البوابة نيوز:
2024-07-02@00:16:27 GMT

ألاعيب الأنوثة والذكورة في Poor Things

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

في فيلمه الأخير poor things، ظهر المخرج الإجريجي يورجوس لانثيموس كشخص ناضج فنيا بشكل كبير. أتذكر أنني شاهدت للإنثيموس منذ زمن بعيد فيلمه dogtooth الصادر عام 2009 ولم يعجبني بسبب كتابته الغارقة في الذهنية والذي بدا كفيلم تعليمي يبسط إلى طلبة المعرفة نظرية ما، وفي الأفلام التي تلت dogtooth بدأ لانثيموس يسير على نفس النسق مع تطور ملحوظ في فلسفته الخاصة بعلاقة الصورة بالنص، مثلا في فيلمه مقتل الغزال المقدس the killing of a sacred deer الصادر عام 2017 كانت كل الأحداث تسبح في فضاء أزرق متعدد التونات.


 فجأة، قرر لانثيموس أن يتوقف عن كتابة أفلامه، ويسمح لقصص أخرى (كتبت منذ سنين وعرضت على الناس) أن تتحول إلى أعمال سينمائية، أيضا، قرر أن يسمح لأعماله بمشاركة ممثلين لديهم خبرة كبيرة كفيلة أن تضيف للمشاهد بعدا آخر خارج توقعات المخرج، وهذا تجلي في فيلمه السابق "الفائدة" the favourite 2018 وازدهر في فيلمه الأخير 2023 poor things، مع تطور ملحوظ أيضا في تكنيك التصوير.

في poor things اتخذ لانثيموس منحًا تجريبيا واسعا في التصوير حيث فرد مساحات ضخمة ومرعبة للـ"موشن جرافيك"، وأصبح لديه جدلية تؤرقه في علاقة الفيجرز figures بالخلفيات، فلو كانت شخصية ترتدي ثوبًا به تونات tones من الأزرق والأحمر والأصفر؛ فما المانع أن يكون الفراغ المحيط بتلك الشخصية عبارة عن منحنيات من الأزرق والأحمر والأصفر؛ وبالتالي تظهر الشخصيات وكأنها قطعة منتزعة من فراغ شاسع وواسع، وهذا خدم النص بشكل كبير حيث جعل الصراع الدائر بين الانثى والذكور كأنه صراع بين إله الأنوثة وإله الذكورة في حضارة من الحضارات القديمة.
لك أن تتخيل كيف أن الجموح الذكري وهوسه بالاكتشاف وتعرية الأشياء يقود الدكتور جودين باكستر (لعب دوره ويليام دافو) الذي لقى جثة لسيدة انتحرت (لعبت دورها إيما ستون) وهي حامل لأن يفحص الجثة فيجد أن الأم قد ماتت بالفعل لكن الجنين لازالت به الروح، فيخرج الجنين ويفتح رأسه وينتزع منها المخ ليركبه في رأس الأم بدلا من مخها التالف فيبدأ جسمها الأنوثي الناضج في التحرك من جديد ولكن بعقل جنين لم يتعلم فروض المجتمع ووصاياه لكن الجسم أنوثي فارع وجاذب يتحرك وفق أحاسيسه بلا ضبط أو ربط.
 هذا الجسم (بيلا باكستير- إيما ستون) يكتشف أن مداعبته تشعره بالسعادة، فأصبح يدخل مع كل من يقابله في دائرة المداعبات تلك، وهذا جعل الذكور، الذين خلقوه وحاولوا امتلاكه، في حالة تطاحن مع بعضهم طيلة الوقت، الدكتور الذي خلقها يحبها لكنه عاجز جنسيا فيفرض على تلميذه (لعب دوره رامي يوسف) أن يتزوجها في مقابل عقد يمتلكهما بها للأبد، فيشعر المحامي الذي استدعاه الطبيب لإبرام التعاقد (لعب دوره ماك روفالو) بشئ غير إنساني وأخلاقي في هذا العقد فيقرر أن يأخذ بيلا ويهرب بها لمكان بعيد ويحاول أن يمتلكها أيضا.
وخلال الرحلة يتعرض لانهيارات بسبب عدم استطاعته السيطرة على جموحها الجنسي حيث مارست الحب مع كل شخص قابلته في تلك الرحلة، وأخدت فلوسه كلها وأنفقتها على الغلابة والمساكين وأصبح هو متسولا في شوارع باريس، أما هي فقد عثرت على بيت للبغايا في أحد ضواحي باريس احتواها وأحبته جدا حيث في هذا البيت تستطيع أن تلتقي إناسا يداعبوها ويوصلونها للسعادة ويمنحونها نقودا أيضا.
 أصبح التعامل مع هذا العدد الضخم من الرجال يحل لديها الأزمة التي بسببها امتلاك ذكر واحد لها، ففي مشهد تقول للمحامي بعد أن مارسا الحب: "هذا شئ جميل جدا لماذا لا نفعله مرة أخرى الآن" فرد عليها بأن الذكر له حدود وليس كما الأنثى.
ألاعيب الذكورة والأنوثة غلفت محور أعظم أعمال أوربا سواء في الأوبرا والمسرح والسينما والفن التشكيلي.. لا ننسى مثلا بجامليون لجورج برناد شو وأوبرا كارمن لبيزيه وبيلا دي جور للويس بونويل لتتوج هذه المسيرة في الفن الأوربي بفيلم الأشياء المسكينة أو poor things للانثيموس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: لانثيموس مهرجان برلين إيما ستون رامي يوسف نسوية أنوثة فی فیلمه poor things

إقرأ أيضاً:

جولة لمراقبي وزارة الاقتصاد في الجنوب.. وهذا ما تبين

قام مراقبو وزارة الإقتصاد والتجارة مصلحة حماية المستهلك في محافظة النبطية بمتابعة من رئيس المصلحة محمد بيطار بجولات تفتيشية على المؤسسات التجارية والسوبر ماركات ومحال اللحوم والخضار والفاكهة ومحطات المحروقات في أحياء مدينة النبطية وسوق الإثنين التجاري وفي بلدة كفررمان وبلدة القليعة قضاء مرجعيون وكيل ورصرصة صهاريج محروقات في منشأة النفط منطقة الزهراني إضافة إلى صدور نتائج عينات المياه المكررة وعددها "٥" والتي سحبت الأسبوع الماضي.

وأتت نتائج 4 عينات مطابقة وعينة غير مطابقة، وقد سطر محضر ضبط بحق صاحبها ووجه له إنذار بضرورة إصلاح الخلل خلال عشرة أيام ليسحب عينة ثانية ليبنى على الشيء مقتضاه.

مقالات مشابهة

  • كيف يصنع القرار؟
  • ميقاتي استقبل سفير قطر.. وهذا ما قيل عن دعم الجيش
  • هل استعاد حزب الله حاضنته الوطنية فعلاً؟
  • جولة لمراقبي وزارة الاقتصاد في الجنوب.. وهذا ما تبين
  • تحذير من خطر الغرق... وهذا ما دعا اليه الدفاع المدني
  • مليشيا الحوثي تعلن عن ‘‘بند جديد’’ في مفاوضات عمان.. وهذا ما طلبته من السعودية
  • عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي وهذا ما يجب فعله للوقاية
  • صوت قويّ يهز بيروت.. طائرة في السماء وهذا ما حصل!
  • معجبة تطلب الزاواج من كاظم الساهر.. وهذا ردّه
  • بارولين غادر لبنان...وهذا ما حمله معه من انطباعات