سودانايل:
2025-01-03@13:25:43 GMT

اختلاف الآراء المصرية حول الشأن السوداني

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للقاهرة و قبلها إلي ليبيا قد أثارت جدلا كبيرا بين النخب المصرية، و يتركز الجدل حول كيفية الحفاظ على الأمن المصري، و هذا الجدل هو يبين كيف تفهم النخب المصرية للعلاقة السودانية المصرية، إذا كان على مستوى علاقة الجوار بين البلدين هل هي علاقة عادية تحكمها علاقات حدود و احترام الجانبين للشأن الداخلي لكليهما، أم هي علاقة تحكمها عوامل عديدة و متداخلة و لها إرث تاريخي و يربطها برباط إستراتيجي؟.

. رغم أن العلاقة دائما ما تشهد حالة من الارتقاء و التطور في فترات.. و أخرى من الهبوط أيضا في فترات أخرى.. و يعود ذلك لإختلاف النظم السياسية التي تمر على البلدين، و تصبح هناك حالات من الشد و الجذب، و لكن أغلب الفترات لا تؤثر على العلاقة بين الشعبين. فالجدل السياسي حول العلاقة مسألة مهمة لأنه يكشف ما هو المطلوب من كل جانب. و أيضا علاقة تتخللها العديد من التدخلات الخارجية، و يعود ذلك بسبب اختلاف المصالح.. لا اعتقد يكون مقبولا أن يحدد السودان لمصر مع من تصادق و مع من تتعامل، و لا اعتقد مصر أيضا سوف تتدخل في علاقات السودان الخارجية. كل يعمل من أجل مصالح الدولة و الشعب. و الكل مقتنع أن العلاقة بين السودان و مصر علاقة إستراتيجية.
علقت الدكتورة أماني الطويل الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية عن الشأن الأفريقي على زيارة البرهان لكل من طرابس و القاهرة إلي أحدى القنوات المصرية ونقلته عنها شبكة " مدينة نيوز" قالت الطويل معلقة ( زيارة البرهان لليبيا كانت لافته للنظر، لأنه قابل أحد قيادات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، و هي تحركات إلي البرهان تثير إلي حد كبير علامات الاستفهام. البرهان بذلك يرسل رسائل متضاربة، و هذه الرسائل المتضاربة في الفترة الأخيرة حازت على نوع من أنواع القلق لدى القاهرة حول تحركاته الإقليمية وزيارته للقاهرة جزء منها لتطمين القاهرة حول تحركاته الإقليمية( الذي يريد أن يطمئن دولة أفضل قبل الزيارة و لا بعدها، المسألة مرتبطة بزيارة ليبيا و جاءت الطويل لكي تقرنها بزيارات أقليمية كأن البرهان جاء مصر لكي يقدم تقريرا كاملا عن زياراته الإقليمية للحكومة المصرية، و هذا فهم قاصر للعلاقة بين البلدين.ز هل بالفعل أن أماني الطويل مدركة و مستوعبة للثقافة الاجتماعية السودانية، التي ليس فيها شيئا من ثقافة الباشوات.. أن العلاقة بين البلدين فيها أحترام متبادل و ندية و لا اعتقد أن الحكومة المصرية تحمل مثل هذه التصورات الباشوية ألتي في مخيلة الطويل و تتعامل بها مع الدول الأخرى و خاصة السودان.
إذا نظرنا للقضية من جانب أخر، نجد حديث اللواء حاتم باشات قنصل مصر الأسبق في السودان و وكيل المخابرات الأسبق و عضو مجلس النواب الآن خلال حديثه في ندوة اللجنة المصرية للتضامن التي قال فيها ( أن هناك عناصر تم تجنيسها من تشاد و ليبيا و مالي و الكاميرون لتشعل الصراع.ز انما يحدث يستهدف احتلال عشوائي للسودان، و يجب أن نفهم الوضع بشكل صحيح.. فهناك خطة خارجية كبيرة لإحداث تغيير ديمغرافي، و جيوسياسي، في 15 إبريل 2023م في اعقاب اندلاع الحرب) أن الحرب الدائرة في السودان تدرك مصر ليست بين جنرالين أنما هي حرب مدعومة خارجية و يشارك فيها مرتزقة ليبين.
قالت أماني الطويل التي خرجت من جلباب الباحثة إلي الإعلامية المثيرة للجدل في اللقاء ( أن قيام البرهان بتسليح المستنفرين و المدنيين كل هذه مؤشرات تُقلق الجوار الإقليمي, وبروز تناقضات على الأرض بين حملة السلاح, وهو بذلك يفتح البلد نحو حرب أهلية على طراز الصومال, وهذه هي أكثر ما يمكن ان يقلق مصر بشكل أو بآخر( مصر القيادة متفهمة تماما لما يجري في السودان، و مستوعبة عملية استنفار المدنيين التي كان قد دعا لها القائد العام للجيش، و التي تجري تحت أمرة الجيش و تتحكم فيها قيادات من القوات .. الغريب في الأمر أن الباحثة أماني الطويل أنحازت لجانب في الصراع السوداني و تبنت خطابه السياسي و تلقي اللوم على الآخرين.. لولا هذا الاستنفار و المقاومة الشعبية لحماية مناطق تواجد المواطنين و ممتلكاتهم ما كان الجيش غير إستراتجية الدفاع إلي الهجوم و تحرير أم درمان.
قالت الطويل في ذات اللقاء (جزء من زيارة البرهان للقاهرة حول موقفه من مخرجات إجتماع المنامة، فكانت هناك إلتزامات معينة لم يتم الإيفاء بها) اعتقد أن لقاء المنامة قد تجاوزته الأحداث في السودان، و رئيس وفد الحكومة السودانية للمنامة الفريق أول شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة و نائب القائد العام للجيش؛ أعلن في النيل الأبيض في مدنية " كوستي" ليس هناك أي خطوة أخرى في أي مفاوضات قبل أن تخرج ميليشيا الدعم السريع من منازل الناس و المؤسسات الخدمية.. و اعتقد كل الذين كانوا في الوساطة يعلمون ذلك، أن الإثارة التي تتعامل بها الطويل لجذب الإنتباه مفعولها في حدود الذين يريدون طمأنة أنفسهم.أن الخيار الشبي أصبح واضحا هو سودان دون ميليشيا أليست هي رغبة مصر؟.
قال اللواء باشات في ذات الندوة ( المشروع المقصود يريد تقسيم السودان و إلي مسح الكفاءات و الكوادر و العقول الوطنية و قيادات السودان من الحياة .. فلا صوت يعلو فوق صوت المخابرات الأجنبية و التنظيمات المشبوهة القاتلة) و يضيف اللواء باشات (المشروع لا يتعلق بحميدتي لكنه أكبر من ذلك بكثير جدا.. حميدتي ما هو إلا أداة لتنفيذ هذا المشروع.. فهو يقوم بتفكيك الجيش، ثم الدولة ثم الشعب لتسليم هذه " الكعكة" للجهات الأجنبية و الغاء التاريخ السوداني العريق بحضارته و ثقافته و رموزه) أن حديث باشات يمثل نظرة الحكومة المصرية لما يجري في السودان.. كل هذا الخطر تستنكر الطويل أن يستنفر شباب السودان لحمل السلاح حماية لبلدهم.. ما هو الجديد الذي طرأ على الطويل في أن تغير قناعاتها..
و قالت الطويل أيضا (تحركات البرهان نحو إيران, تجعل هنالك ارتباطا بين الملف السوداني و غزة, لأن إيران الآن لديها منصات في المنطقة العربية "الحوثي"و "حزب الله" و "حماس" وهو ما سيفتح زاوية جديدة للتأثير الإيراني الذي سيجر المنطقة إلى حرب إقليمية.) ليس هناك أي ارتباط بين الاثنين إلا في مخيلة أماني الطويل و هو الذي جعل فكرة خطابها تتماها مع التقرير الذي بثته قناة "الحدث العربية" و الغريب في الأمر أن السعودية و الامارات قد اعادتا علاقتيهما مع إيران. و الدولتان في حالة حرب مع الحوثيين في اليمن حلفاء إيران.. و تستنكر الأمارات عودة علاقة السودان مع إيران من خلال إشاراتها للإعلام الذي يبث من أراضيها.. و ركبت الطويل الموجة وفقا لقناعة تعود للإنحاز الذي أرادته.. أن عشمنا كبير أن تعيد دكتورة الطويل ارتداد جلباب الباحثة مرة أخرى لأنه يعطيها رونقة و اناقة في خطابها الذي أصبحت حمولته التشكيكية عالية لما يجري في السودان..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أمانی الطویل فی السودان

إقرأ أيضاً:

شتائم ياسر العطا للإمارات هدف في شباك البرهان

 

شتائم ياسر العطا للامارات هدف في شباك البرهان

رشا عوض

خطاب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان والخطاب الآخر الذي قدمه الفريق ياسر العطا بمناسبة عيد استقلال السودان يشتركان في الآتي:

* كل منهما خطاب حرب بامتياز

* كل منهما يصر على الحسم العسكري

* غياب أي اعتراف بأن في الجيش والدولة خللا يتطلب الاصلاح، بل الحديث وكأنما السلطة الانقلابية الحاكمة من بورسودان تمثل الشعب ولها شرعية فوق التساؤل فتصدر احكاما مطلقة بمن هو الوطني الشريف ومن هو العميل الخائن، باختصار العمى أو التعامي التام عن جذور الازمة التي انتجت الحرب.

أما الاختلاف الرئيس بينهما فهو لغة المناورة والمراوغة في خطاب البرهان الموجه للمجتمع الدولي والاقليمي، ولغة “ساحات الفداء” في خطاب ياسر العطا.

السؤال لماذا يوجه ياسر العطا خطابا بمناسبة الاستقلال؟ ما هي الصفة التي قدم بها هذا الخطاب؟ لماذا لم يكتفي بخطاب قائده البرهان؟

ياسر العطا قدم خطاب الكيزان بكامل الجلافة والعدوانية مضافا اليها “العوارة السياسية”!! ففي ذات الوقت الذي وجه فيه اساءات شديدة اللهجة إلى الشيخ محمد بن زايد ووصفه بشيطان العرب، قدم رؤية لاعادة الاعمار تعتمد بالكامل على ان يتولى من وصفه بشيطان العرب اعادة اعمار كل ما دمرته الحرب في السودان من ممتلكات عامة وخاصة!! ولم يخبرنا “خليفة الرائد يونس” ما هي السلطة والقوة العابرة للحدود التي يمتلكها هو والعصابة الكيزانية التي لقنته هذا “الكلام العبيط” لفرض حكمه على الامارات واجبارها على اعمار ما دمرته الحرب على ايقاع الشتائم لقائدها والتهديد له بالوصول اليه في عقر داره!! هل يمتلك مثلا حاملة طائرات مرابطة على مقربة من المياه الاقليمية للامارات في الخليج العربي!

الحقيقة المرة هي ان العطا الآن لا يستطيع الوصول إلى السوق العربي في الخرطوم ناهيك عن ان يهدد حكام الخليج العربي! فالكلام من الناحية العملية (هبوب ساي) ولكن ما هو الهدف منه؟

خطاب ياسر العطا يهدف ألى قطع الطريق على اي التقارب بين البرهان والامارات الذي تسعى اليه تركيا، ونجاح تركيا في الوساطة اصلا غير مضمون على خلفية حسابات دولية واقليمية اخرى، ولكن هيجان ياسر العطا هو دليل على مدى التصدع والشكوك المتبادلة في معسكر الحرب! الذي وصل درجة ان لا تكتفي القوات المسلحة بخطاب قائدها في المناسبات الوطنية! دائما هناك حاجة لخطاب موازي يمثل القائد الخفي او القادة الخفيين لهذه المؤسسة!! فنجد انفسنا امام خطابين احدهما يسجل اهدافا سياسية في مرمى الاخر او بالاحرى يعرقل وصول الاخر لهدفه!

كما قلت مرارا وتكرارا ، القوات المسلحة ببركات الكيزان تحولت الى حزب سياسي منقسم على نفسه ومتصارع على السلطة!

وهنا لا معنى على الاطلاق لعبارة جيش واحد شعب واحد!

قبل مطالبتنا بترديد هذا الشعار اقترح على الجيش ان يطبق شعار : جيش واحد بقائد واحد وخطاب واحد!

ما لا يدركه ياسر العطا ومن خلفه الكيزان ان العنتريات الخطابية ضد الدول واساءة رؤسائها ما عادت تخدع احدا ، فكلنا نذكر تهريج الرائد يونس في بدايات عهد الانقاذ المشؤوم والخسائر التي تكبدها السودان بسبب هذه الحماقات وفي خاتمة المطاف ركع نظام الكيزان للعرب والفرنجة صاغرا ! الجهة الوحيدة التي استعصم نظامهم بالاستعلاء عليها وقهرها هي هذا الشعب المنكوب بطفولتهم ثم بمراهقتهم السياسية والان هو منكوب بخريفهم وخرفهم السياسي!!

وبالمناسبة الامارات التي يشتمها الكيزان في العلن يتسلل بعضهم اليها من الابواب الخلفية عارضا صفقات اكبر من ” ميناء ابوعمامة” في اطار لعبة كراسي السلطة! وما هذه الحرب الا حرب سلطة ولا شيء غيرها!

سؤال: هل من خطاب ثالث بمناسبة عيد الاستقلال من شمس الدين الكباشي؟ وخطاب رابع من ابراهيم جابر؟ وما هو المنطق في حرمان هذين القائدين من الاستمتاع بتعذيب الشعب السوداني بمزيد من التهريج السياسي؟

 

الوسومالبرهان السودان حرب السودان ياسر العطا

مقالات مشابهة

  • شتائم ياسر العطا للإمارات هدف في شباك البرهان
  • عقب انباء عن تسرب مبالغ..  البرهان يتفقد المركزى السوداني
  • البرهان: لا مانع من الانخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي الحرب في السودان
  • القيادة تهنئ رئيس مجلس السيادة السوداني بذكرى استقلال بلاده
  • القيادة تهنئ رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني بذكرى استقلال بلاده
  • شاهد بالفيديو .. تهنئة البرهان في عيد الاستقلال السوداني
  • البرهان: لا يمكن العودة لأوضاع ما قبل الحرب مع الدعم السريع
  • البرهان يبشِّر الشعب السوداني باقتراب ساعة النصر
  • البرهانلا وجود للقتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى
  • البرهان يوجه كلمة للشعب السوداني مساء اليوم