ترامب الأوفر حظا.. العالم يترقب «الثلاثاء الكبير» في الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
قال ياسر نور الدين، مراسل القاهرة الإخبارية في ماساتشوستس، إنّ الانتخابات التمهيدية الأمريكية تشهد إقبالًا ضعيفًا في «الثلاثاء الكبير» إذ إنّ اليوم يوم عملٍ وفُتحت أبواب الاقتراع بالفعل في الصباح الباكر، لكن الولاية وعلى صفحتها الرسمية، قد أعلنت بأنّه للجان الانتخاب الحرية الكاملة للفتح مبكرًا قليلًا.
وأضاف «نور الدين»، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الاقتراع سيتم على مدار اليوم حتى الساعة 8 مساء هذا اليوم، ومن المتوقع أن يكون الإقبال أكثر في الظهيرة بين ساعات العمل، علمًا بأنّ نتيجة الانتخابات سواء في هذه الولاية أو الولايات الـ15 من المرجح ألا تخرج نتائجها، اليوم، نظرًا لأنّ التصويت يقع في 6 مناطق زمنية مختلفة.
وأشار إلى أنّ دونالد ترامب أوفر حظًا خاصةً بعد حكم المحكمة الاتحادية العليا برفض استبعاد اسمه في صناديق الاقتراع، وبعد ذلك رفعت اسمه أيضًا ولايتي مين وإلينوس، وعلى الجانب الآخر هناك حظوظ لاحت بالأفق بعدما فازت منافسته نيكي هيلي في مدينة واشنطن دي سي، والتي كانت مفاجأة للكثيرين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القاهرة الإخبارية ترامب الثلاثاء الكبير
إقرأ أيضاً:
ترامب المصارع أو التجسيد المفضوح للإمبريالية الأمريكية
لا ستر ولا ستار أمام سياسة ترامب الإمبريالية سوى زجاج شفاف، فهو على عكس من سبقه من رؤساء أمريكا يعملون وراء ستائر الديمقراطية، وحجب حقوق الإنسان للوصول إلى الهدف المنشود، هو يفعل ما يقول، يفكر بصوت عال ليسمعه من يحاول تصنع الصمم.
قبل بدء ولايته الثانية التي فاجأت الجميع، وأول المتفاجئين منافسته كامالا هاريس التي اعتقدت أن الفوز على هذا «المصارع» سهل المنال، خاصة وأن مجموعة من القضايا الجنائية تلاحقه في المحاكم منها حالات اغتصاب، وتهرب ضريبي، والاحتفاظ بوثائق سرية في منزله (أعطى ترامب صفة المصارع في العام 2007 عندما واجه خصمه فانس مكماهون رئيس اتحاد المصارعة الحرة، وكسب الرهان وحلق له رأسه على حلبة المصارعة) هذا المشهد فوق حلبة المصارعة يلخص شخصية الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة.
في ولايته الأولى كان تركيزه على جمع المال من أجل «عودة أمريكا العظمى» بالتهديد والوعيد، بدأ ولايته بزيارة السعودية فحصل على 400 مليار دولار، ثم هدد دول الخليج برفع الحماية إذا لم يدفعوا «ضريبة بدل حماية» ثم هدد الدول الأعضاء حلف شمال الأطلسي بالسماح لروسيا بغزوها إذا لم تدفع مخصصاتها، ولم يتوان عندما خسر الانتخابات أمام خصمه جو بايدن من رفض النتائج معتبرا أنه هو من فاز بهذه الانتخابات، وقاد «ذو القرنين» الدهماء في الحملة الشهيرة مع مجموعة كبيرة من مؤيديه على مبنى الكابيتول والتي أذهلت العالم بأن تتم مثل هذه المشاهد في الدولة الديمقراطية الأولى، ويخال المرء أنها مشاهد في دولة بدائية من تاريخ آخر.
مع بداية ولايته الثانية عاد فكرر شراهته للدولار عندما طالب المملكة العربية السعودية باستثمار مبلغ بليون دولار في أمريكا بدل 600 مليار قدمها ولي العهد محمد بن سلمان مقابل زيارة للرياض (فهل هو ابتزاز للسعودية، أم شراء رضى ترامب؟) وتمادى بطلبه منها ومن منظمة الأوبك بتخفيض سعر النفط، وتخفيض سعر الفائدة في كل أنحاء العالم، وقال:» مع أسعار النفط التي ستنخفض، أطالب بخفض معدلات الفائدة فورا وبالطريقة نفسها. يجب أن تنخفض في كل أنحاء العالم».
