الحوثيون يمررون قانون الضرائب والجمارك لتعزيز إمبراطوريتهم المالية
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
تسعى ميليشيا الحوثي الإيرانية من خلال سيطرتها على ما تبقى من "مجلس النواب" في صنعاء، لتمرير عدد من التعديلات القانونية في نظام عمل الضرائب والجمارك في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ومعظم التعديلات التي يراد تمريرها عبر مجلس النواب قدمها وزير المالية الحوثي، وترتكز في سلب حقوق المجلس لصالح ما يسمى رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي يترأسه القيادي في الميليشيات مهدي المشاط ووزير المالية في الحكومة الحوثية المقالة مؤخراً.
أبرز التعديلات التي تم تمريرها هي إعطاء ما يسمونه "الرئيس" الحق في رفع أي رسوم ضريبية أو جمركية بناء على مقترح مرفوع من رشيد عبود أبو لحوم بصفته نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية- وزيرا للمالية، ولا داعي لموافقة مجلسي الوزراء والنواب.
بحسب قانونيين: من خلال التعديلات الجديدة التي تصر ميليشيا الحوثي منذ نحو شهر على تمرير تعديلات في قانون الضرائب والجمارك، وهذه التعديلات ستنقل صلاحية سن التشريعات والقوانين لصالح رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى وغيرهم من القيادات الحوثية التي ستتمكن من إصدار الإعفاءات الضريبية والجمركية للتجار الحوثيين وتمرير الصفقات وغيرها من الأعمال المخالفة للدستور والقانون.
أوضح القانونيون أن الميليشيات الحوثية تحاول إحكام سيطرتها الكاملة على القطاع الخاص والاستحواذ على كامل إيرادات الضرائب والجمارك وتسخيرها لمصالحها الخاصة. موضحا أن المخطط الحوثي للسيطرة على هذا القطاع بدأ في تشكيل قطاعات ومؤسسات وشركات تجارية رديفة للقطاع الخاص، في حين قامت الميليشيات بتضييق الخناق على الشركات والبيوت التجارية الرائدة في مناطق سيطرتها من خلال الابتزاز وفرض الجبايات ودفعها للإغلاق والخروج صوب مناطق الحكومة أو بلدان مجاورة. كما سعت الميليشيات إلى فرض سيطرتها الكاملة على الغرفة التجارية والصناعية، ورفض توجيهات قضائية بانتخاب مجلس إدارة جديد للنقابة.
جريمة متكاملة
النائب البرلماني في صنعاء، أحمد سيف حاشد، قال إن الهدف من قيام سلطة صنعاء -الحوثيين- بتمرير قانون التعديلات القانونية للضرائب والجمارك هدفه ليس فقط فرض مزيد من الجبايات على كاهل المواطن، إنما سلب جزء مهم من حقوق المجلس التشريعية فيما يخص الضرائب والجمارك لصالح وزير المالية ورئيس المجلس السياسي، ليتمكنوا من زيادتها متى أرادوا، وإعفاء من يريدون من تجار السلطة، وإحلال تجار جدد يجري إعفاؤهم من الضرائب والجمارك ليحلوا محل التجار القدماء، في توجه عصبوي يستبيح المواطنة ويتعمد التمييز وينتهك المساواة، حسب تعبيره.
وأضاف في تغريدة على منصة إكس: إن التعديلات الجديدة تدعم فئة يجري تشكيلها على حساب وطن يتم استباحته لصالح هذه الفئة الطفيلية الجديدة التي لا تعتمد على المنافسة والتراكم المالي الطبيعي، وإنما تعتمد على دعم السلطة لها واستغلال السلطة، وهي جريمة متكاملة الأركان.
وأضاف: "وأكثر من هذا أنه تم تمرير تلك التعديلات من قبل وزير مقال في حكومة مقالة، وبعيدا عنها. وأكثر من هذا أنه تم تمريره رغم مخالفته للدستور وللقانون، وما يحدث اليوم من قبل وزير التجارة والصناعة في الإحلال والاستبدال للتجار يصب في نفس الاتجاه ويكمله".
وأوضح النائب حاشد: "ما يجري اليوم في الواقع مخيف ومرعب بحق شعبنا، وقد رفضت هذه التعديلات وتم منعي من الكلام بصددها في قاعة المجلس، وغادرت المجلس أثناء التصويت عليها، وكتبت عن مخاطرها وعدم مشروعيتها قبل مناقشتها والتصويت عليها ثم بعد تمريرها". مضيفاً: "إن ما يحدث في صنعاء بحق شعبنا كارثي، وها نحن نرى اليوم بعض نتائجه في الواقع. وما سنراه في المستقبل أشد وأكبر".
مخطط خبيث
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي، خالد العراسي أن ما يزعج المجتمع هو استهدافه في لقمة عيشه، ويبرز هذا الأمر من خلال إجراءات عدة بينها رفع جميع أسعار السلع والمنتجات في ظل توقف المرتبات وانخفاض وشحة مصادر الدخل عند فئة كبيرة وانعدامها عند فئات أخرى.
وأشار العراسي: بشأن رسوم الضرائب والجمارك، لا يمكن زيادتها بموجب قرار وزير المالية أو توجيهات شفوية، أو بتواصله بشكل خاص مع المعنيين بالتعرفة الجمركية، أو بأي شكل من الأشكال. ولهذا خطط الوزير لتجاوز هذه العقبة، وسعى للحصول على صلاحيات دائمة وليس التعديل لمرة واحدة ليستمر برنامج القتل للشعب بشكل دائم. وأضاف الكاتب العراسي: وزير المالية تقدم بمشروعي تعديلات لقانوني الضرائب والجمارك، وهي تعديلات ليست مخالفة للقانون فقط وإنما مخالفة ومناقضة لمواد دستورية أيضا، فهي تعديلات كارثية بما تحمله الكلمة من معنى والمصيبة أنها مغلفة بموافقة رئيس المجلس السياسي الأعلى ودون المرور على مجلسي النواب والوزراء.
وأضاف: طبعا غير مذكور بشكل صريح "رفع أو زيادة الرسوم" في التعديل الجديد، لكن مذكور صلاحيات التعديل وهو يتم بالزيادة أو الخفض، والجميع يعلم بعدم وجود أي انخفاض أو إعفاءات تخدم الشعب في ظل حكومة الوضع المزري، وفي المقابل شهدنا إعفاء أصحاب الفنادق والمطاعم السياحية بموجب توجيهات وزير المالية.
وأشار الكاتب العراسي: النتيجة معروفة من خلال التعديلات المقرة، وهي مزيد من الزيادات والرفع كما حدث في كثير من الأوعية الإيرادية بناء على توجيهات أو قرارات داخلية أو بطرق أخرى، لا سيما وصاحب المقترح هو نفسه الوزير الذي رفع رسوم التحسين والنظافة وضاعفها أكثر من عشرة أضعاف بدون وجه حق وبدون مبرر قانوني.
ومن جانب آخر هناك صلاحيات ممنوحة في مشروعي هذه التعديلات بشأن منح امتيازات للتجار والمستثمرين على أساس تشجيع الاستثمار والصناعات المحلية وخفض فاتورة الاستيراد، إلا أننا لم نشاهد أي تشجيع لأي استثمارات وصناعات باستثناء ما يقتل المواطن وهو مصنع السجائر في المنطقة الصناعية بالحديدة، بحسب الكاتب العراسي.
وأضاف: على العكس شاهدنا ولمسنا وعرفنا بالتوازي مع منح السعودية تسهيلات وامتيازات ضخمة جدا للتجار والمستثمرين الأجانب عن برنامج تنفيري وتهجيري للتجار وللاستثمارات، باستخدام قطبي الحرب الاقتصادية الداخلية وسياسة التجويع وزيري المالية، والصناعة والتجارة، اللذين تحولا من مالكي باص وكورولا إلى مالكي مليارات.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الضرائب والجمارک المجلس السیاسی وزیر المالیة من خلال
إقرأ أيضاً:
"المالية" تنظم ندوة مع منظمة التعاون الاقتصادي حول الضرائب الدولية
نظمت وزارة المالية بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، اليوم الأربعاء، ندوة حول الضرائب الدولية، في دبي، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء اقتصاديين وممثلين عن قطاعات الأعمال والاستشارات من 12 دولة تناقش مجموعة من المواضيع في مجال الضرائب الدولية.
