بحضور سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، وسعادة الدكتور سالم النيادي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى منظمة الفرنكوفونية، وسعادة نتالي كيندي القنصل العام الفرنسي لدى الدولة، نظم مركز الفرنكوفونية بالجامعة، ملتقى ثقافيا تحت شعار : “القانون بلا حدود” والذي تضمن جلسة تعريفية حول أهمية تعلم اللغة الفرنسية والبرامج القانونية المطروحة في فرنسا، بالإضافة إلى عقد ورش عمل تناولت العلاقة التاريخية بين القانون الفرنسي والقانون الإماراتي، واستعراض عدد من المصطلحات والمفردات الفرنسية ذات الجذور من اللغة العربية، كما شهد الحضور افتتاح المقر الجديد لمركز الفرنكوفونية بالجامعة.


بدأ الملتقى بكلمة سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الجامعة حيث رحب بمستهلها بالحضور وأشار إلى الاهتمام الكبير الذي توليه إمارة الشارقة للثقافة والتنوع الثقافي بشكل عام، من حيث تشجيعها على الانفتاح والتفاعل مع مختلف الثقافات واللغات بما في ذلك الثقافة الفرنكوفونية. وأضاف قائلاً: دائماً ما سعت إمارة الشارقة بدعم وتوجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مؤسس جامعة الشارقة (حفظه الله تعالى ورعاه) إلى بناء علاقات قوية مع الثقافة الفرنكوفونية بشكل خاص، وأسفرت بعض هذه العلاقات عن توقيع سموه لاتفاقية الشراكة والتعاون الأكاديمي والعلمي المستدام بين جامعة الشارقة والمعهد الدولي للقوانين ذات الطابع الفرنسي، والتي كان من أهم نتائجها تأسيس مركز الفرنكوفونية في الجامعة، الذي يهدف إلى المساهمة في تعزيز التعاون العلمي وتبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية مع المؤسسات العلمية في الوطن العربي ونظيراتها في فرنسا وفي باقي الدول الفرنكوفونية.
وفي كلمة له أشار السفير الدكتور سالم النيادي، إلى الاحتفالات التي تشهدها الدول الناطقة باللغة الفرنسية خلال شهر مارس من كل عام بثراء اللغة الفرنسية، تلك الاحتفالات التي مثلت حجر الزاوية لتأسيس المنظمة الدولية للفرنكوفونية في 20 مارس 1970، في النيجر. واليوم، تُعد هذه المنظمة ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، وتكريم الرواد الأوائل في هذا المجال. مضيفاً بأن دولة الإمارات العربية المتحدة انضمت لتلك المنظمة في العام 2010م باعتبارها دولة مؤيدة للتعايش والتسامح، مما يدل على التزامها بالانفتاح والتعاون مع مجتمع متنوع ومتعدد الثقافات. وينعكس هذا الالتزام في الحضور المتزايد للغة الفرنسية في مؤسساتنا التعليمية، سواء على مستوى المدرسة أو الجامعة. مشيداً بما حققته جامعة الشارقة من جهود لتعزيز اللغة الفرنسية ودعم التعاون الأكاديمي الفرنكفوني من خلال إنشاء مركز الفرنكوفونية.
وقدمت السيدة نتالي كيندي القنصل العام الفرنسي في كلمتها، الشكر لجامعة الشارقة على جهودها وتعاونها الذي وصفته بالمثمر في العديد من المجالات وبصفة خاصة إنشاء مركز الفرنكوفونية بالجامعة، والذي قالت بأنه يجمع من خلال أنشطته المختلفة الكثير من الثقافات والجنسيات، حيث إن سمة التنوع هي إحدى السمات والقيم المميزة للفرنكوفونية القائمة على الحوار بين الثقافات. وأشارت إلى أهمية ودور هذا المركز المتخصص في إجراء البحوث القانونية، مما يعزز مكانة الجامعة كمنصة رائدة في المنطقة للتعاون مع الجامعات الفرنسية والفرنكوفونية. بالإضافة إلى ذلك، سنحتفل بقمة الفرنكوفونية في أكتوبر المقبل، والتي ستعقد في فرنسا، وسيتم التركيز على الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وهي ثلاث سمات أساسية للعالم الناطق بالفرنسية.
وأشارت الدكتورة رشا حطاب مدير مركز الفرنكوفونية في كلمتها إلى أهم الإنجازات التي تم تحقيقها منذ أن تم إنشاء المركز، والمتمثلة في تشكيل مجلس استشاري للمركز، وتوقيع مذكرة تفاهم مع عدد من الجهات الفرنسية المتخصصة في تعليم اللغة، والانضمام إلى عضوية الوكالة الجامعية للفرنكوفونية (AUF)، وتمثيل الجامعة في مؤتمر رؤساء الجامعات الفرنكوفونية في قطر، والاستعداد لاستضافة المؤتمر الأول للفرنكوفونية في العام المقبل، والذي سيجمع العلماء والباحثين والطلبة من جميع أنحاء العالم لمناقشة وتبادل الأفكار حول التنمية المستدامة.
واختتم الملتقى أعماله بالإعلان عن أسماء الفائزين من طلبة الجامعة برحلة علمية إلى فرنسا لمدة 15 يوماً.
حضر الملتقى الشيخة رأد بنت فاهم القاسمي الأمين العام للرابطة الفرنسية الدولية بالشارقة، والدكتور صلاح طاهر الحاج نائب مدير الجامعة لشؤون المجتمع، والأستاذ الدكتور عدنان سرحان عميد كلية القانون، وعدد من عمداء الكليات ورؤساء الأقسام الأكاديمية والباحثين وطلبة الدراسات العليا بكلية القانون.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مرکز الفرنکوفونیة الفرنکوفونیة فی اللغة الفرنسیة جامعة الشارقة

