البوابة نيوز:
2024-12-26@22:46:54 GMT

ألاعيب الأنوثة والذكورة في Poor Things

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

في فيلمه الأخير poor things، ظهر المخرج الإجريجي يورجوس لانثيموس كشخص ناضج فنيا بشكل كبير. أتذكر أنني شاهدت للإنثيموس منذ زمن بعيد فيلمه dogtooth الصادر عام 2009 ولم يعجبني بسبب كتابته الغارقة في الذهنية والذي بدا كفيلم تعليمي يبسط إلى طلبة المعرفة نظرية ما، وفي الأفلام التي تلت dogtooth بدأ لانثيموس يسير على نفس النسق مع تطور ملحوظ في فلسفته الخاصة بعلاقة الصورة بالنص، مثلا في فيلمه مقتل الغزال المقدس the killing of a sacred deer الصادر عام 2017 كانت كل الأحداث تسبح في فضاء أزرق متعدد التونات.


 فجأة، قرر لانثيموس أن يتوقف عن كتابة أفلامه، ويسمح لقصص أخرى (كتبت منذ سنين وعرضت على الناس) أن تتحول إلى أعمال سينمائية، أيضا، قرر أن يسمح لأعماله بمشاركة ممثلين لديهم خبرة كبيرة كفيلة أن تضيف للمشاهد بعدا آخر خارج توقعات المخرج، وهذا تجلي في فيلمه السابق "الفائدة" the favourite 2018 وازدهر في فيلمه الأخير 2023 poor things، مع تطور ملحوظ أيضا في تكنيك التصوير.

في poor things اتخذ لانثيموس منحًا تجريبيا واسعا في التصوير حيث فرد مساحات ضخمة ومرعبة للـ"موشن جرافيك"، وأصبح لديه جدلية تؤرقه في علاقة الفيجرز figures بالخلفيات، فلو كانت شخصية ترتدي ثوبًا به تونات tones من الأزرق والأحمر والأصفر؛ فما المانع أن يكون الفراغ المحيط بتلك الشخصية عبارة عن منحنيات من الأزرق والأحمر والأصفر؛ وبالتالي تظهر الشخصيات وكأنها قطعة منتزعة من فراغ شاسع وواسع، وهذا خدم النص بشكل كبير حيث جعل الصراع الدائر بين الانثى والذكور كأنه صراع بين إله الأنوثة وإله الذكورة في حضارة من الحضارات القديمة.
لك أن تتخيل كيف أن الجموح الذكري وهوسه بالاكتشاف وتعرية الأشياء يقود الدكتور جودين باكستر (لعب دوره ويليام دافو) الذي لقى جثة لسيدة انتحرت (لعبت دورها إيما ستون) وهي حامل لأن يفحص الجثة فيجد أن الأم قد ماتت بالفعل لكن الجنين لازالت به الروح، فيخرج الجنين ويفتح رأسه وينتزع منها المخ ليركبه في رأس الأم بدلا من مخها التالف فيبدأ جسمها الأنوثي الناضج في التحرك من جديد ولكن بعقل جنين لم يتعلم فروض المجتمع ووصاياه لكن الجسم أنوثي فارع وجاذب يتحرك وفق أحاسيسه بلا ضبط أو ربط.
 هذا الجسم (بيلا باكستير- إيما ستون) يكتشف أن مداعبته تشعره بالسعادة، فأصبح يدخل مع كل من يقابله في دائرة المداعبات تلك، وهذا جعل الذكور، الذين خلقوه وحاولوا امتلاكه، في حالة تطاحن مع بعضهم طيلة الوقت، الدكتور الذي خلقها يحبها لكنه عاجز جنسيا فيفرض على تلميذه (لعب دوره رامي يوسف) أن يتزوجها في مقابل عقد يمتلكهما بها للأبد، فيشعر المحامي الذي استدعاه الطبيب لإبرام التعاقد (لعب دوره ماك روفالو) بشئ غير إنساني وأخلاقي في هذا العقد فيقرر أن يأخذ بيلا ويهرب بها لمكان بعيد ويحاول أن يمتلكها أيضا.
وخلال الرحلة يتعرض لانهيارات بسبب عدم استطاعته السيطرة على جموحها الجنسي حيث مارست الحب مع كل شخص قابلته في تلك الرحلة، وأخدت فلوسه كلها وأنفقتها على الغلابة والمساكين وأصبح هو متسولا في شوارع باريس، أما هي فقد عثرت على بيت للبغايا في أحد ضواحي باريس احتواها وأحبته جدا حيث في هذا البيت تستطيع أن تلتقي إناسا يداعبوها ويوصلونها للسعادة ويمنحونها نقودا أيضا.
 أصبح التعامل مع هذا العدد الضخم من الرجال يحل لديها الأزمة التي بسببها امتلاك ذكر واحد لها، ففي مشهد تقول للمحامي بعد أن مارسا الحب: "هذا شئ جميل جدا لماذا لا نفعله مرة أخرى الآن" فرد عليها بأن الذكر له حدود وليس كما الأنثى.
ألاعيب الذكورة والأنوثة غلفت محور أعظم أعمال أوربا سواء في الأوبرا والمسرح والسينما والفن التشكيلي.. لا ننسى مثلا بجامليون لجورج برناد شو وأوبرا كارمن لبيزيه وبيلا دي جور للويس بونويل لتتوج هذه المسيرة في الفن الأوربي بفيلم الأشياء المسكينة أو poor things للانثيموس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: لانثيموس مهرجان برلين إيما ستون رامي يوسف نسوية أنوثة فی فیلمه poor things

إقرأ أيضاً:

الحَلبوسي في الميزان !

