سواليف:
2024-07-03@13:07:07 GMT

اليوم التالي

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

#اليوم_التالي – د. #منذر_الحوارات

ينشغل الكثير من السياسيين ومثلهم المحللين عن ماهية اليوم التالي بعد انتهاء العدوان على غزة، هذا في الوقت الذي تدار فيه مفاوضات بين باريس والقاهرة وقطر بغية الحصول على هدنة قبل شهر رمضان تستند إلى مقايضة بين محتجزين وأيام من الهدن وبين محتجزين وأسرى فلسطينيين لدى دولة الاحتلال بعد أن رفضت إسرائيل تماماً فكرة إنهاء الحرب قبل أن تحقق أهدافها كما تقول، (والتي تتلخص بتدمير حماس وإطلاق صراح الرهائن وضمان أمن إسرائيل)، أما فلسطينياً فالمطالب (إيقاف الحرب والسماح بالمساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وإطلاق مجموعات كبيرة من الأسرى الفلسطينيين لدى دولة الاحتلال من ضمنهم قياديين بارزين، ومابين المطالب الإسرائيلية والفلسطينية ما تزال الأمور معلقة إلى هذه اللحظة، لكن كل ذلك لم يمنع الأطراف المنخرطة في محاولة حلّ الصراع من العودة إلى محاولة إيجاد مقاربة دولية وإقليمية للحل في غزة وفي فلسطين.

تتكئ هذه المبادرة على عنصرين أساسيين، أولهما ضمان الأمن التام لإسرائيل والثاني الاعتراف بدولة فلسطينية، ولنبدأ من الجزء الثاني وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهذه كلمة مطاطة فهذه الدولة مُعترف بها منذ قرار التقسيم الذي نص على إنشاء دولتين واحدة لليهود والثانية للعرب الفلسطينيين إذاً لا جديد في الأمر، والخشية هنا أن تكون هذه الصيغة جزءا من عملية مراوغة كبيرة، لكن لنقنع أنفسنا أن المقصود هو إنشاء دولة فلسطينية، وهذه تتعارض حتماً مع فكرة الأمن الإسرائيلي المطلق والذي يستند في جوهره على فكرة الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية وقد نجحت إسرائيل في ذلك خلال الـ17 عاماً الماضية من خلال إذكاء عناصر الفرقة بين الفلسطينيين وهي الآن تريد تعزيزه من خلال إنشاء هياكل أمنية داخل القطاع كجدارعازل بعمق كيلومتر يترافق مع هياكل إدارية وأمنية تخضع لدولة الاحتلال وهذا يتناقض مع أي حديث عن الدولة، وإذا ما ذهبنا إلى الضفة الغربية فسنجد نفس الإجراء يطبق هناك وربما بطريقة أكثر تعقيداً وديمومة، قد يقول قائل أن الولايات المتحدة ستضغط على إسرائيل، يكون الجواب إذا كانت لم تضغط عليها لوقف إطلاق نار إنساني ولفترة محدودة فهل ستضغط عليها بقرار إستراتيجي مثل هذا، إذاً هذا الرهان تسقطه التجربة القريبة.

إذاً يتبين أن إسرائيل تريد غزة بدون حماس وربما بدون أهل غزة عموماً والسؤال هل هي قادرة على ذلك ؟ لقد فشلت حتى الآن في تهجير أهل القطاع بسبب ثباتهم وصمودهم التاريخي والبطولي وكذلك رفض دول الجوار والعالم فكرة التهجير، أما بالنسبة لحماس (فهي ما زالت تقاتل وقد أعلنت مصادرها في بدايات الحرب أن لديهم من الذخيرة وغيرها من المستلزمات ما يكفي لستة شهور بدون تزويد، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار رسالة السيد يحيى السنوار الأخيرة إلى المفاوضين الفلسطينيين والتي تنص على أن وضع فصائل المقاومة جيد وان لديها القدرة على الاستمرار وأنه يطلب من الجناح السياسي عدم تقديم أي تنازلات أو الرضوخ للضغوط) وهذا يشير إلى أن قدرة إسرائيل على إنهاء حماس ما تزال بعيدة المنال، يضاف إلى ذلك مطلب أميركيا بإصلاح البيت الداخلي الفلسطيني قبل الذهاب إلى أي مفاوضات جادة، وهذا مطلب من الصعب تحقيقه سواء على صعيد إلحاق التنظيمات الفلسطينية ومنها حماس والجهاد بهياكل منظمة التحرير الفلسطيني وهذا أمر صعب بسبب إلحاقاته الإقليمية والدولية رغم المفاوضات المتفائلة التي تجري في موسكو أو على صعيد إصلاح السلطة الفلسطينية حيث ثمة تعقيدات بيروقراطية وسياسية داخلية وإسرائيلية تجعل مثل هذا الأمر في غاية الصعوبة الآن.
إذاً نحن امام شبكة متناهية التعقيد من العقبات وفي أكثر من اتجاه، يبتدئ حلها بالضغط على دولة الاحتلال للإذعان والقبول بحل عادل وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بواسطة الولايات المتحدة الأميركية وهذه لم تفعل هذا في أوقات الرخاء فكيف بهاالآن ورئيسها يواجه أصعب انتخابات مع خصم عنيد وقوي، ويعتبر دعم إسرائيل هو أهم ملامح قوته، طبعاً سيرد بايدن بالمثل ويتمسك أكثر وأكثر بدعم إسرائيل والتنصل من أي محاولة للضغط عليها، بالتالي يبدو من الواضح أن كل ما يحدث الآن ليس سوى محاولات لشراء الوقت كل لغايته وبالتأكيد ليس لمصلحة الفلسطينيين، وفي الأثناء تبقى ماهية اليوم التالي للعدوان على غزة غائمة وضبابية سياسياً وأمنياً، لكن من المؤكد ان هذا اليوم سيكون محملاً بكم لا يحصى من قصص الآلم و فجيعة الفقد ووجع التشرد ومعاناته تحركها أكوام الأسمنت والأتربة المكدسة والتي قضى أولئك تحت ركامها، لا شك سيكون مشهداً مؤلماً بلا حدود.

مقالات ذات صلة من اخطأ طريق غزة اخطأ الجنة 2024/03/05

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: اليوم التالي دولة الاحتلال الیوم التالی

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي يتوقع نهاية الحرب في صورتها الحالية خلال 10 أيام

فيما لا تزال جهود وقف النار وتبادل الأسرى في غزة تراوح مكانها وسط عمليات عسكرية إسرائيلية مستمرة في القطاع الفلسطيني، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين، أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بشكلها الحالي سيتم خلال 10 أيام.

فقد ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام بعد ذلك سينتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وتبدأ المفاوضات من أجل التسوية على الحدود الشمالية مع لبنان.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤول قوله إن "الحرب لن تنتهي.. وسنتحرك حيثما توجد معلومات استخباراتية عن نشاط حماس".

كما أضاف المسؤول الإسرائيلي أن النشاط في غزة سيستمر من خلال غارات وضربات جوية.

في الأثناء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن خطط "اليوم التالي" للحرب في غزة جاهزة وتنتظر الموافقة عليها.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست"، كشفت في وقت سابق عن اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لخطة اليوم التالي في قطاع غزة تقضي بتقسيمها إلى 24 منطقة إدارية.

كما اقترح غالانت تشكيل قوة محلية في شمال غزة تتولى توزيع المساعدات في قطاع غزة.

وبحسب الصحيفة الأميركية فإن مسؤولي إدارة بايدن يدعمون الفكرة، لكنهم يشككون في إمكانية نجاحها بهذه بسرعة.

بعد ذلك، نشر تقرير أميركي تصورات للقطاع الفلسطيني ما بعد الحرب تشير إلى إمكانية تقسيمه لمناطق أمنية تشبه الجزر المنفصلة أو الفقاعات، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتعتمد الخطة التي تلقى رواجا في أوساط الحكومة الإسرائيلية والجيش، على إنشاء ما يشبه "الجزر" أو "الفقاعات" داخل غزة، وهي عبارة عن مناطق محددة جغرافيا يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس العيش فيها بشكل مؤقت، بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بتطهير ما تبقى من المسلحين.

أفكار الخطط والمقترحات تأتي من مجموعات غير رسمية من ضباط متقاعدين، ومراكز أبحاث وأكاديميين وسياسيين، ومناقشات تجري داخل الجيش، إذ يعملون في مجموعات لتقديم "خطط تفصيلية" لما يسمى بـ"اليوم التالي" لانتهاء الحرب في غزة، بحسب "وول ستريت جورنال".

في حين، أوضحت مصادر مطلعة للصحيفة الأميركية أن هذه الخطط تهدف إلى العمل مع الفلسطينيين الذين لا ينتمون لحماس، من أجل إقامة مناطق معزولة في شمال غزة، ويقوم هؤلاء في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حماس لا تسيطر عليها، بتوزيع المساعدات وتولي واجبات مدنية.

وكان العديد من السيناريوهات طرحت في الأروقة الدولية حول مرحلة ما بعد الحرب، من بينها عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع، مع تعديلات عليها أو تسليم الحكم لحكومة تكنوقراط، أو حتى إشراف مصري مع قوة سلام دولية لحفظ الأمن على الأرض، إلا أن أياً منها لم ينل نصيبه من التوافق الدولي والإقليمي بعد.

 

مقالات مشابهة

  • إصابة 3 إسرائيليين بجروح خطيرة في عملية طعن شمال إسرائيل
  • قادة جيش الاحتلال: توجد حالة من الإنهاك بين الجنود بسبب الخدمة المتواصلة
  • هيئة العمل الوطني الفلسطيني: نتنياهو يسعى لتقويض وجود أي دولة فلسطينية مستقبلية
  • انقسام بالداخل الإسرائيلي بشأن خطة اليوم التالي للحرب في غزة
  • صراع اليوم التالي في غزة ورهان الغرب المرتعش
  • اليومُ التالي دولةٌ فلسطينيةٌ وحكومةُ وحدةٍ وطنيةٍ
  • إعلام إسرائيلي يتوقع نهاية الحرب في صورتها الحالية خلال 10 أيام
  • عاجل وردنا الآن| الرئيس المشاط يصدر توجيهات هامة لجهاز الأمن والمخابرات.. وهذا ما سيحدث بعد 30 يوماً (تفاصيل)
  • الدويري: المقاومة تعيد بناء قوتها وتدير المعركة بكفاءة رغم التحديات
  • مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الإثنين 1 يوليو 2024.. وهذا سعر عيار 21 الآن