أنا عطشانة.. طفلة تقضي ليلتين تحت الأنقاض بعد استشهاد أسرتها بخان يونس
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
"أنا عطشانة.. وقتيش بدكم تيجو.. تعالوا قبل ما تليل.. مطولين".
هكذا جاء صوتها متهدجا مرتعدا متوسلا، إنها الطفلة الفلسطينية حلا حازم حمادة وهي تستغيث من تحت الأنقاض والحصار خلال اتصال هاتفي مع عمها بعد قصف إسرائيلي استهدف منزلا لجأت إليه مع والديها وأشقائها الثلاثة الذين استشهدوا جميعا بالقرب منها.
بنبرات ملؤها الألم اتصلت حلا (16 عامًا) بعمها فجر الاثنين (4 مارس) وروت له تفاصيل ما حدث معهم قبل استهدافهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي: اطلعنا من الدار ونحن نرفع أيدينا إلاّ أن الجنود أطلقوا النار تجاهنا فرجعنا إلى البيت ثم هدموا البيت علينا.
استغاثة من تحت الأنقاض
وعلى مدار عدة ساعات بقيت الطفلة وجزء من جسدها تحت الأنقاض وهي على تواصل مع عمها تبلغه بالصوت والرسائل تطورات ما حدث معها مستغيثة به أن يبلغ جميع الجهات لإنقاذها.
عندما هدم المنزل على العائلة سقط جزء من جدار على أطراف الطفلة حلا فيما كانت قادرة للحظات مع والدها قبل استشهاده.
وأبلغت الطفلة حلا بآخر كلمات والدها لها: سامحيني أنا أكثر من هيك مش قادر.
وتسكن عائلة الطفلة حلا في حي الإسراء 2 غرب مدينة حمد السكنية غرب خانيونس، والتي شهدت توغلا مفاجئًا من قوات الاحتلال مساء السبت الماضي بالتزامن مع شن أحزمة نارية مكثفة.
ومنذ توغلها في المنطقة فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على حي الإسراء ومدينة حمد وواصلت إطلاق النار والقصف الجوي والمدفعي وشرعت بعمليات تجريف وتدمير في المنطقة.
ووفق ما فهم من حديث الطفلة مع عمها، فإنها وأسرتها حاولوا مغادرة منزلهم مساء الأحد الماضي وهم يرفعون الرايات البيضاء إلاّ أن جنود الاحتلال أطلقوا النار تجاههم فعادوا إلى منزلهم لتأتي جرافات الاحتلال وتدمر المنزل على رؤوسهم.
استشهاد الوالدين والأشقاء
وقال عم الطفلة: إن ابنة شقيقه أبلغته باستشهاد والدها حازم فؤاد حمادة (42 عاما) ووالدتها رجاء حسين حمادة، وأشقائها الأطفال: زينب وبسنت وفؤاد.
وأفادت الفتاة، في تسجيل صوتي، أنها أصيبت بجروح جراء القصف الاسرائيلي وسقوط جزء من ركام المنزل على ساقها ويدها.
وجاء صوت الطفلة ضعيفًا مرتجفًا وفي خلفيته يسمع صوت إطلاق نار وحركة آليات إسرائيلية وهي تقول: إنها تحت الأنقاض وبجوارها والدها ووالدتها وأشقاؤها الشهداء.
عطشانة
وأضافت: أنا عطشانة أنا تعبانة الحديد والركام على رجلي، متسائلة: وقتيش بدكم تيجو.. تعالوا قبل ما تليل.. تعالوا أنقذوني.
ويوضح عم الطفلة، أن الاتصال مع أسرة شقيقه حازم انقطع الساعة الثانية فجر أمس الاثنين، وبعد 20 دقيقة تلقى اتصالًا من ابنة شقيقه حلا التي أبلغته بما حدث.
وذكر أنه استمر في التواصل مع ابنة شقيقه ومحاولة طمأنتها وحثها على إخراج جسدها من تحت الأنقاض وأن آخر رسالة وصلت منها كانت الساعة العاشرة صباح الاثنين، قبل أن ينقطع الاتصال ولا يعرف ما حدث معها.
أمانة ساعدوني
وفي رسالتها الأخيرة قالت حلا: “أنا بخير.. أمانة ساعدوني قبل الليل وأنا عطشانة والدم حولي”.
ومن وسط دموعه قال العم في اتصال تليفزيوني أجرته معه قناة الجزيرة: حاولت أن أطمئنها وأبلغتها أنني أتواصل مع الصليب الأحمر، مشيرًا إلى أنه ناشد جميع الجهات بلا جدوى حتى الآن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تحت الأنقاض قصف إسرائيلي استغاثة غزة طفلة فلسطينية تحت الأنقاض ما حدث
إقرأ أيضاً:
شهداء ومصابون بقصف مسيرة إسرائيلية في خان يونس
استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الأربعاء، جراء قصف مسيرة إسرائيلية في مدينة خان يونس.
شهداء في قصف إسرائيلي شمال غزة.. وإصابات برصاص الاحتلال في الخليل سقوط شهداء ومصابين جراء قصف الاحتلال غزة وخان يونس
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة عدد آخر، إثر قصف من مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين في حي المنارة جنوب شرق خان يونس.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي أرضًا في محيط بركس خضير بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأطلقت طائرة مسيّرة (الكواد كابتر) وآليات الاحتلال النار بشكل متواصل منذ ساعات الصباح شرق حيي الشجاعية والشعف شرق مدينة غزة.
هآرتس الإسرائيلية تفضح جنرالًا بجيش الاحتلال يقود مشروعًا خاصًا لتدمير غزة
ظهر تحقيق نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية الثلاثاء أن قائد الفرقة 252 بجيش الاحتلال الإسرائيلي يهودا فاخ نفذ عمليات في قطاع غزة من تلقاء نفسه، وسمح لشقيقه بتشكيل قوة خاصة للهدم والتخريب بعيدا عن سلطة الجيش.
ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي قوله إن فاخ سمح لأحد أشقائه بتشكيل قوة خاصة من الجنود والمدنيين يشبهون مستوطني "شبيبة التلال" للعمل في غزة.
وأوضح الضابط أن هدف هذه القوة هو تخريب غزة وهدم أكبر قدر من مبانيها، مشيرا إلى أن فاخ استعان بأشقائه ومنحهم "معاملة خاصة" وسمح لهم بدخول محور نتساريم -جنوب مدينة غزة- من دون سؤال أو تسجيل أسماء.
كما نقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين قولهم إن فاخ أخبرهم أنه يهدف إلى إبعاد 250 ألف فلسطيني من منازلهم في شمال قطاع غزة بالقوة، وكان يقول إن "الفلسطينيين يتعلمون الدروس فقط من خلال خسارتهم للأرض".
وقال قادة وحدات بجيش الاحتلال الإسرائيلي لهآرتس، إن القوة التي شكلها شقيق قائد الفرقة 252 كانت تهدم مباني في القطاع ولم تكن معروفة داخل الجيش.
وكذلك، نقلت الصحيفة شهادات جنود قالوا إن الفرقة 252 نفذت عمليات هدم واسعة في محور نتساريم في أغسطس الماضي "من منطلقات ذاتية".