نشرت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" صورا جديدة لأحدث مدن العالم قيد الإنشاء، وهي مدينة نُسنطرة المقرر أن تكون العاصمة البديلة لجاكرتا عاصمة إندونيسيا الحالية.

فمنذ إعلان استقلال البلاد في عام 1945، اتخذت إندونيسيا مدينة جاكرتا عاصمة لها، وخلال العقود القليلة الماضية شهدت العاصمة نموا سكانيا كبيرا من مليون نسمة إلى 30 مليونا.

ولم تكن جاكرتا مهيأة لاستقبال هذا الكم الهائل من السكان، فباتت العاصمة أحد أكثر المدن اكتظاظا وتلوثا على مستوى العالم. ولم تقف المشكلة عند هذا الحد، فهذه العاصمة المكتظة تغوص في الأرض يوما بعد يوم، وما هي إلا سنوات حتى تغرق المدينة تحت الماء وفقا لتقديرات العلماء، وذلك نظرا لموقعها على الساحل وانخفاض تضاريسها وخطر ارتفاع منسوب المياه المستمر.

ويقع نحو 40% من جاكرتا الآن تحت مستوى سطح البحر، ويُعتقد أن 25% من العاصمة الإندونيسية ستغمرها المياه بحلول عام 2050.

ونتيجة لذلك، أعلنت الحكومة الإندونيسية خططها لنقل العاصمة من جاكرتا إلى مكان آخر أكثر أمانا في مقاطعة كاليمنتان الشرقية، حيث ستكون العاصمة الجديدة نُسنطرة (نوسانتارا).

بالصور.. عامان على بداية المهمة

لقد بدأ العمل على المدينة في 2022، وتُظهر الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية التي شاركها مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا، ولادة العاصمة الحديثة من وسط الغابات الكثيفة.

وكانت الصورة الأولى الملتقطة في أبريل/نيسان 2022 تظهر فيها مساحات خضراء شاسعة تمتد وسط الغابات الاستوائية المطيرة، وفي الصورة الأخرى التي التقطت مؤخرا في فبراير/شباط 2024، كشفت ناسا عن الملامح الأولية التي ارتسمت على العاصمة الإندونيسية المستقبلية.

على اليمين صورة حديثة لمدينة نُسنطرة 2024، وعلى اليسار صورة عند الشروع في العمل في أبريل/نيسان 2022 (ناسا)

فتظهر شبكة الطرق التي توحد أطراف المدينة وتربط بين أحيائها، في حين بدا أنّ قلب المدينة هو الأكثر اكتمالا عن غيره، وتظهر المباني المشيّدة كذلك منتشرة وموزّعة في بعض المناطق. ومع ذلك فالمنطقة ما زالت بعيدة عن الاكتمال وفقا للمخطط، ومن المقرر الانتهاء من الخطة بحلول عام 2045.

وتعد خطة الانتقال إلى العاصمة الجديدة ضمن مشروع حكومة الرئيس الإندونيسي الحالي جوكو ويودو، وتأمل الحكومة نقل ما يصل إلى 1.9 مليون شخص مع نهاية المشروع، كما أنّ المدينة ستشهد انتقال بعض موظفي الخدمة المدنية في وقت مبكر من هذا العام.

وتتضمن المرحلة الأولية من التطوير تشييد مرافق حكومية ومبان أخرى لعدد السكان الأولي المتوقع والذي يبلغ 500 ألف نسمة، بحسب الموقع الإلكتروني للمشروع.

وتنص خطط المشروع على أنها ستكون مدينة "خضراء مهيأة للمشي"، أي أن المشي فيها وسيلة أساسية للتنقل، وأيضا ستكون مزودة بالطاقة المتجددة، مع بقاء 75% من المدينة مغطّى بالغابات. ويشعر بعض الباحثين بالقلق إزاء هذا التغيير في استخدام الأراضي الذي قد يضرّ بالغابات والحياة البرية في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك: الإمارات عاصمة عالمية للتسامح والأخوة الإنسانية

إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن الإمارات، وبفضل قيادتها التاريخية الناجحة، أصبحت اليوم في المقدمة والطليعة بين دول العالم كله في التعارف بين البشر، وفي التفاهم والتعايش، والعمل المشترك بينهم، وإننا نحمد الله كثيراً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يسير على هدي رؤية المغفور له الوالد الشيخ زايد، وأصبحت الإمارات في ظل قيادته وتوجيهاته عاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية، ومنبراً مرموقاً للدعوة إلى توحيد الجهود، وبناء العلاقات المثمرة بين جميع سكان العالم.
جاء ذلك لدى حضور معاليه فعالية نظمتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بمسجد مريم أم عيسى بمنطقة المشرف في أبوظبي، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح بعنوان «التسامحُ من الذكريات إلى المستقبل»، تخللتها العديد من الفقرات التي تناولت قيم التسامح وأثره على ازدهار المجتمعات وتطورها، وجهود الدولة والقيادة الرشيدة في ترسيخ معانيه السامية.
كما حضر الفعالية معالي العلامة عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ومعالي الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، والدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس «الهيئة»، وأحمد راشد النيادي، مدير عام «الهيئة»، والدكتور محمد راشد الهاملي، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ويوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، وعددٌ من ممثلي الأديان والضيوف المدعوين، والمسؤولين والموظفين في «الهيئة»، والوعاظ والخطباء وأئمة المساجد.

وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته، عن سروره بحضور «ميثاق التسامح الإسلامي» الذي يعكسُ الهدف المرموق في أن يكون التسامحُ وعن حقٍّ طاقةً روحيةً كبرى، تدفع البشر إلى التزود بقيم الرحمة والتكافل والمحبة والأخوة والسلام، والدور المهم في أن يكون التسامحُ أداةً فعالةً لدعم العلاقات الإيجابية بين الأفراد والأمم والشعوب، وتنمية قدراتهم على التعاون والعمل المشترك لما فيه الخير للفرد، والرخاء للمجتمع، والنماء للعالم كله.
وأضاف معاليه، إننا في الإمارات، إنما نعتزُّ غاية الاعتزاز، بما تؤكد عليه مسيرة هذه الدولة العزيزة، من أن المجتمعَ المتسامح، المنفتح على حضارات العالم وثقافاته هو مجتمعٌ ناجحٌ، يكون فيه جميع السكان قادرين على العمل المثمر، والإسهام النشط، في إنجازات التطور كافة من حولهم، وإننا نعتز ونفتخر بمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الذي كان يقول لنا دائماً: «إنَّ واجبنا في الإمارات، وفي العالم كله، هو أن نسعى إلى تحقيق العدل والتسامح والتفاهم، باعتبار أن ذلك متطلبٌ أساسيٌّ لتحقيق التنمية الشاملة في كل مكان» كان رحمه الله، يقول لنا: «إن الطائفية والتشدد والتطرف والمغالاة، هي ظواهرُ بغيضة، تنشأ نتيجة الفقر والفشل والتشاؤم، بينما التسامح والتعايش والوفاق، هي ظواهرُ حميدة، تحقق الاستقرار في الحاضر، والثقةَ والتفاؤل في المستقبل».
عاصمة عالمية للتسامح
أكد معاليه أن الإمارات، وبفضل قيادتها التاريخية الناجحة، قد أصبحت اليوم في المقدمة والطليعة بين دول العالم كله، في التعارف بين البشر، وفي التفاهم والتعايش، والعمل المشترك بينهم، وإننا نحمد الله كثيراً، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يسير على هدي رؤية المغفور له الوالد الشيخ زايد، وأصبحت الإمارات في ظل قيادته وتوجيهاته، عاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية، ومنبراً مرموقاً للدعوة إلى توحيد الجهود، وبناء العلاقات المثمرة بين جميع سكان العالم، من أجل مستقبلٍ زاهرٍ، يتسم بالتعاون والنماء، في كل مكان، وقال: إننا في الإمارات، وفي ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على قناعةٍ كاملةٍ بأن التسامح والأخوة الإنسانية بما يتضمنانه من تعارفٍ وحوارٍ، وعملٍ مشتركٍ بين الجميع، يؤديان دونما شكٍّ، إلى توفير الفرص أمام الجميع، للإسهام الكامل في مسيرة المجتمع والعالم.

أخبار ذات صلة خالد عبدالله العوضي لـ «الاتحاد»: 103 دول استفادت من المساعدات الإغاثية  المرسلة من دبي منذ بداية العام حاكم رأس الخيمة يحضر حفل عشاء احتفاءً بالعلاقات الإماراتية الإيطالية