إقرأ أيضاً:

النيجر تقرر اعتماد الهوسا لغة وطنية وهوية ثقافية

في خطوة تاريخية تحمل دلالات عميقة على المستوى الثقافي والسياسي، قررت حكومة النيجر جعل لغة الهوسا لغة وطنية، مما يقلص من استخدام اللغة الفرنسية التي كانت سائدة في البلاد طوال سنوات الاستعمار الفرنسي وبعده.

هذا التحول اللغوي يأتي في وقت يشهد فيه المجتمع النيجري تغييرات كبيرة على جميع الأصعدة، بما في ذلك التوجهات الثقافية والسياسية.

دعم الهوية الثقافية الوطنية

حسب تقرير نشرته إذاعة فرنسا الدولية، فإن النيجر أعلنت رسميا عن تحويل لغة الهوسا إلى لغة وطنية، مما يعكس التزامها بدعم الهوية الثقافية المحلية.

ولغة الهوسا، التي يتحدث بها ملايين الأشخاص في النيجر ومناطق واسعة من غرب أفريقيا، ستكون الآن جزءا من النظام التعليمي والإداري في البلاد.

تعتبر هذه الخطوة بمنزلة إعادة الاعتبار لهذه اللغة التي لطالما كانت مرتبطة بالثقافة المحلية، في حين كانت الفرنسية تحتل مكانة مهيمنة في التعاملات الرسمية والتعليمية. هذا التحول يهدف إلى تعزيز مكانة اللغة الوطنية في المجتمع وحمايتها من الاندثار.

الفرنسية تقتصر على كونها لغة عمل

ورغم هذا التغيير الكبير، فإن الحكومة أكدت أن اللغة الفرنسية ستظل لغة عمل في البلاد، مما يعني أنها ستظل مستخدمة في المؤسسات الحكومية، والمراسلات الرسمية، والأنشطة التجارية.

إعلان

هذا القرار قد يكون خطوة نحو تقليص الاعتماد على الفرنسية تدريجيا في الحياة اليومية، مع تركيز أكبر على تعزيز لغة الهوسا في المجالات التعليمية والإدارية.

وتعكس هذه السياسة الجديدة تزايد تأثير الحركات الثقافية التي تدعو إلى تعزيز اللغات المحلية في مواجهة الهيمنة الغربية، حيث يطمح المواطنون والسياسيون إلى بناء هوية وطنية مستقلة بعيدا عن التأثيرات الاستعمارية.

