لا زال تنظيم "داعش" الإرهابي يهدد موزمبيق الدولة الواقعة في شرق إفريقيا والتي تعد واحدة من الدول التي تتمتع بمخزون هائل من الغاز الطبيعي، إذ تصاعدت هجمات التنظيم الإرهابي منذ مطلع العام 2024، رغم الجهود التي تبذلها الدولة الإفريقية من أجل التصدى له ودحر عملياته والتقليل من حدة هجماته العنيفة خاصة شمال البلاد حيث إقليم «كابو ديلجادو» الغني بالنفط والغاز الذي يشهد وضع أمني متدهور للغاية منذ 6 سنوات خاصة في مقاطعات «ماكوميا وتشاي أوركري وميكو» بالشمال، الأمر الذي دفع بالرئيس الموزمبيقي «فيليب خاسينتو نيوسي» لزيارة الجزائر في 29 فبراير 2024، في محاولة لتعزيز التعاون مع نظيرته الواقعة بشمال إفريقيا خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيق.

إرهاب متصاعد
ورغم أن الجيش الموزمبيقي تمكن خلال الفترة الماضية من استعادة السيطرة على نحو 90% من  الأراضي التي سبق وسيطرت عليها حركة الشباب في شمال موزمبيق" المعروفة أيضًا بـ"أهل السنة والجماعة" (فرع داعش في شرق إفريقيا وتحديدًا في موزمبيق)؛ إلا أن إجمال الهجمات التي نفذها «تنظيم داعش» شمال البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية، بلغت نحو 127 هجوماً وراح ضيحتها  أكثر من 260 شخصا، وفقاً للإحصائيات الصادرة عن مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية.

وتجدر الإشارة أن التحرك المتزايد للتنظيم الإرهابي جاء استجابة للدعوة التي أطلقها المتحدث باسم داعش «أبو حذيفة الأنصاري» في 4 يناير 2024، لحث أنصاره على توسيع أعمال القتال في جميع المناطق التي ينشطون بها تحت شعار أطلق عليه «اقتلهم أينما وجدتهم»، وعلى الفور فقد استجاب عناصر «جماعة أهل السنة والجماعة» للنداء وقاموا بشن المزيد من الهجمات في محاولة منهم لإقامة الإمارة الإسلامية المزعومة في "كابو ديلجادو" المنطقة الغنية بالنفط والغاز.

تحركات رئيسية
وقد أدت هذه الهجمات إلى ثلاثة تحركات رئيسية، أولهما، توسع دائرة النزوح، حيث كشفت التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام بموزمبيق، أنه بعد هجوم عناصر من تنظيم «داعش» على السكان بقرية شيوري الواقعة جنوب إقليم "كابو ديلجادو" خاصة العاملين بالزراعة، دفع ذلك مئات المدنيين للفرار وترك منازلهم خوفا على حياتهم، واتجهوا نحو «إقليم نامبولا» المجاور.

والأمر الثاني، يكمن في تحرك الرئيس الموزمبيقي «فيليب نيوسي» داخل البلاد، حيث بعد أسبوع من هجوم التنظيم الإرهابي على الإقليم الواقع شمال البلاد، فقد زار «نيوسي» في 23 فبراير الماضي، الإقليم وتجول برفقة قوات من دولة رواندا التي تساعد نظيرتها الإفريقية منذ عام 2021 في مواجهة الهجمات الإرهابية المتصاعدة، وشكر الرئيس الجنود المشاركين في القوة الإقليمية لمحاربة الإرهاب، وشدد على ضرورة الحد من زحف الإرهابيين نحو جنوب البلاد، وعلى أثر ذلك، فقد كثف الجيش الموزمبيقي من تحركاته العسكرية في محاولة لاستعادة الأمن بهذه المنطقة.

أما الأمر الثالث، انعكس حول زيارة الرئيس «نيوسي» إلى الجزائر في 29 فبراير 2024، أجرى خلالها مباحثات مع نظيره الجزائري «عبدالمجيد تبون» الذي أكد علي وقوف بلاده إلى جانب موزمبيق في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومن جهته، فقد أفاد  وزير الداخلية الموزمبيقي «باسكوال روندا» في 2 مارس 2024، خلال كلمته التي ألقاها بالمصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المنظمة بالسحاولة بالجزائر، بأن بلاده تسعى للاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود, وتسعى لتنسيق الجهود وتعزيز التعاون المشترك بهذا المجال.

تعزيز التعاون 
وحول ما تقدم، يقول هشام النجار، الباحث في شؤون حركات التيارات الإسلامية، أن الدول الأفريقية عموما في حاجة ماسة للاعتماد على قدراتها الخاصة وإمكانياتها لتطوير نفسها وتقوية جيوشها وجعلها أكثر تماسكا وقوة وفعالية، في ضوء انشغال القوى الغربية والدولية بملفات أخرى غير ملف الإرهاب مثل الحروب في اوكرانيا وغزة وغيرها، خاصة بعدما ثبت بالتجربة العملية في منطقة الساحل الإفريقي على سبيل المثال أن تعويض القوات الفرنسية بشركة فاغنر لم يجدي في ملف مكافحة الإرهاب ولم يصنع فارقا بل ازدادت الأوضاع سوءا وتضاعف نفوذ الإرهابيين وجماعات التمرد المسلحة.

