الجديد برس:

أفادت مصادر ملاحية، فجر الثلاثاء، باستمرار الحريق الذي اندلع في السفينة الإسرائيلية “إم إس سي سكاي” جراء إصابتها بصواريخ أطلقتها قوات صنعاء عليها في البحر العربي.

وقالت المصادر إن سفناً متعددة الجنسيات بينها هندية تحاول منذ أكثر من 11 ساعة إخماد الحريق في سفينة الحاويات الإسرائيلية “MSC SKY”، بعد أن التهمتها النيران من جميع الاتجاهات.

وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO)، مساء الإثنين، نشوب حريق في سفينة تعرضت لأضرار جراء استهدافها قبالة سواحل عدن جنوبي اليمن.

وذكرت الهيئة في بيان على منصة “إكس”، أنها تلقت تقريراً عن “وقوع حادثة (هجوم بحري) على بعد 91 ميلاً بحرياً جنوب شرق عدن في اليمن”.

كما أضافت أن “ربان سفينة أبلغ عن وقوع انفجارين أحدهما أسفر عن حريق ودخان على متن السفينة وأضرار. ثم أوضحت أنه “لم يتم رصد أي ضحايا جراء الحادثة”.

الهيئة البريطانية تابعت أن “السلطات تحقق في الحادثة، وننصح السفن بتوخي الحذر أثناء العبور، وإبلاغنا عن أي نشاط مشبوه”، دون مزيد من التفاصيل.

السفينة الإسرائيلية حاولت خداع قوات صنعاء

وفي سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة، بأن قوات صنعاء كشفت محاولة مواقع ملاحة دولية التلاعب بهوية السفن ووجهاتها بهدف عبور البحرين الأحمر والعربي إلى “إسرائيل” دون تعرضها للاستهداف.

وقالت المصادر إن “إسرائيل” تلاعبت بهويات السفن في عدد من مواقع الملاحة البحرية وخاصة موقع (MarineTraffic)، حيث عدلت بيانات رحلات السفن وبينها السفينة الاسرائيلية (MSC SKY)، بأنها قادمة من سنغافورة ومتجهة إلى أبوظبي.

وأضافت أن بيانات السفينة الإسرائيلية “MSC SKY” أثارت تساؤلات عن سر تواجدها في خليج عدن خاصة أن رحلتها لا تستلزم المرور عبره، ليتم التأكد بعد ذلك من أن الهدف هو لعبور البحر العربي والأحمر للوصول إلى “إسرائيل”.

 

وأعلنت قوات صنعاء، مساء الإثنين، عن استهداف سفينة إسرائيلية في البحر العربي بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة.

وقال المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، في بيان متلفز، إن “القوات البحرية نفذت عملية الاستهداف للسفينة الإسرائيلية (MSC SKY) في البحر العربي بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة”.

وأضاف أن هذه العملية “جاءت بعد ساعات فقط من تنفيذ عملية نوعية أطلقت خلالها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عدداً من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على عدد من السفن الحربية الأمريكية المعادية في البحر الأحمر”.

وأكد سريع أن “القوات المسلحة اليمنية استمرارها في منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

وشدد على “أنها لن تتردد في تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية في البحرين الأحمر والعربي ضد كافة الأهداف المعادية دفاعا عن اليمن العزيز وتأكيدا على مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم”.

وأشار إلى أن “القوات المسلحة اليمنية ومن خلال هاتين العمليتين تؤكد قدرتها على استهداف السفن الحربية وغير الحربية في آن واحد وأن عملياتها متصاعدة ومستمرة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، وباب المندب، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

 

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: البحر العربی قوات صنعاء فی البحر

إقرأ أيضاً:

كيف أعاد اليمن تشكيل معادلات البحر الأحمر وأربك إسرائيل وحلفاءها دعماً لغزة؟

يمانيون/ كتابات/ ماجد حميد الكحلاني

في ظل تحولات إقليمية ودولية عميقة، فرض اليمن حضوره كقوة مؤثرة في البحر الأحمر، ليفاجئ العالم بقدرته على تغيير قواعد الأشتباك والمعركة.

مع انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، بدأ اليمن بتنفيذ عمليات عسكرية نوعية أربكت الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه وأثّرت بشكل مباشر على الملاحة البحرية في المنطقة.

هذه العمليات لم تكن مجرد ردود أفعال عشوائية، بل كانت استراتيجيات مدروسة أظهرت أن اليمن، رغم العدوان والحصار، قادر على إعادة تشكيل المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، داعماً غزة ومحور المقاومة، وموجهاً رسائل قوية للخصوم.

حين أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير مهدي المشاط، أن اليمن نجح في فرض حظر كامل على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، لم يكن ذلك مجرد خطاب بروتوكولي. فالشركات العالمية، مثل “ميرسك” و”هاباج لويد”، سارعت إلى تصديق هذا الإعلان بعد أن أصبحت الملاحة في البحر الأحمر خطراً كبيراً.

وأكدت التحذيرات الأمنية والتقارير الدولية أن السفن تواجه تهديدات حقيقية في هذا الممر الحيوي. وقال متحدث باسم “ميرسك”: “الوضع في البحر الأحمر لم يعد آمناً. اضطررنا إلى تحويل مساراتنا إلى طرق أطول وأكثر تكلفة”.

تأثير هذه العمليات تجاوز حدود البحر الأحمر، حيث عانت إسرائيل من عزلة اقتصادية غير مسبوقة. صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية وصفت الوضع بقولها: “ميناء أم الرشراش (إيلات) أصبح شبه معزول، والسياحة تراجعت بشكل كبير، فيما يخيم القلق والخوف على المدينة”.. فيما أكد البنك المركزي المصري انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 61.2% بين يوليو وسبتمبر 2024، بسبب توقف السفن الإسرائيلية وحلفائها عن استخدام هذا الممر البحري.

