ربما مسته نفحات من صاحبة المقام الذي لطالما جلس بجوارها، أو عبأ قلبه وقلمه من مداد «حزب البر» الذي داوم على قراءته حتى باتت أبجدياته تخرج مع زفرات صدره، تواضع وتأدب وتعطرت يداه بمسك عتبات آل البيت، فتدافعت الأيادي لمصافحته والأرواح لعناقه، لينًا كطبيب وطيبًا كعود مسك كلما مرت عليه الليالي زاد عبقه. 
فصاحته وحلاوة قوله جعلت له في القلوب مكانةً وحبًا وتقديرًا بين مريدي المقام ممن يأتون من محافظات أخرى، والذين طلبوا من الشيخ على الله الجمال دوام التواصل والاتصال للاستفسار والتزود بنفحات إيمانية، فما كان منه إلا أن حول صفحته على "فيسبوك" إلى حلقة دروس وذكر وتلاوة أوراد وتفسير آيات، لتصبح معينًا عذبًا لمن أراد أن ينهل من العلم ويستأنس بالذكر.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، كرمه بين عدد من علماء الدين خلال إحدى احتفاليات وزارة الأوقاف السابقة، لذكرى المولد النبوى الشريف.

الجدير بالذكر أن الشيخ على الله الجمال ولد بقرية برنبال بمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، وختم القرآن الكريم فى المرحلة الابتدائية.
التحق بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر حتى تخرج فى كلية الدعوة الإسلامية سنة 2007 بتقدير جيد جدًا، كان يعمل إمامًا وخطيبًا بالمكافأة أثناء دراسته فى منطقة المعادى، التحق بالدراسات العليا بكلية الدعوة الإسلامية، وحصل على الماجستير بتقدير ممتاز ثم حصل على الدكتوراه عام 2015 وموضوعها "المعتقدات الدينية عند الطوارق"، وعمل إمامًا بوزارة الأوقاف فى 2008م، وفى عام 2010 عمل إمامًا لمسجدالسيدة عائشة بالقاهرة، وفي سنة 2013م عمل إمامًا بمسجد السيدة زينب، ثم إماما لمسجد السيدة نفيسة رضي اللّه عنها، وحصل على دورة تدريبية في فلسفة المواريث والوصايا ثم دورة في فقه المقاصد ثم دورة الإمام المجدد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حزب البر إمام ا

إقرأ أيضاً:

السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!

 

 

 

صالح البلوشي

 

 

جاءت تصريحات فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قبل عدة أيام، حول الخلاف بين المذاهب الإسلامية، في إطار موقف الأزهر التاريخي حول أهمية الحوار والتعارف بين المذاهب الإسلامية والتحذير من الخطابات المتشددة التي تروجها بعض الأوساط المعروفة بتوجهاتها الطائفية.

 

ولقد قال شيخ الأزهر في ثاني حلقات برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب": "إن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: 'من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته'، ويتقن فهمه الفهم الصحيح"، مؤكدا "أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات".

 

وقد كان لشيوخ الأزهر وعلمائها دور كبير في دعم دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست في القاهرة عام (1368هـ / 1947م) على يد نخبة من العلماء المسلمين من السنة والشيعة وضم عند تأسيسها 20 عضوا من كبار العلماء من مختلف المذاهب.

 

ولكن من يتابع مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية في العصر الحديث يجد أنها مرتبطة بالأجواء السياسية في المنطقة، فدار التقريب بين المذاهب الإسلامية- مثلًا- تم تجميد عملها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران سنة 1980، كما يجد أن الخطابات المتشددة والطائفية تخفت في لحظات الهدوء وتظهر بدلا منها الخطابات التي تدعو إلى وحدة الصف والمصير، وأن هذه الأمة يجب أن تقوم من غفوتها وتعيد أمجادها وأن ذلك لن يتحقق إلا بوحدة الأمة ووقوفها صفا واحدا أمام الأعداء، وفي هذه اللحظات تتكرر مشاهد العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية وهم يلقون الكلمات العصماء والخطب الرنانة حول أهمية الوحدة وترك الخلافات الفرعية جانبا، ولكن ما أن تظهر مشكلة سياسية حتى تصحو الطائفية مجددا من غفوتها فإنها تعيد إنتاج خطاباتها السابقة ولكن بثوب جديد يلائم الوضع الحاضر.

 

من يقرأ الصفحات الدامية من التاريخ الإسلامي يجد بوضوح أن الطائفية هي سلاح سياسي تستخدمه الأنظمة والحكومات وحتى أحزاب المعارضة أيضا عندما تجد نفسها في خطر أو تريد تحقيق غاية سياسية معينة، وقد استخدمت في السنوات الأخيرة بالحرب الأهلية السورية من جميع أطراف الصراع بدون استثناء، ومنهم مثقفون وأدباء محسوبون على الفكر العلماني، مما يؤكد بأن الطائفية من الممكن أن تُستخدم ثقافيًا وأدبيًا أيضًا وليس دينيًا فحسب، ولذلك لا يمكن القضاء عليها بقرار سياسي أو فتوى دينية أو ندوة ثقافية أو مؤتمر للتقريب بين المذاهب أو صلاة مشتركة؛ وإنما بثورة معرفية تنويرية تفصل ما بين السياسة والقضايا الدينية وتؤكد أن المذاهب الدينية ليست وحيا من السماء وإنما اجتهادات بشرية ظهرت في سياقات زمكانية معينة، وأنها جميعها تنبع من منبع واحد وهو الكتاب والسنة، فليختلف السياسيون ما شاؤا أن يختلفوا فالسياسة في طبيعتها تقوم على الاختلاف ولكن دون أن يزجوا باسم الدين أو المذاهب في خلافاتهم من أجل شرعنتها للقضاء على الآخر المختلف.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • شاب يعتدي على إمام مسجد أثناء الصلاة
  • دروس وعبر من قصة سيدنا موسى.. ما هي معجزة شق البحر؟
  • عضو الطرق الصوفية يرد على المشككين في قدوم السيدة عائشة إلى مصر
  • عالم أزهري: السيدة سكينة زهرة من بيت النبوة ورائدة النهضة الثقافية في مصر
  • السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!
  • بالفيديو.. محمد أبو هاشم: السيدة سكينة زهرة من بيت النبوة ورائدة النهضة الثقافية في مصر
  • خطيب المسجد النبوي: رمضان شهر الإخلاص والإقبال على الله والأنس بطاعته
  • خطيب المسجد الحرام يوصي المسلمين باتباع هدي النبي في شهر رمضان
  • إمام المسجد الحرام: بلوغ شهر رمضان نعمة من الله على عباده
  • مسجد لينة القديم.. تصميم فريد يعكس عراقة العمارة الإسلامية