وفي خطاب تنصيبه أعلن الرئيس ترامب بأنه قد يفرض رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على الواردات من كندا والمكسيك في موعد أقربه الأول من شباط/فبراير، بينما تعهّد بإجراءات ضد بلدان أخرى كجزء من سياسة واشنطن التجارية الجديدة، وهدد قبل توليه الرئاسة بفرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الأوروبية، وتقليص الدعم لأوكرانيا، وإعادة تقييم تمويل حلف شمال الأطلسي، وأكبر المتضررين في أوروبا ستكونان ألمانيا وفرنسا أكبر اقتصادين في الاتحاد الأوروبي.
هذه السياسة التهديدية ستواجه برد فعل مماثل من قبل الدول المهددة وهذا يعني بداية حرب اقتصادية بين أمريكا ودول العالم المعنية، وأمر ترامب بعد ساعات من توليه منصبه يوم الاثنين بتعليق برامج المساعدات الخارجية في المجال التنموي لحين تقييم مدى كفاءة هذه المساعدات، واتساقها مع سياسته الخارجية، واستثني مصر وإسرائيل من هذا القرار.
الإمبريالية تطلق على كل دولة لها جيش خارج حدودها، خاصة بهدف احتلال أراضي دولة أخرى، إمبريالية ترامب تجلت، حتى قبل بدء تسلمه السلطة، برغبته الملحة على ضم كندا بكل بساطة، واعدا بخفض ضرائبها في حال باتت ولاية أمريكية، ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بأنه «حاكم كندا» وقال: «إنه في حال أصبحت كندا ولايتنا رقم 51، فإن ضرائبها سوف تنخفض بأكثر من 60 في المئة وسوف تتضاعف أعمالها على الفور». (كندا تعتبر ثاني أكبر مساحة جغرافية في العالم بعد روسيا، ودولة غنية بالنفط، والمعادن، والمواد الغذائية).
لكن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو أجابه إنّ «كندا لن تكون أبدا، على الإطلاق، جزءا من الولايات المتّحدة».
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أنّ «تصريحات الرئيس المنتخب ترامب تظهر عدم فهم كامل لكون كندا بلدا قويا. ولن ننحني أبدا في مواجهة التهديدات». ولم يكتف ترامب بنيته ضم كندا، بل أضاف إليها رغبته في ضم غرينلاند وقال في مؤتمر صحافي في السابع من يناير/ كانون الثاني إنه لن يستبعد استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية للسيطرة على الجزيرة القطبية الشمالية.
وفي مكالمة هاتفية مع رئيسة الوزراء الدانماركية (غرينلاند تتبع للدانمارك) ميت فريدريكسن تحولت إلى مواجهة نارية وكان ترامب عدوانيا وهدد بفرض رسوم جمركية على الدانمارك (الحليفة في حلف الناتو) ويتابع ترامب سياسته الإمبريالية بمد سيطرته على قناة بنما ورد عليه رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو بالقول:» تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب التنصيب تعهد فيها باستعادة قناة بنما إن القناة بنمية وستبقى كذلك».
وقام بتغيير اسم «خليج المكسيك» إلى «الخليج الأمريكي». كل هذه الأمور مجتمعة تنم عن الشخصية المزهوة بالنفس للرئيس الأمريكي العائد إلى السطلة للمرة الثانية وفي جعبته أحلام إمبراطورية كبيرة تضاف إلى الإمبريالية الأمريكية، هذا في الوقت الذي قامت أمريكا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا بدعم هذه الأخيرة بكل الأسلحة والمال، وتهاجم روسيا كدولة احتلال تريد قضم أكبر قدر ممكن من الأراضي الأوكرانية بعد ضمها لجزيرة القرم، ودعمت إسرائيل بكل أنواع الأسلحة والذخائر للسيطرة على غزة الضفة الغربية.
وألغى ترامب كل العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على مؤسسات ومستوطنين إسرائيليين، وعلى منع بيع دولة الاحتلال القنابل بزنة 2000 رطل، بل ويؤيد خطة ترحيل فلسطينيي غزة إذ طلب من العاهل الأردني أن يستقبل جزءا منهم، ومن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يستقبل جزء آخر وقال عن غزة:» إنه مكان مدمر حرفيا، تقريبا كل شيء مدمر، والناس يموتون هناك، لذلك أفضل المشاركة مع بعض الدول العربية، وبناء سكن في موقع مختلف حيث يمكنهم العيش في سلام من أجل التغيير « أي بعبارة أخرى «الترانسفير» لإهداء إسرائيل نصرا لم تستطع تحقيقه ضد إرادة الشعب الفلسطيني، والتهرب من حل الدولتين. هذه السياسية الإمبريالية العدوانية ليس من شأنها تحقيق السلام كما يزعم الرئيس «المصارع» بل ستؤجج التوترات التي ربما أدت إلى حروب ونزاعات لا تؤمن عواقبها، وتحرق النار موقد النار.
القدس العربي