مع تفاقم أزمة الجوع في غزة... شبح الموت بسوء التغذية يتربص بعشرات الأطفال
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
في مركز العودة الصحي في رفح، بجنوب غزة، صباح الإثنين، رقد رضيعان فلسطينيان بعينين غائرتين ووجهين هزيلين على سرير في إحدى مستشفيات غزة، وبرزت أرجلهما النحيلة التي تظهر عظامهما من تحت حفاضات بدت كبيرة جدا بالنسبة لهما.
وقالت الممرضة ضيا الشاعر إن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ومجموعة أخرى من الأمراض يتوافدون بأعداد لم يسبق لها مثيل.
كان وزن أحد الرضيعين، ويدعى أحمد قنان، ستة كيلوجرامات. وقالت عمته إسراء كلخ المرافقة له بالمستشفى إن هذا هو نصف وزنه قبل الحرب. وقالت لرويترز "يوم عن يوم تزداد حالته سوء والله يستر من اللي جاي".
خمسة أشهر من الحرب... مأساة الطفولة في غزةبعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على شن إسرائيل هجومها الجوي والبري على قطاع غزة وما نتج عنه من نزوح جماعي، أدى النقص الحاد في الغذاء إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأزمة تغذية، وهي جزء من كارثة إنسانية أوسع نطاقا.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس الأحد إن 15 طفلا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية أو الجفاف في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال غزة الذي يعاني من نقص كبير في الغذاء.
اقرأ أيضاوزارة الصحة في قطاع غزة تعلن "ارتفاع حصيلة شهداء المجاعة بين الأطفال إلى 6"
وقال كريستيان ليندماير المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية "للأسف من المتوقع أن تكون الأرقام غير الرسمية أعلى".
وأدت أزمة الجوع المتفاقمة إلى تصاعد الانتقادات من دول العالم لإسرائيل، بما في ذلك من نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس التي تعتبر بلادها أقوى حليف لإسرائيل. وقالت أمس إن الناس في غزة يتضورون جوعا ودعت إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير.
وحصلت رويترز على مقطع مصور سجل يوم السبت في منطقة كمال عدوان تظهر فيه امرأة تدعى أنوار عبد النبي وهي تبكي بجانب جثة ابنتها ميلا الطفلة الصغيرة التي كانت قد ماتت للتو في سريرها. وقالت وهي تنتحب "الحمد لله رب العالمين. انتقلت ابنتي جميلتي، ابنتي الناعمة، إلى رحمة الله. نقص كالسيوم وبوتاسيوم.. نقص الأكسجين كذا مرة".
وقال الممرض أحمد سالم الذي يعمل في وحدة العناية المركزة بالمستشفى إن أحد عوامل ارتفاع عدد وفيات الأطفال هناك هو أن الأمهات الجدد يعانين من سوء التغذية.
وأضاف أن الأمهات لا يستطعن إرضاع أطفالهن بينما لا يوجد بالمستشفى حليب صناعي. وقال إن ذلك أدى إلى وفاة أطفال في وحدة العناية المركزة وآخرين في الحضانات أيضا.
’العجز واليأس’يصل إلى قطاع غزة مساعدات غذائية أقل كثيرا من الاحتياجات. وتزداد المشكلة سوءا في شمال القطاع لأن المعابر الوحيدة التي تسمح إسرائيل للشاحنات بالمرور منها تقع في الجنوب. وسبق أن استولت حشود يائسة على بعض شاحنات المساعدات قبل وصولها إلى الشمال.
وقالت أديل خضر المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) "قطعا هو شعور لا يطاق. الشعور بالعجز واليأس بين الآباء والأطباء الذين يدركون أن المساعدات المنقذة للحياة، والموجودة على بعد بضعة كيلومترات فقط منهم، بعيدة المنال".
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في أحدث تقاريرها عن الوضع بتاريخ الأول من مارس آذار إن نحو 97 شاحنة يوميا دخلت غزة في فبراير/شباط، بانخفاض عن نحو 150 في يناير كانون الثاني، وأقل كثيرا من الهدف البالغ 500 يوميا.
وتحمل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل مسؤولية هذا النقص لأسباب منها إغلاق المعابر البرية إلى شمال غزة والعمليات العسكرية المستمرة والنظام المعقد لتفتيش إسرائيل للمواد المتجهة إلى غزة.
وتقول إسرائيل إنها لا تقيد وصول المساعدات الإنسانية أو الطبية لكن ضعف القدرات التشغيلية لمنظمات الإغاثة هو السبب في نقص المساعدات.
وعلى نطاق أوسع تتهم إسرائيل حركة حماس بإشعال فتيل الحرب بشنها هجوما على بلدات في جنوبها في السابع من أكتوبر أدى لمقتل 1200 شخص وخطف 253 رهينة. كما تتهم حماس باستخدام السكان المدنيين في غزة دروعا بشرية.
ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الهجوم الجوي والبري الذي شنته إسرائيل على غزة أودى حتى الآن بحياة ما يزيد على 30 ألف فلسطيني هناك.
وتوفي اليوم في مركز العودة الصحي برفح طفل يبلغ من العمر 12 عاما يدعى يزن الكفارنة. كانت رويترز قد صورته يوم السبت عندما كان شاحبا وهزيلا وعظام أطرافه بارزة.
وقال الدكتور جابر الشعار، رئيس قسم الأطفال في مستشفى أبو يوسف النجار برفح حيث عولج الطفل حتى نقله إلى مستشفى العودة، إن يزن كان مصابا بالشلل الدماغي وكان يعتمد على نظام غذائي خاص مثل الفواكه المخلوطة والحليب، وهي مواد لم تعد متوفرة في غزة.
وعزا الطبيب وفاة الصبي إلى سوء التغذية. وذاعت قصة يزن اليوم بعد أن استشهد بها المبعوث الفلسطيني رياض منصور في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقضت والدته، أم يزن الكفارنةـ آخر أيام حياته إلى جانبه. وقالت "كان يأكل ويشرب ويتحرك ويلعب ويضحك".
فرانس24/ رويترز
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج غزة الحرب بين حماس وإسرائيل حماس إسرائيل فلسطينيون أطفال مستشفى مجاعة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين وقف إطلاق النار الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الأمم المتحدة سوء التغذیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
بلدية غزة تحذر من أزمة عطش كبرى حال قطعت إسرائيل خط المياه الرئيسي
غزة – حذرت بلدية غزة، الأحد، من أزمة مياه حادة قد تؤدي إلى حالة عطش كبيرة في المدينة، نتيجة استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود، وتهديدها بوقف خط مياه يغذي المدينة بنحو 70 في المئة من احتياجاتها اليومية.
وقالت البلدية في بيان، إن “خط مكروت يغذي المدينة بنحو 70 في المئة وفي حال توقف وصول المياه من هذا الخط قد يؤدي لحالة عطش كبيرة في المدينة ويهدد الحياة الإنسانية فيها ويؤدي إلى تدهور الصحة العامة وانتشار الامراض”.
وتُعَدُّ شركة المياه الإسرائيلية “ميكروت” أحد المصادر الرئيسية التي تغذي قطاع غزة بالمياه، حيث يخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، مما يجعله أداة ضغط على القطاع.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار مطلع مارس/آذار الجاري، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها.
وأدى إغلاق المعابر وقرار إسرائيل بقطع الكهرباء عن قطاع غزة إلى توقف محطات المياه والصرف الصحي عن العمل، مما زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية.
وهدد مسؤولون إسرائيليون أكثر من مرة بقطع الكهرباء والمياه عن قطاع غزة للضغط على حركة حماس.
وفي 4 مارس الجاري قال عومري دوستري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة غير مستبعد “باعتباره وسيلة للضغط على حركة الفصائل الفلسطينية.
وفي 9 مارس الجاري أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، قرر وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء “فورا”.
وأكدت بلدية غزة، أن استمرار منع دخول مصادر الطاقة والوقود اللازمة لتشغيل المرافق الأساسية قد يؤدي إلى شلل كبير في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية والصحية في المدينة.
ودعت البلدية المنظمات الأممية إلى التدخل العاجل و”الضغط على الاحتلال لاحترام القوانين والمواثيق الدولية، وتوفير مصادر الطاقة والمياه دون أي عوائق”، وفق البيان.
والأربعاء قال اتحاد بلديات قطاع غزة، في بيان، إن “هناك حاجة ملحة لتوفير إمدادات كافية ودائمة من المياه والكهرباء، خاصة بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية نتيجة قطع الاحتلال الإسرائيلي للكهرباء عنها، مما يهدد حياة الفلسطينيين ويعمق الأزمات الصحية والبيئية”.
يذكر أن أزمة المياه في غزة ليست وليدة اللحظة، بل تفاقمت بشكل مأساوي بعد القصف الإسرائيلي الذي دمر البنية التحتية والمرافق الأساسية خلال حرب الإبادة، ما جعل الحصول على المياه النظيفة حلما بعيد المنال لكثير من العائلات.
ومع استمرار الحصار الإسرائيلي يجد الفلسطينيون أنفسهم في شهر رمضان أمام موجة قاسية مع العطش والجوع والفقر، في ظل حالتهم المأساوية داخل الخيام وأماكن اللجوء بعد تدمير إسرائيل منازلهم وبنيتهم التحتية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأناضول
Previous سوريا.. منحة مالية بمناسبة عيد الفطر Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results