مركز "إثراء" يعلن استمرار استقبال المشاركات في برنامج "الحلول الإبداعية" من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
أعلن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) عن استمرار التسجيل في برنامج الإقامة الخاص بـالحلول الإبداعية، في نسخته الرابعة، حتى نهاية شهر مايو المقبل، التي تضمنت العديد من المتغيرات للمشاركات من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد أن لوحظ إقبال العديد من المهتمين في مجال التقنيات الغامرة والواقع الافتراضي، وارتفاع أعداد المتقدمين سنويًا.
ويستعد البرنامج للمشاركة في مؤتمر ليب في الفترة من 4 إلى 7 مارس الحالي بهدف التعرّف على الفرص الجديدة والتواصل مع خبراء التقنية في العالم.
وأوضح المركز أن البرنامج سيتوسع هذا العام في مجالات الطرح ليكون أكثر شمولية من حيث الأفكار، ويمكن للمشاركين الالتحاق على هيئة فرق ومجموعات بعد أن كان مقتصرًا على الأفراد، وسيعلن عن اختتام الدورة بالتزامن مع مؤتمر تنوين للإبداع، إلى جانب تسليط الضوء على النماذج المميزة لمتقدمين سابقين للبرنامج، وستتاح الفرصة للمشاركين الذين لم يصلوا إلى مرحلة النهائيات لتقديم مشاريعهم مرة أخرى؛ لتحقيق متطلبات البرنامج القائم على استخدام التقنيات الغامرة والوسائط الرقمية على أيدي خبراء مختصين.
وأشار مركز "إثراء" إلى أبرز المشاريع التي وصلت إلى المرحلة الأخيرة في الدورة السابقة، مشروع "أوديورا" الفائز سلطان بن مسعود وهو أستاذ بجامعة الأميرة نورة، فمن خلال مشاركته في البرنامج ومن منطلق خبرته في مجال الإنتاج الصوتي تمكن من إنتاج عدد من الأحداث التاريخية القديمة ويستعد لإنتاج تجارب صوتية مرئية وقعت في مختلف المناطق.
يُذكر أن برنامج الإقامة الخاص بـالحلول الإبداعية يصُب في مسار سرد القصص وتصميم المنتجات الرقمية باستخدام التقنيات الغامرة كالواقع المعزز والافتراضي والمختلط حيث يستمر تدريب المتقدمين مدة 4 أشهر، يتمكنوا خلالها من التعمّق في العملية الإبداعية باكتشاف الأسس الريادية والتقنية والسردية على أيدي خبراء محليين وعالميين؛ وصولًا لإنتاج نماذج أولية وفي ختام البرنامج يعرض النماذج ضمن معرض يستهدف المستثمرين والخبراء في مجال الصناعات التقنية.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد
تتردد شائعات حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا منذ سنوات في أجندة الرأي العام الدولي. وفي فبراير الماضي، كشفت تقارير استخباراتية أن واشنطن تعمل هذه المرة على تسريع العملية بشكل جاد. ورغم أن الانسحاب يتم بشكل تدريجي بحجة مخاوف أمنية تتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن السبب الحقيقي مرتبط مباشرة بالمخاطر والضغوط التي يمارسها الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في أمريكا. فالكيان الصهيوني يخشى من التزام قسد بالاتفاقيات مع حكومة دمشق، ويشعر بقلق بالغ من تزايد نفوذ تركيا، التي تُعتبر الفاعل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في سوريا.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان على دراية بالخطط القذرة، فقد كان مصمما على عدم الانجراف لهذه اللعبة. فاللوبي الصهيوني يسعى إلى تحريك مسلحي «داعش» والميليشيات الشيعية، وتنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) والأقليات الدرزية، أو العلوية في المنطقة، لتحويل سوريا إلى «لبنان جديدة»، ثم جر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى هذه الفوضى. لكن يبدو أن إدارة ترامب تقاوم هذا السيناريو بقوة.
حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع
فعندما أراد ترامب الانسحاب من سوريا في 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، تمت إعاقة هذه الخطوة من قبل المحافظين الجدد الموالين للكيان الصهيوني، واللوبي اليهودي المؤثرين في الدولة العميقة الأمريكية. وشملت الضغوط على ترامب حججا عدة مفادها، أن الانسحاب سيعود بالنفع على إيران وروسيا، ويعرض أمن الكيان الصهيوني للخطر، بالإضافة إلى مخاطر تدخل تركيا، ضد أي «دولة إرهاب» قد تقام في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. في ذلك الوقت، لم يكن ترامب يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة هذه الضغوط، فلم يستطع تنفيذ استراتيجية الانسحاب، لكن اليوم، اختفت معظم المبررات التي حالت دون الانسحاب، فقد تم احتواء تهديد «داعش»، وأقامت تركيا توازنا جديدا على الأرض عبر عملياتها العسكرية، كما أصبحت مكاسب إيران وروسيا في سوريا قابلة للتوقع، ولم يتبق سوى عامل واحد، وهو استراتيجيات الكيان الصهيوني المعطلة. حتى الآن، تشكلت خطة «الخروج من سوريا» لصالح ترامب سياسيا داخليا وخارجيا، وقد أضعف ترامب بشكل كبير نفوذ المحافظين الجدد، واللوبي الصهيوني مقارنة بفترته الأولى. كما أن مطالب الكيان الصهيوني المفرطة، يتم تحييدها بفضل الدور المتوازن الذي يلعبه الرئيس أردوغان.
وهكذا، حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع تتماشى مع الاستراتيجية العالمية الجديدة للولايات المتحدة. لأن «الاستراتيجية الكبرى» لأمريكا تغيرت: فالشرق الأوسط والكيان الصهيوني فقدا أهميتهما السابقة. يعتمد ترامب في سياسة الشرق الأوسط للعصر الجديد على نهج متعدد الأقطاب، لا يقتصر على الكيان الصهيوني فقط، بل يشمل دولا مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات ومصر وحتى إيران. وهذا النهج يمثل مؤشرا واضحا على تراجع تأثير اللوبي اليهودي، الذي ظل يوجه السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات طويلة. وإلا، لكانت الولايات المتحدة قد تخلت عن فكرة الانسحاب من سوريا، وعززت وجودها على الأرض لصالح الكيان الصهيوني، ما كان سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيتها إلى خمس دويلات فيدرالية على الأقل. لكن ترامب، خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض في 7 أبريل بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، أعلن للعالم أجمع أن تركيا والرئيس أردوغان هما فقط الطرفان المعتمدان في سوريا. كانت هذه الرسالة الواضحة بمثابة رسم لحدود للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في أمريكا.
ينبغي عدم الاستهانة بخطوات ترامب، ليس فقط في ما يتعلق بالانسحاب من سوريا، بل أيضا في تحسين العلاقات مع إيران بالتنسيق مع تركيا وروسيا. هذه الخطوات حاسمة، وقد تم اتخاذها، رغم الضغوط الشديدة من اللوبي اليهودي الذي لا يزال مؤثرا في السياسة الأمريكية. ولهذا السبب، يتعرض ترامب اليوم لانتقادات حادة من الأوساط الصهيونية والمحافظين الجدد، سواء داخل أمريكا أو خارجها.
المصدر: القدس العربي