النصر والوحدة يختبران صدارة السيب ووصافة النهضة .. غداً
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
تجري مساء الغد مباراتان ضمن منافسات الأسبوع الثالث عشر من مسابقة دوري عمانتل لكرة القدم حيث يلعب الوحدة مع ضيفه النهضة على أرضية مجمع صور الرياضي عند الساعة الخامسة وعشرين دقيقة عصرا، وبعدها يحل السيب رائد جدول الترتيب ضيفا ثقيلا على النصر على أرضية مجمع السعادة الرياضي بصلالة بحلول الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة.
الوحدة – النهضة
يبحث النهضة عن سابع انتصاراته في مسابقة الدوري عندما يحل ضيفا ثقيلا على الوحدة المترنح مساء الغد ضمن منافسات الأسبوع الثالث عشر، متطلعا لتقليص الفارق النقطي مع السيب المتصدر، إذ لا زال يتشبث بوصافة جدول الترتيب برصيد 23 نقطة متفوقا بفارق الأهداف فقط عن نادي عمان ثالث الترتيب، ومتخلفا بفارق تسع نقاط عن السيب رائد جدول الترتيب.
وستكون مواجهة الغد بمثابة فرصة سانحة للنهضة من أجل استعادة توازنه وتعافيه في مسابقة الدوري عقب خسارته رهان مؤجلة الجولة العاشرة في عقر داره بمجمع البريمي الرياضي أمام السيب المتصدر بهدف نظيف أحرزه المهاجم الدولي البديل محسن الغساني خلال الربع الأخير من المواجهة.
وبات لزاما على النهضة تقويم مساره بهدف التشبث بمركز الوصافة وإعادة الفارق النقطي إلى سابق عهده مع السيب المتصدر، وهذا لن يتأتى إلا بتحقيق الفوز على حساب مضيفه الوحدة في مباراة الغد، وعندئذ فقط سيتمكن حامل اللقب من تذليل الفارق النقطي إلى ستة نقاط مع السيب المتصدر وسيكون بوسعه التشبث بموقعه في وصافة جدول الترتيب بمنأى عن مطامع الملاحق المباشر نادي عمان الذي يملك بدوره ذات الرصيد النقطي 23 نقطة محتلا بها المركز الثالث في سلم جدول الترتيب العام لفرق الدوري.
ويتعين على النهضة طي صفحة مؤجلة السيب التي خسر رهانها بهدف نظيف على أرضية ميدانه وفتح صفحة الوحدة في مباراة الغد التي تبدو بمثابة اختبار سهل نسبيا لكتيبة المدرب الوطني المحنك حمد العزاني نظرا لفوارق الخبرة والامكانيات التي ترجح كفة فريقه بوضوح تام، لاسيما وأن العزاني يتسلح بكتيبة مدججة بالنجوم الدوليين على غرار صلاح اليحيائي وحارب السعدي وعصام الصبحي وأحمد الكعبي وإبراهيم المخيني وعمر المالكي وغانم الحبشي، مما يضاعف حظوظه في العودة بنتيجة النصر المؤزر خارج قواعده مساء الغد.
وتعج صفوف النهضة أيضا بمحترفين أجانب من الطراز الكروي الفاخر أمثال أنترس جي ويواليا وبلال بن ساحة، الأمر الذي يعزز حظوظ الفريق في الخروج بنتيجة إيجابية من مباراة، ويمنح المدرب حمد العزاني تنوعا في الحلول الهجومية والتكتيكية على النحو الذي يخدم خططه وأساليبه.
وكذلك الحال يبحث الوحدة عن استعادة نغمة الانتصارات المفقودة في أعقاب خسارته أمام مضيفه ظفار بهدف دون رد لحساب الجولة المنصرمة، وهي الخسارة التي كلفته مراوحة مكانه في المركز الحادي عشر وما قبل الأخير برصيد 7 نقاط جمعها من انتصاران فقط مقابل تعادل وحيد، في حين مني الفريق الصاعد بتسعة هزائم وأحرز خط هجومه ثمانية أهداف واستقبل خط دفاعه 25 هدفا من مجمل 12 مباراة خاضها في مسابقة الدوري إلى حد اللحظة.
النصر – السيب
يحط السيب الرحال في مجمع السعادة الرياضي بصلالة مساء الغد حيث يختبر صدارته المهيبة أمام أصحاب الأرض والجمهور نادي النصر، ساعيا لتعزيز موقعه في صدارة جدول الترتيب وتوسيع الفارق النقطي الذي يفصله عن أقرب مطارديه النهضة ونادي عمان ثاني وثالث الترتيب على التوالي.
ويطمح السيب في الابتعاد بصدارة جدول الترتيب والتغريد وحيدا خارج السرب، بيد أنه يتعرض لاختبار مهيب مساء الغد أمام مضيفه النصر لحساب الأسبوع الثالث عشر من منافسات الدوري، مستهدفا تحقيق انتصاره الحادي عشر الذي يكفل له حق الوصول المشروع للنقطة الخامسة والثلاثين في ريادة جدول الترتيب.
ولكن رائد جدول الترتيب يعي جيدا أن النصر ليس باللقمة السائغة التي يسهل مضغها، بل على النقيض تماما قد يفسد مخططات السيب في التحليق أبعد بصدارة جدول الترتيب، لأنه وباختصار في حضرة فريق عريق لا يهاب المخاطر ولطالما شكل اختبارا عصيا على السيب في مناسبات كروية عديدة على مر التاريخ وفي شتى المسابقات.
وكان السيب قد كسب رهان قمة مؤجلة الدوري على حساب النهضة حامل اللقب بهدف نظيف مكنه من الابتعاد بصدارة جدول الترتيب بفارق تسعة نقاط كاملة عن وصيفه النهضة بالذات رافعا غلة رصيده إلى 32 نقطة حصدها من عشرة انتصارات وتعادلان، متكفلا خط هجومه بالبصم على 23 هدفا ومستقبلا خط دفاعه ثلاثة أهداف من مجمل 12 مباراة خاضها في مسابقة الدوري حتى الآن.
من جهته يتسلح النصر بعاملي الأرض والجمهور لإكرام وفادة السيب المتصدر بسابع انتصاراته الثمينة في مسابقة الدوري، متطلعا هذا المساء لرفع غلة رصيده إلى 24 نقطة قد تشفع له مقارعة ثلاثي ركب الصدارة السيب والنهضة ونادي عمان على التوالي.
ويحتل النصر المركز الرابع في سلم جدول الترتيب العام لفرق دوري عمانتل هذا الموسم برصيد 21 نقطة حصدها من ستة انتصارات وثلاثة تعادلات، في حين انحنى لواقع الهزيمة في ثلاث مباريات وبصم خط هجومه على 16 هدفا واستقبل خط دفاعه 10 أهداف في 12 مباراة.
توزيع الحكام
كشفت دائرة الحكام بالاتحاد العماني لكرة القدم النقاب عن الأطقم التحكيمية التي ستتولى إدارة مواجهتي الغد في إطار الأسبوع الثالث عشر من منافسات دوري عمانتل لكرة القدم ، حيث أسندت إدارة مواجهة الوحدة والنهضة إلى حكم الساحة الدولي عمر اليعقوبي وسيعاونه على الخطوط كل من : الدولي أبوبكر العمري حكما مساعدا أول وعزان القطيطي حكما مساعدا ثان ، ومحمد البلوشي حكما رابعا وعلي الشكيري مقيما للحكام.
فيما أسندت دائرة الحكام إدارة مواجهة النصر والسيب إلى حكم الساحة الدولي خالد الشقصي ويعاونه على الخطوط كل من: سالم العبري حكما مساعدا أول وإبراهيم الشرقي حكما مساعدا ثان والوليد الصبحي حكما رابعا وعبدالله بن عمر باعبود مقيما للحكام.
وتقرر أن تنقل قناة عمان الرياضية وعلى الهواء مباشرة مواجهة وحيدة مساء الغد، حيث وقع اختيار القناة على نقل مواجهة السيب والنصر وكلفت المعلق راشد الشيذاني للوصف والتعليق على وقائع ومجريات المواجهة بالصوت والصورة عند الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة على وجه التحديد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأسبوع الثالث عشر فی مسابقة الدوری جدول الترتیب حکما مساعدا من منافسات مساء الغد
إقرأ أيضاً:
عيدنا الوطني بين نهضتنا الحديثة والمتجددة
لا شك أن الاحتفال اليوم الثامن عشر من نوفمبر، بذكرى عيدنا الوطني الرابع والخمسين، يجسّد النهضة العمانية التي عمّت كل أرجاء بلادنا، وتزداد حراكًا ونشاطًا في مسيرتها المتجددة، التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- لتواكب كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن العزيز ورقي شعبه، وهذه المسيرة -كما أشرنا- تتسم بالتوازن بين التطلع لكل ماهو جديد في هذا العصر من علوم ووسائل، وبين التمسك بالهوية الوطنية وقيم المواطنة الثابتة. وقد أكدت النهضة الحديثة والمتجددة على أهمية التفاعل مع العصر مع الحفاظ على الإرث التاريخي الذي يعد الرصيد الإيجابي الذي نعتز به بلادنا، لكونه الاستمداد المعنوي لحركة النهضة ومعطياتها الحديثة، وهذا التوازن القويم هو أساس نجاح التوجهات النهضوية العمانية وتماسكها في مواجهة التحديات والتغيرات، التي جرت وستجري في عالم اليوم، من تقلبات عصفت بأمم وشعوب كثيرة، أخذت المنهج الأحادي الشمولي، ونبذت القيم، فكان مصيرها متحف التاريخ. فمنهجية التوازن بين التفاعل مع العصر والحفاظ على القيم والثوابت والإرث التاريخي جعلت النهوض العماني، يمشي في تدرج محسوب وسير مرسوم بلا منغصات أو انحدارات تقّوض ما تم إنجازه واستلهامه من التقدم والتحضر، ليضاف إلى هذا البناء التماسك القومي، ولذلك فإن النهضة العمانية، لم تعرف الثنائيات المتناقضة كما وجدت بعض الأمم كالتناقض بين الأصالة والمعاصرة.. بين القديم والحديث.. بين الثابت والمتغير.. بين التراث والعصر، هذا الالتئام عزز هذه النهضة، وأعطاها مداها واتساعها وقوى بنيانها لتكون أكثر استيعابًا لمنجزات الحضارة وفي نفس الوقت أقدر استلهامًا لقيم التراث وخاصة التراث الحي في وجدان الأمة.
وقد أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ وفقه الله ـ في خطابه في العيد الوطني الخمسين على هذا التوجه الذي سارت عليه نهضتنا الحديثة والمتجددة، وقال جلالته في خطابه: إنها تمكنت من بناءِ نهضةٍ عصريةٍ جعلت الإنسان محور اهتمامها، وقد شَكّلَ إرثُنَا التاريخي العريق، ودورُنَا الحضاري والإنساني الأساسَ المتين لإرساء عملية التنميةِ التي شملتْ كافةَ ربوعِ السلطنةِ على اتساعِ رُقعَتِها الجغرافيةِ لتصلَ منجزاتُها لكلِّ أسرةٍ ولكلِّ مواطنٍ حيثُما كانَ على هذه الأرضِ الطيبة ورسّخَتْ قواعدَ دولةِ المؤسساتِ والقانون، التي سيكونُ العملُ على استكمالِها وتمكينِها، من ملامح ِالمرحلةِ القادمةِ بإذن ِالله. وسنواصلُ استلهامَ جوهرِ المبادئِ والقيمِ ذاتـِها، في إرساءِ مرحلةٍ جديدةٍ، تسيرُ فيها بلادُنا العزيزةُ -بعون ِالله- بخطىً واثقةٍ نحوَ المكانةِ المرموقةِ، التي نصبو إليها جميعًا مكرّسينَ كافةَ مواردِنا، وإمكانياتِنا؛ للوصولِ إليها، وسنحافظُ على مصالحِنا الوطنيةِ باعتبارِها أهمَّ ثوابتِ المرحلةِ القادمةِ التي حددتْ مساراتِها وأهدافـَها «رؤيةُ عُمان 2040» سعيًا إلى إحداثِ تحولاتٍ نوعيةٍ في كافة مجالاتِ الحياةِ، مجسدةً الإرادةَ الوطنيةَ الجامعة». فدعوة النهضة العمانية هي دعوة إلى التفاعل مع العصر والدعوة إلى استلهام التراث واستيعابه لا تعني العودة إليه بالمعنى الزمني، وإنما تعني الأخذ بنمط حضاري يمدنا بالقوة والمعرفة وقادر على تحقيق تطلعات الأمة وطموحاتها.. فالعودة إلى الماضي لا تعني الهروب من مسؤوليات الحاضر وتحدياته.. وإنما هي عملية واعية لتحقيق الوجود؛ لأن التاريخ هو الذي يمتطي صهوة الحاضر وعدته، وأن المجموعة البشرية التي تنفصل عن تاريخها، فإنها تقوم بعملية بتر قسري لشعورها النفسي والثقافي والاجتماعي وسيفضي هذا البتر إلى الاستلاب والاغتراب الحضاري. والتوازن الذي حققته النهضة العمانية كان أكثر اتساقا مع الذات، وأقوى ارتباطا مع الواقع؛ لأن هذه المعادلة العقلانية المتوازنة جمعت بين الثوابت والمتغيرات.
والنجاح الباهر الذي حققته الحضارة العربية الإسلامية في أوج ازدهارها قبل قرون، كان العامل الأول في هذه المكانة العالمية والانتشار العظيم لمنهجها العلمي والقيمي هو توازنها الدقيق بين معايير القيم ونوازع الابتكار والتفوق، وبين ما يتم أخذه من الآخر وما يتم تركه وإهماله، وقد عمدت إلى الوسطية والاعتدال والتوازن، ولذلك عمد الإسلام إلى إقامة مفهوم كامل للحضارة بطريقة متوازنة قوامه الحركة المادية والمعنوية، وفي نفس الوقت الإحاطة بالقيم والأخلاق، واتسمت هذه الحضارة بالسماحة والإنسانية والعالمية، واستخلصت كل ما كان في تراث الأمم والحضارات القديمة، فصهرت الجوانب الصالحة منه في بوتقتها، واحتفظت بخصوصيتها وتراثها الأصيل كسياج من المؤثرات غير الذاتية، وهذه كلها معطيات إيجابية شددت عليها النهضة العمانية الحديثة، واعتبرت أن التوازن والتدرج المحسوب سمة من سمات التقدم الإيجابي بعيدًا عن حرق المراحل أو القفز على الواقع وثوابته.
فالثوابت، كما يقول المفكر العربي أنور الجندي «إطار والمتغيرات حركة داخلة، وهذا يعني وحدة الأصل وتعدد الصور، فمثلًا الكون في صورته العامة وإطاره الواسع ثابت لكنه ـ بقدرته سبحانه ـ دائب الحركة بين ليل ونهار، شمس وقمر، صيف وشتاء وهكذا فترابط الثبات بالحركة في منهج المعرفة الإسلامي قانون أصيل شأنه شأن قانون التكامل والوسطية والتوازن، وهذا الثبات ليس بمثابة الجمود أو التوقف، لكنه بمثابة علامة الطريق التي تحول دون الوقوع في التيه، وفي مجال الفكر يكون هذا الإطار عاصمًا من التخلف أو الانحراف، وهو معين على تنوع المضامين الفكرية داخلًا عصرًا بعد عصر، فلا تزال الأمة قادرة على حمل رسالتها، وحماية أمانتها، فإذا ذهب الثبات تحطم الإطار وفقد الرباط الذي يجمع بين الأمس والغد، هذا الإطار الثابت يتمثل في مجموعة القيم التي يقوم عليها بناء الأمة والذي تستمده من عقائدها وأخلاقها وذاتيتها وطوابعها المتفردة». وينبغي من هذه المنطلقات أن تكون للنهضة صلتها بالماضي من منطلق الاستلهام لا التجاوز أو القفز على مضامينه النيّرة التي يمكن أن تجسد تطلعات الأمم في استخراج الكثير من العبر والإضافات التي أنجزها الأسلاف، وكانت خير معين لهم في نهضتهم السالفة، وما حققوه من إنجازات، وهذا ما يدفعنا إلى ضرورة التمييز بين غاية النهضة ومضمونها، وما يقتضيه من الالتحام بالآخر وبين منابع النهضة وحسها التاريخي، أي مرتكزات قوتها الأساسية، وهو الجانب المتعلق بالهوية والتراث.
فعندما انطلقت النهضة العمانية الحديثة في عُمان رسمت الملامح الأساسية لهذا التحرك نحو المستقبل بظلال الحاضر، ووازنت بين ما يجب أخذه وما يجب تركه، بين الأخذ بتكنولوجيا العصر والعناية برصيد التراث، مع التفاعل مع الحضارات الإنسانية وفق المصالح المشتركة، وبين الاستمساك بالخصوصية والهوية الذاتية، والأهم أن تكون المصلحة العامة، هي المعايير في تنفيذ كل السياسات التي تنفذها الجهات المعنية، بتطبيق الخطط والبرامج، فهذه المنجزات هي ملك لعمان كلها، والأمانة والإخلاص، تتطلب الحفاظ على الإنجازات التي تحققت في كل المجالات والمسارات، بما فيها المنجزات التي تحققت في نهضتها عُمان الحديثة، أو التي تحققت وستتحقق في نهضتها المتجددة، وأن تكون التطبيقات لهذه المهام الموكلة لجهات الاختصاص في غاية الدقة والأمانة، وأن تكون عُمان هي الهدف والمسعى لكل إنجاز تحقق ويتحقق على هذه أرضها الطيبة. فتحية للقائد العظيم في هذا اليوم الوطني المجيد، وتحية للشعب العماني محور هذه النهضة ومحركها.