جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@15:33:58 GMT

محور الشرف.. ومحور الشر

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

محور الشرف.. ومحور الشر

 

صادق بن محمد سعيد اللواتي

 

حرب غزة الدائرة بين حماس وفصائل المقاومة الأخرى وبين إسرائيل وأمريكا والغرب منذ 7 أكتوبر 2023، هي حرب يمكن أن نطلق عليها عبارة "الشرف كله يقف أمام الشر في غزة". لقد توحدت قوى الشر التي تحتل أرض فلسطين أمام قوى الشرف التي تضحي بالضحايا الأبرياء منذ صدور وعد بلفور بمنح فلسطين لليهود عام 1917.

لم يتوقف تدفق دماء الأبرياء منذ ذلك الحين ولن يتوقف وحتى ساعة تحرير فلسطين من النهر إلى البحر من الصهاينة ومن كل من يدعمهم ويتضامن معهم. وفي نظر محور الشر، أصبح أصحاب الأرض وسكانها "إرهابيين"، وأصبح محتلو فلسطين، شعباً يُحب السلام!

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار وقف إطلاق النَّار في غزة الذي اقترحته الجزائر، وذلك للمرة الثالثة الذي تعترض فيه الولايات المُتحدة على مثل هذا القرار.

هذا التصرف المُتكرر من قبل أمريكا يُشير إلى مؤامرة خفية مدبرة بينها وبين إسرائيل ومجموعة من الدول العربية التي تربطها علاقات طبيعية مع إسرائيل؛ فمضمون المؤامرة هو القضاء على حركات المقاومة. وضمنيًا أرادت أمريكا بهذا الفيتو إيصال الرسالة إلى إيران بالقول إننا أقوياء وقادرون على إنهاء الحركات الإرهابية في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن التي دعمتموها بالمال والسلاح منذ عقود، نستطيع تدميرها خلال أشهر قليلة.

نعلم أنَّ الولايات المُتحدة ستبذل كل ما في وسعها لمنع محور المقاومة من النصر. فإذا انتصر محور المقاومة على إسرائيل وخاب أمل المُطبعين في القضاء على المقاومة الشريفة، فإن ذلك يعني نهاية الوجود الأمريكي والسيطرة على المنطقة. وفي الوقت نفسه ستكون هناك هجرة عكسية للمستوطنين الصهاينة؛ حيث يفقدون الأمل في جيشهم لحمايتهم ويعودون إلى بلدهم الأصلي. وهنا لا شك أنَّ ثقة حلفاء أمريكا ستهتز وسيتخلون عن إسرائيل وأمريكا معًا. وهذا أمر مستحيل على أمريكا أن تقبله في الظرف الحالي. ولذلك، سنراها تستخدم كل قوتها لمساعدة إسرائيل ماليًا وعسكريًا لهزيمة حماس في غزة، وسوف تستخدم حق النقض ضد جميع قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية. وفي هذه الحالة فإنَّ أهل غزة سيدفعون المزيد من الضحايا الأبرياء ويعانون من الجوع والعطش، ولذلك فإنَّ الحرب لن تتوقف، فهي حرب بين الحق والباطل، والباطل في يومنا هذا لديه قوة أكبر للانتصار في كل الجولات. وقد يقول قائل إن السلاح الوحيد الذي يملكه العرب هو قطع النفط والغاز عن أمريكا والغرب. ولا أعتقد أن سلاح النفط سينفذ اليوم أو في المستقبل، فهو غير وارد على الإطلاق.

وفي اللحظة التي خرجت فيها مصر من ساحة الصراع بعد رحيل الرئيس المصري جمال عبدالناصر وتوقيع اتفاقية السلام التي أعقبت حرب أكتوبر 1973، دخلت إيران ساحة المواجهة لتشعل نورًا كان قد انطفأ. وتحيي أملًا كان قد مات. ولا تستغرب أيها القارئ لماذا تعادي أمريكا والغرب إيران لأنها سارت على خطى الرئيس الراحل عبدالناصر في استعادة حقوق المسلمين في فلسطين.

إذن هناك مشروعان في المنطقة، مشروع تبنته بريطانيا العظمى بوعد بلفور، ومن خلفها الولايات المتحدة وروسيا القيصرية، وكل الدول الغربية، والذي ساهم في إقامة دولة لليهود على أرض المسلمين في فلسطين وحمايتها بكل قوة من أهلها القريب والبعيد. والمشروع الآخر الذي تبنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979 هو إزالة هذا الكيان المصطنع على أرض فلسطين.

ولم تأت إيران بمشروع جديد، بل بدأت بمواصلة ما تركه جمال عبدالناصر وراءه. ولا تستغرب عزيزي القارئ إذا رأيت أن من يدعم المقاومة في غزة بالسلاح والأرواح هم من يسمون عملاء أو إرهابيين إيرانيين يخوضون حرب إيران بالوكالة. ومن لا يتحمل الذل ويأتي لمساعدة أصحاب الحقوق في فلسطين هم حسب قانون الولايات المتحدة والغرب إرهابيون وكيان الاحتلال يحب السلام ويدافع عن نفسه بقتل عشرات الآلاف من المدنيين في غزة والضفة الغربية.

هل هناك إذلال أعظم من قتل 30 ألف فلسطيني في غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، وجرح 70 ألفًا، وأمام أعين العرب؟ الأنظمة العربية اليوم لم يعد لها مشروع قومي، وقدموا مشروعهم عام 2001 وهو "الأرض مُقابل السلام"، لكن اليهود رفضوا ذلك المشروع، ومنذ ذلك الحين لم يتخذ العرب أي خطوة ملموسة للضغط على إسرائيل لقبول السلام.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان

#سواليف

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل #كاتس أن قوات الجيش ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في #جنوب_لبنان بعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير 2025.

وخلال تقييم أجراه أمس مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، ومسؤولين عسكريين آخرين، أوضح كاتس أن “الجيش الإسرائيلي سيبقى في النقاط الخمس التي تسيطر على #المنطقة_العازلة في #لبنان، إلى أجل غير مسمى، من أجل حماية سكان الشمال”.

وشدد على أن “هذا لا علاقة له بالمفاوضات المستقبلية حول نقاط الخلاف على الحدود”.

مقالات ذات صلة قبل الإفطار .. 4 شهداء بقصف الاحتلال خلال جمعهم الحطب، في حي الزيتون 2025/03/14

وذكر مكتب كاتس أن الوزير “أصدر تعليماته للجيش بتحصين مواقعه في النقاط الاستراتيجية الخمس والاستعداد للبقاء هناك لفترة طويلة”.

وكان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أعلنت قبل يام أنها وافقت على إجراء محادثات تهدف إلى ترسيم الحدود مع لبنان، مبينة أنه تم الاتفاق على تشكيل ثلاث مجموعات عمل مشتركة مع لبنان وفرنسا والولايات المتحدة، بهدف مناقشة قضايا تتعلق بترسيم ” #الخط_الأزرق “، والمواقع الخمس التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى ملف المحتجزين اللبنانيين في خطوة وصفتها بأنها “بادرة حسن نية تجاه الرئيس اللبناني”.

وقالت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، في بيان: “تعلن الولايات المتحدة اليوم أننا نعمل على تقارب بين لبنان وإسرائيل لإجراء محادثات تهدف إلى حل عدد من القضايا العالقة بين البلدين دبلوماسيا”.

وقالت الرئاسة اللبنانية على منصة “إكس” أن الرئيس جوزيف عون تبلغ “تسلم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت قد احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس يوم غد الأربعاء”.

ورغم انتهاء مهلة سحب إسرائيل لقواتها من جنوب لبنان بموجب وقف إطلاق النار في 18 فبراير، إلا أنها أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يخولها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الاسرائيلي للتأكد “من عدم وجود تهديد فوري”، حسبما تقول.

مقالات مشابهة

  • من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
  • اليمن.. محورُ ارتكاز فلسطين
  • البيت الأبيض: أخطرنا إيران بإنهاء دعمها للحوثيين بعد الضربات التي تلقتها
  • مظاهرات في أوروبا لدعم فلسطين والتنديد بمجازر إسرائيل
  • توقفوا فورا.. ترامب يحذر إيران من دعم الحوثيين
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين العدوان الأميركي البريطاني السافر على اليمن
  • لجان المقاومة في فلسطين: العدوان الأمريكي لن يفلح في كسر إرادة الشعب اليمني
  • موقع صهيوني يؤكد فشل الكيان والتحالف الدولي في مواجهة التهديد اليمني
  • لأول مرة في التاريخ.. أكثر من نصف الديمقراطيين في أمريكا يؤيدون فلسطين ضد إسرائيل
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان