وزير الزراعة أمام مؤتمر الفاو الإقليمي: التعاون بين الدول بات ضرورة لاستعادة الأمن الغذائي واستثمار الموارد
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
عمان-سانا
أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا أن التعاون والتكتل الدولي بات ضرورة ملحة اليوم لمواجهة تحديات جسيمة من أجل استعادة الأمن الغذائي واستثمار الموارد وتطوير نظم الزراعة والغذاء والتجارة والتكيف مع تغيرات المناخ.
وأشار الوزير قطنا في كلمة أمام المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى وشمال إفريقيا (الفاو) المنعقد في العاصمة الأردنية عمان إلى أن الاصطفافات والتكتلات الاقتصادية الدولية والإقليمية أضحت سمة من سمات أي نشاط اقتصادي يراد له النجاح في ظل عالم سريع التغيير، لافتاً إلى أن الاجتماع بين الدول العربية خلال المؤتمر ليس إلا استجابةً للتحديات واعترافاً بأهمية التكتل الاقتصادي المناسب والتعاون في المجال الزراعي.
واستعرض وزير الزراعة ما واجهته سورية على مدى اثني عشر عاماً من الحرب الإرهابية وتداعياتها، وما أدت إليه من أضرار على كافة القطاعات الزراعية والاقتصادية والخدمية، وما تبعها من جائحة كورونا والأزمات الدولية والتغيرات المناخية والاضطرابات الاقتصادية العالمية وقانون قيصر والحصار الجائر على الشعب السوري، والتي كان لها جميعها أثراً سلبياً ليس فقط على إمدادات وأسعار الغذاء وارتفاع نسبة السكان غير الآمنين غذائياً، بل أيضاً على تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي كالطاقة والأسمدة والأعلاف، وفي تقويض أركان المسار التنموي الذي قطعت فيه دولنا شوطاً كبيراً سابقاً.
وقال قطنا: إن استمرار نشوء الأزمات يدفعنا إلى اتباع سياسات اقتصادية فردية دفاعية لبناء الاكتفاء الذاتي، من خلال استخدام غير مستدام للموارد الطبيعية المتاحة في كل دولة، وبشكل ينذر بالخطر والوصول إلى نقطة اللاعودة في فقدان التنوع الحيوي وانهيار النظم الإيكولوجية، وما يتبعه من تراجع لنظم الزراعة وإنتاج الغذاء كماً ونوعاً، ما يهدد مستويات الأمن الغذائي وخاصة في الدول الأقل قدرة على تمويل الاستثمارات الزراعية، الأمر الذي سيجلب مخاطر الركود التنموي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، ويفرض ضغوطاً تضخمية تواجه هذه الدول، وتنشأ نتيجة لذلك عواقب اقتصادية واجتماعية وأزمات في سبل العيش، وتفضي إلى موجات من الهجرة غير الطوعية.
وأضاف الوزير قطنا: إن ما تم ذكره ما هو إلا بعض المخاطر المحتملة والآثار المتسلسلة التي يمكن أن تفضي إلى أزمة متعددة المخاطر البيئية والاقتصادية والاجتماعية المترابطة، المتعلقة بالعرض والطلب على الموارد الطبيعية والغذاء والطاقة، ولن يكون بمقدور أي دولة أن تسلم من آثارها بمفردها دون تعاون وتكتلات إقليمية اقتصادية في مجال الزراعة والغذاء والبيئة والمياه والطاقة، موضحاً أن العمل على هذه المحاور من شأنه أن يفضي إلى ضمان وجود أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة من خلال سلاسل قيمة زراعية وغذائية كفوءة وشاملة وقادرة على الصمود في ظل تغيرات المناخ، وبالتالي التقدم نحو تحقيق الأمن الغذائي، وحماية النظم الإيكولوجية وصيانتها واستدامتها، لتكون النتيجة نمواً اقتصادياً شاملاً قائماً على التعاون في المجال الزراعي بين الدول العربية ويصب في مصلحة سكانها.
