دفعت حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة للشهر الخامس على التوالي الفلسطينيين إلى العمل ضمن أي فرصة أو مهنة لتوفير احتياجاتهم الأساسية، وسط تشديد الحصار والارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع والمحروقات وغيرها.

وأتت 151 يوما من الحرب على معظم مدخرات وأموال الفلسطينيين القليلة أصلا وسط الحصار الذي فرض منذ عام 2007.



ورصدت "عربي21" أساليب يعمل عليها الفلسطينيون لتدبير أمورهم المالية والمادية خلال الحرب.

يقول محمد الذي كان يمتلك مطعما شهيرا للوجبات السريعة في مدينة غزة إنه اضطر لبيع سيارته من أجل الإنفاق على اسرته بعدما نفد كل ما معه من أموال ومدخرات بسبب توقف مصادر الدخل التي كانت متوفرة له.


ويضيف محمد لـ"عربي21": "الحرب دمرت ماضينا ومستقبلنا وكل ما حققناه وما نمتلكه، والاستقرار الاقتصادي كان شيئا صعبا في غزة حتى قبل الحرب، وكانت كل السلع والمواد الخام بسعر مرتفع عن سعرها الأصلي، وكل ارتفاع جديد بالأسعار كان المواطن يتحمله من خلال رفع سعر السلع والخدمات".

ويشرح بالقول: "طبعا نحن لا نتحدث عن رفاهيات لننفق عليها، إنما بعض الأساسيات وجزء صغير منها، كيف يمكن لأسرة بسيطة شراء علبة جبنة فيتا من الحجم الصغير بسعر 7 شيكلات (دولارين) التي كان سعرها أقل من شيكلين (نحو نصف دولار)، حتى أوقية الدقة أصبح سعرها 12 شيكلا (3.3 دولار) والتي كان سعرها شيكلين أيضا".

ويوضح أن العامل الماهر كان يتقاضى ما معدله 40 أو 50 شيكلا يوميا (11 أو 14 دولار)، وهذا المبلغ لا يكفي لشراء كيلو بصل الآن، وهذا إن توفرت أصلا فرصة العمل.

بدوره، يؤكد حسام الذي كان يعمل في شركة حسابات إنه بات يعمل على إعداد "الزلابيا"، وهو نوع من الحلويات المصنوعة من العجين وتقلى بالزيت، ويبيعها في الطرقات ضمن الأسواق المبتكرة حديثا حول مراكز تجمع النازحين في مدينة رفح.

ويضيف حسام لـ"عربي21": "توصي التعليمات الوظيفية حول العام بعدم ترك وظيفة إلا بالحصول على أخرى أو بتوفير رواتب ستة أشهر، وأنا كنت أتبع هذه التعليمات بدقة، لكن الآن صرفت رواتب ستة أشهر خلال ثلاثة أشهر فقط ثم أنفقت كل ما كان معي من مدخرات لمساندة إخوتي الذين خسروا أيضا مصادر دخلهم".


ويقول: "كنت أدخر شهريا مبلغا من المال من أجل تأسيس مكتب حسابات خاص لي ضمن مشروع شخصي، وهي الأموال ذاتها التي صرفتها من أجل شراء خضار وخبز وأمور أساسية مفترض أن تكلفتها بسيطة خلال الأوضاع العادية".

ويشير إلى أن ثمن ما يبيعه من الزلابيا بالكاد يكفي بعضا من مصاريفه اليومية التي تزداد باستمرار، مضيفا أنه "بصراحة أنا ليس معي سوى القليل من المال الذي وضعته على جنب علشان بس نرجع على غزة إن شاء الله".

من ناحيتها، تقول أم فادي إنها تعمل على صنع الخبز من داخل خيمتها من أجل هامش ربح بسيط يساند أسرتها خلال هذه الظروف الكارثية، مضيفة أنه "من بعد الفجر أبدأ في صنع العجين والخبز على فرن الطينة باستخدام جريد النخيل وبعض الكراتين الورقية، صحيح أنه بطلع دخان كثير يخنقني لكن هذا الموجود".

وتوضح أم فادي: "أبيع كل سبعة أرغفة بخمسة شواكل، هذا سعر أغلى بكثير من ما كان قبل الحرب، لكن كل شيء صار غالي.. الملح والخميرة وحتى الطحين، الحمد لله إحنا لاقيين الطحين أصلا لأنه أهلنا وباقي عائلتنا بغزة مش لاقيين حاجة ياكلوها".

من ناحيته، يكشف سعيد أنه تمكن من العمل بنظام اليومية مع مؤسسة دولية إغاثية، بعدما كان في غزة يعمل بذات النظام ضمن مجال تبليط الأرضيات، مضيفا: "أول ما وصلت رفح وكنت قبلها نازح في مستشفى الشفاء، عملت في بيع القهوة الجاهزة، ثم بيع الفستق المحمص، لكن سعرهما ارتفع جدا وصرت مش قادر أشتريهما من أجل توفير دخل بسيط لي ولعائلتي".

ويذكر سعيد لـ"عربي21": "أنا مستعد أعمل في أي شيء حتى تنظيف وتسليك المجاري، الشغل أبدا مش عيب لكن العيب هو الطلب من الناس أو اسغلالهم من خلال رفع الأسعار".

