آخر تحديث: 5 مارس 2024 - 9:50 صبقلم: سمير دواد حنوش لم تعد أخبار الفساد والمفسدين تُشعل الأجواء إعلامياً وشعبياً بين العراقيين، وتزدحم المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي بهجمات من التعليقات والبيانات المحتجة بعد أن وصلت غالبيتها إلى حالة جمود غريبة ولامبالاة في ردود الأفعال تجاه ملفات الفساد التي تُثار بين الحين والآخر.
ربما لأنهم أدركوا أن قضايا الفساد لن تنتهيَ حكاياتها، فما إن يُصبح أحدهم على قضية حتى يُمسي على قصة أخرى من قصص الفاسدين، أو هو الاعتقاد الذي وصلوا إليه أن المعادلة ستظل دائماً مقلوبة كما هي، ثروة الشعب وخيراته في خدمة السلطة ورجالها.صحيح أن الفساد أصبح شبحاً، وأصبحت عبارة من “أين لك هذا؟” كلمات نتغنّى بها لأطفالنا بعد أن أصبح أبطال الفساد في الوطن مواطنين في درجة الآلهة. وصحيح كذلك أنهم لم يقوموا بحملات احتلال ونهب كما يفعل المحتل الخارجي، إلّا أننا نعترف بأنهم تفوقوا على جميع أنواع اللصوص، حين احترفوا مفهوم اللصوصية المحلية عبر استنزاف المال العام تاركين شعبهم في قاع صفصف.في غفلة من هذا الزمن تم تأميم أموالنا وخيراتنا على يد حرامية الوطن وسُراقه، الذين أتقنوا الكيفية والمشروعية للسرقة التي توزعت بين الأجنبي الذي يسرق خيرات الشعوب وبين “حرامي البيت” الذي جعل مسروقاته مُلكاً صِرفاً لعائلته ومحيطيه.تتحدث الحكايات الشعبية في التقاليد الموروثة عن شروط الحرامي أن يكون “ابن ليل” أو “زلمة”، مما ألقى ظلاله على الممارسات السياسية التي جعلت من الفاسدين اليوم أبطالاً محليين في الكثير من الأحيان أو كرموز للرجولة والشجاعة، فلا غرابة أن تجد أغلب اللصوص وهم يُجيدون فنون التبرير لأفعالهم بالشطارة أو الفهلوة ما جعلهم يسرقون الوطن بأكمله في وضح النهار دون أن يرتعش لهم جفن. أخطر أنواع اللصوص هو ذلك الذي يعيش بين الشعب ويأكل من خيراته لكنه يتمتع بيد خفيفة ومباركة كما يعتقد هو وحاشيته ومن يُشجعهم، والأنكى أننا نلوم ذلك الغريب الأجنبي الذي ينهبنا بينما نتجاهل أو نغفل عن الحرامي “المحلي” الذي يشاركنا مناسبات سب ولعن المحتل، بل قد يوجه أنظار الناس إلى الفاعل الخارجي لصب كل اللعنات عليه لينشغلوا عن مصائبهم بصد المؤامرات الخارجية ودسائس ما وراء الحدود، وينسون أن حرامي البيت يكون أخطر أنواع اللصوص وربما أصعبها.أصبح سُرّاق الوطن يتغنّون بالشعارات والابتهالات لمحاربة المحتل والاستعمار العالمي، حتى أصبحت تلك الشعارات صلوات وأدعية نتلوها كل يوم، في حين راح الوطن يُباع من خلال سرقات ممنهجة توجب على الأجيال اللاحقة دفع أثمان هذه الرعونة. “حاميها حراميها” هكذا يردد العراقيون نقلا عن بعض السياسيين الذين يرفعون الشعارات الفارغة على المنصات الإعلامية لِيُريحوا ضمائرهم بعض الوقت في ذم النهب والفساد ومن ثم يعاودوا دورة الحياة في السرقات.في مُخيلة الكثير من هؤلاء تطفو حقيقة أو تبرير يقول “أسرق وطنك بدلاً من أن يسرقه المحتل” وهو تفسير لا يوجد له معنى في كل القواميس الطبيعية وحتى القوانين السماوية.لصوص الوطن يصعب الاحتماء منهم أو فرزهم لأنهم يعيشون بيننا ويأكلون من طعامنا ويجيدون السرقة باحترافية عالية، يكفي منهم أن يوفر أحدهم للبسطاء والمساكين مولدة كهرباء أو يساهم في تبليط شارع أو ترميم منزل مدفوع الثمن من النهب ليحظى بشعارات وهتافات وحتى دعم وتأييد للناس الذين سيتغاضون عما يسرقه لاحقاً.معادلة تحتاج إلى إحصائيات من مراكز بحوث تُحصي أعداد السُرّاق والنُّهاب في البلد ممن تجاوزت ثرواتهم المليارات، وما أكثرهم، لكن يبقى ما أهم وهو من يتجرأ أن يتحرش بهؤلاء؟
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
نصائح للتعامل مع الأقارب الذين يتدخلون كثيرًا (دون إزعاجهم)
البوابة - قد يكون التعامل مع الأقارب الذين يتدخلون كثيرًا أمرًا صعبًا للغاية، خاصة عندما يريد المرء الحفاظ على علاقات عائلية متناغمة. قد يتجاوز هؤلاء الأقارب، الذين غالبًا ما يكونون مدفوعين بالقلق أو الشعور بالواجب، الحدود عن غير قصد، مما يسبب الإحباط والتوتر. تتطلب معالجة هذه المشكلة نهجًا حذرًا ولبقًا لضمان عدم إيذاء المشاعر وبقاء العلاقات سليمة. من الضروري توصيل حدودك بوضوح واحترام، والتأكد من أنهم يفهمون حاجتك إلى المساحة الشخصية والاستقلال. يمكن أن يساعد تحديد هذه الحدود في منع التدخل غير الضروري مع احترام رعايتهم واهتمامه
