عصابات وجوع ورئيس وزراء مختفٍ.. ماذا يحدث في هايتي؟
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
تعيش هايتي أزمة كبيرة، بعد أن سيطرت عصابات مسلحة على أغلب العاصمة بور أو برنس، وأصبحت مقاطع الفيديو الأكثر انتشارا في البلاد عبارة عن لقطات تعذيب تسجلها وتنشرها هذه العصابات، لنشر الرعب وتسريع عمليات دفع الفدية بواسطة الآلاف من ضحايا عمليات اختطاف.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن العصابات تهاجم السكان وتقسم الأحياء فيما بينها إلى مناطق نفوذ، ضمن سلسلة من العذاب اليومي الذي يواجهه سكان هايتي، الدولة التي وصل فيها المواطنون إلى نقطة الانهيار.
وحسب تقديرات أممية، فإن "العصابات تسيطر على نحو 80 بالمئة من العاصمة، وتقاتل من أجل السيطرة على ما تبقى خارج نفوذها".
اختفاء رئيس الوزراءوأعلنت الحكومة، الأحد، حالة الطوارئ وحظر التجول الليلي، لإعادة فرض النظام في العاصمة، بعدما فر الآلاف من سجن رئيسي في البلاد، إثر هجوم للعصابات المسلحة أسفر عن مقتل 10 أشخاص.
ووقّع وزير الاقتصاد، باتريك ميشال بوافير، على القرار بصفته رئيسا للوزراء بالوكالة. وكان رئيس الوزراء، أرييل هنري، في كينيا الأسبوع الماضي، حيث وقّع البلدان اتفاقا لإرسال عناصر من الشرطة الكينية إلى هايتي.
ولا يزال مكان رئيس الوزراء هنري غير معلوم حتى الآن، بعد رحلته الأخيرة إلى كينيا.
وتواجه هايتي، البلد الفقير في منطقة الكاريبي، أزمة سياسة وأمنية وإنسانية خطيرة، منذ اغتيال الرئيس، جوفينيل مويز، عام 2021. وتجد القوى الأمنية نفسها عاجزة أمام عنف العصابات، بحسب وكالة فرانس برس.
ومنذ الخميس، تهاجم عصابات مسلحة مواقع استراتيجية، معلنة سعيها لإطاحة رئيس الحكومة الذي يتولى السلطة منذ 2021، وكان من المفترض أن يغادر منصبه في مطلع فبراير.
ونقل تقرير "سي إن إن" تصريحات لأحد زعماء العصابات يدعى جيمي شيريزير، قال فيها: "المعركة التي نخوضها لن تطيح حكومة أرييل فقط، بل معركة ستغير النظام بأكمله".
وأشارت وكالة رويترز إلى أن شيريزير، ضابط شرطة سابق يرأس تحالفا من العصابات، عطل البلاد عندما أغلق أكبر محطة نفط عام 2022، ويخضع لعقوبات من كل من الأمم المتحدة ووزارة الخزانة الأميركية.
وحينما انتشرت شائعات بوقت سابق هذا الشهر عن إغلاق مركز شرطة محلي، سارع السكان إلى الشوارع وأسقطوا حافلة وأحرقوا إطاراتها وطالبوا برحيل رئيس الوزراء.
وقال أحد المتظاهرين، حسب "سي إن إن": "على أرييل هنري الرحيل. نعيش في حالة عدم استقرار تام. نعيش على القمامة ومياه الصرف الصحي. لا يمكنني الذهاب إلى العمل، ولا أقدر على إعالة أسرتي أو إرسال أطفالي إلى المدرسة".
ونقلت الشبكة الأميركية أن العصابات باتت أكثر وحشية بشكل جعل بعض أفرادها يضيقون ذرعا، حيث قال أحدهم (رفض ذكر اسمه حفاظا على سلامته) وهو فتى عمره 14 عاما: "أرى الناس يموتون أمامي يوميا. ما أكرهه هو حينما يقتل (أحد أفراد العصابة الآخرين) شخصا ويطالبونني بحرق جثته".
وواصل المراهق أن أحد أصدقائه وهو فرد في العصابة، قُتل وأُحرق قبل أيام، وأضاف: "لا أريد أن يحدث ذلك لي".
آمال معقودة على "الخارج"كان من المفترض أن تتولى حكومة منتخبة في السابع من فبراير الماضي مقاليد السلطة في هايتي، بموجب اتفاق بين حكومة هنري وائتلاف من الشخصيات المؤثرة من المجتمع المدني وقطاع الأعمال في البلاد.
لكن لم يتم إجراء أي انتخابات، وتحدث هنري في خطاب الشهر الماضي عن "الصبر" حتى انتهاء المهمة الأساسية للحكومة الانتقالية وتهيئة الظروف لتنظيم الانتخابات، بحسب "سي إن إن".
وكانت تقارير قد أشارت إلى أن هنري وافق بالفعل على مقترح جديد يقضي بإجراء انتخابات عامة في موعد أقصاه 31 أغسطس 2025.
ويضع هنري آماله على حل خارجي لا يملك إلا قدر قليل من السيطرة عليه، وهو قوة "الدعم العسكري" بقيادة كينيا، والتي طالبت حكومته بها في العام الماضي، وحصلت على ضوء أخضر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ونقلت "سي إن إن" عن مستشار هنري، جان جونيور جوزيف، أن "السبب وراء طلب إصدار قرار من الأمم المتحدة في أكتوبر 2022، هو أن الشرطة والقوات الأمنية الأخرى غير قادرة على مواجهة العصابات".
وشدد على أن الغضب من الحكومة في أزمة العصابات "ليس في محله"، لأن خياراتها بهذا الشأن "محدودة"، مضيفًا: "الوضع معقد جدا لدرجة أن العصابات تمتلك ذخيرة أكثر منا".
ولا تحظى فكرة التدخل العسكري الأجنبي بشعبية في هايتي، في وقت لا يتضح فيه حتى الآن طبيعة عمل البعثة التي ستقودها كينيا في البلاد.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن تحرك العصابات الأسبوع الماضي تزامنا مع وجود هنري في نيروبي لتوقيع اتفاق يدعم مهمة القوات، يشير إلى أن "القوة المقدرة بحوالي ألف جندي من المتوقع أن تسهم بشكل كبير في مواجهة سيطرة العصابات على مناطق واسعة في العاصمة".
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن تقديرات الخبراء والمطلعين توضح أن الضغوط المتزايدة وأعمال العنف التي لا يمكن تحملها، من المرجح أن "تنفجر" حال عدم بدء القوات عملها في البلاد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی البلاد سی إن إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
تصعيد عسكري وسط تزايد المخاوف على المدنيين.. ماذا يحدث في كردفان؟
وفي مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان، أسفر قصف عن سقوط 30 شخصًا بين قتيل وجريح، بينهم 24 مصابًا تم نقلهم إلى مستشفى المدينة، وفقًا لمصادر تحدثت إلى التغيير.
الأبيض: التغيير
تشهد بعض المدن والمناطق في ولايتي شمال وغرب كردفان، غربي السودان، تصعيدًا عسكريًا خلال الأيام الأخيرة، وسط تطورات سياسية متسارعة في البلاد.
وأفادت مصادر لـ (التغيير) بأن مناطق عدة تعرضت لهجمات مسلحة، مما أدى إلى سقوط ضحايا وحدوث أضرار مادية، في وقت يشهد فيه الوضع الإنساني والاقتصادي تدهورًا متزايدًا.
وفي مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان، أسفر قصف عن سقوط 30 شخصًا بين قتيل وجريح، بينهم 24 مصابًا تم نقلهم إلى مستشفى المدينة، وفقًا لمصادر تحدثت إلى التغيير.
في المقابل، ذكر شهود عيان لـ (التغيير) أن إحدى القذائف سقطت وسط المدينة وأصابت مركبة تقل ركابًا مدنيين، مما أدى إلى وقوع إصابات لم يتم حصرها رسميًا بعد.
قصف متتاليوظلت قوات الدعم السريع تقصف المدينة لأربعة أيام متتالية، ويأتي ذلك بعد أن تمكن الجيش من فتح طريق الأبيض–كوستي، مما أسهم جزئيًا في تخفيف الحصار عن المدينة في وقت سابق.
ويعيش الآلاف من النازحين في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في مراكز إيواء تفتقر إلى مقومات السلامة، بعد فرارهم من مناطق النزاع في السودان.
أما في مدينة بارا، فتشهد الأوضاع تدهورًا متزايدًا، حيث أفادت مصادر لـ (التغيير) بأن هناك محاولات من قوات الدعم السريع لعزل المدينة عبر تقييد الحركة منها وإليها.
وأضافت المصادر أن القوات قامت بمصادرة وتحطيم أجهزة الاتصالات ستارلينك واعتقال عشرات الأشخاص، وسط تقديرات تشير إلى احتجاز 39 مدنيًا من قبل قوات الدعم السريع في المنطقة.
ويعتمد سكان مدينة بارا على التحويلات المالية الخارجية والتجارة المحلية، إلا أن الحصار المشدد تسبب في أزمة اقتصادية خانقة.
يُذكر أن الجيش بدأ مؤخرًا في استهداف مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في تلك المناطق ومناطق أخرى في كردفان، باستخدام الطيران الحربي والمسيرات.
هجوم في الرهدوفي مدينة الرهد، أفادت مصادر لـ (التغيير) بأن مجموعة مسلحة هاجمت قرية واقعة جنوب شرق المدينة، مما أسفر عن مقتل أحد المواطنين ونهب عشرات رؤوس الماشية.
وأضافت المصادر أن قرية أخرى في المنطقة شهدت حادثة مشابهة، حيث تم نهب شاحنتين واختطاف سائقيهما، إضافة إلى إصابة امرأة وطفل جراء إطلاق النار من قبل مسلحين.
كما أشارت المصادر إلى استمرار وجود مجموعات مسلحة في مناطق جنوب خور أبو حبل، مع ورود أنباء عن أعمال نهب وترويع بحق سكان تلك القرى.
وأفادت مصادر أخرى بأن قوات الدعم السريع استهدفت مدينة الخوي، الواقعة في ولاية غرب كردفان، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح، إضافة إلى عمليات نهب استهدفت السوق والممتلكات العامة.
وكانت شبكة أطباء السودان قد أعلنت عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة 13 آخرين خلال الهجوم، مشيرة إلى أن الاعتداءات المتكررة على المناطق المدنية تثير المخاوف بشأن الأوضاع الأمنية والإنسانية في الإقليم.
ويأتي هذا التصعيد العسكري وسط تحركات سياسية تشمل تشكيل حكومة موازية، مما يثير القلق من اتساع رقعة المواجهات وتأثيرها على حياة المدنيين في ولايات كردفان.
الوسومآثار الحرب في السودان ولاية شمال كردفان ولاية غرب كردفان