أميركا على موعد مع الثلاثاء العظيم.. إليك التفاصيل
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
واشنطن – تشهد الولايات المتحدة اليوم أهم محطة في التوجه للانتخابات الرئاسية، وهو ما اصطلح على تسميته بـ"الثلاثاء الكبير"، الذي تتم فيه انتخابات داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ونظرا لغياب المنافسة داخل المعسكر الديمقراطي، حيث لا يمثل أي مرشح ديمقراطي تهديدا ذا قيمة لحظوظ الرئيس الأميركي جو بايدن، مع اكتساحه كل الولايات التي شهدت انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي حتى الآن، فإن الأنظار تتجه إلى الطرف الجمهوري.
ورغم التقدم الكبير للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ستكون نتيجة عمليات الاقتراع في هذا اليوم خطوة مهمة لتحديد مرشح الحزب الجمهوري الساعي للحصول على بطاقة الحزب لمواجهة الرئيس جو بايدن، في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وتقليديا، تؤدي نتيجة يوم الثلاثاء الكبير إلى إقصاء الباقي من المتنافسين ممن لا يحققون نتائج جيدة، لينحصر السباق بين عدد محدود من المترشحين الذين لهم حظوظ واقعية في تحقيق الانتصار، إلا أن انتخابات الحزب الجمهوري وصلت إلى مرشحين فقط، إذ لم يبق غير نيكي هايلي كمرشحة تتحدى ترامب، رغم تضاؤل وربما انعدام فرصها، فقد حصل ترامب على أصوات 247 مندوبا، بمقابل 24 فقط لهايلي.
وفيما يلي إجابات على أبرز الأسئلة المتعلقة بانتخابات الثلاثاء، والانتخابات التمهيدية بصفة عامة:
ما الهدف من الانتخابات التمهيدية؟ وما أهمية الثلاثاء الكبير؟تهدف الانتخابات التمهيدية إلى اختيار ممثل الحزب في الانتخابات الرئاسية، من خلال اقتراع يجري في كل الولايات لاختيار مندوبين يشاركون في المؤتمر العام للحزب، لانتخاب المرشح الرسمي لخوض السباق الرئاسي.
أُطلقت هذه التسمية على هذا اليوم بسبب أن عملية الاقتراع التمهيدية للانتخابات الرئاسية الأميركية للمترشحين عن الحزبين تنظم في 15 ولاية في يوم واحد، علاوة على مشاركة الناخبين الموجودين خارج الولايات المتحدة.
وستجري عملية التصويت في هذا اليوم في كل من ألاباما وألاسكا وأركنساس وكاليفورنيا وكولورادو وماين وماساتشوستس ومينيسوتا وكارولينا الشمالية وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس ويوتا وفيرمونت وفيرجينيا. كما سيجري التصويت أيضا في إقليم ساموا جنوب المحيط الهادي، وهو أحد الأقاليم الأميركية الخمسة.
من المرشحون الذين يخوضون السباق؟بدأ سباق الحزب الجمهوري بـ11 مرشحا، وصل منهم إلى يوم "الثلاثاء العظيم" مرشحان فقط، هما الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هايلي، وذلك بعد انسحاب بقية المرشحين خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة.
وأظهرت نتائج الانتخابات التي جرت في 9 ولايات بالفعل تفوقا ساحقا لترامب، حيث فاز بها جميعا وبفارق كبير، وصل إلى 40 نقطة في بعض الولايات.
ما الخطوة التالية بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية؟يعقد الحزب الجمهوري مؤتمره العام بين 15 و18 يوليو/تموز القادم، في مدينة ميلاواكي بولاية ويسكونسن، وذلك لتسمية المرشح الفائز رسميا ببطاقة ترشح الحزب، لمواجهة الرئيس بايدن في الانتخابات القادمة، ثم يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره العام بين 19 و22 أغسطس/آب في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي.
ويصوت المندوبون خلال المؤتمر للمرشح، ويحاول الحزب إظهار الوحدة والوقوف خلف المرشح الفائز، والتغلب على صراعات وانقسامات مرحلة الانتخابات التمهيدية.
ما أعداد المندوبين الذين يختارون المرشح في مؤتمر الحزب العام؟على الجانب الجمهوري، هناك ما يقدر بنحو 2429 مندوبا، منهم 2325 مندوبا متعهدا بالالتزام بنتائج ولايته، وهناك 104 لهم حرية التصويت لمن يرغبون. وللفوز بترشيح الحزب الجمهوري يجب أن يحصل المرشح الرئاسي على دعم من غالبية المندوبين، أي بما يقدر بنحو 1215 مندوبا.
وفي الجانب الديمقراطي، هناك ما يقدر بنحو 4672 مندوبا، منهم 3933 مندوبا متعهدا بالالتزام، و739 مندوبا غير متعهد، يعرفون أكثر باسم "المندوبين السوبر" أو "الكبار". وللفوز بترشيح الحزب الديمقراطي يحتاج المرشح الرئاسي إلى دعم من غالبية المندوبين المتعهدين في الاقتراع الأول، أي بما يقدر بنحو 1968 مندوبا متعهدا.
ويلتزم المندوبون المنتخبون بالتصويت وفق معطيات نتائج الانتخابات في الولايات التي يمثلونها، وإذا لم يحصل أي مرشح على العدد الكافي من المندوبين في دورة التصويت الأولى، فإن المؤتمر الحزبي يُعتبر "مؤتمرا متنازعا عليه"، وحينها فقط يحق للمندوبين الكبار التصويت في عملية الاقتراع الثانية، كما يتحرر المندوبون المنتخبون من الالتزام بالتصويت وفق نتائج تصويت ولاياتهم.
