انطلقت فعاليات المؤتمر السنوي الثالث لشبكة المنافسة العربية، برئاسة جمهورية مصر العربية؛ حيث تولى الدكتور محمود ممتاز، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، رئاسة أعمال المؤتمر باعتباره رئيسًا للشبكة، وذلك بحضور رؤساء وممثلي أجهزة المنافسة بالدول العربية أعضاء الشبكة وعدد من الخبراء وممثلي المؤسسات الدولية.

وجرى إطلاق وتدشين شبكة المنافسة العربية Arab Competition Network (ACN)، وعقد مؤتمرها الأول في شهر مارس 2022، بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، وتم اختيار مصر لتولي رئاستها لمدة عامين.

وخلال كلمته الافتتاحية رحب رئيس جهاز حماية المنافسة بجميع الحاضرين والمشاركين من رؤساء وممثلي أجهزة المنافسة بالدول العربية والخبراء من المؤسسات الدولية المختلفة، مؤكدًا أن شبكة المنافسة العربية أضحت منصة ومساحة حقيقية عززت من التواصل بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بالإنفاذ الفعال لسياسات وقوانين المنافسة، وعرض أبرز القضايا والقرارات والدراسات التي عملت عليها كل دولة على حدة خلال الفترة الماضية وأساليب التحقيقات للكشف عن المخالفات مما يسهم في تبادل المعرفة والخبرات.

وأضاف ممتاز، أنه خلال السنوات القليلة الماضية يمر العالم بأحداث ومتغيرات جيوسياسية أثرت بشكل مباشر على كافة الدول ومن بينها اقتصاديات دولنا العربية، وزادت الصعوبات والتحديات في وجه عمليات التبادل التجاري بين الدول وظهرت بالتبعية بعض الجماعات التي تحاول استغلال تلك الأزمات لمصالحها حيث تأثير العديد من الأسواق والقطاعات والشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يتطلب منا نحن أجهزة المنافسة بذل المزيد من الجهود لمكافحة أية ممارسات احتكارية تزيد من التأثيرات السلبية لتلك الأزمات.

استعراض إنجازات العامين الماضيين

واستعرض رئيس جهاز حماية المنافسة ورئيس شبكة المنافسة العربية ما جرى إنجازه وتنفيذه من أعمال على مدار العامين الماضيين لتحقيق رؤية ورسالة وأهداف الشبكة من لقاءات دورية، وأبحاث مشتركة، وبرامج التدريب وبناء القدرات، وتبادل المعرفة، حيث تم التنفيذ بالتوازي ومن خلال خطط سنوية لمجموعات العمل بالشبكة الخاصة بالاندماجات والاستحواذات، وإنفاذ قوانين حماية المنافسة، والكفاءة المؤسسية.

وأشار إلى أنه تم عقد والمشاركة في أكثر من 30 ورشة عمل ودورة تدريبية ومؤتمرات وفعاليات سواء بين الدول أعضاء الشبكة أو بالمشاركة مع المؤسسات والتكتلات الدولية، وعلى جانب آخر تمكنت الفرق الفنية المشتركة من إصدار الإرشادات الخاصة بالهيكل المؤسسي لسلطات المنافسة والكفاءة المؤسسية، لتكون مرجعية لسلطات المنافسة خاصة حديثة النشء.

كما صدرت مجموعة من الأوراق البحثية أبرزها حول الرقابة على التركزات الاقتصادية، والتواطؤ في العمليات التعاقدية، وفاعلية التدابير السلوكية، وإنفاذ قانون المنافسة فيما يخص اتفاقات تحديد سعر إعادة البيع، وكتيب بأهم الأسئلة وأجوبتها فيما يخص نظام الرقابة المسبقة على التركزات الاقتصادية وغيرها من الإصدارات والأوراق البحثية المتاحة للجميع للاطلاع عليها ولتكون مرجعية للجميع من عاملين بمجال سياسات المنافسة وأكاديميين وغيرهم.

وأكد أن الحرص ليس فقط على الحاضر وقضاياه ولكن جاءت النظرة للمستقبل وكيفية مواجهة أية ممارسات احتكارية تضر بمستقبل اقتصاديات دولنا العربية، والتي لا يمكن مواجهتها إلا بكوادر بشرية مؤهلة ومدربة فجاء الاتفاق والموافقة على اطلاق نموذج محاكاة سلطات المنافسة العربية والذي عقد على مدار العامين الماضيين وشهد تفاعلًا واسعًا من قبل الجامعات بالدول الأعضاء وإقبالًا كبيرًا من الطلاب العرب الدارسين للاقتصاد والقانون. وتم تدريبهم ليكونوا نَواة لإعداد الكوادر العربية المدربة والمؤهلة للعمل في هذا المجال.

واختتم: «تُؤمن قيادات دولنا العربية بأهمية وضرورة التكامل الاقتصادي بالمنطقة العربية والتعاون في كافة المجالات من أجل مستقبل أفضل لشعوب منطقتنا العربية، وتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي، وعلينا -نحن المتخصصون في مجال سياسات المنافسة- دورًا كبيرًا للعمل على دعم معايير الشفافية والحَوكمة ودعم محاور التنافسية وتشجيع الاستثمار ومنع الممارسات الاحتكارية وضبط آليات السوق في مختلف القطاعات، وهو ما ينتظره منَّا شعوب دولنا».

وتشهد أعمال المؤتمر الثالث مناقشة العديد من الملفات ذات الصلة بسياسات المنافسة، خاصة تلك التي تعالج قضايا الحاضر كالأسواق الرقمية وكيفية تسخير التقنيات المتطورة لإنفاذ قوانين المنافسة والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا الشأن.

الجدير بالذكر أنه تم اطلاق شبكة المنافسة العربية في مارس 2022 برعاية جامعة الدول العربية بناء على مبادرة مقدمة من جهاز حماية المنافسة المصري لتكون أول شبكة عربية تجمع أجهزة المنافسة بالمنطقة، مما يسمح بإجراء حوار بنَّاء يساعد على الإنفاذ الفعَّال لسياسات وقوانين المنافسة في المنطقة العربية، وفي إطار الحرص على تحقيق التعاون والتكامل بين الدول العربية، وتعزيز التنسيق بينهم في مجال المنافسة؛ من خلال تبادل الخبرات والتجارب وبناء القدرات فيما بينهم، وتقديم الدعم اللازم للدول العربية التي تسعى إلى سن تشريعاتها الخاصة بحماية المنافسة أو تطويرها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جهاز حماية المنافسة حماية المنافسة شبكة المنافسة العربية الدول العربية جهاز حمایة المنافسة أجهزة المنافسة الدول العربیة بین الدول

إقرأ أيضاً:

لطيفة بنت محمد تفتتح مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة في دبي

افتتحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، اليوم (الثلاثاء)، فعاليات مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة الذي تنظِّمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لأول مرة في العالم العربي، بالتعاون مع مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في مركز دبي التجاري العالمي.

وقد ألقت سموّها الكلمة الافتتاحية للمؤتمر بحضور نخبةٍ من القادة العالميين وصنّاع القرار والمبتكرين الذين يجتمعون في دبي لمناقشة الحلول المعرفية المفتوحة والذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الوصول الشامل إلى المعرفة.

وأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أهمية مساعي المؤتمر نحو استكشاف الإمكانات الكبيرة التي تتيحها الموارد التعليمية المفتوحة بما يساهم في تسهيل الوصول لمصادر المعرفة، وتوحيد الجهود لمشاركة التعليم الرقمي، لافتةً سموّها إلى أهمية تسخير التكنولوجيا في تحسين وتطوير مسارات التعليم وتعزيز شموليته، ومواجهة التحديات العالمية عبر حلولٍ مبتكرة تساهم في توفير واستدامة المزيد من الفرص التعليمية، وضمان شفافية المعلومات في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي قد ينعكس على جودة المعلومات، ما يستدعي بذل المزيد من الجهود لتقديم برامج مرخّصة قادرة على إنتاج المعرفة وتوفير المعلومات الصحيحة، بما ينعكس إيجاباً على مستقبل التعليم حول العالم.

