جائزتين جديدتين.. «وداعاً جوليا» يصل للجائزة 25 في أقل من عام
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
بحصده جائزتين دوليتين جديدتين في العام الحالي، ارتفع عدد الجوائز الدولية التي حازها الفيلم السوداني (وداعاً جوليا) إلى الرقم 25.
التغيير: وكالات
تتوالى النجاحات والأرقام القياسية التي يكسرها، ويرتفع رصيد جوائز الفيلم السوداني وداعًا جوليا للمخرج محمد كردفاني إلى 25 جائزة دولية بعدما استطاع أن يقتنص جائزتي التوزيع والنقاد بمهرجان إيبيزا للسينما المستقلة بإسبانيا (23 فبراير – 3 مارس).
تدور أحداث وداعًا جوليا في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.
فريق العملالفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني الحائز على العديد من الجوائز، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولة الفيلم الممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني، وتصوير بيير دي فيليرز ومونتاج هبة عثمان، ومهندسة الصوت رنا عيد وتصميم أزياء محمد المر.
وداعًا جوليا من إنتاج المخرج السوداني الشهير أمجد أبو العلا الذي مثل السودان في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2020 لأول مرة في التاريخ بفيلم ستموت في العشرين، كما يشاركه في الإنتاج محمد العمدة من خلال شركة الإنتاج السودانية ستيشن فيلمز، وتتولى شركةMAD Solutions المبيعات الدولية للفيلم.
كما يشارك في الإنتاج باهو بخش وصفي الدين محمود (RED STAR/ مصر) ومايكل هينريكس Die Gesellschaft DGS)/ ألمانيا)، وخالد عوض ومحمد كردفاني (Klozium Studios/ السودان)، ومارك إرمر (Dolce Vita Films/ فرنسا)، وفيصل بالطيور (Cinewaves/ السعودية) وعلي العربي (Ambient Light/ مصر) وأدهم الشريف (CULT/ مصر) وإسراء الكوقلي هاغستروم (Riverflower/ السويد).
جوائز متتاليةبدأت مسيرة الفيلم بالعرض العالمي الأول له في مايو بـمهرجان كان السينمائي ضمن قسم نظرة ما، حيث فاز بجائزة الحرية، ثم انطلق بعدها في مسيرة طويلة حصد خلالها 25 جائزة دولية، منها 7 جوائز جمهور، آخرها جائزة أفضل فيلم من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، هذا بالإضافة إلى جائزة سينما من أجل الإنسانية (جائزة الجمهور) من مهرجان الجونة السينمائي بمصر، وجائزة أفضل فيلم إفريقي في حفل توزيع جوائز سبتيموس الدولية، وجائزة روجر إيبرت في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، وجائزة فارايتي لموهبة العام في الشرق الأوسط لمحمد كردفاني، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان أفريكاميرا للفيلم الأفريقي. وبهذا يكون الفيلم قد حقق إنجاز يستحق الاحتفاء به.
كما أنه عُرض مؤخرًا في مختلف المهرجانات والفعاليات السينمائية منها مهرجان بيون السينمائي الدولي، مهرجان بغداد السينمائي ،مهرجان دبلن السينمائي الدولي، وعرض هيبدن بريدج في المملكة المتحدة.
محمد كردفانيمحمد كردفاني صانع أفلام سوداني، حاز فيلمه القصير نيركوك على جائزة الفيل الأسود لأفضل فيلم سوداني عام 2017م وجائزة شبكة ناس لأفضل فيلم عربي في أيام قرطاج السينمائية، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي.
عُرض فيلمه القصير سجن الكجر خلال أحداث الثورة السودانية في ساحة الاعتصام التي ضمت آلاف المتظاهرين، وكان فيلمه الوثائقي جولة في جمهورية الحب هو أول فيلم مؤيد للثورة يبثه تلفزيون الدولة. في العام 2021م أسس ستديوهات كلزيوم للإنتاج بالخرطوم.
الوسومالثورة السودانية الخرطوم السودان قرطاج كلزيوم محمد كردفاني مهرجان كان السينمائي وداعا جولياالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الثورة السودانية الخرطوم السودان قرطاج محمد كردفاني مهرجان كان السينمائي وداعا جوليا محمد کردفانی ا جولیا
إقرأ أيضاً:
محمد بشاري لـ «الاتحاد»: الفوز بـ «جائزة الشيخ زايد للكتاب» نقطة تحول مفصلية في مسيرتي
فاطمة عطفة
أُعلن مؤخراً عن فوز الدكتور محمد بشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها التاسعة عشرة (2025) عن فرع «التنمية وبناء الدولة»، وذلك عن كتابه القيم: «حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة»، وجاء الكتاب ثمرة لمسار علمي طويل انشغل فيه المؤلف بإشكاليات العدالة الاجتماعية في المنظومة الفقهية، مركّزاً على قضية محورية ظُلمت بالتهميش والاجتزاء، وهي مسألة مشاركة المرأة في تنمية المال الأسري واستحقاقها نصيباً عادلاً من هذه الثروة.
