سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على مناشدة برنامج الغذاء العالمي بتوفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان شمال قطاع غزة لتجنب مجاعة وشيكة في ظل الظروف القاسية التي يعيش فيها سكان القطاع جراء الحرب المشتعلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأشارت كاتبة المقال إيما جراهام هاريسون إلى تصريحات مدير برنامج الغذاء العالمي في الأراضي الفلسطينية ماثيو هولينجورث التي أكد فيها حاجة سكان القطاع إلى المساعدات ولاسيما سكان شمال القطاع، لافتا إلى أن استهداف القوات الإسرائيلية لقافلة مساعدات إنسانية مؤخرا، والذي تسبب في مقتل ما يربو على 100 شخص، يشكل مأساة إنسانية حقيقية والتي كان يجب منعها.

وأكد هولينجورث ضرورة توفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات في شمال غزة خشية حدوث مجاعة هناك حيث يعاني ما يقرب من نصف مليون فلسطيني من نقص حاد في الغذاء بمعدلات مرعبة وعلى نطاق واسع.

وأوضح المقال أن برنامج الغذاء كان قد أوقف تقديم المساعدات الإنسانية لسكان شمال القطاع في فبراير الماضي على الرغم من ظهور بوادر مجاعة بين سكانه بسبب استهداف القوات الإسرائيلية مرتين للفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الحصول على بعض الغذاء من الشاحنات التابعة للبرنامج.

وأشار مدير برنامج الغذاء إلى أنه للأسف تم اتخاذ القرار بوقف المساعدات لشمال غزة خشية وقوع المزيد من الضحايا من الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على تلك المساعدات، موضحا أن شمال القطاع يحتاج لكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية لضمان استقرار الوضع الغذائي هناك.

وفي هذا السياق.. أوضح المسئول الدولي أن شمال غزة يحتاج يوميا لما يقرب من 600 طن من الأغذية أو حوالي 30 شاحنة على مدى 10 أيام، مؤكدا ضرورة البدء فورا في توفير هذه الكميات من المساعدات لسكان شمال القطاع.

وأضاف المقال أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي فضلا عن شهود عيان أكدوا أن القوات الإسرائيلية استهدفت الخميس الماضي أعدادا كبيرة من الفلسطينيين الجوعى الذين توجهوا نحو شاحنة مساعدات بحثا عن بعض الغذاء.

ونوه المقال إلى أن برنامج الغذاء العالمي يقدم مساعدات إنسانية لما يقرب من 1.1 مليون فلسطيني شهريا في غزة بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وسلط المقال الضوء على تصريحات هولينجورث التي يقول فيها إن هناك 550 شاحنة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تقف في انتظار السماح لها بالدخول للأراضي الفلسطينية، موضحا أن أعداد شاحنات المساعدات لقطاع غزة تراجعت في شهر فبراير الماضي إلى أقل من النصف ليصل إلى 100 شاحنة مقارنة بشهر يناير الماضي.

ولفت هولينجورث في الختام إلى أن شاحنات المساعدات تواجه عراقيل خانقة من جانب السلطات الإسرائيلية للحيلولة دون دخولها للأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى التحديات اللوجيستية الأخرى التي تواجه دخول تلك الشاحنات للقطاع مثل عدم كفاءة الطرق التي تعرضت للقصف وازدحام تلك الطرق باللاجئين الفلسطينيين الذين ينتظرون تلك المساعدات.

اقرأ أيضاًالولايات المتحدة قلقة إزاء الأوضاع الإنسانية في غزة

الجزائر: على مجلس الأمن أن يفرض وقفًا لإطلاق النار في غزة دون إبطاء

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي الجارديان الفلسطينيين غزة غلاف غزة فلسطين قطاع غزة ممرات إنسانية برنامج الغذاء العالمی شمال القطاع شمال غزة

إقرأ أيضاً:

إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير

 

 

الجديد برس|

 

كشفت معطيات إحصائية جديدة حجم ما ألحقته آلة القتل والتدمير الإسرائيلية في القطاع غزة على مدار 470 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي طاولت كل مقومات الحياة الإنسانية.

 

وقدر المكتب الإعلامي الحكومي في تقرير إحصائي نشره اليوم الثلاثاء، الخسائر الأولية المباشرة للحرب بأكثر من 38 مليار دولار، فيما بلغت نسبة الدمار 88%.

وبين أن جيش الاحتلال ألقى طوال فترة الحرب على غزة 100 ألف طن من المتفجرات، استشهد على إثرها 46 ألفًا و960 مواطنا، بينهم 17 ألفًا و861 طفلًا منهم 214 رضيعًا و808 أطفال دون عمر السنة، بالإضافة لارتقاء 12 ألفًا و316 امرأة، مشيرا إلى نسبة الأطفال والنساء تشكل 70% من إجمالي عدد الضحايا.

 

وسجل الإعلام الحكومي 14 ألفًا و222 مفقودًا، ونحو 110 آلاف و725 إصابة، بينهم 15 ألفًا بحاجة لعمليات تأهيل طويلة الأمد، و4 آلاف و500 حالة بتر، موضحا أن 18% من إجمالي حالات البتر سجلت بين الأطفال، فيما يحتاج 12 ألفًا و700 جريح للعلاج في الخارج.

 

وأوضح الإعلام الحكومي أن 38495 طفلًا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، فيما فقدت 13901 من النساء أزواجهن خلال الحرب.