ويبدو أن هذا السيناريو مستبعد بقوة في هذا الوقت، مع هيمنة كل من ترامب وبايدن على حزبيهما، ومع عدم وجود تحديات كبيرة أمام حملهما لبطاقة ترشيح الحزبين.
من المندوبون الكبار؟يقصد بهم فئة حزبية نخبوية، تضم جميع أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والقادة السابقين للحزب في مجلسي النواب والشيوخ، إضافة إلى حكام الولايات الديمقراطيين، وأصحاب المناصب الرفيعة في الحزب، وأعضاء اللجنة الوطنية وزعماء الحزب في الولايات.
تم استحداث هذه الفئة ومنحها حق المشاركة في اختيار المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي منذ عام 1982، ويتغير عدد المندوبين الكبار باستمرار، ويقدر هذا العام بـ739 مندوبا كبيرا، ولا يشارك هؤلاء في التصويت إلا إذا انتهت جولة التصويت الأولى دون فائز، وهذه سيناريو مستبعد تماما هذه العام.
ماذا يعقب انتهاء المؤتمرات الحزبية العامة؟تقليديا، يتبقى إجراء 3 مناظرات بين المتنافسين على منصب الرئيس، ومناظرة وحيدة بين نائبي المرشحين، وتجري هذه المناظرات خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، ثم تجري الانتخابات يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ويتم تنصيب الفائز رئيسا للولايات المتحدة في صباح يوم 20 يناير/كانون الثاني 2025.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الانتخابات التمهیدیة الحزب الجمهوری
إقرأ أيضاً:
انطلاق المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي.. فلسطين والغنوشي أبرز الحاضرين
انطلقت فعاليات المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية في مدينة بوزنيقة المغربية، وسط حضور لأغلبية الأحزاب والقوى السياسية المغربية، وغياب رئيس الحكومة عزيز اخنوش والكاتب العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر.
وشهدت فعاليات المؤتمر رفع أعلام فلسطين بشكل واسع، مع ترديد لشعارات الانتصار لفلسطين ودعم المقاومة في قطاع غزة، مع شعارات أخرى تطالب بإسقاط التطبيع حضور لضيوف أجانب من عدد من الدول العربية والإسلامية.
ويشهد اليوم الأول من المؤتمر افتتاح الأشغال الداخلية، حيث من المرتقب أن يتم تشكيل لجنة البيان الختامي، وتقديم تقرير حصيلة أداء الحزب خلال الفترة الماضية.
وسيم يتم عرض قيادة الحزب مشروع البرنامج العام المحين، المتمثل في الورقة المذهبية، إلى جانب مشروع التوجهات السياسية للمرحلة المقبلة (الأطروحة السياسية)، ومشروع تعديل النظام الأساسي للحزب.
ومن المنتظر أن تقدم الجهات الحزبية المختلفة تقاريرها حول المشاريع المعروضة للنقاش والمصادقة، قبل أن يلقي الأمين العام للحزب كلمته أمام المؤتمرين. والمصادقة على البرنامج العام المحين، والورقة المذهبية، والأطروحة السياسية، إضافة إلى النظام الأساسي المعدل.
وتتواصل أشغال المؤتمر صباح غد الأحد 27 نيسان/ أبريل، حيث ستعقد الجلسة الثانية المخصصة لإعلان نتائج انتخاب أعضاء المجلس الوطني للحزب والأمين العام الجديد للحزب.
وتشير غالبية المؤشرات إلى أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، يتجه إلى ولاية ثانية، رغم تأكديه أن موضوع استمراره في ولاية جديدة على رأس الحزب لا علاقة له به، وأنا لا أرشح نفسي، والقرار بيد 1700 مؤتمر من أعضاء الحزب".
وخلال انطلاق فعاليات المؤتمر، وقف الأعضاء عند عرض صورة الشيخ راشد الغنوشي وهتفوا باسمه، ثم غنوا النشيد التونسي الشهير "إذا الشعب يوما أراد الحياة".
وأوقف الأمن التونسي الغنوشي في 17 نيسان/ أبريل 2023، إثر مداهمة منزله، ثم أمرت محكمة ابتدائية بإيداعه السجن في قضية "التصريحات المنسوبة له بالتحريض على أمن الدولة".
وراوحت أحكام السجن بين 5 أعوام و54 عاما بحق 41 من "السياسيين والصحفيين والمدونين ورجال الأعمال"، وبينها سجن الغنوشي 22 عاما.
وبهذا المؤتمر يسعى حزب العدالة والتنمية إلى ترميم صفوفه الداخلية واستعادة موقعه في المشهد السياسي بعد التراجع الكبير الذي شهده في انتخابات 2021.
وبعد أن قاد الحكومة لولايتين متتاليتين في 2011 و2016، لم يحصل في سباق 2021 على غير 13 مقعدا برلمانيا، ما حرمه من تشكيل فريق برلماني، ودفعه لعقد مؤتمر استثنائي أفرز عودة عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق لقيادته.
وبين مؤشرات التعافي الداخلي وواقع العلاقة المتذبذبة مع بعض قياداته التاريخية، تبدو طريق الحزب نحو انتخابات 2026 مشروطة بقدرته على تجديد نفسه من الداخل والخارج.