ما يزيد الصورة وضوحاً هو تصريحات شركات الملاحة العالمية، حيث أكدت “هاباج لويد” الألمانية أن المخاطر المرتبطة بالهجمات اليمنية جعلت البحر الأحمر منطقة يصعب على السفن التحرك فيها بأمان. هذه المخاوف دفعت خطوط الشحن العالمية إلى انتظار “ضوء أخضر” من اليمن لإعادة الحركة إلى طبيعتها، مما يعكس مدى التأثير المباشر للعمليات اليمنية على الاقتصاد العالمي.

المواجهة لم تقتصر على السفن التجارية فقط، بل امتدت لتشمل حاملات الطائرات الأمريكية التي طالما اعتبرت رمزاً للهيمنة العسكرية. القوات المسلحة اليمنية، وفقاً لما ذكره السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية مساء الخميس١٦ يناير ، نجحت في إخراج حاملات الطائرات الأمريكية “روزفلت” و”لينكولن” من المعادلة، بينما أصبحت “ترومان” مجرد سفينة هاربة في عرض البحر، تتجنب الاقتراب من السواحل اليمنية بأكثر من ألف كيلومتر. وأكد الحوثي أن “الأمريكيين الذين اعتادوا تهديد العالم، وجدوا أنفسهم يهربون من المواجهة، ويطوّرون تكتيكات للهروب بدلاً من الهجوم”.

حالة الخوف والارتباك لم تقتصر على الأمريكيين، بل امتدت إلى الأوروبيين. فرقاطة “هيدرا” اليونانية، التي شاركت في المهمة البحرية الأوروبية، وصفت مهمتها بأنها أشبه بـ”العودة من الجحيم”، حيث أطلق طاقمها النار على النجوم ظناً أنها طائرات مسيرة يمنية، في مشهد يعكس حالة الرعب التي أحدثتها العمليات اليمنية.

ورغم كل المحاولات الدولية لاحتواء الوضع، إلا أن الأثر السياسي للعمليات اليمنية كان واضحاً. حيث لم يقتصر دعم اليمن للقضية الفلسطينية على الشعارات لحسب، بل امتد إلى عمليات عسكرية غيّرت قواعد المواجهة.

وأوضح السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير أن “الملاحة الإسرائيلية لن تكون آمنة طالما استمر الاحتلال، وأن الشعب اليمني، رغم العدوان، لن يتخلى عن دوره في معركة الأمة”.

تداعيات هذه العمليات دفعت إسرائيل إلى الاعتراف بفشلها في حماية ممراتها البحرية. صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية قالت بوضوح: “الحوثيون هم من يقررون متى وأين تبدأ الهجمات. إسرائيل لم تعد تمتلك حرية الحركة، سواء في البحر أو الجو”.

حتى الرئيس الأمريكي المنتهيه ولايته جو بايدن، في محاولة يائسة لتهدئة الوضع، أقرّ بصعوبة حماية السفن في البحر الأحمر، قائلاً: “رغم حشدنا لأكثر من 20 دولة، إلا أننا نواجه تحدياً حقيقياً بسبب الهجمات اليمنية المستمرة”.

في نهاية المطاف، بات واضحاً أن البحر الأحمر لم يعد كما كان. اليمن، الذي اعتقد كثيرون أنه منشغل بعدوان داخلي وحصار خارجي، أثبت أنه لاعب محوري في المنطقة، قادر على إرباك أكبر القوى العالمية.

هذه العمليات حملت رسالة واضحة: لا أمان لإسرائيل في البر أو البحر، والمقاومة قادرة على قلب الموازين، مهما بلغت التحديات.

اليمن العزيز، الذي تحول إلى حجر عثرة في وجه الهيمنة الإسرائيلية والغربية، أعاد تعريف مفاهيم الصراع في البحر الأحمر. هذا البحر، الذي كان يوماً منطقة نفوذ مفتوحة للقوى الكبرى، أصبح اليوم رمزاً لصمود شعب يؤمن بعدالة قضيته. ومع استمرار العمليات، يبدو أن الهيمنة الغربية في هذا الممر الحيوي باتت على المحك، فيما يواصل اليمن كتابة فصول جديدة في معركة التحرر والنضال من أجل الأمة.

مقالات مشابهة

  • قبل بدء سريان وقف اطلاق النار في غزة.. “قوات صنعاء” تقصف “مدن الاحتلال” حتى آخر لحظة  
  • الإسناد اليمني بلسان العدو: “مكلف للغاية وصعب المعالجة”
  • كيف أعاد اليمن تشكيل معادلات البحر الأحمر وأربك إسرائيل وحلفاءها دعماً لغزة؟
  • صنع في تركيا: “أوكهان” المركبة البحرية التي تستعد لغزو الأسواق العالمية
  • وزير البحرية الأمريكي يعترف: هذا الأمر “يضعف وجودنا العسكري” في البحر الاحمر..!
  • البحرية الأمريكية.. تحديات كبيرة لإعادة تسليح السفن الحربية في البحر الأحمر
  • صنعاء تعلن جهوزيتها العسكرية وتحذر “إسرائيل” من أي تنصل عن تنفيذ إتفاق غزة
  • بريطانيا: خسائر مهولة جراء حظر الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر
  • أمريكا: وقف إطلاق النار في غزة سيبدأ في موعده رغم “مشكلة عالقة”
  • اثر اتفاق غزة.. شركات “الشحن الإسرائيلية” تستبعد المرور بالبحر الأحمر قريباً