«مطرح مطروح».. مغامرة كوميدية سينمائية فى أجواء الحرب العالمية الثانية
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
انطلق عرض فيلم «مطرح مطروح» فى دور العرض المصرية، بعدد كبير من الشاشات، وسط توقعات أن يلقى إقبالا جماهيريا كبيرا، خاصة بعد ردود الفعل التى تلقاها صناعه فى ليلة العرض الخاص والتى أقيمت مؤخرَا بأحد المجمعات السينمائية الكبرى بأكتوبر، «مطرح مطروح» تدور أحداثه فى حقبة الأربعينيات، حول أسرة مصرية بسيطة جدًا، لأب موظف حكومى كادح، يقع فى فخ بسبب سذاجته من زملائه فى العمل، ليدفعوه للسفر إلى وحدة مصيفية تابعة للجهة التى يعملون فيها على شاطئ مطروح، ليفاجأوا بأنهم وسط معركة العلمين الشهيرة، التى وقعت ما بين الجيش البريطانى والألمانى، ويواجهون العديد من المخاطر أملا فى الوصول إلى البحر ورؤيته للمرة الأولى فى حياتهم، ورغم الرعب الذى يعيشون فيه بسبب الغارات والقصف يقررون البقاء وتنفيذ العديد من الخطط الفاشلة فى الوصول لما يريدون وهو الجلوس على البحر.
أخبار متعلقة
محمود حميدة: صورنا «مطرح مطروح» في الصيف والشتاء وكلنا تعبنا (فيديو)
«مطرح مطروح» يتذيل شباك تذاكر أفلام الصيف
704 آلاف جنيه فقط.. إيرادات فيلم مطرح مطروح في 72 ساعة
فيلم «مطرح مطروح»
السيناريو والبناء الدرامى المتماسك
الورق والقصة مكتوبة بحرفية وبناء درامى مميز، رغم أن أماكن التصوير لم تكن متعددة، وكذلك شخصيات وأبطال الفيلم كان عددهم محدودا، ومعظم الأحداث تدور داخل الشاليه، إلا أنه لم يقع فى فخ الملل، من خلال المواقف التى يواجهونها، ويتخللها العديد من مشاهد الحركة والأكشن، الكوميديا، التراجيديا أيضًا، تأليف ورشة تضم 4 كتاب هم محمد عز، لبيب عزت، أحمد محارب، خليفة سمير.
فيلم «مطرح مطروح»
الإخراج والجرافيك
مشاهد الجرافيك والصوت والصورة والملابس والموسيقى أيضًا عناصر كانت صاحبة تأثير فى شريط الفيلم، وجاءت بسلاسة ورؤية مميزة لمخرج صاحب مدرسة مهمة فى الكوميديا هو وائل إحسان، الذى نجح فى خلق حالة تجانس بين الـ4 أبطال وقدم النجم محمود حميدة بشكل جرىء ومختلف فى إطار كوميدى لايت جديد على حميدة تمامًا، وشيماء سيف وكريم عفيفى وليلى زاهر.
محمود حميدة ورهان جديد
دور كوميدى جرىء ومختلف ورهان وتحد خاضه النجم محمود حميدة فى فيلم «مطرح مطرح»، فى تجسيده لشخصية بديع أفندى، ورغم أن الدور كان مرشحا له فى البداية بيومى فؤاد والذى تم استبداله بـ«حميدة»، إلا أنه نجح فى تجسيده بتلقائية شديدة معتمدا على الورق وتوجيه وائل إحسان، ليقف أمام شيماء سيف وكريم عفيفى ويكون أحد أهم عناصر الضحك فى الفيلم.
بديع أفندى رب أسرة، موظف بسيط جدًا، لديه ابنة هى نوال، وزوجته حسنية، وشقيقه فريد، عاشق للشعر، تقع على قرعة الموظفين فى الجهة التى يعمل فيها ليسافر إلى مطروح ويحاول أن يسعد أسرته كاملة، شخصية تحمل معانى العطاء والحب والبساطة والمسؤولية والإصرار بحس كوميدى مضحك، يتكشف ذلك من خلال مشاهد تجمعه بكل عائلته، ومنها إصراره على حمايتهم والحفاظ عليهم، يعرض نفسه لخطر القتل فى سبيل تحقيق أمنية زوجته الحامل بأكل قطعة شيكولاته.
فيلم «مطرح مطروح»
وفى مشهد الفينال الذى يمثل المواجهة بين بديع وهتلر وتشرشل ينجح فى إقناعهم بوقف الحرب ويهاجم تلك الفكرة التى انتشرت مؤخرًا بين الشعوب، والتأكيد على عدم النفع منها لأنها تضر بالبشر، وتزهق العديد من الأرواح، وينجح فى ذلك بالفعل ويحصل على هدنة لمدة 24 ساعة ليجلس وأسرته على شاطئ البحر، ويؤكد لـ«هتلر» و«تشرشل» أن مطروح هى ملك مصر وليست طرفا للنزاع بينهما فى الأساس.
مشاهد ضرب بديع أفندى من ضباط الجيش البريطانى مرة والألمانى مرة، 6 أقلام تقريبًا، كانت مناطق ضحك مهمة فى شريط الفيلم، لكنها قد تكون قريبة لطريقة إضحاك سعد الصغير ومحمود الليثى فى تعرضهما للضرب فى أفلامهم.
كريم عفيفى تميمة الضحك
أحد أهم عناصر فيلم «مطرح مطروح» هو وجود كريم عفيفى ضمن أبطاله وتجسيده لشخصية فريد شقيق بديع الأصغر، مع كل مشهد لكريم تتعالى الضحكات فى صالة العرض، معتمدًا على مدرسة التلقائية فى تقديم الكوميديا، لم يعتمد فى الإضحاك على الإفيهات القديمة، بل كان متجددًا ومنها «الإنجليزى أحلى من الألمانى، المشاريب عندكم حلوة أوى، هو كده الموج عالى»، كريم يمثل عنصر البهجة والضحك فى شريط فيلم «مطرح مطروح»، فى دور يعتبر من أهم وأنجح أدواره فى الفترة الأخيرة، ويستحق أن يمنح مساحة أكبر فى أفلام أخرى قادمة.
فيلم «مطرح مطروح»
ليلى زاهر رمز الجمال
جسدت ليلى زاهر شخصية نوال ابنة بديع، التى تبحث عن تغيير حياتها رغم أنها محبة جدًا لأسرتها وعائلتها، تريد أن تسافر لأول مرة فى رحلة مصيف لتحكى لصديقتها المقربة عن تلك التجربة لتسعد وتستمتع بالبحر والصيف والشمس، كون صديقتها تسافر بشكل دورى وسنوى وتحكى لها عن رحلاتها مع أسرتها.
شيماء سيف عنوان للتضحية
جسدت شيماء سيف أحد أهم أدوارها التى برزت موهبتها فى إضحاك الناس على طريقة «السهل الممتنع»، وتعتبر حسنية هى رمز للتضحية ضمن قصة الفيلم، فعلى الرغم من علمها بحملها قبل السفر لقضاء الإجازة بساعات إلا أنها قررت إخفاء هذا الخبر عن زوجها حتى لا تقضى على حلم فريد ونوال بالسفر للمرة الأولى إلى شاطئ البحر، الأمر الذى يعرضها للعديد من الصعوبات طوال الأحداث، واستطاع وائل احسان توظيفها بشكل جيد ضمن قصة الفيلم وكانت أحد عناصر الفيلم المهمة.
فيلم «مطرح مطروح»
أخيرًا طارق الإبيارى، كان له بصمة أيضًا من خلال اللوك والملابس والشخصية التى قدمها فى مطرح مطروح مجسدًا دور الصحفى، الذى يواجه الاحتلال ويقوم بالتقاط صور للحرب والعائلة المصرية التى تقضى إجازة تحت القصف، وينجح فى إنقاذ نوال من حادث اغتصاب.
يضم فيلم «مطرح مطروح»، فى بطولته مجموعة من أبرز النجوم، منهم محمود حميدة، كريم عفيفى، شيماء سيف، محمد السعدنى، ليلى أحمد زاهر، والعمل من تأليف محمد عز وإخراج وائل إحسان.
فنون فيلم مطرح مطروح محمود حميدة كريم عفيفى شيماء سيفالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين فنون فيلم مطرح مطروح محمود حميدة شيماء سيف زي النهاردة محمود حمیدة مطرح مطروح العدید من
إقرأ أيضاً:
هل تحوّل التوافقات السورية تحركات إسرائيل إلى مغامرة حمقاء؟
القدس المحتلة- عقب الاتفاق بين الرئاسة السورية وقيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكذلك مع وجهاء محافظة السويداء، جاءت زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الخاطفة إلى قمة جبل الشيخ السوري والمنطقة العازلة بالجولان المحتل لتعكس هواجس تل أبيب من وحدة أراضي سوريا وهشاشة مخططاتها لتفكيكها وتقسيمها.
وتراقب إسرائيل تطورات إعلان الرئاسة السورية اندماج قوات "قسد" ضمن مؤسسات الدولة، وكذلك إلحاق الأجهزة الأمنية في السويداء بوزارة الداخلية السورية.
وهي التحولات والمستجدات التي تضع العصي في دواليب مخططات تل أبيب لتقسيم الأراضي السورية، وتحبط مشاريع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تأتي تحت ذريعة توفير الحماية للأقليات في الجنوب السوري.
وفي محاولة من إسرائيل للإبقاء على بذور الفتنة وتكريس الاحتلال والتوغل العسكري في الجنوب السوري، كثّف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على عشرات المواقع العسكرية بالعمق السوري، وأقام الاحتلال 7 مواقع عسكرية إضافية داخل المنطقة العازلة لمنع تموضع القوات السورية، وكذلك نشر 3 فرق عسكرية، بزعم منع أي محاولات تسلل أو تهريب.
وفي هذا السياق، أجرى رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلي إيال زامير تقييما للوضع وجولة في المنطقة الأمنية العازلة عند خط وقف إطلاق النار بمرتفعات الجولان المحتل مع قائد المنطقة الشمالية أوري جوردين، وقائد الفرقة 210 يائير فالاي، ومسؤولين آخرين.
وأمام هذه المستجدات بالمشهد السوري والاتفاقات التي يقودها الرئيس أحمد الشرع حفاظا على وحدة الشعب وتصديا لمخططات لتقسيم سوريا، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي التموضع بالمنطقة العازلة والانتشار على بعد حوالي 65 كيلومترا من خط وقف إطلاق النار، وما زال يحاصر نحو 40 ألف مدني سوري، بينما لوح كاتس مجددا بالورقة الاقتصادية عبر السماح قريبا للسوريين بالعمل بمستوطنات الجولان.
إعلانووصفت القراءات والتحليلات الإسرائيلية الاتفاقات التي أبرمها الشرع مع قادة "قسد" ووجهاء محافظة السويداء "بالإنجاز التاريخي والتكتيكي للدولة السورية"، وأجمعت على أن ذلك يسهم في إحباط مخططات إسرائيل لتفكيك وحدة الأراضي السورية، عبر السيطرة على مناطق الجنوب، وكذلك التموضع العسكري بالمنطقة العازلة.
وتوافقت قراءات المحللين على أن ردود المستوى السياسي والأمني في تل أبيب على الاتفاقات التي أبرمها الشرع بتشكيل واقع عسكري احتلالي في جنوب سوريا من شأنه أن يضر بإسرائيل ويورّطها في "الصراعات السورية الداخلية" بالمستقبل، بحسب التقديرات الإسرائيلية.
مغامرة حمقاء
وحذّر الباحث في تاريخ الشرق الأوسط من جامعة تل أبيب البروفيسور إيال زيسر مما وصفه "بالعبث" الإسرائيلي والتدخل في الشؤون الداخلية السورية، واعتبر ذلك "مغامرة حمقاء" من قبل حكومة بنيامين نتنياهو تفتقر إلى المنطق السياسي أو العسكري وهي مضرّة لإسرائيل في المستقبل.
وأوضح زيسر المختص بالشأن السوري، في حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم"، أن إسرائيل تبذل جهودا عبثية للتدخل في الشؤون الداخلية بسوريا، "بدلا من تكريس جهودها للقضاء على حماس في غزة، أو هزيمة حزب الله في لبنان".
وقال إن "الدروز ما زالوا يعتبرون أنفسهم سوريين. والسياسات الإسرائيلية تدفع سوريا إلى أحضان تركيا، ومن لا يريد الشرع ينتظره رجب طيب أردوغان الذي يعتبر زعيما قويا وتحديا كبيرا لإسرائيل في المنطقة".
ويضيف زيسر أن إسرائيل ارتكبت منذ سقوط نظام بشار الأسد كل الأخطاء الممكنة في سوريا:
أولا باحتلال أراضٍ داخل سوريا من دون أي ضرورة أمنية، بل من أجل إرضاء جزء من الجمهور الإسرائيلي. وإنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، وهو أمر غير عملي، بحسب الباحث. والإعلان عن أنها ستساعد الدروز "الذين لا يريدون مساعدتها على الإطلاق ولا يريدون أي حماية". إعلانوخلص إلى القول "لا يكون الدفاع عن إسرائيل بالتصريحات الجوفاء والتحركات والسياسات لحكومة نتنياهو بغرض العلاقات العامة الداخلية التي لا تخدم الأمن القومي الإسرائيلي، بل تضر به فقط. في سوريا يوجد نظام جديد تحتضنه أوروبا الغربية وتدعمه الدول العربية لأنها تريده كقوة مضادة لإيران وحزب الله. وعليه، تشعر إسرائيل بالريبة والشك".
وفي مؤشر يعكس الريبة والهواجس الإسرائيلية، استعرض محلل الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي تداعيات اتفاقات الرئاسة السورية مع "قسد" ووجهاء محافظة السويداء، قائلا إن "إسرائيل وفي مواجهة الشرع وتركيا، وحماس أيضا، تحاول تشكيل واقع جديد في سوريا".
ويعتقد بن يشاي أن الإضرابات التي شهدها الساحل السوري عززت تصور إسرائيل بأن هذه تهديدات ناشئة، وتتطلب منها الاستعداد مسبقا لتطورها، قائلا إن "هذا ليس مجرد تهديد من جانب الجهاديين الذين استولوا على السلطة، بل هو تصور بأن سوريا يمكن أن تصبح مركزا للقواعد العسكرية من الإمبراطورية العثمانية التي يحاول أردوغان إعادة تأسيسها".
وتكمن المشكلة والتحديات الأبرز لتل أبيب، كما يراها المحلل العسكري، في أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد سحب قواته من سوريا، مدّعيا أن الحرب هناك ليست من شأن واشنطن". ويقول الكاتب إن إسرائيل تشعر بالقلق من هذا الاحتمال، وتحاول إقناع فريق ترامب بترك الجنود الأميركيين في سوريا، على الأقل حتى يستقر الوضع.
وفي مواجهة هذه التهديدات المتعددة، يتابع بن يشاي "تسعى إسرائيل لتشكيل واقع جديد في المنطقة القريبة من خط وقف إطلاق النار جنوب دمشق. وأعلن نتنياهو وكاتس بالفعل أن إسرائيل لن تكون مستعدة لوجود مسلحي النظام الجديد في الجنوب، قبالة مرتفعات الجولان، وعليه تسعى إلى إنشاء "مجموعة دفاعية من 3 مناطق أو أشرطة جغرافية".
إعلان تهديدات أساسيةمن جانبه، يعتقد الباحث في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية (ميتفيم) نير أرييلي أنه بدلا من الأمن، فإن غطرسة إسرائيل وتدخلها في سوريا تخلق تهديدات رئيسية. وقال إنه "منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، نفذت إسرائيل سلسلة من الخطوات الهجومية في الأراضي السورية تحت غطاء إرساء حدود هادئة".
وأوضح أرييلي، وهو أستاذ التاريخ الدولي في جامعة ليدز البريطانية، في تقدير موقف نشره الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "والا"، أنه إذا كانت حكومة نتنياهو تريد إرساء حدود آمنة، فمن الأفضل أن تستغل الظروف الفريدة التي نشأت للوصول إلى تفاهمات مع الحكومة السورية الجديدة؛ "فالحدود الأكثر أمنا لإسرائيل هي تلك التي تستند إلى تسوية سياسية، وليس إقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا".
لكن، هناك اعتبار اختفى من السياسة الإسرائيلية الحالية في سوريا، كما يقول أرييلي "وهو الذكرى المريرة التي تحملها إسرائيل لإنشاء المنطقة الأمنية في جنوب لبنان، حيث لم تمنع إطلاق صواريخ الكاتيوشا على البلدات الشمالية فحسب، بل عززت المقاومة ضد الوجود الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية. وعلى نحو مماثل، فإن الوجود الإسرائيلي في الأراضي السورية يعزز القوى التي تسعى إلى زعزعة استقرار إسرائيل ومحاربتها".