بقلم : د. سمير عبيد ..

ملاحظة :
ليس من عادتي اتناول الأشخاص لأشخاصهم .بل أتناول سلوكهم السياسي ماداموا يعملون في الشأن العام. وعندما أخترت العنوان ( الحلبوسي في الميزان) لا أقصد شخصه بل اقصد الحالة الحلبوسية المثيرة للجدل !
أولا:-
هناك موضوع في غاية الأهمية وهو ان في البيئة السنية لا توجد مرجعية دينية يلتف حولها السنة في العراق مثلما هو موجود في البيئة الشيعية “المرجعية الشيعية ” بحيث العودة لها عند المحن وعند الأزمات الشيعية وغيرها .بل في البيئة السنية يتبعون من يكون كبير في الدولة والمنصب ليكون هو رمزهم ويلتفون حوله ويصبح زعيما لهم . ولقد قرأها الحلبوسي بشكل جيد. مع العلم هو قادم من عشيرة صغيرة قياساً بالعشائر والقبائل الكبيرة في الأنبار والبيئة السنية والمعروفة بالإسم والعدد( ولهذا حارب الحلبوسي صعود السيد سليم العيساوي ليكون رئيسا للبرلمان العراقي ) لأن صعود العيساوي يعني نهاية الحلبوسي ومشروعه في الأنبار والبيئة السنية .ناهيك ان الحلبوسي اعتمد على المال ليكسب ابناء العشائر الأخرى وبنفس الوقت شق وفتّتَ العشائر والقبائل الكبيرة التي استعصت عليه من خلال شراء الولاءات . ناهيك انه اعتمد على الاستشارات التي تأتي اليه من أبيه ” القائد البعثي” ورفاق أبيه وغيرهم .وعندما أمتلأت حقائبه وحساباته بالاموال استطاع ان يشتري الاستشارات من منظمات ومعاهد أجنبية متخصصة وهي التي تعطي استشاراتها لمن يدفع . وهذا لم يفعله خصومه في البيئة السنية لأنهم تقوقعوا على اموالهم التي انتفخت…
ثانيا:-
من الجانب الآخر لم يجد الحلبوسي المعارضة الصلبة من الشيعة. بل نجح بشراء ذمم ساسة ونواب وإعلاميين وصحفيين شيعة . وايران نفسها جعلت الحلبوسي بعبع ضد جهات سنية وكذلك استخدمته ورقة ابتزاز هنا وهناك. ولهذا بقي الحلبوسي لاعبا في الساحة السياسية العراقية .علما كان يفترض ان يكون في السجن الآن ،وكان يفترض منعه قضائيا من ممارسة السياسة بسبب الكذب والتزوير الذي قام به .وبسبب حنثه في اليمين ،وعلاقاته مع جهات اسرائيلية ” حسب ما اشيع ونشر “.ولكن إيران التي تعتبر اللاعب القوي في العراق والآمر الناهي في الملعب الشيعي هي التي ابقت على الحلبوسي كارت تلعب فيه وهي التي تحرك وتوقف تقارب الشيعة نحوه وحسب مصالحها هي!
ثالثا:-
وإلحاقاً بما تقدم شعر الحلبوسي انه شخصية سياسية محورية ولا يمكن الاستغناء عنها( اي وقع في الوهم القاتل ) وهذا ما خططت له ايران لكي يبقى متوسلا بها .ولهذا ارتكب الحلبوسي أخطاء شنيعة تجاه الأكراد ” جناح أربيل” عندما استعدى أربيل بحيث انغمس مع السليمانية / جناح حزب الاتحاد وصعّدَ ضد أربيل ظنا منه سوف يكسب إيران أكثر وأكثر . وفي نفس الوقت ليكون ذو قيمة عند تركيا وأردوغان فيحظى بدعم تركيا بعد ان تذبذبت حظوظه في دول الخليج (فدولة قطر لا تثق بالحلبوسي ولديها حلفاء سنة غير الحلبوسي من مدرسة الاخوان المسلمين ومناصري الحركات الجهادية . والإمارات تعتبر الحلبوسي غير مؤتَمن ويلعب على الحبال لاهداف نفعية!) …بحيث ان الحلبوسي لم ينتبه حتى لتصرفات زوجته التي تهدم بشعبيّته وتهدم بطموحاته شعبيا ووطنيا واقليميا عندما ( عاشت اللقطة ولازالت ) وتقدم نفسها ( السيدة الاولى ) اينما ذهبت ولديها مواكب مضللة وحمايات وجيوش إلكترونية .وهو ادعاء وتزوير يحاسب عليه القانون لانه ليس قط الدستور سيدة اولى. ولكن الأجهزة الامنية ووزارة الداخلية والحكومة لم يقوموا بواجباتهم ويمنعوا هذه المظاهر وهذا اللقب المزور !