ويكشف: "عملي الحال هو الإشراف على عاملين مسؤولين عن نظافة حمامات متنقلة تم وضعها في بعض تجمعات النازحين، ومستعد أنظف بنفسي وعملت هيك وأنا بشرح للعمال كيف يكون العمل الصحيح".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيين غزة رفح فلسطين غزة خانيونس قطاع غزة رفح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل

إقرأ أيضاً:

الجيش الأوكراني: تدمير 65 مسيرة روسية في غارة جوية خلال الليلة الماضية

 

أعلن الجيش الأوكراني عن تدمير 65 مسيرة روسية في غارة جوية خلال الليلة الماضية، وفقا لما أوردته قناة القاهرة الإخبارية .

زيلينسكي: لن نوافق على تقليص الجيش الأوكراني في إطار التسوية الجيش الأوكراني يستهدف مستودعات ذخيرة في إقليم "بريانسك" الروسي

وأعلنت إدارة منطقة سومي الأوكرانية في بيان اليوم الأربعاء عن إصابة خمسة أشخاص بينهم طفل في ضربات روسية أمس.

 

وذكر البيان -الذي نقلته وكالة أنباء يوكرينفورم الأوكرانية- خلال اليوم الماضي، أطلقت القوات الروسية النار على 64 منطقة في الإقليم.

وفي المجموع، تم تسجيل 296 هجوما باستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك استخدام القنابل الجوية الموجهة والطائرات بدون طيار، مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص، بينهم طفل نتيجة للهجمات.

 

وأضاف البيان أن خمسة وعشرين منزلا خاصا ومبنى تجاريا، قد تضرروا جراء الهجوم.

 

أوكرانيا: إصابة 5 مدنيين في قصف روسي على منطقة دونيتسك

 

أعلنت إدارة منطقة سومي الأوكرانية في بيان اليوم الأربعاء عن إصابة خمسة أشخاص بينهم طفل في ضربات روسية أمس.

 

وذكر البيان -الذي نقلته وكالة أنباء يوكرينفورم الأوكرانية- خلال اليوم الماضي، أطلقت القوات الروسية النار على 64 منطقة في الإقليم. وفي المجموع، تم تسجيل 296 هجوما باستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك استخدام القنابل الجوية الموجهة والطائرات بدون طيار، مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص، بينهم طفل نتيجة للهجمات.

 

وأضاف البيان أن خمسة وعشرين منزلا خاصا ومبنى تجاريا، قد تضرروا جراء الهجوم.

 

الأمم المتحدة تُبدي قلقها البالغ بشأن العنف المستمر في الضفة الغربية المحتلة

 

أعرب نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة "فرحان حق"، أن الأمم المتحدة تُبدى قلقها البالغ بشأن العنف المستمر في الضفة الغربية المحتلة وبشكل خاص العملية العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق في جنين شمال الضفة والتي أدت إلى وقوع ضحايا من المدنيين.

 

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "فرحان حق"، أن الأمين العام للأمم المتحدة، حث على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم استخدام القوة المميتة إلا في حالة عدم تمكن تجنبها لحماية الأرواح.

 

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن القلق البالغ بشأن سلامة ورفاه الفلسطينيين في مدينة ومخيم جنين للاجئين في ظل العملية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية. ووفق التقارير فقد أدت الغارات الجوية وأعمال التجريف الثقيلة وعمليات القوات السرية إلى سقوط عدد من القتلى وإصابة العشرات من بينهم عاملون في المجال الطبي.

 

وقال "فرحان حق" إن العملية الإسرائيلية الأخيرة في مخيم جنين تأتي بعد أسابيع من الاشتباكات بين القوات الفلسطينية والمسلحين الفلسطينيين.

 

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا) إن نحو 2000 أسرة - حتى الأسبوع الماضي - قد شُردت من المخيم خلال هذه الاشتباكات.

 

وقد أدت العمليات الإسرائيلية السابقة في مخيم جنين إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية ونتيجة لذلك انقطع المخيم بشكل كبير عن الخدمات الأساسية بما فيها المياه كما عُطلت خدمات الكهرباء وإدارة النفايات الصلبة، ووزعت الأمم المتحدة وشركاؤها في وقت سابق من الشهر الحالي الفرشات والبطانيات على النازحين، إلا أن عاملي الإغاثة لم يتمكنوا من الوصول إلى المنطقة بشكل آمن ومنتظم مؤخرا.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأوكراني: تدمير 65 مسيرة روسية في غارة جوية خلال الليلة الماضية
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • كتائب القسام تُشيّع خمسة من قادتها في مخيم جباليا شمال غزة
  • «فيتش»: وقف الحرب في غزة يقلل المخاطر الجيوسياسية التي تواجه مصر والأردن
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • مختار غباشي: ترامب يعمل على تأهيل نفسه لرئاسة أمريكا منذ 3 أشهر
  • النزاهة تضبط مسؤولاً سابقاً بصحة بابل لإضراره بمصلحة الجهة التي يعمل فيها
  • تزامنا مع تنصيب ترامب.. ماكرون يطالب أوروبا بالتوقف عن شراء الأسلحة الأمريكية
  • ملء جفونهم..للمرة الأولى منذ أشهر سكان غزة ينعمون بالنوم
  • إحصاء بالضحايا وحجم الأضرار التي خلفتها 15 شهرًا من الحرب في غزة