سودانايل:
2025-02-06@12:54:26 GMT

اختلاف الآراء المصرية حول الشأن السوداني

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للقاهرة و قبلها إلي ليبيا قد أثارت جدلا كبيرا بين النخب المصرية، و يتركز الجدل حول كيفية الحفاظ على الأمن المصري، و هذا الجدل هو يبين كيف تفهم النخب المصرية للعلاقة السودانية المصرية، إذا كان على مستوى علاقة الجوار بين البلدين هل هي علاقة عادية تحكمها علاقات حدود و احترام الجانبين للشأن الداخلي لكليهما، أم هي علاقة تحكمها عوامل عديدة و متداخلة و لها إرث تاريخي و يربطها برباط إستراتيجي؟.

. رغم أن العلاقة دائما ما تشهد حالة من الارتقاء و التطور في فترات.. و أخرى من الهبوط أيضا في فترات أخرى.. و يعود ذلك لإختلاف النظم السياسية التي تمر على البلدين، و تصبح هناك حالات من الشد و الجذب، و لكن أغلب الفترات لا تؤثر على العلاقة بين الشعبين. فالجدل السياسي حول العلاقة مسألة مهمة لأنه يكشف ما هو المطلوب من كل جانب. و أيضا علاقة تتخللها العديد من التدخلات الخارجية، و يعود ذلك بسبب اختلاف المصالح.. لا اعتقد يكون مقبولا أن يحدد السودان لمصر مع من تصادق و مع من تتعامل، و لا اعتقد مصر أيضا سوف تتدخل في علاقات السودان الخارجية. كل يعمل من أجل مصالح الدولة و الشعب. و الكل مقتنع أن العلاقة بين السودان و مصر علاقة إستراتيجية.
علقت الدكتورة أماني الطويل الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية عن الشأن الأفريقي على زيارة البرهان لكل من طرابس و القاهرة إلي أحدى القنوات المصرية ونقلته عنها شبكة " مدينة نيوز" قالت الطويل معلقة ( زيارة البرهان لليبيا كانت لافته للنظر، لأنه قابل أحد قيادات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، و هي تحركات إلي البرهان تثير إلي حد كبير علامات الاستفهام. البرهان بذلك يرسل رسائل متضاربة، و هذه الرسائل المتضاربة في الفترة الأخيرة حازت على نوع من أنواع القلق لدى القاهرة حول تحركاته الإقليمية وزيارته للقاهرة جزء منها لتطمين القاهرة حول تحركاته الإقليمية( الذي يريد أن يطمئن دولة أفضل قبل الزيارة و لا بعدها، المسألة مرتبطة بزيارة ليبيا و جاءت الطويل لكي تقرنها بزيارات أقليمية كأن البرهان جاء مصر لكي يقدم تقريرا كاملا عن زياراته الإقليمية للحكومة المصرية، و هذا فهم قاصر للعلاقة بين البلدين.ز هل بالفعل أن أماني الطويل مدركة و مستوعبة للثقافة الاجتماعية السودانية، التي ليس فيها شيئا من ثقافة الباشوات.. أن العلاقة بين البلدين فيها أحترام متبادل و ندية و لا اعتقد أن الحكومة المصرية تحمل مثل هذه التصورات الباشوية ألتي في مخيلة الطويل و تتعامل بها مع الدول الأخرى و خاصة السودان.
إذا نظرنا للقضية من جانب أخر، نجد حديث اللواء حاتم باشات قنصل مصر الأسبق في السودان و وكيل المخابرات الأسبق و عضو مجلس النواب الآن خلال حديثه في ندوة اللجنة المصرية للتضامن التي قال فيها ( أن هناك عناصر تم تجنيسها من تشاد و ليبيا و مالي و الكاميرون لتشعل الصراع.ز انما يحدث يستهدف احتلال عشوائي للسودان، و يجب أن نفهم الوضع بشكل صحيح.. فهناك خطة خارجية كبيرة لإحداث تغيير ديمغرافي، و جيوسياسي، في 15 إبريل 2023م في اعقاب اندلاع الحرب) أن الحرب الدائرة في السودان تدرك مصر ليست بين جنرالين أنما هي حرب مدعومة خارجية و يشارك فيها مرتزقة ليبين.
قالت أماني الطويل التي خرجت من جلباب الباحثة إلي الإعلامية المثيرة للجدل في اللقاء ( أن قيام البرهان بتسليح المستنفرين و المدنيين كل هذه مؤشرات تُقلق الجوار الإقليمي, وبروز تناقضات على الأرض بين حملة السلاح, وهو بذلك يفتح البلد نحو حرب أهلية على طراز الصومال, وهذه هي أكثر ما يمكن ان يقلق مصر بشكل أو بآخر( مصر القيادة متفهمة تماما لما يجري في السودان، و مستوعبة عملية استنفار المدنيين التي كان قد دعا لها القائد العام للجيش، و التي تجري تحت أمرة الجيش و تتحكم فيها قيادات من القوات .. الغريب في الأمر أن الباحثة أماني الطويل أنحازت لجانب في الصراع السوداني و تبنت خطابه السياسي و تلقي اللوم على الآخرين.. لولا هذا الاستنفار و المقاومة الشعبية لحماية مناطق تواجد المواطنين و ممتلكاتهم ما كان الجيش غير إستراتجية الدفاع إلي الهجوم و تحرير أم درمان.
قالت الطويل في ذات اللقاء (جزء من زيارة البرهان للقاهرة حول موقفه من مخرجات إجتماع المنامة، فكانت هناك إلتزامات معينة لم يتم الإيفاء بها) اعتقد أن لقاء المنامة قد تجاوزته الأحداث في السودان، و رئيس وفد الحكومة السودانية للمنامة الفريق أول شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة و نائب القائد العام للجيش؛ أعلن في النيل الأبيض في مدنية " كوستي" ليس هناك أي خطوة أخرى في أي مفاوضات قبل أن تخرج ميليشيا الدعم السريع من منازل الناس و المؤسسات الخدمية.. و اعتقد كل الذين كانوا في الوساطة يعلمون ذلك، أن الإثارة التي تتعامل بها الطويل لجذب الإنتباه مفعولها في حدود الذين يريدون طمأنة أنفسهم.أن الخيار الشبي أصبح واضحا هو سودان دون ميليشيا أليست هي رغبة مصر؟.
قال اللواء باشات في ذات الندوة ( المشروع المقصود يريد تقسيم السودان و إلي مسح الكفاءات و الكوادر و العقول الوطنية و قيادات السودان من الحياة .. فلا صوت يعلو فوق صوت المخابرات الأجنبية و التنظيمات المشبوهة القاتلة) و يضيف اللواء باشات (المشروع لا يتعلق بحميدتي لكنه أكبر من ذلك بكثير جدا.. حميدتي ما هو إلا أداة لتنفيذ هذا المشروع.. فهو يقوم بتفكيك الجيش، ثم الدولة ثم الشعب لتسليم هذه " الكعكة" للجهات الأجنبية و الغاء التاريخ السوداني العريق بحضارته و ثقافته و رموزه) أن حديث باشات يمثل نظرة الحكومة المصرية لما يجري في السودان.. كل هذا الخطر تستنكر الطويل أن يستنفر شباب السودان لحمل السلاح حماية لبلدهم.. ما هو الجديد الذي طرأ على الطويل في أن تغير قناعاتها..
و قالت الطويل أيضا (تحركات البرهان نحو إيران, تجعل هنالك ارتباطا بين الملف السوداني و غزة, لأن إيران الآن لديها منصات في المنطقة العربية "الحوثي"و "حزب الله" و "حماس" وهو ما سيفتح زاوية جديدة للتأثير الإيراني الذي سيجر المنطقة إلى حرب إقليمية.) ليس هناك أي ارتباط بين الاثنين إلا في مخيلة أماني الطويل و هو الذي جعل فكرة خطابها تتماها مع التقرير الذي بثته قناة "الحدث العربية" و الغريب في الأمر أن السعودية و الامارات قد اعادتا علاقتيهما مع إيران. و الدولتان في حالة حرب مع الحوثيين في اليمن حلفاء إيران.. و تستنكر الأمارات عودة علاقة السودان مع إيران من خلال إشاراتها للإعلام الذي يبث من أراضيها.. و ركبت الطويل الموجة وفقا لقناعة تعود للإنحاز الذي أرادته.. أن عشمنا كبير أن تعيد دكتورة الطويل ارتداد جلباب الباحثة مرة أخرى لأنه يعطيها رونقة و اناقة في خطابها الذي أصبحت حمولته التشكيكية عالية لما يجري في السودان..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أمانی الطویل فی السودان

إقرأ أيضاً:

الدور التركي في النزاع السوداني مابين الوساطة والمصالح الاستراتيجية

منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان، برزت العديد من القوى الإقليمية والدولية كلاعبين رئيسيين يسعون إلى تحقيق مصالحهم عبر الوساطة أو التدخل غير المباشر. من بين هذه القوى، كانت تركيا حاضرة في المشهد، سواء من خلال محاولات الوساطة بين الأطراف المتحاربة، أو عبر تحركاتها الاستراتيجية في المنطقة، بما في ذلك تعزيز وجودها العسكري في تشاد القريبة من الحدود السودانية. هذا المقال يستعرض دور تركيا في النزاع السوداني، علاقتها مع الأطراف المختلفة، مصالحها الاستراتيجية، وتأثير ذلك على مستقبل الصراع.
تركيا كوسيط بين الأطراف المتصارعة
مع تصاعد القتال في السودان، حاولت أنقرة تقديم نفسها كوسيط قادر على جمع الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات. وضمن هذا الإطار، عرضت تركيا التوسط بين حكومة الأمر الواقع في بورتسودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، في محاولة لاحتواء الخلافات المرتبطة بالصراع السوداني.
كما شهد يناير 2025 زيارة وزير الخارجية التركي إلى السودان، حيث التقى بالقيادة العسكرية لمجلس السيادة الانتقالي في بورتسودان، وقدم مقترحات لحل النزاع بالتنسيق مع دول إقليمية أخرى. تعكس هذه التحركات رغبة أنقرة في لعب دور سياسي في الملف السوداني، مستغلة علاقتها المتوازنة مع مختلف القوى الإقليمية والدولية ذات الصلة بالصراع.
الإسلاميون السودانيون في تركيا ودورهم في الصراع
تركيا تستضيف منذ سنوات عدداً من الإسلاميين السودانيين الذين غادروا البلاد بعد سقوط نظام البشير، والذين ما زالوا يمتلكون نفوذاً في المشهد السياسي والعسكري السوداني. بعض هؤلاء الإسلاميين يدعمون الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، بينما يفضل آخرون التهدئة والانخراط في عملية سياسية تضمن لهم دوراً مستقبلياً في الحكم.
وفي هذا السياق، ظهرت تقارير تفيد بأن قيادات إسلامية سودانية في تركيا تحاول التأثير على القرار العسكري والسياسي داخل السودان، سواء من خلال دعم الاتصالات بين الحكومة السودانية وأنقرة، أو عبر تحركات دبلوماسية تهدف إلى كسب التأييد الدولي لموقف الجيش السوداني.
علاقة تركيا بقوات الدعم السريع واللقاءات السرية
رغم دعمها الرسمي للجيش السوداني، لم تقطع أنقرة اتصالاتها مع "قوات الدعم السريع"، حيث عُقد في الأسبوع الأخير من ديسمبر 2024 لقاء سري في نيروبي بين مسؤولين أتراك وقيادات من الدعم السريع. خلال هذا الاجتماع، طلب قادة الدعم السريع من المسؤولين الأتراك أن يكون لتركيا دور في الاتفاق السياسي القادم بعد الحرب، كما طالبوا بتأمين حضور تركي في مرحلة إعادة الإعمار.
يبدو أن أنقرة تحاول الحفاظ على خطوط تواصل مفتوحة مع جميع الأطراف السودانية، تحسباً لأي سيناريوهات قد تطرأ في المستقبل، بما في ذلك احتمالات التسوية السياسية التي قد تفرض إشراك قوات الدعم السريع في أي اتفاق جديد.
الوجود العسكري التركي في تشاد وتأثيره على النزاع السوداني
في خطوة تعكس اهتمام تركيا بتوسيع نفوذها الإقليمي، تستعد أنقرة لتعزيز وجودها العسكري في تشاد عبر الحصول على قاعدتين عسكريتين بالقرب من الحدود مع ليبيا والسودان، وهما قاعدتا "أبشي" و"فاي لارجو"، اللتان انسحبت منهما القوات الفرنسية مؤخراً.
يمثل هذا التحرك تحولاً استراتيجياً، حيث يمكن لتركيا استخدام هذه القواعد لتعزيز حضورها في منطقة الساحل الإفريقي، والتأثير على التوازنات العسكرية في السودان وليبيا، خاصة في ظل التداخل بين المجموعات المسلحة السودانية والميليشيات الموجودة في تلك المناطق.