النيجر والتوجهات الإقليمية

القرار النيجري يأتي في سياق أوسع من التحولات السياسية في المنطقة. ففي مارس/آذار الماضي، أعلنت النيجر وبوركينا فاسو ومالي عن انسحابهم المشترك من منظمة الفرانكوفونية، في خطوة تعكس تزايد الحركات الإقليمية المطالبة بالاستقلال الثقافي والسياسي عن فرنسا.

وكانت بوركينا فاسو قد بدأت خطوة مماثلة في وقت سابق، إذ قلصت في عام 2023 مكانة اللغة الفرنسية، وأعادت النظر في وضعها بصفتها "لغة رسمية"، في إطار إصلاحات لغوية تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية المحلية.

خريطة النيجر (الجزيرة) الاختيار الإستراتيجي للغة الهوسا

تفسير اختيار لغة الهوسا في النيجر يكمن في قوتها التمثيلية العالية بين السكان، إذ يتحدث بها نحو 55% من السكان، مما يجعلها اللغة الأكثر انتشارا في البلاد، متفوقة على لغات أخرى مثل الديرما-صونراي التي تُستخدم من قبل نحو 23% من السكان.

هذه النسب المرتفعة تعكس أهمية الهوسا في الحياة اليومية للنيجريين، وتضعها في موقع متقدم لتعزيز مكانتها اللغوية في مؤسسات الدولة والمجتمع.

الآثار الاجتماعية والسياسية

من جانب آخر، يتوقع عديد من المحللين أن يكون لهذا التحول اللغوي تأثيرات كبيرة على المستوى الاجتماعي، فلغة الهوسا تمثل جزءا كبيرا من حياة الناس اليومية في النيجر، وهي وسيلة للتواصل بين مختلف المجموعات العرقية في البلاد.

لهذا، يمكن أن يؤدي هذا التغيير إلى تعزيز التماسك الاجتماعي والتقليل من الفجوات اللغوية التي قد تكون قد تسببت في الانقسامات بين المواطنين في الماضي.

إعلان

أما من الناحية السياسية، فإن القرار يعكس رغبة الحكومة في تقليل الاعتماد على فرنسا، وبالتالي تعزيز سيادة النيجر الثقافية واللغوية.

هذه الخطوة قد تكون بمنزلة نموذج يحتذى به في باقي دول القارة الأفريقية التي لا تزال اللغة الفرنسية جزءا أساسيا من حياتها اليومية.

تأثير القرار على التعليم والإعلام

أحد أبرز التحديات التي ستواجه الحكومة النيجرية هو كيفية تطبيق هذا القرار على أرض الواقع، خاصة في النظام التعليمي.

فمع تعزيز مكانة لغة الهوسا في المناهج الدراسية، قد تكون هناك حاجة لإعادة تدريب المعلمين وتطوير مواد تعليمية جديدة تتماشى مع هذا التوجه. هذا التحول قد يتطلب استثمارا كبيرا في البنية التحتية التعليمية لتوفير الموارد اللازمة لتعليم لغة الهوسا.

وفيما يتعلق بالإعلام، من المتوقع أن يتم تكييف البرامج الإعلامية لتشمل مزيدا من المحتوى بلغة الهوسا، مما قد يسهم في نشر الثقافة المحلية وتعزيز الفهم العام بين المواطنين حول هذا القرار الهام.

مقالات مشابهة

  • جامعة أسيوط تنظم ندوة توعوية حول قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
  • جامعة أسيوط تنظم ندوة توعوية حول حماية نهر النيل وتعزيز الاستدامة
  • 48 فريقاً في الأدوار النهائية بدورة «الألعاب الجامعية»
  • النيجر تقرر اعتماد الهوسا لغة وطنية وهوية ثقافية
  • جامعة جنوب الوادي تنظم احتفالية يوم اليتيم
  • أبوظبي تحتضن «ختامي» الألعاب الجامعية 19 و20 أبريل
  • لطلاب الإعدادية.. جامعة قناة السويس تنظم ندوة «كيف تخطط لحياتك»
  • جامعة قناة السويس تنظم 18 مؤتمرًا طلابيًا بحثيًا خلال شهر أبريل
  • الهيئة النسائية الثقافية في البيضاء تنظم فعالية ثقافية باليوم الوطني للصمود
  • دارة الدكتور سلطان تستذكر حصول حاكم الشارقة على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة