دمشق-سانا

بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لرحيل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز نظم المجلس الوطني الفلسطيني برعاية السفارة الفنزويلية بدمشق مهرجاناً تضامنياً مع الشعب الفلسطيني.

وأكد السفير الفنزويلي بدمشق الدكتور خوسيه غريغوريو بيومورجي موساتيس خلال المهرجان أن بلاده منذ انتصار الثورة البوليفارية تدعم القضية الفلسطينية وهو دعم ليس لحظياً وإنما يمثل سياسة الدولة الفنزويلية، وأن رحيل الزعيم تشافيز هو رحيل رمز للمقاومة ضد الإمبريالية وجرائم الكيان الإسرائيلي العدوانية بحق الفلسطينيين، موضحاً أن تضحيات الشعب الفلسطيني تسهم في ولادة عالم جديد متعدد الأقطاب.

بدوره أكد السفير الفلسطيني بدمشق الدكتور سمير الرفاعي أن الرئيس تشافيز هو رئيس أممي، وهو وجه من أوجه فنزويلا.

من جهته قال عضو مكتب اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر: إن مبادئ وأفكار تشافيز ستبقى محفورة في عقولنا كشعب فلسطيني يحارب الكيان الصهيوني الذي يشكل قاعدة للولايات المتحدة، مضيفاً: إن شعبنا العظيم سطر خلال خمسة أشهر ملاحم أسطورية لن تنسى، داعياً إلى ضرورة العمل على تأسيس جبهة عالمية في مواجهة الغطرسة الأميركية، وخاصة في ظل توافر الظرف المناسب لذلك.

وأكد عضو المكتب السياسي في جبهة التحرير الفلسطينية ياسين معتوق أن أميركا تخوض حرباً مع حلفائها في الناتو ضد روسيا، وحرباً أخرى مع حلفائها في الناتو و”إسرائيل” في قطاع غزة، وحروباً ضد إيران ودول في القارة الأفريقية، موضحاً أن زمن الهيمنة الأميركية وعربدتها انتهى لأنها تواجه نضالاً من شعوب العالم.

بدوره لفت طارق الأحمد من الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أن الراحل تشافيز نقل القضية الفلسطينية من المستوى العربي والإسلامي إلى المستوى الإنساني، وفي هذه النقلة بعد فلسفي وضع القضية الفلسطينية في موقعها الحقيقي.

ورأى ياسر المصري من حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح الانتفاضة أن رحيل تشافيز خسارة لأحرار العالم، مقترحاً استعادة فكرة جمعية الصداقة الفلسطينية الفنزويلية.

وقال الدكتور محمد البحيصي من جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية: إن الشعب الفلسطيني يعاني من توحش الإمبريالية العسكرية الأميركية و”إسرائيل” التي تمثل الغدة السرطانية، مؤكداً أن فلسطين تقدر الرجال القادة العظام لأنهم آمنوا بقضية تحرير الإنسان والشعوب.

من جانبه قال مصطفى الهرش من حزب الشعب الفلسطيني: إن رحيل تشافيز هو خسارة للشعبين الفنزويلي والفلسطيني معاً.

بدوره أكد أبو علي الشهابي من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن أصحاب الأفكار الثورية يستلهمون من صمود الشعب الفلسطيني معاني التضحية والفداء والثبات في وجه إجرام الكيان الصهيوني الغاصب.

وبين نائب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة الصاعقة هيثم حميدي أن الراحل تشافيز جعل من فنزويلا مناصرة للمظلومين وقضاياهم في العالم، وأهمها قضية فلسطين.

من جانبه أكد حسن عبد الحميد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الفلسطينيين مستمرون في النضال حتى النصر.

وتخلل المهرجان عرض فيلم وثائقي عن مواقف تشافيز الداعمة للقضية الفلسطينية.

شارك في المهرجان عدد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية السورية والفلسطينية.

