الجزيرة:
2025-04-13@10:29:39 GMT

الأسماك أصبحت أصغر حجما بسبب تغيّر المناخ

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

الأسماك أصبحت أصغر حجما بسبب تغيّر المناخ

كشفت دراسة جديدة انخفاض وزن الأسماك في غرب شمال المحيط الهادي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه، مما أدى إلى الحد من الإمدادات الغذائية.

وحلل الباحثون في الدراسة التي نشرت يوم 28 فبراير/شباط بمجلة "فيش آند فيشريز"، الوزن الفردي والكتلة الحيوية الإجمالية لـ13 نوعا من الأسماك.

وفي الثمانينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت الأسماك أخف وزنا.

وتعد الأسماك هي المجموعة الأكثر تنوعا من الفقاريات، كما أنها توفر سبل العيش الحيوية لمليارات البشر في جميع أنحاء العالم من خلال مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، كما أنها أجزاء مهمة من النظم الإيكولوجية المائية.

تستهدف مصايد الأسماك غالبا الأسماك الكبيرة، لذلك فإن إزالة هذه الأسماك الكبيرة من الموائل يفيد في بقاء الأسماك التي تنضج بسرعة وتتكاثر في سن أصغر عندما تكون أصغر حجما (رويترز) كيف تؤثر الحرارة في الحجم؟

في الدراسة الجديدة، يقول الباحثون إن الأسماك في جميع أنحاء العالم أصبحت أصغر حجما مع ارتفاع درجة حرارة موائلها. فعلى سبيل المثال، انخفض حجم أنواع الأسماك التجارية المهمة في بحر الشمال بنحو 16% خلال الـ40 سنة التي سبقت عام 2008، في حين ارتفعت درجة حرارة الماء بمقدار درجة إلى درجتين مئويتين.

ويتوقع الفريق البحثي أن يؤدي هذا الاتجاه الانكماشي إلى تفاقم آثار ظاهرة الاحتباس الحراري على النظم البيئية البحرية بشكل كبير.

يقول المعد الرئيسي للدراسة "شين إيتشي إيتو"، وهو أستاذ علم المناخ في معهد أبحاث الغلاف الجوي والمحيطات بجامعة طوكيو: إن تحليل بيانات وزن الأسماك والكتلة الحيوية من وكالة مصايد الأسماك اليابانية والوكالة اليابانية لأبحاث وتعليم مصايد الأسماك، كشف أنه مع ارتفاع درجات الحرارة تصبح الطبقة العليا للمحيطات أكثر طبقية، وأظهرت الأبحاث السابقة أن العوالق الأكبر تُستبدل بعوالق أصغر وأنواع هلامية أقل تغذية، مثل قنديل البحر.

ويوضح الباحث في حديث مع "الجزيرة نت" أنه يمكن لتغير المناخ أن يغير توقيت وطول ازدهار العوالق النباتية، والتي قد لا تتماشى مع الفترات الرئيسية لدورة حياة الأسماك. كما أظهرت دراسات أخرى أن هجرة الأسماك تتأثر بالتغيرات المناخية، مما يؤثر بدوره على تفاعل الأسماك وتنافسها على الموارد.

ووفقا للمعد الرئيسي للدراسة، فإن خياشيم الأسماك لا تنمو بنفس وتيرة نمو بقية أجسامها، وبمجرد أن تصل السمكة إلى حجم معين من الجسم لا تستطيع خياشيمها سوى توفير كمية كافية من الأكسجين للحفاظ على عمل الجسم، ولا يتبقى أي أكسجين للنمو. ويوضح إيتو أن "الأسماك تستخدم كمية أكبر من الأكسجين في المياه الدافئة لكن خياشيمها لا تكبر، وبذلك تصل الأسماك إلى حد نموها بحجم أصغر، مما يؤدي إلى قاعدة درجة الحرارة والحجم".

الأرصدة السمكية تجب إدارتها بشكل مختلف عما كانت عليه مع الأخذ في الاعتبار التأثير المتزايد الناجم عن المناخ (الجزيرة) مصايد الأسماك

تستهدف مصايد الأسماك غالبا الأسماك الكبيرة، لذلك فإن إزالة هذه الأسماك الكبيرة من الموائل يفيد في بقاء الأسماك التي تنضج بسرعة وتتكاثر في سن أصغر عندما تكون أصغر حجما. كما تعد مصايد الأسماك عامل تشتيت محتمل عند دراسة تأثير المياه الدافئة على الأسماك. ويوضح الفريق أنه يمكن أن تنتقل سمة النضج المبكر هذه عبر أجيال الأسماك، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظاهرة تُعرف باسم "التطور الناجم عن مصايد الأسماك"، حيث تميل الأنواع المستغلة إلى التناقص في الحجم بمرور الوقت.

