضع التركيب جاء لأسباب عملية، حيث يسعى إلى خلق لحظات من الحميمية مع الصورة الثلاثية الأبعاد، مشددًا على أنه لا يُعتبر بديلاً عن التكفير التقليدي.

لمن يتساءل، فإن المحادثات مع "يسوع الذكاء الاصطناعي"، القادر على التحدث بـ100 لغة، لا تُعتبر اعترافات رسمية. وأوضح ماركو شميد في تصريح لموقع "سويس إنفو"، أن البرنامج تم تدريبه باستخدام الكتاب المقدس ونصوص لاهوتية متوفرة على الإنترنت، مما يفتح المجال لاحتمالية تقديم تفسيرات أو نصائح روحية قد لا تتماشى تمامًا مع تعاليم الكنيسة.

Relatedلوحة بورتريه آلان تورينغ باستخدام الذكاء الاصطناعي تباع بـ 1.32 مليون دولار في دار "سوذبيز" للمزاداتقواعد أمريكية جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في شبكات البنية التحتية بسبب الذكاء الاصطناعي.. ثلاثة ملايين وظيفة مهددة في بريطانيا

ومع ذلك، أضاف شميد: ""في جميع الاختبارات التي أجريناها حتى الآن، كانت إجابات البرنامج تتماشى مع الرؤية اللاهوتية لكنيسة القديس بطرس".

ونظرًا لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على خوارزميات تم تطويرها من قبل أطراف ثالثة، يثير المشروع تساؤلات حول آلية اتخاذ القرارات التي تعتمدها هذه الأنظمة، بالإضافة إلى طبيعة النصائح الأخلاقية التي تقدمها.

الكنيسة تدرك هذه التحديات، وتخطط لاختتام المشروع في 27 نوفمبر بعرض نتائج التجربة ومناقشتها.

ورغم ذلك، لم يمنع هذا الانتقادات الحادة على الإنترنت، حيث اعتبر العديد من المعلقين الفكرة إما سخيفة أو مسيئة بشكل كبير.

وقال أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ممازحا، "إذا لاحظت أنني غبت لبضعة أيام، ثم سمعت عن حريق في كنيسة في سويسرا، فمن المؤكد أنه لا علاقة لي به".

وقال مستخدم آخر متعجبًا: "أنا لست متدينًا جدًا، لكن أليس هذا يتعارض مع التعاليم؟"

وهنا يبقى السؤال "هل هي "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون؟ أم أنهم في الحقيقة يعلمون جيدًا ما يفعلونه؟"

المصادر الإضافية • Swissinfo

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في كتاب جديد.. البابا فرانسيس يتحدث عن إبادة جماعية محتملة في غزة في خطوة غير مسبوقة.. طهران تفتح معرضاً يضم أبرز لوحات الفن الغربي من بينها أعمال لبيكاسو وفان غوخ مساق أكاديمي عن بيونسيه في جامعة ييل.. الإرث الفني لمغنية البوب سيدرس للطلاب لتأثيره في قضايا عديدة الذكاء الاصطناعيمعرضكاثوليكيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب الله يخوض اشتباكات عنيفة جنوباً يعرض الآن Next ترامب بين الرئاسة والمحاكمة: هل تُحسم قضية ستورمي دانيالز قريبًا؟ يعرض الآن Next تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب العمال الكردستاني يعرض الآن Next تحذير أوروبي شديد اللهجة لأوربان: دعوة نتنياهو انتهاك للالتزامات الدولية يعرض الآن Next مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان اعلانالاكثر قراءة جرائم حرب وإبادة: قادة صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية.. تعرف عليهم؟ زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في حق نتنياهو وغالانت أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد فني حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان حب وجنس في فيلم" لوف" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29ضحايادونالد ترامبفلاديمير بوتينروسياالحرب في أوكرانيا قطاع غزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيلبنيامين نتنياهوغزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • عمرو خليل: إسرائيل تريد إجهاض أي محاولة لقيام الدولة الفلسطينية
  • قيادي بـ«الشعب الجمهوري»: جماعات الشر لا تريد للدولة مواصلة التنمية
  • حمدان: "إسرائيل" تريد أن تحقق في المفاوضات ما عجزت عنه في الميدان
  • أبو الغيط في منتدى حوارات روما المتوسطية: إسرائيل تريد ابتلاع كل الأرض الفلسطينية
  • إسرائيل تريد جثمان الحاخام المقتول في الإمارات غدا
  • خبير سياسة دولية: إسرائيل تريد عرقلة كل جهود التفاوض لوقف إطلاق النار
  • معاريف: إسرائيل تريد استبعاد فرنسا من أي اتفاق في لبنان
  • ماذا تريد إسرائيل من روسيا في سوريا؟
  • الصراع حول إعادة تعريف ما يمثله الإسلام في عالم القرن 21.. قراءة في كتاب
  • "السلام عليك يا أخي".. السيد المسيح الافتراضي يستمع لاعترافات وهموم زوار كنيسة سويسرية