وتحت شعار “المنافع العامة الرقمية: حلول مفتوحة لوصول شامل إلى المعرفة”، يتضمن المؤتمر جدول أعمال حافل بالندوات والجلسات النقاشية التي تركز على تعزيز التعليم العادل والمستدام من خلال الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات الناشئة. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين أكثر من 500 مشارك من مختلف دول العالم، بما في ذلك مجموعة من الوزراء والأكاديميين وممثلي القطاع الخاص.

بدوره، ألقى الدكتور توفيق الجلاصي، مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والمعلومات في اليونسكو، كلمة بعنوان “احتضان الحلول المفتوحة من أجل مستقبل شامل للمعرفة”، حيث استعرض أبرز الإمكانيات التحويلية للموارد التعليمية المفتوحة في مواجهة تحديات التعليم في العالم.

جلسات نقاشية
كذلك تضمن المؤتمر عدة جلسات نقاشية بما في ذلك جلسة “تشكيل مستقبل التعليم”، التي شهدت مشاركة وزراء ومتحدثين بارزين، من بينهم ورلي آدم-سول زومارو، وزيرة الاقتصاد الرقمي والاتصالات في بنين، والدكتور ياو أوسي أدوتوم، وزير التعليم في غانا، وهواي جينبنغ، وزير التعليم الصيني (عبر الاتصال المرئي)، والدكتور عبد اللطيف محمد، وزير الدولة للتعليم في جزر المالديف، والدكتورة بو تشانكوليكا، وكيلة وزارة الدولة المكلفة بالسياسة والتنسيق عبر القطاعات في كمبوديا، وشانييل هوسين-أوتار، السكرتير الدائم للتعليم من غويانا، حيث تحدثوا عن تجاربهم واستراتيجياتهم لتعزيز الابتكار والشمولية من خلال الموارد التعليمية المفتوحة.

وسعى الخبراء خلال جلسة نقاشية جماعية بعنوان “استغلال الموارد التعليمية المفتوحة والذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل الشمول الرقمي”، لإلقاء الضوء على إمكانيات الذكاء الاصطناعي والموارد التعليمية المفتوحة في معالجة التحديات العالمية، إذ تناولت الجلسة مواضيع تكافؤ الفرص في التعليم والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق الشمولية.

وضمَّت قائمة المتحدثين في الجلسة كلاً من الدكتورة فومزيلي ملامبو-نكوكا، الوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، التي ركزت على الحلول المفتوحة لتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية، وسيزو أونوي، مدير مكتب تقييس الاتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات، الذي ناقش دور الذكاء الاصطناعي في توحيد معايير الشمول الرقمي، وكيفن تشان، مدير استراتيجيات الحملات السياسية العالمية في “ميتا بلاتفورمز” (Meta Platforms)، الذي أكد على الدور الرئيسي للذكاء الاصطناعي في دعم جهود الشمول اللغوي.

وفي جلسة أخرى حملت عنوان “عرض القيمة لمحتوى التعلم المرخص بشكل مفتوح” تناول المشاركون التطبيقات المبتكرة للموارد التعليمية المفتوحة وأفضل الممارسات العالمية المشتركة. وسلّط فيها الدكتور توفيق الجلاصي الضوء على توصية العام 2019 لرؤية الموارد التعليمية المفتوحة للمستقبل، وأوضحت آنا تومادوتير، المدير التنفيذي لـ “كرييتيف كومونز” (Creative Commons)، دور الترخيص المفتوح في مستقبل التعليم، بينما عرض موكتار م. واي. داربوي، السكرتير الدائم من غامبيا، تطبيقات مبتكرة للموارد التعليمية المفتوحة في غامبيا، و استعرضت تولا يريولا، سفيرة فنلندا لدى البحرين والإمارات، مكتبة الموارد التعليمية المفتوحة الفنلندية ودورها في تنفيذ محتوى التعليم المرخص بشكل مفتوح.

نماذج عالمية
وأحرزت دول عديدة تقدمًا بارزًا في تطبيق توصيات اليونسكو بشأن الموارد التعليمية المفتوحة، وسيتم استعراض مبادراتها خلال المؤتمر، فعلى سبيل المثال، في كوبا، أحدثت “جامعة الصحة الافتراضية” تحولاً جذرياً في تعليم الرعاية الصحية من خلال تقديم برامج تعليمية مرنة ومفتوحة للممارسين حتى في المناطق النائية. أما في مدغشقر، فقد تعاملت الحكومة مع تحديات كوفيد-19 بإطلاق منصة تعليم إلكتروني، وتوزيع أجهزة لوحية، والاستعانة بالإذاعات لتقليل الفجوات الرقمية في التعليم الأساسي.

وفي ماليزيا، تم اعتماد سياسة شاملة للموارد التعليمية المفتوحة، تهدف إلى توفير موارد تعليمية متاحة للجميع، بدعم حكومي يشمل تدريب المعلمين وتعزيز التكنولوجيا. وفي المغرب، تهدف الاستراتيجية الوطنية للموارد التعليمية المفتوحة والعلوم المفتوحة لعام 2024 إلى تحديث التعليم وتوسيع نطاق البحث العلمي، مع مشاركة فعّالة من قبل المعلمين. وتعكس هذه النماذج تنوع الجهود المبذولة لتحقيق وصول عادل إلى المعرفة عبر الموارد المفتوحة في مختلف السياقات.

وضمن فعاليات الحدث، أقيمت جلستان نقاشيتان حول تنفيذ توصية اليونسكو لعام 2019 بشأن الموارد التعليمية المفتوحة، حيث ركزت الجلسة الأولى على مجالي العمل الأول والثاني، الهادفين إلى تعزيز بناء القدرات وصياغة السياسات بما يتناغم مع رؤية اليونسكو للموارد التعليمية المفتوحة. ووفرت هذه النقاشات مساحة لتناول القضايا التي برزت خلال المشاورات الأولى لعام 2023 المرتبطة بهذا الإطار. وركز المتحاورون على تحقيق الشمولية ومعالجة الاحتياجات التعليمية في أفريقيا، والدول الأقل نمواً، والجزر الصغيرة النامية، والشباب،والفئات الأكثر ضعفًا.

وناقشت جلسات المؤتمر جهود رفع جودة الموارد التعليمية المفتوحة وتحسين إمكانية الوصول إليها وتعزيز استدامتها. واتجهت النقاشات إلى معالجة التحديات الرئيسية واستكشاف حلول مبتكرة تتوافق مع الأولويات المحددة في الاستشارة الأولى لعام 2023.

وركزت الجلسات كذلك على تعزيز الوصول الشامل إلى الموارد التعليمية المفتوحة عالية الجودة. كما ناقش المشاركون استراتيجيات تحسين إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الهمم في البيئات ذات الاتصال الضعيف بالإنترنت، وبحثوا آليات ضمان الجودة بهدف تحقيق وصول شامل إلى موارد تعليمية مفتوحة ذات جودة عالية.

وشملت الجلسات مناقشة مواضيع تحقيق الاستدامة لمبادرات الموارد التعليمية المفتوحة، حيث تحدث المشاركون حول سبل صياغة نماذج أعمال مستدامة لهذه الموارد، ووضع أطر تنظيمية تدعم الاستدامة على المدى الطويل.


مقالات مشابهة

  • انعقاد أعمال الدورة ال66 للمجلس التنفيذي لإيدسمو بمشاركة وفود 11 دولة عربية للنهوض بالتنمية الاقتصادية
  • للمرة الأولى انعقاد مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة في دبي
  • رئيس جهاز السويس الجديدة: المرافق تتناسب مع فكر وتخطيط المدن المتميزة
  • رئيس جهاز مدينة السويس الجديدة تتفقد مشروعات البنية الأساسية والطرق
  • لطيفة بنت محمد تفتتح مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة
  • لطيفة بنت محمد تفتتح مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة في دبي
  • جهاز الإمارات للمحاسبة يفتح الأبواب أمام الجيل الواعد للمشاركة في حماية الموارد العامة خلال معرض زاهب x توظيف 2024
  • الصحة تعزز خدمات الأشعة بتوفير 212 جهازًا جديدًا وتوسيع التغطية المتنقلة خلال الربع الثالث من 2024
  • «الصحة» : توفير 212 جهاز أشعة جديد وتوسيع التغطية المتنقلة خلال الربع الثالث من 2024
  • "بوح البادية".. قصائد مختارة لشعراء بادية المنيا ضمن إصدارات مؤتمر أدباء مصر