ولفت «النجار» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن هناك أولوية بشأن موزمبيق وغيرها من الدول الأفريقية المستهدفة بأن تزيد اعتمادها على قدراتها وإمكانياتها في ملف مكافحة الإرهاب وان تشكل مع جيرانها تكتلات للتعاون لهذا الغرض، وتعزيز التعاون ايضا مع  الدول العربية التي تعطي أولوية لملف مكافحة الإرهاب وجادة في مكافحته وتجمعها مع الدول الأفريقية مصالح وأهداف مشتركة مثل مصر والسعودية والإمارات.

وأضاف أن شبكة داعش باتت عالمية، وملخص المعادلة الناجحة افريقيا في مكافحة الإرهاب والقضاء على داعش هو استقرار سياسي وجيش قوى ووضع اقتصادي واجتماعي متماسك وإدارة وحوكمة رشيدة وعادلة تمنع مثل تلك الجماعات من التغلغل وتجنيد أفراد وإيجاد ملاذات حاضنة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إرهاب داعش مکافحة الإرهاب

إقرأ أيضاً:

62.7% حصة آسيا من الشركات متعددة الجنسيات التي استقطبتها غرفة دبي العالمية في 2024

 

كشفت غرفة دبي العالمية، إحدى الغرف الثلاث المنضوية تحت مظلة غرف دبي، أن 62.7% من الشركات متعددة الجنسيات التي استقطبتها الغرفة إلى دبي خلال العام 2024، جاءت من آسيا، مما يجسد تنامي دور دبي كوجهة استثمارية رئيسية بالنسبة للشركات الدولية.
وأظهرت الغرفة تنوعاً في جنسيات وأسواق الشركات متعددة الجنسيات التي جذبتها عبر شبكة مكاتبها التمثيلية الخارجية حول العالم، حيث استحوذت أمريكا اللاتينية على 11.8% من اجمالي الشركات متعددة الجنسيات التي جذبتها غرفة دبي العالمية خلال العام الماضي، في حين استحوذت أوروبا على ذات النسبة (11.8%)، فيما بلغت حصة منطقة الشرق الأوسط وأوراسيا 9.7%. وبلغت حصة القارة الافريقية 2% من إجمالي الشركات التي تم استقطابها، وكذلك استراليا بنسبة 2%.
وحول أبرز القطاعات التي تعمل بها هذه الشركات، فقد استحوذت 5 قطاعات على 50% من الشركات متعددة الجنسيات التي استقطبتها الغرفة العام الماضي، وذلك بحصة 10% لكل قطاع، وتضمنت هذه القطاعات كلاً من قطاع الإنشاءات بالإضافة إلى قطاع التجارة والخدمات اللوجستية، إلى جانب قطاع التصنيع، فضلاً عن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات بما يشمل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والـ “بلوك تشين”، بالإضافة إلى قطاع التجزئة والأزياء والسياحة والسفر والضيافة.
وفيما تخصصت 8% من الشركات متعددة الجنسيات التي استقطبتها غرفة دبي العالمية خلال العام 2024 في قطاع التنقل والنقل الجوي والفضاء والنقل ذاتي القيادة والنقل التقليدي، استحوذت 3 قطاعات على 18% من اجمالي الشركات متعددة الجنسيات التي تشاركت مجموعة من القطاعات حيث استحوذ كل منها على 6% من إجمالي الشركات، وتشمل قطاع الرعاية الصحية والأدوية، وقطاع التمويل والمصارف والخدمات المصرفية الاستثمارية، إلى جانب قطاع الطاقة والنفط والغاز والطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة.
وكانت غرفة دبي العالمية قد نجحت خلال العام 2024 باستقطاب 51 شركة متعددة الجنسيات مقارنة بـ 33 شركة في 2023، بنمو بنسبة 55%.وام


مقالات مشابهة

  • 62.7% حصة آسيا من الشركات متعددة الجنسيات التي استقطبتها غرفة دبي العالمية في 2024
  • وادي محرم.. البلاد التي نُغادرها ولا تُغـادرنا
  • ميتو: كان على الكوني التوجه للسلطات التشريعية بدلًا من الجلوس مع سفير بريطانيا
  • مرصد الأزهر يشيد بجهود الصومال وبونتلاند في مكافحة الإرهاب ويدعو لاستراتيجية شاملة
  • هل تنجح قمة القاهرة في مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية؟
  • ثاني شركة خاصة بالعالم تنجح في الهبوط على سطح القمر
  • مكافحة الإرهاب في الساحل.. بين الضرورات الأمنية والتحديات السياسية
  • شركة أمريكية خاصة تنجح في الهبوط بمركبة غير مأهولة على سطح القمر
  • الناتو: أمريكا "ملتزمة بدعم الحلف"
  • النيجر تودّع أبطالها.. تفاصيل هجوم للقاعدة أسفر عن مصرع 11 جنديًا قرب حدود الجزائر