 

وفي تفاصيل ممارساته الإجرامية، ارتكب الاحتلال مجازر مروّعة ضد العائلات الفلسطينية طيلة أشهر الحرب، حيث أباد 2092 عائلة بمجموع عدد أفراد 5967 شهيدًا، في حين أنّ 4889 عائلة أخرى فقدت جميع أفرادها باستثناء فرد واحد (الناجي الوحيد)، ليصل عدد شهداء هذه العائلات إلى أكثر من 8980 شهيدًا.

 

النزوح والجوع

 

في حين أجبرت حرب الإبادة مليونين من مواطني قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء، حسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي. وأشار إلى أنّ 110 ألف خيمة اهترأت وأصبحت غير صالحة للنازحين، فيما أُصيب أكثر من مليونين و136 ألفًا بأمراض معدية نتيجة النزوح، فيما انتقلت عدوى التهابات الكبد الوبائي لنحو 71 ألفًا و338 نازحًا.

وفي غزة، شدد المكتب على أن “الناس ماتت جوعًا ومن البرد أيضًا”، إذ استشهد 8 فلسطينيين بينهن 7 أطفال من شدة البرد في الخيام، فيما استشهد 44 نتيجة سياسة التجويع التي انتهجها الاحتلال خلال أشهر الحرب ضد سكان القطاع تحديدًا محافظتي غزة وشمالها لحملهم على الهجرة القسرية، ولا يزال الموت يتهدد نحو 3 آلاف و500 طفل في القطاع بسبب سوء التغذية.

 

وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة التي ارتكبها الاحتلال بغزة، لم يسلم القطاع الصحي من دائرة الاستهداف المباشر والحصار المشدد، حيث وصل عدد شهداء الطواقم الطبية ألف و155 شهيدًا ونحو 360 معتقلًا أعدم منهم 3 أطباء داخل السجون.

 

المستشفيات والدفاع المدني

 

ومنذ السابع من أكتوبر ألو 2023، طال العدوان 34 مستشفى في قطاع غزة من خلال حرقها أو الاعتداء عليها أو إخراجها من الخدمة، فيما تعمل بقية المستشفيات بقدرات محدودة للغاية.

 

وأدى العدوان، وفي معطيات الإعلام الحكومي، لإخراج 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، كما استهدف الاحتلال 162 مؤسسة صحية أخرى، فضلًا عن استهداف وتدمير 136 سيارة إسعاف مما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ.

 

أما طواقم الدفاع المدني فقد استشهد منهم 94 عاملًا، واعتُقل 26 آخرين من إجمالي 6 آلاف و600 حالة اعتقال نفذها الاحتلال في قطاع غزة منذ بادية الحرب، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.

 

وخلال الحرب دمر الاحتلال 19 مقبرة بشكلٍ كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة، وانتهك حرمة الأموات بسرقة ألفي و300 جثمان من المقابر. كما اكتشفت الطواقم المختصة 7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، جرى انتشال 520 شهيدًا منها.

 

كما لم تسلم بيوت العبادة من العدوان، حيث تعرض 823 مسجدًا للهدم الكلي بفعل الاستهداف المباشر، و158 مسجدا بشكلٍ بليغ بحاجة لإعادة ترميم، إلى جانب استهداف وتدمير 3 كناس في القطاع، و206 مواقع أثرية.

 

وشدد الإعلام الحكومي على تعمد جيش الاحتلال منذ بداية الحرب، استهداف الصحفيين وملاحقتهم في محاولة لطمس الحقيقة التي أصروا على نقلها رغم المخاطر التي أحاطت بهم، إذ أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 205 صحفيين، إصابة 400 آخرين، واعتقال 48 صحفيًا معلومة هوياتهم.

 

البنية التحتية السكانية والخدماتية

 

ووفق الإحصاءات، تعرضت 161 ألفًا و600 وحدة سكنية في قطاع غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 82 ألفا أخرى أصحبت غير صالحة للسكن، و194 ألفًا تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.

 

وهدم جيش الاحتلال 216 مقرًا حكوميًا بشكل كلي، وارتكب 150 جريمة استهدف فهيا عناصر شرطة وتأمين مساعدات، خلّفت 736 شهيدًا. وطالت سياسة التدمير القطاع التعليمي في غزة، حيث هدم الاحتلال كليًا 137 مدرسة وجامعة، فيما تضررت 357 مدرسة وجامعة بشكلٍ جزئي.

 

أما ما عدد ما قتله الاحتلال من طلبة ومعلمين وأساتذة وباحثين، فقد أحصى “الإعلام الحكومي” استشهاد 12 ألفًا و800 طالب وطالبة، و760 معلمًا وموظفًا تربويًا في سلك التعليم، و150 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت شمال غزة
  • إعلام إسرائيلي: شركات أمنية أميركية ومصرية ستراقب عودة النازحين لشمال غزة
  • منسقة اتصالات الصليب والهلال الأحمر: مصر تبذل جهودا جبارة لإدخال مساعدات لغزة
  • رئيس سلامة الغذاء يستعرض مع مصدري النباتات الطبية والعطرية تحديات القطاع
  • غارديان: لا فائز في غزة وحركة حماس لا تزال صامدة
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • الدفاع المدني بغزة ينشر إحصائية بأعداد الجثامين التي انتشلت في القطاع (فيديو)
  • دخول 345 شاحنة مساعدات إنسانية ووقود إلى غزة من معبري كرم أبو سالم والعوجة
  • وكيل مأرب يناقش مشاريع برنامج الغذاء العالمي وتدخلاته خلال 2025
  • وزير الإنتاج الحربي: توفير بيئة عمل آمنة تحقق الوقاية من المخاطر