عن طريق فحص الأسماك في ظل ظروف خاضعة للرقابة من خلال التحكم في درجة حرارة الماء ودراسة تأثيرها على حجم الأسماك، أظهر الفريق أن الأسماك تصبح بالفعل أصغر حجما في جسمها عند الاحتفاظ بها في ظروف دافئة، وتشير الدراسة إلى أن السبب يرجع إلى عدم التطابق بين كمية الأكسجين التي تحتاجها الأسماك للحفاظ على عملية التمثيل الغذائي في الجسم وكمية الأكسجين التي يمكن أن تحصل عليها عن طريق الخياشيم.

ويأمل المؤلفون أن يستخدم مديرو مصايد الأسماك وصناع السياسات مثل هذه الأبحاث لفهم التغييرات التي تحدث في المحيطات بشأن الأسماك بشكل أفضل للمساعدة في اتخاذ خيارات مستنيرة للمستقبل، كما تجب إدارة الأرصدة السمكية بشكل مختلف عما كانت عليه من قبل، مع الأخذ في الاعتبار التأثير المتزايد للظروف الناجمة عن المناخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مصاید الأسماک درجة حرارة

إقرأ أيضاً:

"البيئة": نسعى الى نشر فرص الاستثمار في التصميمات الصديقة للبيئة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وفد جمعية أرباب رجال الأعمال الفرنسية "ميديف الدولية" MEDEF والذى يضم عددا من كبرى الشركات الفرنسية التي تسعى لتوسيع استثماراتها في مصر، لمناقشة فرص التعاون في تعزيز الاستثمارات الداعمة للتحول الأخضر في مصر من خلال مشروعات بيئية ومناخية متنوعة، برئاسة السيد ووتر فان ويرش نائب الرئيس التنفيذى لشركة "ايرباص" AIRBUS ورئيس البعثة الفرنسية لرجال الأعمال، وذلك في إطار الزيارة  الرسمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة.

وثمنت وزيرة البيئة التعاون الممتد مع الجانب الفرنسي على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، وعلاقة التعاون المميزة في مجال البيئة، وايضاً ملف المناخ حيث قادت مصر المجموعة الأفريقية في اتفاق باريس عام 2015، وفي ملف التنوع البيولوجي والذي لعبت مصر دورا محوريا خلال استضافتها لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14، والذي ساهم في رسم خارطة الطريق للإطار العالمي للتنوع البيولوجي، وتسليط الضوء على الرابطة بين التنوع البيولوجي والقطاعات المختلفة وخاصة قطاع المال والأعمال.

واستعرضت وزيرة البيئة، في بيان لها اليوم، رحلة تغيير النظرة تجاه البيئة التي خاضتها مصر خلال السنوات الماضية وتؤسس بها لمسار التحول الأخضر، وذلك من خلال تغيير الحوار حول البيئة وربطها بالمسارات الاقتصادية والاجتماعية للدولة، ففي عام 2019 اصدر مجلس الوزراء اعتماد معايير الاستدامة البيئية في الخطة الاستثمارية للدولة بهدف طموح للوصول إلى نسبة 100% مشروعات خضراء في الموازنة العامة بحلول عام 2030، من خلال عملية طوعية تدريجية.

واضافت ان تزايد أهمية قضية تغير المناخ دفع الحكومة المصرية لتعديل وضع المجلس الوطني للتغيرات المناخية ليصبح تحت رئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء وبعضوية مختلف الوزارات، وكان من اهم ثماره اعداد الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، وتحديث خطة المساهمات الوطنية ٢٠٣٠ اكثر من مرة، حيث سيتضمن التحديث الأخير ادراج الحلول القائمة على الطبيعة والحفاظ على الشعاب المرجانية، انطلاقا من المبادرة التي اطلقها فخامة الرئيس عام ٢٠١٨ بالدعوة للتآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث ( المناخ، التنوع البيولوجي، التصحر) كمدخل متكامل لتحقيق الاستدامة.