نصائح للتعامل مع الأقارب الذين يتدخلون كثيرًا (دون إزعاجهم)ضع حدودًا واضحةإن وضع حدود واضحة أمر ضروري عند التعامل مع الأقارب المتدخلين. تواصل بأدب ولكن بحزم حول حدودك. دعهم يعرفون الموضوعات أو المجالات في حياتك التي تعتبرها خاصة وتفضل عدم مناقشتها. يمكنك أن تقول، "أقدر قلقك، لكنني أفضل التعامل مع هذا الأمر بنفسي". إن وضع هذه الحدود يبني الاحترام المتبادل والتفاهم، مما يقلل من فرص التدخل غير المرغوب فيه. إن هذا يضمن مراعاة مشاعر الجميع مع الحفاظ على المساحة الشخصية والاستقلالية. تساعد الحدود الواضحة في خلق توازن متناغم بين الاحترام والتأكيد على احتياجاتك.الحفاظ على رباطة الجأش
من الضروري أن تحافظ على هدوئك وتماسكك في المواقف التي تنطوي على تدخل. غالبًا ما تجعل ردود الفعل العاطفية أو العدوانية الأمر أكثر أهمية ويجب تجنبها في أي مناقشة جادة. خذ نفسًا عميقًا وتوقف قبل الرد. بهذه الطريقة، يمكنك نقل رسالتك بوضوح دون إثارة التوتر غير الضروري. سيساعد الحفاظ على رباطة جأشك في تجنب الصراعات المحتملة، وبالتالي ضمان جو سلمي لمناقشة قضايا إضافية. غالبًا، في مثل هذا الموقف، يثبت الرد الهادئ أنه يمنع الموقف من أن يصبح أكثر إثارة للجدال، ويخلق بيئة من الاحترام والتفاهم. يرجى تذكر أن الصبر والوجه الثابت هما كل ما يحتاجه المرء للتعامل مع التدخل بسلام هادئ.ممارسة التعاطف
يقطع التعاطف شوطًا طويلاً في إدارة الأقارب المتدخلين. حاول فهم وجهة نظرهم والأسباب وراء سلوكهم. غالبًا ما يتدخل الأقارب من منطلق الاهتمام الحقيقي أو الحب. يمكن أن يساعد الاعتراف بنواياهم المرء في التعامل مع الموقف بلطف. يمكنك أن تقول، "أتفهم أنك قلق بشأني، وأقدر قلقك، لكنني بحاجة إلى اتخاذ قراراتي بنفسي". سيُظهر هذا النهج أنك تقدر مشاعرهم أثناء التحدث عن استقلاليتك.تغيير الموضوع
يمكن أن يساعد تغيير موضوع المحادثة بمهارة في تجنب الموضوعات الحساسة. إذا بدأ أحد الأقارب في التدخل أو طرح أسئلة تدخلية، فقم بتحويل الموضوع بلطف إلى شيء أكثر حيادية أو مرحًا. على سبيل المثال، قد تقول، "دعنا نتحدث عن رحلتك الأخيرة. كيف كانت؟" يمكن أن تمنع هذه الاستراتيجية التدخل غير الضروري وتحافظ على تفاعل إيجابي. من خلال تغيير الموضوع، يمكنك توجيه المحادثة بعيدًا عن المناطق المزعجة مع الحفاظ على جو لطيف وجذاب. يساعد هذا النهج في الحفاظ على الانسجام دون مواجهة أو إزعاج قريبك بشكل مباشر.بناء شبكة دعم داخل الأسرة
إن وجود دعم من الأسرة مفيد عند التعامل مع الأقارب المتدخلين. شارك مخاوفك مع أفراد الأسرة الذين يفهمون وجهة نظرك ويمكنهم تقديم الدعم. يمكن لهؤلاء الحلفاء المساعدة في التوسط في المواقف وتعزيز حدودك عند الحاجة. إن تقديم جبهة موحدة يجعل من السهل إدارة السلوك المتدخل والحفاظ على الانسجام الأسري. يمكن لأفراد الأسرة الموثوق بهم أن يعملوا كوسطاء، ويساعدوا في شرح وجهة نظرك والتأكد من احترام حدودك.
المصدر:toi
اقرأ أيضاً:
كيف تدعم صديقة ما خلال فترة الإجهاض وفقدان الحمل؟
ما سبب زيادة حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط؟
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
لانا فيصل عزت مترجمة ومحررةبدأت العمل في موقع البوابة الإخباري عام 2005 كمترجمة من اللغة الإنجليزية الى العربية، ثم انتقلت إلى ترجمة وتحرير المقالات المتعلقة بالصحة والجمال في قسم "صحتك وجمالك". ساهمت في تطوير المحتوى، وإضافة مقالات جديدة أصيلة مترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية، حتى يكون الموقع سباقا في نقل المعلومة والخبر المفيد إلى القارئ العربي بشكل فوري. وبالإضافة الى ذلك، تقوم بتحرير الأخبار المتعلقة بقسم "أدب...
الأحدثترند ترامب يتخذ قرارا مثيرا للجدل بشأن فريقه الوزاري هنادي الكندري ترحب بتوأم فتيات.. وزوجها ينشر صورة لهما بالفيديو: أكثر من 50 شهيدا بقصف منزل في "بيت لاهيا" شمال غزة "العدالة والتنمية": الجيش التركي مستعد لعملية عسكرية عبر الحدود في أي لحظة الكونغرس: رصد صحون طائرة قبالة الكويت (فيديو) Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter