40 عامًا في سجون الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اتهامه في قضية جنائية حين كان يبغ من العمر 16 عامًا، ومع دخوله العقد الخامس من عمره وهو في السجن وبسبب طول المدة، أصبح يعمل بوابًا على السجون، وقرر ادخار جزء من أجره اليومي لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية كبير، ليصبح حديث «السوشيال ميديا» بعدما رفض أن يقف عاجزًا أمام ما يتعرض له سكان القطاع من حرب إبادة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

حققت قصة المسجون الأمريكي، الذي يدعي «حمزة»، انتشارًا واسعًا، ووصفها المتابعون بأنها «تستحق أن تُروى»، لكن كيف علم المسجون بالأحداث في غزة، وكيف تبرع بمدخراته وما هي تفاصيل القصة؟

متى بدأت الحكاية؟

بدأت الحكاية من خلال جاستن مشعوف، وهو مخرج أمريكي في مجال الأفلام الوثائقية والإعلانية، نشر القصة عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هنا، بدأت قصته في الانتشار، وقدم «مشعوف» الدعم الكامل للمسجون على مبادرته، فأنشأ وثيقة عبر إحدى مواقع جمع التبرعات، واستطاع جمع مبلغ 100 ألف دولار في اليوم الأول فقط لتقديم الوثيقة.

«الوطن» تكشف حكاية المسجون الأمريكي

«الوطن» تواصلت مع المخرج الأمريكي للحديث عن تفاصيل حكاية المسجون «حمزة»، وروى تفاصيل القصة بالكامل وعلاقتهما التي بدأت عام 2009، حين كان يعمل على فيلم وثائقي عن المسلمين المسجونين في أمريكا، وكان جزء من بحثه هو الكتابة والتحدث معهم وزيارتهم، من هنا، تعرف على «حمزة» من قبل أحد أفراد المجتمع المدني في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وكان على اتصال دائم به.

يقول «مشعوف»: «بدأت في إجراء بعض المقابلات الهاتفية والمراسلات معه، خلال تلك الفترة، عرفت حمزة واستمرت المراسلات بيننا، وطريقة التواصل معه هي الرسائل الهاتفية»، مشيرًا إلى أن الفيلم تم إصدار عام 2019 واسمه الكفاح الصادق، وركز خلاله عن قصة مسجون في شيكاغو.

طريقة التواصل بينهما

كان المخرج الأمريكي و«حمزة» يتواصلان من خلال المكالمات الهاتفية والرسائل النصية باستخدام تطبيق خاص على الهاتف، فالسجن المتواجد به كان مسموح له بذلك، لكن دون إمكانية الدخول على الإنترنت.

أخبار قطاع غزة في السجون الأمريكية

عرف «حمزة» بما يحدث في قطاع غزة من خلال الأخبار، ففي السجن كانت لديهم إمكانية معرفة الأخبار التلفزيونية، ورأى كل ما يحدث، وكان حزينًا وقلقًا بشأن أهالي القطاع والأزمة الإنسانية الكبيرة هناك: «أخبرني أنه عندما سمع أن إسرائيل ستقطع الماء والكهرباء جعله يفكر في مساعدة هؤلاء العزل».

مصدر إلهام «حمزة»

ومن هنا قرر التبرع بمدخراته من العمل في السجن لصالح أهالي غزة، فكان يتقاضى 13 سنتًا في الساعة، يقول «مشعوف» ما أخبره به «حمزة»: «قال إنه يضمن ثلاث وجبات كل يوم ويستطيع أن يشرب ما يكفيه من الماء في السجن، فأي شيء آخر لا يحتاج إليه، لكن الناس في غزة يحتاجون إلى هذه الأمور أكثر منه، يحتاجون إلى هذا المال أكثر منه».

سبب سجن «حمزة»

اتهم المواطن الأمريكي في جريمة قتل وهو عمره 16 عامًا فقط، حينها كان يمسك بمسدس ويلهو به، ولم يكن يعلم أن به ذخيرة، وعن طريق الخطأ، خرجت الرصاصة وقتلت شخصًا ما، وبعد التحقيق معه، اعترف بخطئه وجريمته، وبحسب «مشعوف» سيتم إطلاق سراح «حمزة» نهاية شهر مارس الجاري بعد منحه مجلس الإفراج المشروط، إفراجًا.

مدخرات المسجون الأمريكي لصالح مؤسسة خيرية تدعم فلسطين

تبرع المسجون الأمريكي بمدخراته من خلال المخرج، حيث أرسل له شيكًا ثم طلب منه تسليم الأموال إلى مؤسسة خيرية تدعم فلسطين وسكان غزة، وهو ما حدث بالفعل: «في البداية أردت أن أبقى ما فعله حمزة سرًا، لأنه بينه وبين الله فقط، فكرت في الأمر واعتقدت أنه كان رائعًا وملهمًا كما سيساعد الآخرين على العطاء، فقررت أن أنشر عنه».

انتشار قصة المسجون الأمريكي

نشر «مشعوف» القصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وبعد 10 دقائق فقط - على حد قوله - بدأت القصة في الانتشار، وتفاعل معها الآلاف في أمريكا وحول العالم: «وصلتني مئات الرسائل تطلب مني مساعدته وإرسال الأموال إليه، ثم طلبت منه الإذن لمساعدته بالتبرعات، وبدأت في إنشاء وثيقة تبرع عبر موقع GoFundMe الشهير».

100 ألف دولار لـ«حمزة»

واستطاع «مشعوف» جمع 100 ألف دولار لـ«حمزة»، وعندما أبلغه بذلك، قال له بأنه لا سيستحق كل ذلك المبلغ: «قالي لي أنا لا أستحق هذا التبرع، هو متواضعًا جدًا، وكان تصرفه من باب الإخلاص والصواب، كرغبته في إعطاء الناس وأيضًا كحق لما فعله والأخطاء التي ارتكبها في حياته، ولم يكن يتوقع شيئًا في المقابل».

كما طلب منه تقديم جزء من أموال التبرعات التي جاءت له لشعب فلسطين وشعب اليمن وغيرهم من المحتاجين والمكافحين والمحاصرين، وطلب أيضًا إنشاء وثيقة جديدة تبرع لصالح معهد ياسين التعليمي، وهي مؤسسة غير ربحية توفر المواد التعليمية للمسلمين في أمريكا.

معاناة أهالي قطاع غزة من حصار الاحتلال الإسرائيلي

ويعاني أهالي قطاع غزة من أزمة إنسانية طاحنة نتيجة الحصار المفروض عليها من قوات الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المستمر منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من 30 ألف فلسطينيًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسجون أمريكي أهالي غزة قطاع غزة المساعدات الإنسانية السجون الأمريكية التبرع لأهالي غزة فی السجن قطاع غزة من خلال

إقرأ أيضاً:

طالب خلف القضبان.. عقوبة نشر الشائعات على مواقع التواصل بزعم المزاح

 وصلة مزاح تسببت في نشر شائعات بخطف الأطفال في منطقة القوصية بأسيوط،  قادت طالب إلى خلف القضبان بعدما تم القبض عليه، بسبب نشر شائعة عن خطف الأطفال، وفى السطور التالية نستعرض خطورة نشر مادة على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب في نشر الشائعات وبث البلبلة في المجتمع.

وزارة  الداخلية  كشفت حقيقة ما تم تداوله على إحدى الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن ادعاء بعض أهالي إحدى القرى بدائرة مركز شرطة القوصية بأسيوط بقيام سيدة ترتدى النقاب باختطاف الأطفال بالقرية.

بالفحص لم يستدل على صحة الواقعة أو ورود بلاغات فى ذات الشأن وأمكن تحديد وضبط مرتدى النقاب (طالب - مقيم بدائرة المركز)، وأقر بارتدائه جلباب أسود اللون ونقاب بقصد اللهو مع أصدقائه بالقرية المشار إليها.

نصت المادة 188 من قانون العقوبات على أنه "يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من نشر بسوء قصد بإحدى الطرق المتقدم ذكرها أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو أوراقاً مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذباً إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة".

كما نصت لمادة رقم 80 (د) على "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل مصرى أذاع عمداً فى الخارج أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولة أو هيبتها واعتبارها أو باشر بأية طريقة كانت نشاطاً من شأنه الإضرار بالمصالح القومية للبلاد. وتكون العقوبة السجن إذا وقعت الجريمة فى زمن حرب".

هناك أيضا المادة 102 مكرر والتى تنص على "يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسين جنيهاً ولا تجاوز مائتى جنيه كل من أذاع عمداً أخباراً أو بيانات أو شائعات كاذبة إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة". وتكون العقوبة السجن وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تجاوز خمسمائة جنيه إذا وقعت الجريمة فى زمن الحرب.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • حكاية محمود أبو عمشة.. اختطف الاحتلال روحه وبكاه أطباء مصر بحرقة
  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي اتجه إلى النكث بالاتفاق في قطاع غزة بتشجيع ودعم أمريكي كامل ومفتوح
  • طالب خلف القضبان.. عقوبة نشر الشائعات على مواقع التواصل بزعم المزاح
  • واشنطن تدخل على خط أزمة المهندس الأسترالي المسجون في العراق
  • غضب مصري يتصاعد ودعوات لكسر الحصار وإنقاذ أهالي غزة
  • خلف القضبان .!
  • 1.8 مليار ريال عبر 20 مليون تبرع في منصة “إحسان”
  • أرواح منسية خلف القضبان
  • انفوجرافيك ـ حصيلة العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع #غزة
  • سعد آباد.. حكاية القصور الملكية في قلب طهران