وتأتي الندوة في إطار مذكرة التفاهم بين الوزارة والمنظمة، والتي تهدف إلى تسهيل تطوير شبكات الاتفاقيات الضريبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمساعدة على تبني الأحكام الضريبية الدولية الرامية إلى تلبية احتياجاتها الاقتصادية التكاملية، وتعزز الفهم المتبادل للقواعد واللوائح الضريبية الدولية، يشمل ذلك أحكام تسعير التحويل، التي غالباً ما تكون لها آثار متعددة الاختصاصات القضائية على كل من الشركات والمؤسسات الضريبية.
حضر الندوة، يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، وممثلون عن الهيئة الاتحادية للضرائب، ووزارة الخارجية، ودوائر المالية المحلية في دبي وعجمان والفجيرة.
وخلال افتتاحه أعمال الندوة، قال يونس حاجي الخوري: "تمثل هذه الندوة التي تم تنظيمها بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، منصة حيوية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، مما يساهم في تطوير نظم ضريبية شفافة ومرنة قادرة على الاستجابة للتحديات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية، لقد أتاحت الندوة فرصة مهمة لمناقشة القضايا الضريبية ذات الأهمية العالمية وتبادل التجارب، كما تجسد التزام دولة الإمارات ببناء نظام ضريبي يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، ويسهم في تعزيز موقعها كمركز عالمي للأعمال، بما يواكب التحولات السريعة في الاقتصاد الرقمي، ويساعد في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة".
وتتضمن جلسات الندوة نقاشات متنوعة حول عدد من الموضوعات الجوهرية، حيث تركز على آليات تنفيذ الاتفاقيات الضريبية، بما في ذلك قاعدة الخضوع للضريبة من الركيزة الثانية التي أصدرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وعلى أحكام تسعير التحويل بما في ذلك توثيق التسعير التحويلي وتقييم المخاطر. وتوفر الندوة فرصة لبناء حوار إقليمي بشأن سياسة وتطبيق الاتفاقيات الضريبية، فضلاً عن المسائل الضريبية الدولية ذات الصلة التي تواجه واضعي السياسات الضريبية، وتتناول آخر تطورات تآكل القاعدة وتحويل الأرباح 2.0 (BEPS) والجوانب التقنية الكامنة وراء عمل الإطار الشامل لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعة العشرين، بما في ذلك العمل على معالجة التحديات الضريبية الناشئة عن رقمنة الاقتصاد، كما قدمت وزارة المالية خلال الجلسات عرضاً حول تجربتها في تطبيق الاتفاقيات الضريبية وآخر التطورات في هذا المجال.
وحدة الاتفاقيات الضريبيةوأدار جلسات الندوة نخبة من الخبراء الدوليين من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهيئة الإيرادات والجمارك في المملكة المتحدة، حيث أدار إيف فان بروسل، مستشار في وحدة الاتفاقيات الضريبية والتعاون الدولي بمركز السياسة والإدارة الضريبية التابع للمنظمة، عدة جلسات حول المبادئ الأساسية للمعاهدات الضريبية وقاعدة الخضوع للضريبة، بينما قدم كينجيرو توميتا، مستشار أول في وحدة التسعير التحويلي التابعة لشعبة الضرائب عبر الحدود والضرائب الدولية في مركز السياسة والإدارة الضريبية التابعة للمنظمة، جلسات حول تطور تسعير التحويل وأهمية توثيقها في الاقتصادات الدولية. كما قدمت ديبرا إيفانز، أخصائية تبادل المعلومات والسلطة ذات الاختصاص في إدارة الضرائب – هيئة الإيرادات والجمارك في المملكة المتحدة، جلسة حول تقييم المخاطر المرتبطة بالتسعير التحويلي، ويتابع الخبراء غداً مناقشة عدد من المحاور التي تم طرحها خلال الندوة.