وفي الجلسة الخاصة بالتنمية الريفية استعرض قطنا تجربة سورية في هذا المجال وضرورة توجه منظمة الفاو والمنظمات الأخرى الشريكة لدعم المبادرات السورية فيها، مع مراعاة التحديات التي تواجه الدول التي تعاني من أزمات في المنطقة وتوجيه الدعم الأكبر لها، إضافة إلى التمييز في قياس مؤشرات الأمن الغذائي في هذه الدول وفق الأنماط الغذائية السائدة فيها، وكذلك عند وضع برامج التنمية الزراعية والريفية فيها.
وكانت أعمال الدورة 37 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى وشمال إفريقيا (الفاو) انطلقت أمس بمشاركة وفد سورية برئاسة وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، ويضم الوفد معاون الوزير الدكتور فايز المقداد والقائم بأعمال السفارة السورية في الأردن عصام نيال.
غصوب عبود
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الأمن الغذائی وزیر الزراعة
إقرأ أيضاً:
مصر: ضرورة تكاتف الجهود لاستعادة الاستقرار في سوريا
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلة إجلاء 91 إندونيسياً من سوريا مقتل طفل وإصابة 7 آخرين بانفجار قنبلة من مخلفات الحرب في درعاجددت مصر موقفها الداعم للدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مشددةً على ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار إلى كامل الأراضي السورية. وأجرى وزير الخارجية المصري اتصالات هاتفية الأحد مع عدد من وزراء الخارجية العرب لتبادل الرؤى بشأن التطورات في سوريا. وأكد بيان للخارجية المصرية، أمس، أن الوزير المصري أجرى اتصالات مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير خارجية العراق فؤاد حسين، ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف.
وتبادل وزير الخارجية المصري مع الوزراء التقييمات بشأن المستجدات في سوريا وموقف مصر منها بحسب تصريح للمتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية.
وأكد عبد العاطي على موقف مصر الداعم للدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار إلى كامل الأراضي السورية.
ودعا وزير الخارجية المصري إلى أهمية حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا خلال المرحلة الانتقالية، وتدشين عملية سياسية شاملة تضم كافة أطياف ومكونات الشعب السوري وبملكية سورية. وأكد وزير الخارجية المصري على ضرورة عدم وجود تدخلات خارجية لتمهيد الطريق لعودة الاستقرار إلى سوريا، وبما يفسح المجال أمام سوريا لاستعادة وضعها على الساحتين الإقليمية والدولية، ووضع حد نهائي لمعاناة الشعب السوري الشقيق.
وكان وزير الخارجية المصري أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، استعرض الوزيران فيه أبرز المستجدات في المشهد السوري، واتفقا على أهمية دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
كما اتفق الوزيران على أهمية تعزيز التنسيق بين الأطراف الفاعلة من أجل دعم سوريا خلال المرحلة الانتقالية بصورة تعلي مصالح عموم الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته، وبما يسمح بتبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية تفضي إلى إعادة الاستقرار إلى سوريا، بما يحفظ أمن ومستقبل ومقدرات الشعب السوري.
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمس، إنه «لا مكان لمسلحي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في مستقبل سوريا»، مطالباً بوضع نظام لحماية الأقليات وصياغة دستور جديد لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وأضاف فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع قائد العمليات العسكرية في سوريا، أنه أكد ضرورة ألا يكون للتنظيمات الإرهابية وجود في مستقبل سوريا.
كما طالب بضرورة رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا لتحسين البنية التحتية والصحة وغيرها من الخدمات، وشدد على ضرورة أن تحترم إسرائيل وحدة الأراضي السورية ووقف الاعتداء عليها. ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن «بوسع سوريا الآن أن تبني اقتصادها وتخلّص نفسها من الإرهاب وهو أمر مهم لرفع العقوبات».