واستعرض الكتاب الخلفيات الفقهية والتاريخية لهذا المفهوم، متوقفاً عند اجتهادات كبار فقهاء المغرب الإسلامي، وعلى رأسهم الإمام ابن عرضون، الذي أسّس لصيغة قضائية تُقرّ بحق المرأة في الكدّ ضمن منظومة العدل الفقهي. ثم انطلق الكتاب إلى بيان الأسس النصوصية والمقاصدية التي تشرعن هذا الحق، من خلال الربط بين فقه المعاوضات ومقاصد حفظ المال ورفع الحيف وتحقيق الإنصاف في الشراكة الزوجية. وفي حديثه لـ «الاتحاد» يقدم الدكتور محمد بشاري إضاءات مهمة على مؤلفه الفائز، وما يمثله له الفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في مسيرته الفكرية والعلمية.
بدايةً، يقول الدكتور محمد بشاري: يشكّل فوزي بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع «التنمية وبناء الدولة» نقطة تحول مفصلية في مسيرتي الفكرية والعلمية، لما تحمله الجائزة من مكانة مرموقة في الفضاء الثقافي العربي والإسلامي، ولما تمثله من اعتراف مؤسسي رفيع بمشروع اجتهادي تأصيلي يسعى لردم الهوة بين التراث والواقع، بين النص والمقصد، بين الفقه والتنمية. لقد انشغلت لسنوات طويلة بتأصيل المفاهيم الفقهية المتعلقة بالعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة، ضمن منظور مقاصدي من داخل المنظومة الإسلامية، وحرصت على تقديم خطاب فقهي عقلاني يوازن بين الوفاء للنص والاجتهاد للعصر، غير أن هذه الجهود بقيت غالباً في نطاق النخب البحثية والأكاديمية.
ويضيف: تأتي هذه الجائزة لتمنح هذا المشروع شرعية مجتمعية أوسع، وتضعه في صلب النقاش العام والسياسات التشريعية، خاصة فيما يتصل بمنظومة الحقوق داخل الأسرة. لقد أكد هذا التتويج أن الفقه حين يُقرأ بمنطق المقاصد لا يتحول إلى قيود ماضوية، بل يصير أداة للتحرير والإنصاف. بعد الجائزة، غدت المسؤولية مضاعفة، لم يعد الأمر مجرد اجتهاد علمي فردي، بل مشروع معرفي مجتمعي يتعين تعميقه، وتوسيع أثره، والمساهمة من خلاله في بناء خطاب حضاري يعيد تعريف العلاقة بين الدين والتنمية في عالم متحول.
جوهر الكتاب
ينتقل الدكتور محمد بشاري للحديث عن كتابه «حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة»، قائلاً: استعرض الكتاب مفهوم الكدّ والسعاية كما تطور تاريخياً في الفقه المالكي، خاصة في البيئة القروية المغربية، حيث كانت المرأة تسهم في الزراعة والرعي وإدارة المال الأسري، دون أن تُنصف تشريعياً. وقد أعاد المؤلف بناء هذا المفهوم تأصيلياً، مستنداً إلى فتاوى فقهاء كبار كابن عرضون، ومقاصد الشريعة في العدل والإنصاف، ليؤكد أن استحقاق المرأة يعد جزءاً من الثروة الزوجية ليس منّة، بل هو حق شرعي مشروع. ثم انتقل التحليل إلى إسقاط هذا المفهوم على الواقع المعاصر، متناولاً التغيرات في الأدوار الاقتصادية للنساء، وتحولات الأسرة، وبيّن كيف أن غياب هذا الحق يفضي إلى حيف اقتصادي ومعنوي، يتناقض مع روح الإسلام في حفظ الحقوق. وخصّص فصولاً لتحليل الوضع القانوني المقارن بين تشريعات بعض الدول العربية، المغربية خاصة.
وتنص مدونة الأسرة المغربية لعام 2004م، خصوصاً المادة 49، على أن لكل من الزوجين ذمة مالية مستقلة، وتتيح الاتفاق المسبق أو اللاحق على تنظيم الأموال المكتسبة أثناء الزواج. وقد اعتبر المؤلف أن هذه المادة تمثل خطوة إيجابية، لكنها تظل دون تفعيل حقيقي لمبدأ الكدّ والسعاية كما في التراث المالكي، مما يستدعي تطوير الاجتهاد القضائي والتشريعي لضمان حقوق النساء العاملات والمشاركات.
كما تناول الكتاب نماذج قضائية مغربية اعتمدت هذا المفهوم في الأحكام الصادرة، مؤكّداً أن استرداد المرأة لما ساهمت فيه من مال أو بناء أو عمل ليس من باب النفقة ولا الإحسان، بل من باب الحق المالي المشروع، الذي يُثبت بالشهادة والقرائن والعرف، كما هو مقرر في الفقه المالكي.
ويستطرد الدكتور بشاري: يتميز هذا العمل بمنهجه التركيبي، الذي يدمج بين فقه النص، والواقع، والاجتهاد المقاصدي، مقدماً نموذجاً علمياً يجسّد كيف يمكن للفقه الإسلامي، إذا قرئ بمفاتيح المقاصد والاجتهاد المنضبط، أن يكون فاعلاً في إحقاق العدل وتجديد الخطاب القانوني والحقوقي في مجتمعاتنا، بعيداً عن التوظيف الأيديولوجي أو الجمود المذهبي.
إضافة نوعية
وفي إجابته عن سؤال حول الإضافة النوعية التي يقدمها الكتاب إلى المكتبة العربية الإسلامية، يقول د. محمد بشاري: يمثّل كتاب «حق الكدّ والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة» إضافةً نوعية للمكتبة العربية الإسلامية من حيث منهجيته ومضمونه وأثره الاجتماعي والفقهي. فعلى المستوى التأصيلي، أعاد الكتاب فتح ملفٍّ فقهيٍّ شبه منسي هو مفهوم الكدّ والسعاية، الذي نشأ في البيئة المالكية المغاربية وعبّر عن اجتهاد فقهي متقدم يكرّس مبدأ العدالة في توزيع الثروة الزوجية المكتسبة خلال الحياة المشتركة. لقد استعاد الكتاب هذا المفهوم من مدوّنات التراث الفقهي، خاصة من خلال فتوى ابن عرضون، وربطه بإشكالات الواقع المعاصر، مما أخرج الموضوع من سياقه التاريخي إلى أفق تشريعي راهن.
أما على المستوى القانوني، فإن الكتاب قدّم قراءة عميقة للمادة 49 من مدونة الأسرة المغربية، وبيّن كيف أنها – وإن لم تذكر الكدّ والسعاية بالاسم – إلا أنها شرّعت له بمفردات جديدة تحت مسمى «توزيع الأموال المكتسبة بعد الزواج وفق الاتفاق أو الاجتهاد القضائي». لقد مهّد هذا التشريع المغربي لنقلة نوعية في تثبيت الحق المالي للمرأة العاملة في بيت الزوجية، دون اختزالها في مفهوم النفقة أو الإرث فقط.
وعلى المستوى الاجتماعي، استطاع الكتاب أن يُحدث تفاعلاً خارج المجال الأكاديمي الصرف، حين تحوّل مرجعاً لأعمال درامية، مثل مسلسل «حسبة عمري»، ما يدلّ على قدرته في التأثير الثقافي العام، وبيان أن الفقه – حين يُقرأ بعين مقاصدية واقعية – يمكن أن يكون أداة لصيانة الكرامة وتحقيق الإنصاف داخل الأسرة. هذه الإضافة المركّبة هي ما يمنح الكتاب قيمته بوصفه جسراً بين التراث والاجتهاد، بين النص والحياة.
ويختتم د. بشاري حديثه بقوله: فوزي بجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع التنمية وبناء الدولة، لا يمثل نهاية لمسار علمي، بل هو إشعال لمرحلة أعمق وأشمل في مشروع معرفي ممتد، يستلهم في مرجعيته الفكرية والإنسانية الرؤية الملهمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن ببناء الإنسان قبل العمران، وجعل من العدالة والمساواة والتسامح ركائز في سياسة الدولة ومنهجها الحضاري. ويأتي هذا التتويج في ظل قيادة حكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يواصل هذا النهج الرشيد، بتعزيز منظومة القيم والمعرفة والتنمية البشرية، مما يشكّل بالنسبة لي محفزاً مضاعفاً لتحمل مسؤولية التجديد العلمي بروح الوفاء والمثابرة.