نظَّمت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي الخلوة الاستراتيجية للقطاع الاجتماعي، بمشاركة قيادات القطاع الاجتماعي وشركائه في الإمارة، بهدف تحديد الأولويات الاجتماعية للأعوام العشرة المقبلة، عبر استشراف المستقبل باستخدام أنظمة التفكير التحليلية وقياس الأثر الاجتماعي، إلى جانب تسليط الضوء على أهم مستجدات القطاع الاجتماعي والخطط والتطلُّعات المستقبلية له.

شهد الخلوة معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، وسعادة المهندس حمد الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع، ومحمد القاضي المدير العام للشؤون الاستراتيجية في مكتب أبوظبي التنفيذي، وسعادة عبدالله الحميدان الأمين لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وسعادة عبدالله العامري المدير العام لهيئة الدعم الاجتماعي، وسعادة بشرى الملا المدير العام لهيئة الرعاية الأسرية، وسعادة سلامة العميمي المدير العام لهيئة المساهمات المجتمعية – معاً إلى جانب عدد من المسؤولين في الدائرة والقطاع الاجتماعي.

وتندرج الخلوة الاستراتيجية للقطاع الاجتماعي في إطار ترسيخ دور الدائرة، وتأكيد التزامها بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة لبناء منظومة اجتماعية رائدة يتمتَّع فيها جميع أفراد المجتمع وفئاته بحياة كريمة ومستقرة. ولهذا تمحور برنامجها على تقديم ورش تفاعلية عن كيفية مواجهة التحديات والظواهر الاجتماعية، وصياغة الحلول والاستراتيجيات من خلال أنظمة التفكير التحليلية واستشراف المستقبل.

وقال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي: «تأتي سلسلة الخلوات الاستراتيجية للقطاع التي تنظِّمها دائرة تنمية المجتمع بصفتها الجهة المنظمة للقطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي، انسجاماً مع رؤية قيادتنا الرشيدة في بناء مجتمع يتمتَّع فيه الجميع بجودة حياة عالية، ويتميَّز بالشمول والتكافل بين جميع فئاته وشرائحه».

وأضاف معاليه: «في هذا الإطار تحرص الدائرة على تعزيز التكاملية بين الجهات الحكومية من خلال اللقاءات المستمرة لتحديد الأولويات الاجتماعية، والتعرف عن كثب على التحديات والظواهر الاجتماعية، والبحث عن الحلول المبتكرة والمستدامة، عبر منظومة خدمات متكاملة تُسهم في تعزيز جودة حياة أفراد المجتمع.»

وأكد الخييلي، أنه منذ تأسيس دائرة تنمية المجتمع، عكفت الدائرة على تحديد أولويات القطاع الاجتماعي وإطلاق الاستراتيجيات والخطط والمبادرات الرامية إلى الوصول إلى جميع الشرائح، ما أسهم في تحقيق الإنجازات التي تواكب الأهداف الحكومية.

وشدد معاليه على أهمية استشراف المستقبل عبر استخدام جميع الأدوات العلمية، لاسيما في ظل المتغيرات المستمرة، ما يتطلب تحليلاً عميقاً للتوجهات الحالية والتحديات التي لها تأثير على النسيج الاجتماعي، ويتطلب الاستجابة السريعة والوقاية، لضمان مستقبل مستدام وآمن للجميع.

واستعرض المشاركون في الخلوة عدداً من المحاور الرئيسة ضمن القطاع الاجتماعي، عبر مجموعة من الجلسات الحوارية وورش العمل التفاعلية والعروض التقديمية لتبادل الأفكار، والمعرفة ومناقشة الظواهر والتحديات الاجتماعية وصياغة الحلول والاستراتيجيات التي تدعم تطوير دور القطاع في تحقيق التنمية المجتمعية، وتوفير الحياة الكريمة لجميع الأفراد من خلال أدوات استشراف المستقبل، وبحث آليات مواءمة التوجهات وتكاملية الخطط في معالجة القضايا ذات الأولوية لمجتمع إمارة أبوظبي بين جميع الجهات المعنية، ويشمل ذلك الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات القطاع الثالث، إلى جانب تعميق الفهم بأهمية الاستباقية في مواجهة التحديات الاجتماعية ذات الأولوية في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة وتأثيراتها على المجتمعات والنسيج الاجتماعي.

وتناولت سعادة شيخة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع، «مشروع استشراف المستقبل والأثر الاجتماعي»، الذي يُعدُّ من الأدوات المهمة في التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات الأفضل والحلول المبتكرة للتحديات الاجتماعية، لما له من أثر إيجابي في المجالات كافة.»

وأوضحت سعادتها أنَّ استشراف المستقبل الاجتماعي، في ظل المتغيرات الدولية الراهنة، يعدُّ من المهام التي تستدعي النظر في كيفية تأثير التطوُّرات التكنولوجية والتحوُّلات الاقتصادية، والتغيُّرات التي تطرأ على البنية الاجتماعية للمجتمعات في العالم، ما يتطلَّب فهماً عميقاً للتأثيرات والمتغيّرات، والقدرة على تصوُّر سيناريوهات مختلفة للتنمية الاجتماعية، وتركيز المعنيين على كيفية تعزيز القدرة على التكيُّف والصمود أمام مختلف التحديات، وتشجيع الابتكار في السياسات العامة لضمان بناء مجتمعات قادرة على مواجهة مستقبل متغيِّر بثقة وكفاءة ومرونة.

وتضمَّنت الخلوة أيضاً، تنظيم ورشة تفاعلية عن كيفية معالجة التحديات التي تواجه مجتمعاتنا اليوم عبر قوة التفكير الاستراتيجي والإبداعي، باستخدام أنظمة التفكير لتحليل وتحديد الأولويات التي تُسهم كثيراً في تمكين المجتمعات من التكيُّف مع التحوُّلات الاجتماعية وتحسين جودة الحياة، لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً.

وأسهمت الخلوة في استكشاف فرص التعاون المستقبلية بين الجهات المشاركة، ما يعزِّز جودة الحياة في الإمارة، ويحافظ على قطاع اجتماعي رائد ومميَّز، ويمكِّن التأثير الاجتماعي للقطاع من خلال توجيه الجهود نحو الأهداف الأساسية للمجتمع.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عمرها نحو 3 آلاف عام..الإمارات تعلن عن اكتشاف أول مقبرة تعود إلى العصر الحديدي في أبوظبي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت دائرة الثقافة والسياحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الإثنين، عن اكتشاف أول مقبرة رئيسية تعود للعصر الحديدي في منطقة العين بدولة الإمارات. 

وأفادت الدائرة في بيان إلى أن المقبرة المكتشفة، التي يعود تاريخها إلى نحو ثلاثة آلاف عام، من المرجّح أنها تضمّ أكثر من 100 مدفن مع مجموعة غنية من المقتنيات الجنائزية، ما يلقي الضوء على فصل جديد وغير معروف سابقًا من التراث الغني في البلاد.

لفتت دائرة الثقافة والسياحة إلى أن هذه المقبرة المحفوظة والموثّقة بشكل جيد، تقدّم لمحة نادرة عن الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمنطقة في مرحلة رئيسية من مراحل تطوّرها.

ذكر البيان أن فريق متخصّص شارك في دراسة العظام البشرية في عمليات التنقيب والحفظ، لضمان التعامل مع المكتشفات وفق أعلى معايير العناية.

من المقرر أن تكشف التحاليل المخبرية عن معلومات تتعلّق بالعمر، والجنس، والصحة، والعلاقات الأسرية وحركات الهجرة في ذلك الوقت.

Credit: WAM

بُنيت المدافن من خلال الحفر بشكل عمودي على عمق مترين تقريباً، ثم الحفر أفقياً لتكوين حجرة دفنٍ بيضاوية الشكل. وبعد وضع الجثمان والمقتنيات الجنائزية في غرفة الدفن، يُغلق المدخل بالطوب الطيني أو الحجارة، ثم يُردم. 

يُعزى عدم العثور على مدافن العصر الحديدي في منطقة العين إلى غياب علامات المدافن على السطح.

أوضح البيان أن بعض قطع المجوهرات الذهبية الصغيرة التي نجت من عمليات النهب في العصور القديمة، تشير إلى نوعية المقتنيات الجنائزية المدفونة، وهي تشمل عناصر مزخرفة وغنية، وتشكّل جزءاً من الزوادة الجنائزية أو "حزمة الحياة الآخرة"، التي تُظهر حرفية عالية الجودة في مجموعة متنوّعة تشمل الفخار، والحجر الناعم المنحوت، والأعمال المعدنية.

تشمل مجموعات الشرب أوانٍ ذات فوهة، وأوعية، وأكواب صغيرة، إلى جانب العديد من الأسلحة المصنوعة من سبائك النحاس، مثل رؤوس الرماح، ومخابئ رؤوس الأسهم. 

عُثر كذلك على العديد من الأغراض الشخصية الأخرى، مثل حاويات مستحضرات التجميل الصدفية، والقلائد، والأساور المصنوعة من الخرز، والخواتم، والمشارط.

أدّى العصر الحديدي دوراً محورياً في تشكيل البيئة الحضرية لواحة العين. كما أنه منذ نحو 3,000 عام، أسهم ابتكار نظام الفلج، وهو نوع من القنوات المائية الجوفية، في استمرارية الاستيطان والتوسّع الزراعي، ما أنتج مشهداً مميّزاً لواحات العين.

وقد اكتشف خبراء الآثار في منطقة العين، الذين يعملون بالمنطقة منذ أكثر من 65 عامًا، مجموعة من القرى، والحصون، والمعابد، والأفلاج، وبساتين النخيل القديمة التي تعود إلى العصر الحديدي. 

مع ذلك، ظل موقع مدافن ذلك العصر وعادات الدفن المتعلقة به غير معروفة حتى وقت قريب.

من جانبه، قال مدير إدارة البيئة التاريخية لدى دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، جابر صالح المري: "يسهم هذا الاكتشاف في تغيير فهمنا لتاريخ الإمارات". 

وأضاف: "لطالما كانت تقاليد الدفن في العصر الحديدي لغزاً بالنسبة إلينا. والآن، باتت بين أيدينا أدلة ملموسة من شأنها أن تتيح الفرصة لاستكشاف والتعرّف إلى حياة وعادات الأشخاص الذين عاشوا هنا منذ 3,000 عام". 

وتابع: "تدعم هذه الأدلة جهودنا للحفاظ على تراث أبوظبي وتعزيزه وحمايته، وضمان استمراره للأجيال المقبلة".

يجدر بالذكر أن هذا الاكتشاف أتى ضمن مشروع المناظر الجنائزية في منطقة العين الذي انطلق في عام 2024، للبحث في عدد متزايد من مقابر ما قبل التاريخ التي عُثر عليها أثناء الرصد الأثري لأعمال إنشاء السياج الحدودي، كجزء من التزام دائرة الثقافة والسياحة، بمواصلة البحث العلمي في مواقع العين المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2011 .

الإماراتآثارأبوظبينشر الثلاثاء، 22 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • «الإسكان الميسر»: وحدات سكنية منخفضة التكلفة تتميز بجودة التصميم والبناء
  • حمدان بن محمد يعين سعيد أحمد الطاير وشيخة الجرمن مديرين تنفيذيين في «تنمية المجتمع بدبي»
  • عمرها نحو 3 آلاف عام..الإمارات تعلن عن اكتشاف أول مقبرة تعود إلى العصر الحديدي في أبوظبي
  • أبوظبي تستضيف المؤتمر الأول لمناهج علوم الفضاء
  • أبوظبي تستضيف المؤتمر الأول لمناهج المستقبل في علوم الفضاء
  • سلطنة عُمان والصين تبحثان تعزيز العلاقات الاستراتيجية في جميع المجالات
  • عُمان والصين تبحثان تعزيز العلاقات الاستراتيجية في جميع المجالات
  • واسيني الأعرج: المثقفون السوريون وضعوا اللبنة التي فضحت المظالم الاجتماعية
  • «إحباط محاولات التهريب والهجرة غير الشرعية».. قوات حرس الحدود تكثف جهودها على جميع الاتجاهات الاستراتيجية
  • تنمية المجتمع تكشف تفاصيل جائزة أبوظبي للتميُّز في دمج أصحاب الهمم «دمج»