"أنا عطشانة.. وقتيش بدكم تيجو.. تعالوا قبل ما تليل.. مطولين".

 هكذا جاء صوتها متهدجا مرتعدا متوسلا، إنها الطفلة الفلسطينية حلا حازم حمادة وهي تستغيث من تحت الأنقاض والحصار خلال اتصال هاتفي مع عمها بعد قصف إسرائيلي استهدف منزلا لجأت إليه مع والديها وأشقائها الثلاثة الذين استشهدوا جميعا بالقرب منها.

بنبرات ملؤها الألم اتصلت حلا (16 عامًا) بعمها فجر الاثنين (4 مارس) وروت له تفاصيل ما حدث معهم قبل استهدافهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي: اطلعنا من الدار ونحن نرفع أيدينا إلاّ أن الجنود أطلقوا النار تجاهنا فرجعنا إلى البيت ثم هدموا البيت علينا.

استغاثة من تحت الأنقاض

وعلى مدار عدة ساعات بقيت الطفلة وجزء من جسدها تحت الأنقاض وهي على تواصل مع عمها تبلغه بالصوت والرسائل تطورات ما حدث معها مستغيثة به أن يبلغ جميع الجهات لإنقاذها.

عندما هدم المنزل على العائلة سقط جزء من جدار على أطراف الطفلة حلا فيما كانت قادرة للحظات مع والدها قبل استشهاده.

وأبلغت الطفلة حلا بآخر كلمات والدها لها: سامحيني أنا أكثر من هيك مش قادر.

وتسكن عائلة الطفلة حلا في حي الإسراء 2 غرب مدينة حمد السكنية غرب خانيونس، والتي شهدت توغلا مفاجئًا من قوات الاحتلال مساء السبت الماضي بالتزامن مع شن أحزمة نارية مكثفة.

ومنذ توغلها في المنطقة فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على حي الإسراء ومدينة حمد وواصلت إطلاق النار والقصف الجوي والمدفعي وشرعت بعمليات تجريف وتدمير في المنطقة.

ووفق ما فهم من حديث الطفلة مع عمها، فإنها وأسرتها حاولوا مغادرة منزلهم مساء الأحد الماضي وهم يرفعون الرايات البيضاء إلاّ أن جنود الاحتلال أطلقوا النار تجاههم فعادوا إلى منزلهم لتأتي جرافات الاحتلال وتدمر المنزل على رؤوسهم.

استشهاد الوالدين والأشقاء

وقال عم الطفلة: إن ابنة شقيقه أبلغته باستشهاد والدها حازم فؤاد حمادة (42 عاما) ووالدتها رجاء حسين حمادة، وأشقائها الأطفال: زينب وبسنت وفؤاد.

وأفادت الفتاة، في تسجيل صوتي، أنها أصيبت بجروح جراء القصف الاسرائيلي وسقوط جزء من ركام المنزل على ساقها ويدها.

وجاء صوت الطفلة ضعيفًا مرتجفًا وفي خلفيته يسمع صوت إطلاق نار وحركة آليات إسرائيلية وهي تقول: إنها تحت الأنقاض وبجوارها والدها ووالدتها وأشقاؤها الشهداء.

عطشانة

وأضافت: أنا عطشانة أنا تعبانة الحديد والركام على رجلي، متسائلة: وقتيش بدكم تيجو.. تعالوا قبل ما تليل.. تعالوا أنقذوني.

ويوضح عم الطفلة، أن الاتصال مع أسرة شقيقه حازم انقطع الساعة الثانية فجر أمس الاثنين، وبعد 20 دقيقة تلقى اتصالًا من ابنة شقيقه حلا التي أبلغته بما حدث.

وذكر أنه استمر في التواصل مع ابنة شقيقه ومحاولة طمأنتها وحثها على إخراج جسدها من تحت الأنقاض وأن آخر رسالة وصلت منها كانت الساعة العاشرة صباح الاثنين، قبل أن ينقطع الاتصال ولا يعرف ما حدث معها.

أمانة ساعدوني

وفي رسالتها الأخيرة قالت حلا: “أنا بخير.. أمانة ساعدوني قبل الليل وأنا عطشانة والدم حولي”.

ومن وسط دموعه قال العم في اتصال تليفزيوني أجرته معه قناة الجزيرة: حاولت أن أطمئنها وأبلغتها أنني أتواصل مع الصليب الأحمر، مشيرًا إلى أنه ناشد جميع الجهات بلا جدوى حتى الآن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تحت الأنقاض قصف إسرائيلي استغاثة غزة طفلة فلسطينية تحت الأنقاض ما حدث

إقرأ أيضاً:

استشهاد فتى برصاص الاحتلال قرب نعلين غرب رام الله

استشهد فتى، فجر اليوم الأربعاء 148 سبتمبر 2024، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب بلدة نعلين غرب مدينة رام الله .

وأفادت وزارة الصحة، باستشهاد الفتى حسن يوسف حسن الشاعر (17 عاماً) برصاص الاحتلال قرب نعلين.

وأشارت مصادر محلية إلى أن الشهيد الشاعر من بلدة حبلة جنوب قلقيلية، وأن الاحتلال احتجز جثمانه.

كما أنه البكر لعائلته التي تسكن مدينة أريحا، وله شقيقتان وشقيق آخر، وبحسب عائلته فإنه كان متوجها إلى زيارة اصدقاءه بمدينة رام الله

وباستشهاد الفتى الشاعر، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة بما فيها القدس منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 706 بينهم 160 طفلاً، و10 نساء، و9 مسنين.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • مصابون في قصف إسرائيلي على منزل بخان يونس
  • فلسطين.. 3 إصابات في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين وسط خان يونس
  • طائر الجنة.. استشهاد الطفلة اللبنانية نايا مع والدها في غارة بيروت ( فيديو)
  • كشف غموض جريمة قتل طفلة بالبحيرة.. ما هي القصة؟
  • وفاة طفلة بمرض ضمور العضلات جراء تأخر الرعاية الطبية
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: قصف مدفعي عنيف في أقصى المناطق الشرقية بخان يونس
  • شهداء بينهم أطفال يصلون إلى مستشفى ناصر بخان يونس
  • جراحة معقدة ونوعية تُنقذ حياة طفلة بعمر 22 يومًا في المدينة المنورة
  • وسائل إعلام فلسطينية : 4 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف العدو الإسرائيلي منزلًا في منطقة قيزان النجار بخان يونس جنوب قطاع غزة
  • استشهاد فتى برصاص الاحتلال قرب نعلين غرب رام الله