التسامح قيمةٌ زكتها الشرائع
 قال معالي العلامة عبد الله بن بيه: «غرس المغفور له الشيخ زايد في بلدنا الإمارات منهج التسامح وبذل المعروف للناس، بحيث أصبح ذلك هو نهج الدولة ومنهجها والذي جعل من الإمارات منارةً للخير وواحةً للمحبة والأخوة الإنسانية، وما فتئتْ قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تعمل على جعل التسامح وسيلةً للسلام، وأصبحت تلك هي الرؤية التي تعمل وفقها دولة الإمارات العربية المتحدة، بحيث أصبحت أول دولةٍ في العالم تكون لديها وزارةٌ للتسامح».
التعامل بإحسان 
أشاد معالي الدكتور أسامة الأزهري بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة ومبادراتها الداعمة لترسيخ التسامح ونشر السلام بين الشعوب وعطائها وأياديها البيضاء الممتدة في كل أنحاء العالم، مؤكداً أن القرآن الكريم يزخر بالمعاني التي توجه بأنْ تتسعَ قلوبنا وفكرنا للعالم أجمعين، وأن نتعامل مع كل شيءٍ بإحسانٍ إيماناً بأن رحمة الله وسعتْ كلَّ شيء، داعياً إلى الالتزام بهذه القيم السمحة التي تنمي في النفوس الفضيلةَ وقبول الآخر واحترام ثقافته ومنهجه، والتحلي بالأخلاق الحسنة في التواصل مع الآخر، ذاكراً بعض النماذج من التاريخ الإسلامي في التعامل مع غير المسلمين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، قائلاً إنَّ من أجمل ما نجتمع عليه اليوم في هذا البلد الطيب هو أن نمدَّ أيدينا انطلاقاً من عقيدتنا وديننا وقيمنا، تضامناً وتعاوناً مع كل الشعوب لبناء عالمٍ مزدهرٍ ينعم الجميع فيه بالأمان والطمأنينة والعيش الكريم.
دبلوم وماجستير التسامح
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إطلاق د. عمر حبتور الدرعي مشروعين، أكد أنهما يهدفان لاستدامة التسامح وحمايته، وإعداد رواده، أحدهما «دبلوم وماجستير التسامح» وذلك بتوقيع اتفاقيةٍ بين الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والثاني «ميثاق التسامح الإسلامي» المصمّم للفاعلين في الخطاب الشرعي في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ليكونوا خير من يمثّل قيمة التسامح، ويجسّدها في سلوكه، ويوصّلها لمجتمعه، ويتسلح بها في حماية هوية وطنه ومقدرات بلاده، ويستهدف الميثاق تخريج طلابٍ أكفاء في هذا المجال وتأهيلهم ليساهموا في ترسيخ القيم الإنسانية، ويواصلوا مسيرة دولة الإمارات ونهج قيادتها الرشيدة في ترسيخ التسامح ونشر السلام في ربوع العالم.
مسيرة مستدامة
في كلمته، قال الدكتور عمر الدرعي: «إنَّ «مسيرة التسامح» في دولة الإمارات ممتدّةٌ مستدامةٌ، فما أُسِّسَتْ هذه الدولة إلا بالتسامح وعلى نهج التسامح، فقد هيّأ اللهُ في هذا العصر قيادةً رشيدةً ودولةً مباركةً، فهي من مشروعٍ إلى مشروعٍ، ومن مبادرةٍ إلى مبادرةٍ، في إقبالٍ نادرٍ، وتمكُّنٍّ قادرٍ، وتركيزٍ ظاهرٍ، أسَّسَ «استدامةً تسامحيّةً» تُعقد عليها آمالٌ كبيرةٌ، وتُعدُّ لأجيالٍ قادمةٍ بإذن الله، لتنهض بهذه الأمانة والمسؤولية، مؤكداً أنه سيظلّ التسامح «من الذاكرة إلى المستقبل» مطيةً نكسب بها الرهان، وأرومةً نغرسها في النشء».

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: بقيادة محمد بن زايد الإمارات عاصمة للأخوّة الإنسانية
  • نهيان بن مبارك: الإمارات عاصمة عالمية للتسامح والأخوة الإنسانية
  • تصفيات كأس العالم 2026 المنتخب السعودي الأول يدشّن تدريباته في جاكرتا استعدادًا لمواجهة إندونيسيا
  • «عدسة عمان»: إطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية العمانية خلال السنوات الـ5 القادمة
  • السودان يرد على الإمارات أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن ببيانات الأقمار الصناعية الأمريكية
  • صور الأقمار الصناعية تكشف مفاجأة حوثية في مطار وميناء الحديدة
  • الأقمار الصناعية ترصد الفيضانات المدمرة في إسبانيا من الفضاء
  • بعثة الأخضر تصل إلى جاكرتا لمواجهة إندونيسيا
  • الأخضر يصل جاكرتا
  • بتهمة الفساد.. السلطات الكرواتية تعتقل وزير الصحة