الناس تعبانة وتريد أن تأكل.. شاهد مأساة غزة بعيون طفلة
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
مع إشراقة كل يوم جديد، يطّلع العالم على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، كما يكتشف مدى النضج المبكر الذي تغلغل في كيان الأطفال الذين يستقبلون الصدمات يوميا، ويحاولون التأقلم مع الواقع كي يستوعبوها.
نضج أطفال غزة مبكرا، إذ سُرقت طفولتهم كما سرق الاحتلال وطنهم، وأصبح الفتيان والفتيات كهولا، يشعرون بالمسؤولية تجاه ذويهم كما يشعر ذووهم بالمسؤولية تجاههم.
وأظهرت مشاهد كثيرة منقولة من قطاع غزة أطفالا يواسون ذويهم في فقد عزيز، وآخرين يؤنسون إخوانهم وأخواتهم في المستشفى، المصابين بشظايا قنابل، أو انهار بهم البيت بسبب غارة للاحتلال.
كما أظهرت مشاهد من القطاع أطفالا يزاحمون الكبار بمناكبهم كي يحصلوا على بعض المساعدات النادرة، أو يحملون بسواعدهم الصغيرة ما أمكنهم من قوارير المياه لسقي أسرهم، أو يتقاسمون رغيف خبز أصبح أندر من الكبريت الأحمر في قطاع غزة.
وكعنوان لهذا النضج المبكر، نشر مصور فلسطيني فيديو لطفلة في شمال قطاع غزة تتساءل عن سبب قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية.
وقالت الطفلة في التسجيل المصور "لما بتجي المساعدات ليش بطخوهم (يرمونهم بالرصاص) يا الله.. خلوهم، الواحد مش لاقي أكل ولا شرب.. شو بدهم اليهود منهم.. الناس تريد أن تأكل.. تعبانة الناس".
وأضافت "أمي صايمة ونحن جائعون طول الليل وصابرون.. اليهود هيكا يسوون فينا، حسبنا الله ونعم الوكيل".
View this post on Instagram
A post shared by Mahmoud._.shalha20 (@mahmoud._.shalha20)
الموت مقابل كيس طحينوتشير هذه الطفلة الفلسطينية إلى ظاهرة يشهدها القطاع منذ فترة، إذ صار الاحتلال يتعمد استهداف أهل غزة المُحاصرين والذين عضهم الجوع بنابه، فيترصد لهم عند نقاط التجمع التي تلقى فيها المساعدات جوا، أو تصل إليها بعض الشاحنات، ليجعل من رحلة البحث عن كيس طحين مغامرة قد لا يرجع منها صاحبها بنفسه.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أعلن، مساء أمس الاثنين، إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي على فلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات قرب دوار الكويت جنوبي مدينة غزة.
وحمّل المكتب، الإدارة الأميركية وإسرائيل والمجتمع الدولي "المسؤولية الكاملة عن تأزيم الواقع الإنساني وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة في ظل ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية والجفاف".
ومنذ الخميس، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 127 فلسطينيا، وأصاب ما يزيد على 760 آخرين بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية في منطقتين بمدينة غزة شمال القطاع ومنطقة في مدينة دير البلح (وسط)، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وجراء الحرب والقيود الإسرائيلية، بات سكان غزة -خاصة محافظتي غزة والشمال- على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يسلم قائمة بأسماء 69 معتقلا من غزة وأماكن احتجازهم
قالت هيئة شؤون الأسرى إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سلمت قائمة بأسماء 69 معتقلا من قطاع غزة وأماكن احتجازهم في سجونه ومعسكراته.
استمرار إدخال المساعداتوفي سياق آخر، شهد معبر رفح البري حركة لم تنقطع لشاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل من الأراضي المصرية للأراضي الفلسطينية وعودتها بعد تفريغ حمولتها في معبري كرم أبوسالم والعوجة، في إطار الجهود المستمرة لإيصال الدعم الإغاثي إلى الفلسطينيين المتضررين من العدوان.
وأكدت مصادر في الهلال الأحمر المصري أن عمليات إدخال المساعدات تتم بسلاسة وفق تنسيق مشترك مع الجانب الفلسطيني، لضمان وصول الإمدادات إلى مستحقيها في أسرع وقت ممكن، في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة داخل غزة.
من جهته، أوضح مسؤول بمعبر رفح أن عودة الشاحنات بعد إفراغ شحناتها تأتي ضمن خطة تشغيل مستمرة، حيث يتم تنظيم دخول دفعات جديدة من المساعدات بشكل يومي، ما يعكس التزام مصر بمواصلة تقديم الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين.
توفير الاحتياجات الأساسيةوشهد المعبر منذ الصباح الباكر حركة مكثفة لشاحنات تحمل أطنانًا من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والإغاثية، إضافة إلى مستلزمات الإيواء مثل الأغطية والخيام، بهدف توفير الاحتياجات الأساسية لسكان غزة، وتشارك في هذه القوافل مؤسسات مصرية ودولية، من بينها صندوق تحيا مصر، بيت الزكاة والصدقات المصري، الهلال الأحمر المصري، التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وبنك الطعام المصري.
وأكدت مصادر من الهلال الأحمر المصري أن الفرق الإغاثية تعمل على مدار الساعة لضمان دخول المساعدات بسلاسة ودون تأخير.