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد  ان مصر باعتبارها دولة لا تتعدى انبعاثاتها 1٪؜، يعد التكيف اولوية لها خاصة مع تحديات الأمن الغذائي وندرة المياه، تم اعداد استراتيجية وطنية لاستثمار المناخ تركز على قطاعات المياه والزراعة بالشراكة مع القطاع الخاص، وتشجيع القطاع المصرفي على التدخل لتقليل مخاطر الاستثمار للقطاع الخاص، كما يتم العمل حاليا على وثيقتين هامتين هما الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري، والاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق، خاصة مع استضافة مصر في نهاية العام لمؤتمر اتفاقية برشلونة لمكافحة التلوث في البحر المتوسط، والذي سيكون احد محاوره التركيز على آليات اشراك القطاع الخاص لحماية البيئة البحرية وتعزيز الاقتصاد الأزرق.

ولفتت الوزيرة إلى ان جزء من الدخل القومي يعتمد على قطاع السياحة، مما تطلب إطلاق عدد من المبادرات التي تحقق صون الموارد الطبيعية في السواحل لحماية البيئة البحرية ومنها مبادرة الحفاظ على الشعاب المرجانية بالتعاون مع القطاع الخاص، بما يعزز السياحة المستدامة، ويتم العمل على تأسيس صندوق الطبيعة بالتعاون مع احد البنوك الوطنية وشركاء التنمية لتقليل مخاطر رأس المال للقطاع الخاص للاستثمار في تنفيذ أنشطة السياحة البيئية، واتاحة الفرصة للقطاع الخاص لتنفيذ أنشطة في المحميات الطبيعية، حيث عملت وزارة البيئة على خلق سوق متكامل لمنتج السياحة البيئية وتشجيع الاستثمار في الطبيعة.

وفي قطاع ادارة المخلفات، اشارت وزيرة البيئة إلى ان مصر حققت إنجاز كبير بإصدار اول قانون لتنظيم ادارة المخلفات الذي يقوم على فكر الاقتصاد الدوار وإشراك القطاع الخاص، كما يقوم جهاز تنظيم ادارة المخلفات التابع للوزارة بوضع الاجراءات المنظمة واعداد عقود التشغيل واستنباط التكنولوجيات المناسبة، واتاحة فرص الاستثمار ونماذج الأعمال، وتم الانتهاء من البنية التحتية لإدارة المخلفات لاتاحة فرص ادارتها للقطاع الخاص، وقصة النجاح الملهمة لاقناع شركات الإسمنت بالاعتماد على الوقود البديل ضمن خليط الطاقة بها لتقليل الاعتماد على الفحم، مما شجع عدد من مصانع الإسمنت على إنشاء آليات انتاج الوقود البديل.

انتاج وقود الطائرات

وتحدثت عن فرص التعاون في الاستثمار في انتاج وقود الطائرات المستدام SAF، حيث أعدت وزارات البيئة والبترول والطيران المدني دراسة متكاملة لإنتاج هذا النوع من الوقود من زيوت الطعام المستعملة.

ولفتت إلى تغيير النظرة للعلاقة بين الصناعة والبيئة خلال السنوات الماضية، حيث قدم برنامج التحكم في التلوث الصناعي التابع لوزارة البيئة الدعم للعديد منّ المنشآت الصناعية لتوفيق أوضاعها البيئية، لتوفر من خلال المرحلة الجديدة من البرنامج تحت عنوان الصناعة الخضراء المستدامة GSI قروض ميسرة للقطاع الخاص ليس فقط للمنشآت الملوثة ولكن أيضاً المنشآت التي تسعى لاتخاذ خطوات اكبر نحو الاستدامة، بما يدفع مسار التحول الأخضر في مصر.

واستعرضت د. ياسمين فؤاد ايضا عدد من فرص التعاون المشتركة، ومنها انتاج مواد خام من مخلفات البناء والهدم، في الاستراتيجية الوطنية لمخلفات البناء والهدم، والتي تم تنفيذ اول مشروع رائد لها بالتعاون مع القطاع الخاص في القاهرة الجديدة، وتنفيذ اكبر مدينة لادارة المخلفات بالتعاون مع البنك الدولي في العاشر من رمضان، لادارة مخلفات شرق القاهرة والقليوبية وذلك لمخلفات البلدية والطبية والصناعية والبناء والهدم، والذي تولت الحكومة مع البنك مهمة إنشاء البنية التحتية له، ويتم إتاحة تشغيله من خلال القطاع الخاص.

كما اشارت وزيرة البيئة الى فرص الاستثمار في التصميمات الصديقة للبيئة والتي تسعى مصر للتوسع فيها، وايضا مبادرة المنسوجات المستدامة وهى مبادرة waste to good taste التي تم اطلاقها في مؤتمر المناخ COP27، لإعادة تصميم واستخدام الملابس والأقمشة المستعملة، وايضا في مجال الاستشارات البيئية ودراسات تقييم الأثر البيئي الإستراتيجى خاصة في منطقة جنوب ساحل البحر الأحمر والساحل الشمالى ، وفي مجال الحياد الكربوني في صناعة السيارات مصر لديها خطة طموحة للتصنيع المحلي للسيارات العادية والكهربائية، واستخدام الوقود منخفض الانبعاثات، وايضاً تشجيع النقل الجماعي الكهربي من خلال العديد من المشروعات القومية، حيث حقق قطاع النقل معدلات اعلى من المستهدف لخفض الانبعاثات في خطة المساهمات الوطنية.

واشارت ايضا الى البرنامج الطموح للبنك المركزي لتشجيع القطاع المصرفي على تبني مشروعات وسياسات المناخ، وتحقيق التحول الأخضر، وتمويل مشروعات المناخ في التخفيف والتكيف، واصبحت البنوك الوطنية مطالبة بتأسيس وحدات الاستدامة، وذلك ليتوافق النظام التمويلي للبنوك مع توجهات الدولة نحو التحول الأخضر، بالإضافة إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الحيوي لتوفير مواد خام للصناعة من المواد الحيوية، وايضاً تقليل استخدام الأكياس البلاستيكية احادية الاستخدام والعمل على تطبيق المسئولية الممتدة للمنتج.

أسواق جديدة في مصر

من جانبه، اكد رئيس وفد الشركات الفرنسية على الاهتمام بفتح أسواق جديدة في مصر من خلال الاستثمار في مشروعات تدعم التحول الأخضر في مصر، مشيدا بالفرصة الجيدة التي أتاحتها القيادة السياسية المصرية لتبادل الرؤى وتعزيز التعاون المشترك، والتعاون لتحقيق الاستدامة من خلال العديد من المجالات كالهيدروجين الاخضر والحياد الكربوني وتوازن النظام البيئي.

كما ثمن الوفد الفرنسي الجهود المبذولة من الجانب المصري لتهيئة المناخ الداعم للاستثمارات الخضراء، وتمهيد الطريق نحو التحول الأخضر، والتطلع لإقامة شراكات فرنسية مصرية في مجال استثمارات البيئة والمناخ.

وتم الاتفاق على عقد عدد من اللقاءات الافتراضية مع الشركات الفرنسية لصياغة فرص التعاون الاستثماري بين الجانبين في عدد من المشروعات البيئية.

جدير بالذكر أن وفد الشركات الفرنسية ضم شركات عاملة في مجالات البناء الصديق للبيئة واستخدام مواد بناء منخفضة الكربون، والاستشارات والدراسات البيئية، والمطارات الصديقة للبيئة، وصناعات التدوير، والطاقة الخضراء.

مقالات مشابهة

  • أصغر سيارة موفرة للوقود أوتوماتيك .. سوق المستعمل
  • خالد عبدالغفار: مصر أصبحت دولة رائدة عالميًا في علاج الأطفال مرضى الهيموفيليا
  • «أصغر منه بـ 20 سنة».. 6 معلومات عن خطيبة حسام حبيب
  • أصغر منه بـ 20 سنة .. من هي خطيبة حسام حبيب الجديدة ؟
  • من الأزمات السياسية إلى الحروب الكبرى... كيف أصبحت عُمان "مسقط رأس" الوساطات الإقليمية؟
  • فرنسا تواكب تبدّل المناخ السياسي في لبنان وتواصل سياسة الدعم
  • شبح الإقالة يقترب.. كيف أصبحت «المعجزة» شرط استمرار أنشيلوتي مع ريال مدريد؟
  • ماكينة الخياطة غيّرت حياتها... هكذا أصبحت عاملة منزلية أجنبية رائدة أعمال في لبنان
  • احتكار الغلاف الجوي.. ما ديون المناخ؟ وبكم تقدر؟
  • "البيئة": نسعى الى نشر فرص الاستثمار في التصميمات الصديقة للبيئة