يارا إسماعيل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

إسكات التاريخ.. القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية

صدر عن جسور للترجمة والنشر في فبراير/شباط الجاري كتاب "إسكات التاريخ: القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية" تأليف الدكتور عبد الفتاح ماضي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإسكندرية.

ويتناول الكتاب حضور القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية بالتعليم العام الرسمي في مصر على مدار ما يقرب من قرن من الزمان تقريبا، من أربعينيات القرن العشرين حتى مقررات العام الدراسي 2023/2024.

ويبحث المؤلف فيما طرأ على هذا الحضور من تغيرات عبر حقب زمنية مختلفة، وعلاقة هذه التحولات وارتباطها بالأحداث والتحولات التاريخية الكبرى في مصر، مثل إسقاط الملكية وقيام الجمهورية عام 1952، واتفاقية السلام التي أبرمها الرئيس الراحل أنور السادات مع الكيان الصهيوني عام 1979، وإنشاء مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية عام 1988.

‎وتضم المادة البحثية التي جرت دراستها أكثر من 70 كتابا مدرسياً، وعددا آخر من الكتب والوثائق المنشورة والمراجع ذات الصلة، فضلا عن عدة مقابلات مع عدد من مؤلفي الكتب المدرسية والخبراء والمسؤولين وأساتذة الجامعات التربويين.

ومما ينبغي ملاحظته أن الدراسات التاريخية عموما وتلك التي تتصل بالأطر الثقافية على وجه الخصوص تكتسب قيمة خاصة، كونها تعيد التاريخ الذي يتعرض لعمليات منظمة من النهب والتغيير والإزاحة والمحو والإخفاء والإسكات، وأكثر تاريخ تعرض لذلك في الواقع المعاصر هو التاريخ الفلسطيني، مقابل إثبات التاريخ الإسرائيلي.

الدكتور ماضي استعرض في كتابه 3 حالات مرت بها المصطلحات المتعلقة بماهية القضية الفلسطينية وطبيعتها بكتب التاريخ (الجزيرة)

وقد قسم المؤلف كتابه الواقع في 217 صفحة إلى 4 فصول جاءت بعد المقدمة، على النحو الآتي:

إعلان الفصل الأول: السياقات التاريخية والسياسية لكتب التاريخ

وفيه بحث الكاتب عن وجود القضية الفلسطينيّة في 3 حقب: حقبة ما قبل عام 1952، والحقبة الممتدة ما بين عام 1952 وحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي، وأخيرًا الحقبة الممتدة ما بين نهايات سبعينيات القرن الماضي إلى نهاية عام 2024.

في حين جاء الفصل الثاني حاملا عنوان: الحضور الفلسطيني في كتب التاريخ

واستعرض فيه المؤلف مرحلتين مر بهما الحضور الفلسطيني في كتب التاريخ المصرية، وقد أطلق عليها مرحلة البداية والتوسع، ثمّ انتقل إلى استعراض المرحلة الثانية التي أسماها مرحلة الانحسار كمًا ونوعًا.

أما الفصل الثالث من الكتاب فجاء تحت عنوان: طبيعة القضية والمصطلحات المستخدمة في كتب التاريخ

وقد استعرض المؤلف في هذا الفصل 3 حالات مرت بها المصطلحات المتعلقة بماهية القضيّة الفلسطينيّة وطبيعتها في كتب التاريخ، حيث بدأت بكونها قضيّة تحرر وطني، ثم انكفأت المصطلحات والمفاهيم نحو القطرية أو الوطنيّة المصريّة، ليصل الأمر بعد ذلك إلى الحديث عن حل القضيّة حربًا أو سلمًا ثم انتهاج السلام العادل سبيلًا للحل.

ومما ذكره المؤلف بهذا الفصل أنّه بعد معاهدة السلام في اتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر/أيلول 1978، لم يستخدم كتاب "تاريخ مصر والعرب الحديث" مصطلحات مثل "الاستعمار الصهيوني" أو "الإرهاب الصهيوني" أو الإرهاب اليهودي" لكن وردت كلمة "إرهابيين وعبارة "الإرهابيين الصهيونيين" عند الحديث عن نسف فندق الملك داود بالقدس عام 1946 على يد يهود لإرهاب الانتداب البريطاني على فلسطين، وبدلاً من استخدام كلمة "العصابات اليهودية المسلحة" ظهرت عبارة "العناصر العسكرية اليهودية" عند الحديث عن حرب 1948.

ثمّ يؤكد المؤلف أنّه ابتداء من كتاب "التاريخ" للثانوية العام عام 2002، وحتى آخر كتاب صادر عام 2017- 2018، فإن حجم تناول حضور فلسطين والقضية الفلسطينية تقلّص وتبدّلت المفاهيم والمناهج في المقرّرات الدراسية في التعليم العام، مع التوسع في ذكر الحروب العربية الإسرائيلية، والتركيز على الدور المصري تحديداً.

إعلان ثمّ يأتي الفصل الرابع حاملًا عنوان: نتائج وملاحظات نهائية

وفيه يجيب المؤلف عن مجموعة من الأسئلة أهمها: من يضع كتب التاريخ المدرسية؟ ما الحاضر والمفقود من القضية من القضية الفلسطينية في كتب التاريخ؟ كيف تفسد السياسة كتب التاريخ؟ وما تداعيات التغافل عن سياقات تاريخية ودينية؟ وكيف تطورت كتب التاريخ عموما؟

المؤلف يخبرنا أن الأراضي التي اشتراها اليهود قبل انتفاضة 1936 لم تتخط 5% من الأراضي الفلسطينية (الجزيرة)

ويعتمد المؤلف في هذا الفصل مرجعية النقد المنهجي حيث يقدم عرضا تحليليا نقديا خلال الإجابات عن هذه الأسئلة الجوهرية.

وفي واقعنا خرافات كبيرة منتشرة حول قضية فلسطين من أكثرها اشتهارا أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود، وأنهم تركوا منازلهم، والعجيب أن تجد مؤرخا مثل إيلان بابيه يفند هذه الخرافة بوضوح فيخبرنا أن الأراضي التي اشتراها اليهود قبل انتفاضة 1936، التي قام بها الفلسطينيون ضد الوجود الصهيوني وسلطة الانتداب البريطاني، لم تتخط 5% من الأراضي الفلسطينية، وتمت كلها في إطار تعايش كوزموبوليتاني اشتهرت به الدول العربية في تلك الفترة، قبل أن يتضح الهدف من الشراء الممنهج للأراضي، فصدر قرار بعد الانتفاضة بمنع بيع الأراضي إلى اليهود. أما باقي الأراضي، فلم يتخل عنها أهلها إلا بالترويع وارتكاب المجازر، وليس كما تروج خرافات إسرائيل أن الفلسطينيين تركوا الأرض ليفسحوا المجال لجيش الإنقاذ.

ومثل هذه الخرافات الكثير التي يسهل انتشارها مع تقليص القضية الفلسطينية في مناهج التعليم، ولذا فإن الكتاب يمثل مرجعا مهما للباحثين في صورة القضية الفلسطينية بالمناهج الدراسية، وللباحثين عن التحولات التي تطرأ على صورة القضية الفلسطينية في وعي الأجيال المتعاقبة، ودحض روايات الاحتلال من عقول الأجيال التي ينتظر أن تكون حاملة الأمانة والقضية.

مقالات مشابهة

  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  • متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • باحث: القضية الفلسطينية تتجه إلى منطقة ضبابية
  • "فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • سوق رمضان الخير بحلب… مهرجان للتسوّق بأسعار التكلفة ودعم للمنتج ‏الوطني
  • إسكات التاريخ.. القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية
  • أستاذ علوم سياسية: مصر لعبت دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية