أدلة جديدة تكشف : من أين تأتي مياه الأرض؟
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
وكالات:
عثر علماء على أدلة جديدة تثبت أن المياه الموجودة على الأرض، جاءت إلينا من الفضاء، الدليل الأول من قمر يدور حول كوكب زحل، والثاني من فحص عينات كويكب بينو.
واكتشف علماء الفلك وجود محيط شاسع ويافع تحت الطبقة الخارجية الجليدية لقمر ميماس الصغير الشبيه بنجمة الموت التابع لكوكب زحل.
وحلل الفريق الذي تقوده فرنسا التغيرات في مدار القمر ميماس وتناوبه، وأفاد، أن الاحتمال الأكبر هو وجود محيط مخفي على بعد 20 إلى 30 كيلومتراً تحت القشرة المتجمدة.
واستند العلماء في نتائجهم إلى ملاحظات مركبة كاسيني الفضائية التابعة لناسا، والتي راقبت زحل وأكثر من 140 قمراً تابعاً له لأكثر من عقد من الزمن قبل الغوص في الغلاف الجوي للكوكب الحلقي في عام 2017 واحتراقها.
يفتقر القمر المليء بالفوهات، الذي يبلغ قطره 400 كيلومتر، إلى الشقوق وينابيع الماء الساخنة، وهي علامات نموذجية للنشاط تحت السطح، مثل قمر إنسيلادوس التابع لزحل وقمر يوروبا التابع للمشتري.
وقال الباحث المشارك فاليري ليني من مرصد باريس في رسالة بالبريد الإلكتروني: “ربما كان ميماس هو المكان الأكثر احتمالاً للبحث عن محيط شامل، ومياه سائلة بشكل عام. لذلك يبدو هذا وكأنه عالم محتمل صالح للسكن. لكن لا أحد يعلم مقدار الوقت اللازم لظهور الحياة”.
وحسب دورية نيتشر العلمية، يعتقد أن المحيط يملأ نصف حجم ميماس. ومع ذلك، فهو لا يمثل سوى 1.2% إلى 1.4% من محيطات الأرض نظراً لحجم القمر الصغير.
على الرغم من صغر حجمه، إلا أن القمر ميماس يضم ثاني أكبر حفرة تصادمية من أي قمر في النظام الشمسي، وهذه الحفرة هي سبب تشبيهه بمحطة “نجمة الموت” الخيالية في سلسلة أفلام “حرب النجوم”.
القمر ميماس، الذي اكتشفه عالم الفلك الإنكليزي ويليام هيرشل عام 1789، سمي على اسم عملاق في الأساطير اليونانية.
في سياق مواز، كشفت عينات شظايا الكويكب “بينو” عما قال العلماء إنه قد يفسر نشأة كوكب الأرض، حيث تحتوي على نسبة مرتفعة من الكربون والماء، ويعتقد العلماء في جامعة أريزونا أن “بينو” كان جزءا من كوكب غني بالمياه قبل مليارات السنين.
وتوصل الفريق إلى أن بعض الصخور الداكنة على الكويكب مغطاة بقشرة رقيقة من مادة أكثر سطوعا، لوحظت على قمر زحل إنسيلادوس، الذي يعتقد أنه يحتوي هو الآخر على “محيط عالمي” من المياه المالحة السائلة.
وقال الباحث الرئيسي للمهمة، دانتي لوريتا، من جامعة أريزونا لمجلة NewScientist: “عينة الكويكب تحتوي على هياكل يمكن أن توفر أدلة حول أصل الحياة”.
لكن لوريتا لم ينشر بعد فرضيته أو نتائجه، إلا أنه قال إن تحليله للمادة خلال الأشهر القليلة الماضية أظهر أن معظم الصخور مكونة من الطين، بما في ذلك من معادن.
ولاحظ الفريق أيضا أن المادة الأكثر سطوعا، التي تغطي سطح بينو الصخري هي معدن فوسفات نادر للغاية وغني بالكالسيوم والمغنيسيوم. ونظرا لوجود نفس المادة على سطح قمر زحل إنسيلادوس، فقد افترض العلماء أن الحياة ربما بدأت في قاع البحر الجليدي.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مياه مالحة على كويكب داخل النظام الشمسي
عثر باحثون من جامعة كيوتو اليابانية على أدلة تؤكد وجود معادن ملحية داخل عينات أُحضرت من كويكب «ريوغو» داخل نظامنا الشمسي.
ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” أوضح الباحثون أن ذلك يشير إلى أن هذا الكويكب كان جزءاً من كوكب أولي احتوى على مياه سائلة قبل مليارات السنين، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Nature Astronomy».
ويُعد «ريوغو» جرماً سماوياً صغيراً يبلغ قطره نحو 900 متر، ويدور حول الشمس ضمن حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري.
وهو واحد من الكويكبات القريبة من الأرض التي تشكّل مصدر قلق محتملاً لاحتمالية تصادمها، لكنه في الوقت ذاته يوفر فرصة علمية قيّمة لدراسة تاريخ النظام الشمسي.
واكتسب «ريوغو» اهتماماً علمياً واسعاً بعد أن نجحت مهمة «هايابوسا 2»، التابعة لوكالة الفضاء اليابانية، في جمع عينات منه وإعادتها إلى الأرض عام 2020. وأظهرت التحليلات أن العينات تحتوي على معادن مثل كربونات الصوديوم، والهاليت، وكبريتات الصوديوم، وهي مركبات تذوب بسهولة في الماء.
ووفق الباحثين، يدعم هذا الاكتشاف الفرضية القائلة بأن بيئة غنية بالمياه الساخنة نشأت داخل الجسم الأم لـ«ريوغو» قبل نحو 4.5 مليار سنة، بعد وقت قصير من تشكّل النظام الشمسي.
كما كشفت الدراسة عن أن المياه السائلة المالحة كانت دافئة، بدرجة حرارة أقل من 100 درجة مئوية، وهذا يعزز فرضية أن بعض الأجرام السماوية الصغيرة قد احتوت على محيطات تحت سطحية أو بيئات مائية مؤقتة.
ويرجّح الباحثون أن المياه المالحة تبخرت تدريجياً أو تجمدت بالكامل؛ مما أدى إلى ترسب المعادن الملحية التي تم رصدها اليوم. وتُشبه هذه المعادن تلك الموجودة على الكوكب القزم «سيريس»، فضلاً عن سطح أقمار المشتري مثل «يوروبا» و«غانيميد»، مما يشير إلى عمليات جيولوجية وكيميائية مماثلة حدثت عبر النظام الشمسي.
ووفق الفريق البحثي، فإن هذا الاكتشاف يدعم فرضية أن المياه المالحة لم تكن مقتصرة على الكواكب الكبيرة، بل ربما كانت موجودة أيضاً على الكويكبات والأجرام الصغيرة؛ ما يوسّع نطاق البحث عن الحياة خارج الأرض. وأشاروا إلى أن هذه النتائج توفّر رؤى جديدة حول تطوّر المياه في الأجرام السماوية الأخرى، مثل الأقمار الجليدية التابعة لكوكبي المشتري وزحل، وتعزز الفرضيات بشأن وجود محيطات تحت سطحية في أماكن أخرى من النظام الشمسي.
وأضافوا أن هذا الاكتشاف لا يفصح فقط عن أسرار كويكب «ريوغو»، بل يدعم أيضاً الفكرة القائلة بأن المياه المالحة قد لعبت دوراً مهماً في تطور النظام الشمسي، وهذا قد يساعد في الأبحاث المستقبلية المتعلقة بإمكانية وجود حياة خارج الأرض، خصوصاً في المناطق التي يُعتقد أنها تحتوي على محيطات مخفية، مثل أقمار كوكبي المشتري وزحل.