الجميّل يخالف جعجع.. هل عاد زمن التباعد بين الحليفين؟!
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
قد يكون رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل من "أقلّية" عارضت علنًا المبادرة التي أطلقتها كتلة "الاعتدال" النيابية على خط استحقاق الانتخابات الرئاسية، حين قال إنّه "لم يفهمها جيّدًا"، بل إنّ من أطلقوها "لا يعرفون ما هي"، ملمّحًا إلى أنّ "لا شيء" يميّزها عن المبادرة الحوارية التي سبق أن أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورُفِضت من قبل الكثير من "المتحمّسين" لمبادرة "الاعتدال" المستجدّة.
لكنّ أبرز ما قاله الجميل في سياق تعليقه على مبادرة "الاعتدال" كان استغرابه لترحيب جميع الأفرقاء بها "قبل فهم ماهيّتها"، ولا سيما أنّ التكتل نفسه "لا يفهم المبادرة جيدًا"، وأنّ النائب علي حسن خليل أوضح أنّها "عمليًا حوار"، وهو ما فُهِم منه غمزًا من قناة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي كان من أعطى المبادرة "دفعًا" حين أعلن موافقته عليها من دون تحفّظات، واصفًا إياها بـ"الجدية".
بهذا المعنى، يبدو أنّ رئيس حزب "الكتائب" يقارب كتلة "الاعتدال" بشكل مغاير لمقاربة رئيس حزب "القوات"، بل ينتقده على الموقف الذي اتخذه من دون الحصول على الحدّ الأدنى من الضمانات، ما يطرح سلسلة من علامات الاستفهام، فهو مجرّد "اختلاف في وجهات النظر" بين الجانبين، أم هو "خلاف تكتيكي" في مكانٍ ما؟ وبين هذا وذاك، هل يشكّل عودة لزمن "التباينات" بين الطرفين في السنوات القليلة الماضية؟
موقف "الكتائب"
يقول المؤيدون لموقف رئيس حزب "الكتائب" إنّ الأخير لم يعبّر عن موقف معارض عمليًا لمبادرة "الاعتدال"، بقدر ما طرح تساؤلات تبدو أكثر من مشروعة، عن حقيقة هذه المبادرة وماهيّتها، في ضوء التسريبات الصحفية المتضاربة بشأنها، والتناقض في التفسيرات، بين من يرى أنّها ليست سوى "صيغة متجدّدة" من الحوار الذي يدعو إليه رئيس مجلس النواب، ومن يجتهد ليستنتج أنّها "ليست حوارًا"، كما تقول "القوات اللبنانية" مثلاً.
بالنسبة إلى هؤلاء، فإنّ الجميّل أراد من خلال موقفه هذا التأكيد على ما يعتبرها "ثوابت" للمشاركة في أيّ حوار رئاسيّ محتمل، والتي يصفها البعض بـ"الضمانات المطلوبة"، وفي مقدّمها تخلّي "حزب الله" عن ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، لأنّ أيّ حوار لا يسبقه مثل هذا "التنازل" يعني أنّ الحزب لا يتوخّى منه سوى "إقناع" الآخرين بانتخابه، أو ربما "فرضه" رئيسًا، في استعادة لمعادلة "ميشال عون أو لا أحد".
وإلى هذه الضمانة التي يتمسّك بها "الكتائبيون"، يتمسّكون في الوقت نفسه بثوابت أخرى يرون أنّها يجب أن تُدرَج عمليًا في أيّ مبادرة حتى يجوز وصفها بـ"الجدية"، ومنها مرونة "حزب الله" وانفتاحه على خيار "المرشح الثالث"، ولكن ايضًا انتزاع "ضمانات واضحة" بالذهاب إلى جلسة انتخابية مفتوحة، لا جلسات متتالية لانتخاب رئيس، والفارق بين المفهومَين شاسع، علمًا أنّ أيًا من هذه الضمانات غير متوافر في مبادرة "الاعتدال"، برأي "الكتائب".
"تباينات" تطيح بـ"التقاطع"؟
لكن بمعزل عن كلّ خلفيّات هذا الموقف وتفاصيله، لا يخفى على أحد أنّه يعيد إلى الأذهان مرحلة "الافتراق" بين الجانبين، التي بدأت مع إبرام رئيس حزب "القوات" سمير جعجع لما وُصِف بـ"تفاهم معراب" الذي انخرط بموجبه في "التسوية الرئاسية" الشهيرة التي أوصلت العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، ما يثير تساؤلات تبدو هي الأخرى "مشروعة"، عمّا إذا كان السيناريو نفسه يتكرّر اليوم، بصورة أو بأخرى.
لا يستبعد العارفون أن تكون مسألة "التباينات" داخل الشارع المسيحي حاضرة في موقفي "الكتائب" و"القوات"، اللذين لا يزالان يعانيان من الأزمة نفسها التي أدّت إلى "النفور المتبادل" في مرحلة سابقة، وصلت إلى حدّ "التراشق الكلامي المباشر" بين جعجع والجميل، وتقوم هذه الأزمة على تقاسم الطرفين لما يمكن اعتباره "صحنًا شعبيًا واحدًا"، ما يدفعهما إلى تسجيل النقاطع على بعضهما البعض كلما سنحت لهما الفرصة، لاستقطاب هذا أو ذاك.
لكنّ ما تقدّم، معطوفًا على امتعاض "القوات" من انتقادات الجميل، التي كان يمكن أن تبقى محصورة في الغرف المغلقة، لا يعني أنّ العلاقة بين الطرفين ستعود إلى سابق عهدها من "البرودة"، فالمصلحة تفرض اليوم استمرار "التقاطع" بينهما، إن جاز التعبير، طالما أنّ الهدف المشترك يبقى واحدًا، وهو منع وصول من يصفونه بـ"مرشح حزب الله"، أي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، وهنا بيت القصيد.
قد يكون "التحالف" بين "الكتائب" و"القوات"، وتحديدًا بين سامي الجميل وسمير جعجع، مختلفًا عن غيره، فهو أقرب إلى "التقاطع" ربما منه إلى "التحالف الاستراتيجي"، لما ينطوي عليه من حساسية تكاد تكون "مفرطة" بين الجانبين. ثمّة من يعزو ذلك إلى "المنافسة" على الرصيد الشعبي نفسه، وثمّة من يردّه إلى "شخصية" كل من الرجلين، لكنّ الثابت والأكيد أنّ "التباينات" تبقى حاضرة بينهما، متى تحالفا كما متى تخاصما!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس حزب
إقرأ أيضاً:
الجميّل من مالطا: نحذر من صفقة تراعي مصالح إيران وإسرائيل على حساب لبنان وسيادته
شارك رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في الجمعية السياسية لحزب الشعب الأوروبي المنعقدة في مالطا حيث التقى عددا من المسؤولين الأوروبيين أبرزهم الرئيس الأوكراني السابق بيدرو بوروشينكو، دوبيرفكا سويكا نائبة رئيس حزب الشعب الأوروبي ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الديمقراطية والديمغرافة، كما التقى رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الأوروبي دايفيد ماكاليستر.
وأشار رئيس الكتائب خلال لقاءاته إلى أهمية يوم 21 تشرين الثاني بالنسبة إليه إذ انه وقبل 18 عشر عاماً تم اغتيال النائب والوزير بيار الجميّل مشيراً إلى أنه اختار الحديث عن أخيه بيار لأنه كان واحداً من بين أكثر من 15 شخصية لبنانية تم استهدافها منذ عام 2004 وحتى اليوم وكانوا جميعهم يدافعون عن سيادة لبنان في وجه سيطرة وكيل إيران في لبنان وهو حزب الله المسلّح.
وأكد رئيس الكتائب إلى أن حزب الله خطف الديمقراطية في لبنان منذ عشرين عاماً وكل من يحاول أن يقف في وجهه يتم تهديده أو تصفيته مشيراً إلى أن إيران اختطفت الديمقراطية الأعرق في الشرق وحولتها إلى قاعدة عسكرية لها على البحر الأبيض المتوسط وعلى الحدود مع إسرائيل وسوريا وعلى بوابة أوروبا.
ولفت الجميّل إلى أنه حذّر وفي أكثر من مناسبة ومن على المنابر العالمية من التوسع الإيراني في أرجاء الشرق الأوسط واليوم يظهر هذا في لبنان، غزة، سوريا، العراق واليمن حيث الأذرع الإيرانية وتصرف لها ميزانيات بالملايين وتسيطر على البلاد التي تتواجد فيها أو على أجزاء ومنها وتتحكم بقراراتها.
وشرح رئيس الكتائب كيف أن الشعب اللبناني يواجه حرباً لم يطلب أحد رأيه فيها أو يستأذن من البرلمان استخدام لبنان كقاعدة عسكرية لإيران أو الدخول في حرب مع إسرائيل ما قاد إلى معارك تدميرية تكلفه غالياً.
وجدد رئيس الكتائب التحذير من صفقة قد تبرم تسمح لحزب الله وإيران بالاحتفاظ بالأسلحة في لبنان، فإسرائيل تهتم بحماية حدودها الشمالية وإيران تريد الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية ما قد يقود إلى صفقة يتراجع فيها حزب الله عن الحدود ويتوقف عن تهديد إسرائيل ويحتفظ بسلاحه في الداخل ويسقط لبنان مرة أخرى ضحية ويترك رهينة بيد إيران، مشدداً على ضرورة الضغط على البلدان المتورطة في الصراع، إيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى لوقف القصف واحتلال أجزاء من لبنان.
وشدد الجميّل على ضرورة وقوف شركاء لبنان في أوروبا والعالم إلى جانبه حفاظاً على السيادة والسلام ودولة القانون والدفاع عن القيم المشتركة في أوروبا والمنطقة مشدداً على دور حزب الشعب الأوروبي في هذا الإطار لنشر قيم حقوق الإنسان والسلام في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك في لبنان طالباً نقل صرخة اللبنانيين الى داخل الاتحاد الأوروبي.
وأكد رئيس الكتائب على أهمية ان يعود لبنان إلى الديمقراطية وإلى أن يكون سويسرا الشرق وأن يحتفظ بإرثه الثقافي والتاريخي الهائل وأن يعيش أهله بسلام وازدهار.