(CNN) -- أسندت إدارة هيئة قناة السويس، لكبرى الشركات الاستشارية العالمية المتخصصة، إجراء دراسة لمشروع الازدواج الكامل للمجرى الملاحي للقناة، ومن المقرر الانتهاء من هذه الدراسة خلال 16 شهرًا على أن يمول المشروع من موازنة الهيئة دون تحميل الموازنة العامة أعباءً إضافية-وفقًا لبيان رسمي- في الوقت الذي يرى مسؤولون، أهمية المشروع في زيادة القدرة الاستيعابية للقناة مما يسمح بزيادة عدد السفن المارة من كافة الفئات والأحجام وكذلك تسريع أوقات عبور السفن، وبالتالي نمو إيرادات القناة.

وتصدرت قناة السويس الوسوم على إكس "تويتر سابقًا" بعدما كشف الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة خلال المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجستيات (مارلوج) عن بدء الهيئة دراسات إجراء ازدواج للمجرى من خلال شركتي إس للاستشارات الهندسية محرم باخوم، ودار الهندسة للاستشارات، وذلك في المسافة المتبقية دون ازدواج البالغ مساحتها 80 كيلو متر مربع ليصبح هناك قناتان بطول 192 كيلو متر لكل منها.

واعترض بعض مستخدمي "إكس" على المشروع الجاري دراسته، مشيرين إلى أن مشروع التوسع المنفذ خلال عام 2015 لم يحقق زيادة في الإيرادات مقارنة بتكلفة تنفيذه، في حين أيد مستخدمون مشروع الازدواج بهدف تعزيز تنافسية القناة واستقبال سفن بحمولات أكبر.

ونفذت مصر مع تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد مشروع إنشاء قناة السويس الجديدة من الكيلو 60 إلى الكيلو 95 (ترقيم القناة) بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات الكبرى والبلاح بطول إجمالي 37 كيلو متر بإجمالي أطوال المشروع 72 كيلو متر-وفقًا لبيانات هيئة قناة السويس- وتكلف تنفيذ المشروع 4 مليارات دولار، ومول المشروع من خلال طرح شهادات استثمار على المواطنين جمعت أكثر من 60 مليار جنيه بعائد سنوي 12%، واستهدف المشروع خفض مدة عبور السفن من 18 ساعة إلى 11 ساعة.

وبعد تنفيذ القناة الجديدة تضاعفت إيرادات القناة من 5.3 مليار دولار خلال العام المالي 2014/2015 إلى 9.4 مليار دولار خلال عام 2022/2023-وهي أعلى إيرادات في تاريخها- كما عبرت القناة 135 ألف سفينة في السبع سنوات التالية لافتتاح القناة الجديدة مقابل 125 ألف سفينة في السبع سنوات السابقة لافتتاح القناة.

وعقب حادث توقف حركة الملاحة بسبب السفينة "إيفر جرين" بدأت هيئة قناة السويس إنشاء مشروع جديد لتطوير القطاع الجنوبي بتوسعة القناة 40 مترا جهة الشرق من الكم 132 ترقيم قناة إلى الكم 162 كم، وذلك بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية في القناة بمعدل 6 سفن، وزيادة عامل الأمان الملاحي في ذلك القطاع بنسبة 28%، وتم تمويل المشروع من خلال الميزانية الاستثمارية للهيئة بالجنيه المصري ودون تحميل ميزانية الدولة أي مبالغ إضافية، وفقًا لبيان رسمي.

وانتهت المرحلة الأولى من مشروع تطوير القطاع الجنوبي، وجاري الانتهاء من الجزء الثاني من تطوير القطاع الجنوبي بمشروع ازدواج القناة بالبحيرات المرة الصغرى بطول 10 كم من الكم 122 ترقيم قناة إلى الكم 132 ترقيم قناة، حيث تم إزالة ما يقرب من 46.5 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه بنسبة إنجاز بلغت 75%، وفقًا لبيان رسمي.

قال أمين سر لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، سيد عوض، إن هيئة قناة السويس تعمل باستمرار على زيادة تنافسية المجرى الملاحي من خلال خفض مدة عبور السفن من كافة الفئات والأحجام، مضيفًا في هذا الصدد أن مشروع قناة السويس الجديدة المنفذ خلال عام 2015 خفض مدة مرور السفن من القناة من 20 ساعة إلى 11 ساعة، وتستهدف المشروعات الجديدة الجاري تنفيذها لتوسعة المجرى الملاحي إلى خفض مدة مرور السفن لتصل إلى متوسط 6 ساعات.

ويمر من قناة السويس نسبة 12% من حركة التجارة العالمية تمثل نسبة 30% من إجمالي حركة الحاويات العالمية-وفقًا لبيانات رسمية- إلا أن حركة المرور تأثرت بشكل لافت في أعقاب التوترات السياسية بالبحر الأحمر من خلال هجمات الحوثيين على السفن التي تسبب في تراجع أعداد السفن المارة من القناة إلى 2.3 ألف سفينة خلال الفترة من أول يناير وحتى 26 فبراير الماضي، وتراجع الإيرادات بنسبة 50.7% لتصل إلى 724 مليون دولار مقابل 1.5 مليار دولار، وفقًا لتصريحات للفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس.

وأكد "عوض"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، الأهمية الاقتصادية لمشروعات تطوير مجرى قناة السويس وأهمها زيادة القدرة الاستيعابية للقناة مما يسمح بزيادة عدد السفن المارة من كافة الفئات والأحجام، مما ينعكس على نمو إيرادات القناة، المتأثرة سلبًا في الوقت الحالي بسب التوترات السياسية في البحر الأحمر، متوقعًا نمو إيرادات القناة بين 10-12% سنويًا بعد تنفيذ مشروع التطوير الحالية.

أشار النائب سيد عوض، إلى أن الفترة الحالية فرصة لتعجيل تنفيذ مشروعات تطوير مجرى قناة السويس، بما لا يخل بحركة مرور السفن، خاصة وأنه من المتوقع عدم تأثير التوترات السياسية لفترة طويلة على حركة الملاحة بالقناة، في ظل الأنباء الواردة عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبالتالي استئناف مرور السفن من القناة مرة ثانية، لافتًا إلى أن قناة السويس أثبتت خلال الأزمة الحالية أهميتها كمجرى ملاحي مثالي لنقل البضائع بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، حيث تسببت التوترات في رفع أسعار الشحن والتأمين لقيم مرتفعة في الممرات البديلة للقناة.

من جانبها قالت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل- إيجيترانس، عبير لهيطة، إن مشروع ازدواج قناة السويس سيرفع من تنافسية المجرى الملاحي من خلال تقليل مدة مرور السفن من القناة مما يخفض من تكلفة الشحن، ويزيد من عدد السفن المارة بالقناة، ويعزز من مكانتها كمركز لوجيستي رئيسي يفوق كل الممرات الأخرى المتنافسة مع قناة السويس، كما يعكس المشروع التزام مصر بالحفاظ على مكانتها كدولة رائدة في مجال النقل البحري، مما يحفز النمو الاقتصادي ويعزز شبكات التجارة العالمية.

ترى "لهيطة"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، أن التوترات السياسية التي تؤثر على مرور السفن من قناة السويس مؤقتة ولن تستمر لفترة طويلة، مما يتطلب ضرورة العمل على استمرار تطوير المجرى الملاحي للقناة، خاصة في ظل أهميتها الاقتصادية كأحد أهم الممرات الملاحية في استيعاب عبور 12% من التجارة العالمية في وقت مناسب وسريع مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح والبحر الشمالي الأكثر تكلفة ومخاطر.

أكدت عبير لهيطة، أن مشروعات تطوير قناة السويس سوف تحقق نقلة نوعية في حركة الملاحة والحمولات والإيرادات والمشروعات عبر قناة السويس، وستخدم مشروعات التطوير زيادة الطاقة الاستيعابية وتحسين حركة الملاحة وتقليل زمن عبور السفن بها، وزيادة عامل الأمان الملاحي، لا سيما وأنه لا يزال هناك مسافة 80 كيلومتر من طول القناة اتجاه واحد لعبور السفن، وسيأتي الازدواج ليزيد سعة القناة في تلك المناطق بعدد 6 سفن إضافية، وسيشمل اتجاهين ذهاب وإياب، مما سيقلل مدة العبور إلى نحو 9 ساعات وأيضًا تقليل وقت الترانزيت بشكل كبير.

نشر الثلاثاء، 05 مارس / آذار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: التوترات السیاسیة هیئة قناة السویس إیرادات القناة المجرى الملاحی مرور السفن من السفن المارة حرکة الملاحة عبور السفن من القناة کیلو متر من خلال

إقرأ أيضاً:

قناة السويس تبني 10 قاطرات جديدة بترسانة البحر الأحمر

تفقد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أعمال بناء القاطرات الجديدة التي يتم بناؤها لصالح هيئة قناة السويس بمصنع مصر للقاطرات بترسانة جنوب البحر الأحمر بمدينة سفاجا، يرافقه  مصطفي الدجيشي رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، وعدد من قيادات الهيئة والشركة، وذلك لمتابعة سير العمل والتعرف على مستجدات عملية بناء خط إنتاج القاطرات البحرية من طراز" Rastar 3200-W" بقوة شد ٩٠ طن.

شملت الجولة التفقدية، الأعمال الجارية بالقطاعات الثلاثة الرئيسية بمصنع مصر لبناء القاطرات وهى قطاع التقطيع، وقطاع التشكيل، وقطاع البناء، والمجهزة بالتكنولوجيا الأحدث عالميا في مجال بناء الوحدات البحرية المختلفة.

كما اطلع رئيس الهيئة على مستجدات أعمال بناء القاطرات الجديدة بمصنع مصر للقاطرات وعددها ١٠ قاطرات بحرية تحمل اسم" عزم" ، حيث بدأ العمل الفعلي لبناء ٦ قاطرات على التوازي بالمصنع بسفاجا ومن المقرر بدء العمل لبناء ٤ قاطرات بالتعاون مع ترسانة بورسعيد البحرية التابعة للهيئة.

يبلغ طول القاطرة الواحدة ٣٢ مترا، وعرضها ١٣.٥ مترا ، وارتفاعها ٦ أمتار، وسرعتها ١٢ عقدة، وتمتاز القاطرات الجديدة بتصميمها الفريد بالتعاون مع مكتب التصميم العالمي روبرت آلان أكبر مكاتب التصميم العالمية في مجال بناء القاطرات وهو التصميم الذي يتيح لها مزايا متعددة تضمن لها تحقيق أعلى قدر من المرونة خلال مناورات الحركة والإبحار وتحقيق قوة شد كبيرة قدرها ٩٠ طن.

وأكد الفريق ربيع أن قناة السويس قطعت خطوات جادة وفعالة نحو تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتوطين الصناعات البحرية وتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص ضمن الاستراتيجية القومية التي تستهدف عودة الريادة للترسانات الوطنية والدخول بقوة في مجال الصناعات الثقيلة كثيفة العمالة بما يساهم نحو تحقيق العديد من الأهداف التنموية بتلبية الاحتياجات المحلية وتوفير فرص عمل للشباب، فضلا عن دعم الاقتصاد الوطني بفتح أسواق جديدة للتصدير الخارجي. 

وأوضح رئيس الهيئة أن القاطرات البحرية الجديدة ستساهم في دعم جهود تطوير وتحديث أسطول الهيئة من القاطرات البحرية المعاونة متعددة المهام والتي تستخدم في أعمال مصاحبة السفن العابرة للقناة وأعمال التأمين الملاحي والتعامل مع المواقف الطارئة.

خلال جولته، وجه رئيس الهيئة بضرورة الالتزام بالجدول الزمني المحدد لتنفيذ أعمال بناء القاطرات مع مراعاة تطبيق شروط الجودة والمعايير العالمية خلال مراحل البناء ومراحل تركيب المعدات والتجهيزات البحرية و الملاحية والتي تحظى بمتابعة دورية لكل مراحل البناء من قبل لجان فنية متخصصة تابعة لهيئة قناة السويس، وتحت إشراف واعتماد هيئة الإشراف الدولية الفرنسية وهيئة الإشراف الدولية الإيطالية.

من جانبه، أوضح السيد مصطفي الدجيشي رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر أن مصنع مصر لبناء القاطرات يستهدف تحقيق ميزة تنافسية على المستوى الإقليمي ترتبط بالمستوى الفني والتقني للوحدات البحرية المصنعة ومعدلات بنائها في أوقات قياسية وهو ما يعكسه مستوى تقدم أعمال بناء القاطرات الجديدة.

وأشار رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة جنوب البحر إلى  انتهاء أعمال بناء بدن القاطرة "عزم ١ "، وقرب انتهاء أعمال بناء بدن القاطرة الثانية "عزم ٢" والتي بلغت نسبة إنجازه  ٨٥٪ ومن المقرر تدشين القاطرتين  شهر ديسمبر المقبل بمشيئة الله، فيما وصلت نسبة إنجاز بدن القاطرتين "عزم ٣" و"عزم ٤" إلى ٣٠٪ ، و٢٠ ٪ على التوالي، ويجري العمل على  تصنيع خطوط المواسير وأعمال التشطيبات الداخلية طبقا للرسومات الهندسية المعدة.

في ختام الجولة التفقدية، حرص الفريق أسامة ربيع على  تحية عمال ومهندسي مصنع مصر لبناء القاطرات، مشيدا بكفاءة العمل وسرعة الإنجاز، معربا عن تطلعه ليصبح المصنع قلعة صناعية وطنية وأحد منجزات الجمهورية الجديدة.


                

مقالات مشابهة

  • مدبولي يلتقي مسئولى شركة "في جروب" اليونانية لاستعراض أوجه التعاون المشتركة
  • قائد قوات الدفاع الجوي: كتائب الصواريخ منعت العدو الإسرائيلي من الاقتراب من قناة السويس
  • رئيس الوزراء يؤكد دعمه لمشروع إعادة تدوير مخلفات السفن العابرة لقناة السويس
  • رئيس الوزراء يلتقي مسئولى شركة "في جروب" اليونانية.. تفاصيل
  • رئيس الوزراء: مشروع إعادة تدوير مخلفات السفن يحقق الاستدامة في قطاع النقل
  • رئيس هيئة قناة السويس مصنع مصر لبناء القاطرات بترسانة سفاجا
  • قناة السويس تبني 10 قاطرات جديدة بترسانة البحر الأحمر
  • أسامة ربيع: القاطرات البحرية الجديدة تساهم في تطوير أسطول هيئة قناة السويس
  • جامعة القناة تستقبل طلاب الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا قبل بدء التدريب الصيفي
  • إقتصادية قناة السويس توقع عقد مشروع "جرين مارين" للكيماويات