رابعا:-
من الجانب الدولي أرتكب الحلبوسي مخالفات كثيرة ( بل ارتكب حماقات سياسية كبيرة فرمى على قدميه ومستقبله السياسي الرصاص ) .علما ومن معلومات مؤكدة حصلت عليها قبل سنوات من جهات اجنبية مهمة ان الحلبوسي تم اختياره من قبل المحفل الدولي ” السري” ليكون بديلا عن الراحل جاسم الخرافي ” رئيس مجلس الامة الكويتي المتكرر” وبديلا عن نبيه بري ” رئيس مجلس النواب منذ ٢٥ سنة في لبنان ” ولمن لا يعرف ان الخرافي ونبيه بري هما اعمدة مهمة جدا لدى المحفل في منطقة الشرق الأوسط. فالاول رحل عن الدنيا والآخر قد شاخ وهرم!
وبالفعل فتح المحفل الابواب كلها للحلبوسي اول صعوده ،والتقوا به في الولايات المتحدة واول وصوله اطلقت المدفعية الخاصة بالمحفل ” عدة إطلاقات ترحيباً بالقائد الجديد في الشرق الأوسط ،واعطوه رئاسة البرلمان العراقي حينها ” ولكنهم اكتشفوا في آخر المطاف انه مراهق سياسي ،وغير منضبط ،وتنقصه الكياسة، ومراوغ وكذاب ووقع في التزوير والفساد والحنث في اليمين ، ولم يتلتزم بتعليمات المحفل الصارمة فقرروا سحب البساط من تحت اقدامه. ومباشرة سحب نفسه عن الحلبوسي الزعيم مسعود البارزاني . وكذلك أمير قطر ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد وكذلك اردوغان والعاهل الأردني وكثيرين سحبوا انفسهم عن دعم الحلبوس. بحيث اعطت إيران الضوء الاخضر للمالكي ليقنعه بترشيح ” المشهداني” بديلا عنه وعن العيساوي ففرح كثيرا وظن ان ايران لازالت تدعمه وهو لا يعرف ان إيران استخدمته لمصالحها وربما هو الاستخدام الأخير !
خامسا:-
بحيث حتى عندما اراد الحلبوسي استغلال مشروع ( التغيير القادم ) في العراق ليكون جزء منه فسافر إلى الولايات المتحدة ومعه حقائب مليئة بملايين الدولارات ونثرها على منظمات صنع اللوبيات في أمريكا ولم يحصل على شيء . بحيث رفض مقابلته مستشاري الرئيس ترامب وكذلك رفض مقابلته رفيق ترامب الجديد وهو إيلون ماسك ( رفض حتى التقاط صورة مع الحلبوسي) وكثير من الرموز الاميركية رفضت التقاط صورة مع الحلبوسي. وابلغوه انه من ضمن المشمولين بالتغيير ولا توجد فرصه له ليكون جزء من النظام الجديد . فعاد فارغ اليدين ومحطم الاماني فسارع ليكون جزء من تحالف سيا سي جديد ليفرض نفسه رقما في المعادلة القادمة بعد التغيير ( وهذا غباء سياسي ونقص في قراءة مايحدث في المنطقة والعالم ! ) لان القادم ليس له علاقة بالدستور الجديد ولا بقوانين الانتخابات ولا بالعملية السياسية الحالية. فهذه العناوين كلها سوف تُجمّد ويكون هناك منطق جديد ونظام جديد ومرحلة انتقالية ( يحاسب من خلاها جميع رموز العملية السياسية وكل حسب فساده ومخالفاته وانتهاكاته) !
سمير عبيد
٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • الحَلبوسي في الميزان !
  • نصار زار بكركي لتهنئة الراعي بعيد الميلاد... وهذا ما أطلعه عليه
  • قائد الجيش غادر إلى السعودية.. وهذا ما سيبحثه هناك
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
  •  نتنياهو يتوعد الحوثيين: سيتعلمون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وآخرون
  • "دموع ميلي بوبي براون تودّع Stranger Things: "لست مستعدة لترككم"
  • سيناريوهات ما بعد الـ 60 يوماً..
  • “لقاء الأربعاء”
  • بري يدعم اجتماع السرايا.. وهذا ما قيل عن ترشيح قائد الجيش
  • ألقى بنفسه من الطابق الـ 3 في طرابلس.. وهذا ما حلّ به