من خلف القضبان.. حكاية مسجون أمريكي تبرع لصالح أهالي غزة (خاص)
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
40 عامًا في سجون الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اتهامه في قضية جنائية حين كان يبغ من العمر 16 عامًا، ومع دخوله العقد الخامس من عمره وهو في السجن وبسبب طول المدة، أصبح يعمل بوابًا على السجون، وقرر ادخار جزء من أجره اليومي لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية كبير، ليصبح حديث «السوشيال ميديا» بعدما رفض أن يقف عاجزًا أمام ما يتعرض له سكان القطاع من حرب إبادة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
حققت قصة المسجون الأمريكي، الذي يدعي «حمزة»، انتشارًا واسعًا، ووصفها المتابعون بأنها «تستحق أن تُروى»، لكن كيف علم المسجون بالأحداث في غزة، وكيف تبرع بمدخراته وما هي تفاصيل القصة؟
متى بدأت الحكاية؟بدأت الحكاية من خلال جاستن مشعوف، وهو مخرج أمريكي في مجال الأفلام الوثائقية والإعلانية، نشر القصة عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هنا، بدأت قصته في الانتشار، وقدم «مشعوف» الدعم الكامل للمسجون على مبادرته، فأنشأ وثيقة عبر إحدى مواقع جمع التبرعات، واستطاع جمع مبلغ 100 ألف دولار في اليوم الأول فقط لتقديم الوثيقة.
«الوطن» تكشف حكاية المسجون الأمريكي«الوطن» تواصلت مع المخرج الأمريكي للحديث عن تفاصيل حكاية المسجون «حمزة»، وروى تفاصيل القصة بالكامل وعلاقتهما التي بدأت عام 2009، حين كان يعمل على فيلم وثائقي عن المسلمين المسجونين في أمريكا، وكان جزء من بحثه هو الكتابة والتحدث معهم وزيارتهم، من هنا، تعرف على «حمزة» من قبل أحد أفراد المجتمع المدني في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وكان على اتصال دائم به.
يقول «مشعوف»: «بدأت في إجراء بعض المقابلات الهاتفية والمراسلات معه، خلال تلك الفترة، عرفت حمزة واستمرت المراسلات بيننا، وطريقة التواصل معه هي الرسائل الهاتفية»، مشيرًا إلى أن الفيلم تم إصدار عام 2019 واسمه الكفاح الصادق، وركز خلاله عن قصة مسجون في شيكاغو.
طريقة التواصل بينهماكان المخرج الأمريكي و«حمزة» يتواصلان من خلال المكالمات الهاتفية والرسائل النصية باستخدام تطبيق خاص على الهاتف، فالسجن المتواجد به كان مسموح له بذلك، لكن دون إمكانية الدخول على الإنترنت.
أخبار قطاع غزة في السجون الأمريكيةعرف «حمزة» بما يحدث في قطاع غزة من خلال الأخبار، ففي السجن كانت لديهم إمكانية معرفة الأخبار التلفزيونية، ورأى كل ما يحدث، وكان حزينًا وقلقًا بشأن أهالي القطاع والأزمة الإنسانية الكبيرة هناك: «أخبرني أنه عندما سمع أن إسرائيل ستقطع الماء والكهرباء جعله يفكر في مساعدة هؤلاء العزل».
مصدر إلهام «حمزة»ومن هنا قرر التبرع بمدخراته من العمل في السجن لصالح أهالي غزة، فكان يتقاضى 13 سنتًا في الساعة، يقول «مشعوف» ما أخبره به «حمزة»: «قال إنه يضمن ثلاث وجبات كل يوم ويستطيع أن يشرب ما يكفيه من الماء في السجن، فأي شيء آخر لا يحتاج إليه، لكن الناس في غزة يحتاجون إلى هذه الأمور أكثر منه، يحتاجون إلى هذا المال أكثر منه».
سبب سجن «حمزة»اتهم المواطن الأمريكي في جريمة قتل وهو عمره 16 عامًا فقط، حينها كان يمسك بمسدس ويلهو به، ولم يكن يعلم أن به ذخيرة، وعن طريق الخطأ، خرجت الرصاصة وقتلت شخصًا ما، وبعد التحقيق معه، اعترف بخطئه وجريمته، وبحسب «مشعوف» سيتم إطلاق سراح «حمزة» نهاية شهر مارس الجاري بعد منحه مجلس الإفراج المشروط، إفراجًا.
مدخرات المسجون الأمريكي لصالح مؤسسة خيرية تدعم فلسطينتبرع المسجون الأمريكي بمدخراته من خلال المخرج، حيث أرسل له شيكًا ثم طلب منه تسليم الأموال إلى مؤسسة خيرية تدعم فلسطين وسكان غزة، وهو ما حدث بالفعل: «في البداية أردت أن أبقى ما فعله حمزة سرًا، لأنه بينه وبين الله فقط، فكرت في الأمر واعتقدت أنه كان رائعًا وملهمًا كما سيساعد الآخرين على العطاء، فقررت أن أنشر عنه».
انتشار قصة المسجون الأمريكينشر «مشعوف» القصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وبعد 10 دقائق فقط - على حد قوله - بدأت القصة في الانتشار، وتفاعل معها الآلاف في أمريكا وحول العالم: «وصلتني مئات الرسائل تطلب مني مساعدته وإرسال الأموال إليه، ثم طلبت منه الإذن لمساعدته بالتبرعات، وبدأت في إنشاء وثيقة تبرع عبر موقع GoFundMe الشهير».
100 ألف دولار لـ«حمزة»واستطاع «مشعوف» جمع 100 ألف دولار لـ«حمزة»، وعندما أبلغه بذلك، قال له بأنه لا سيستحق كل ذلك المبلغ: «قالي لي أنا لا أستحق هذا التبرع، هو متواضعًا جدًا، وكان تصرفه من باب الإخلاص والصواب، كرغبته في إعطاء الناس وأيضًا كحق لما فعله والأخطاء التي ارتكبها في حياته، ولم يكن يتوقع شيئًا في المقابل».
كما طلب منه تقديم جزء من أموال التبرعات التي جاءت له لشعب فلسطين وشعب اليمن وغيرهم من المحتاجين والمكافحين والمحاصرين، وطلب أيضًا إنشاء وثيقة جديدة تبرع لصالح معهد ياسين التعليمي، وهي مؤسسة غير ربحية توفر المواد التعليمية للمسلمين في أمريكا.
معاناة أهالي قطاع غزة من حصار الاحتلال الإسرائيليويعاني أهالي قطاع غزة من أزمة إنسانية طاحنة نتيجة الحصار المفروض عليها من قوات الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المستمر منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من 30 ألف فلسطينيًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسجون أمريكي أهالي غزة قطاع غزة المساعدات الإنسانية السجون الأمريكية التبرع لأهالي غزة فی السجن قطاع غزة من خلال
إقرأ أيضاً:
خبير: متلازمة بين السلوك الإسرائيلي في غزة والدعم الأمريكي والعجز الدولي
قال الدكتور محمد عز العرب، خبير بمركز الأهرام للدراسات، إنّ هناك متلازمة بين السلوك الإسرائيلي العدواني على قطاع غزة والدعم الأمريكي وبين العجز الدولي عن عرقلة ووقف السياسة الإسرائيلية في القطاع، موضحا أنّ رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يجد من يردعه أو يضغط عليه، لكن يواصل مجازره العنيفة.
نشرة التوك شو.. أمريكا تحبط العالم بشأن حرب غزة وأسباب تراجع البورصة الرئيس الصيني يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة السلوك الإسرائيليوأضاف «عز العرب»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي رعد عبدالمجيد، المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ بعض مراكز الدراسات الأمريكية تشير إلى أن السلوك الإسرائيلي فيما بعد 7 أكتوبر أدى إلى وفاة منطق حل الدولتين، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تدمير ما تبقى من قطاع غزة.
الاحتلال الإسرائيليوتابع: «الاحتلال الإسرائيلي يريد الضغط على حماس من أجل الإفراج عن الأسرى، بالتالي يتصور أن التصعيد العسكري هو الوسيلة الأساسية للتنازل السياسي من جانب حركة حماس، لكن حماس ترى أن الإفراج عن الأسرى مرهون بالخروج الإسرائيلي من قطاع غزة».