المصالح التركية في إنهاء الصراع السوداني
تمتلك تركيا عدة دوافع تجعلها حريصة على إنهاء الحرب في السودان، من بينها-
دور رئيسي في إعادة الإعمار ولقد حصلت تركيا على وعود من بعض الدول الخليجية بأن تكون شركاتها من الفاعلين الأساسيين في مشاريع إعادة الإعمار بالسودان بعد انتهاء الحرب، مما يمنحها فرصة اقتصادية مهمة.
تعزيز النفوذ الإقليمي و تسعى تركيا إلى توسيع نطاق تأثيرها في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، حيث تمتلك مصالح اقتصادية وسياسية وأمنية، ويرتبط السودان بموقع استراتيجي يخدم هذا الهدف.
العلاقات الاقتصادية السودان يمثل سوقاً واعدة للاستثمارات التركية في مجالات الزراعة والبنية التحتية والطاقة، وبالتالي فإن تحقيق الاستقرار في البلاد يخدم المصالح الاقتصادية لأنقرة.
تأمين نفوذها في تشاد والساحل الإفريقي , تعزيز الوجود العسكري التركي في تشاد يمنحها موطئ قدم قوي يمكن استخدامه لدعم مصالحها في السودان، سواء من خلال تقديم دعم مباشر للحكومة السودانية، أو عبر التأثير على مسارات الحل السياسي.
تلعب تركيا دوراً محورياً في النزاع السوداني، مستفيدة من علاقاتها مع مختلف الأطراف المتصارعة وسعيها لتحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. وبينما تحاول أنقرة تقديم نفسها كوسيط سياسي قادر على إنهاء الحرب، فإن تحركاتها العسكرية والاقتصادية تكشف عن طموحات أوسع تتجاوز مجرد الوساطة، لتشمل إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي والساحل الإفريقي.

*ويبقى السؤال الأهم وهو هل ستنجح تركيا في تحقيق توازن بين دورها كوسيط وبين مصالحها الاستراتيجية، أم أن تدخلها في الملف السوداني سيؤدي إلى تعقيد المشهد أكثر؟*

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية
  • برعاية البرهان.. أبرز معارض عسكري وسياسي في جنوب السودان يتصالح مع سلفاكير
  • الدور التركي في النزاع السوداني مابين الوساطة والمصالح الاستراتيجية
  • وزير الخارجية السوداني: نشكر مصر على ححسن ضيافة مُواطنينا
  • وزير الخارجية السوداني: المؤامرات قد تكون ضد مصر وليس فقط السودان
  • وزير الخارجية السوداني: الشعوب هي من تصنع العلاقات بين الدول
  • وزير خارجية السودان: ناقشت مع «أبو الغيط» نتائج تحركات الجامعة العربية في الشأن السوداني
  • بعد دخول الجيش السوداني للخرطوم.. البرهان يعلن الاقتراب من تحقيق النصر
  • في ذكرى وفاتها.. نادية لطفي أيقونة السينما المصرية التي لا تغيب (بروفايل)
  • لميس الحديدي: الكنيسة المصرية غالية على قلوب المصريين.. خاصة البابا تواضروس الذي واجه معنا الإرهاب