إسرائيل تختبر دفاعات حزب الله البرية بمحاولتي تسلل في جنوب لبنان
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
سجّلت جبهة جنوب لبنان ليل الأحد - الاثنين أول محاولة تسلل إسرائيلية باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث حاولت مجموعتان عسكريتان إسرائيليتان التسلل من موقعين متقاربين، في مسعى فسّر على أنه محاولة لاختبار دفاعات «حزب الله» الذي أعلن أنه تصدى لهما، وسط تبادل متواصل لإطلاق النار بين الطرفين، أدى الاثنين إلى مقتل عامل أجنبي في شمال إسرائيل، وفق ما أفادت به وسائل إعلامها.
وحادثة التسلل التي أعلن الحزب إحباطها، هي الأولى في الجنوب منذ 8 تشرين الأول الماضي، تاريخ انخراط الحزب في الحرب تضامناً مع غزة، وتأتي بعد نحو 5 أيام على تقديرات إعلامية أميركية تحدثت عن استعدادات لدى إسرائيل لتنفيذ اجتياح بريّ في لبنان في حال فشلت الحلول الدبلوماسية لإبعاد «حزب الله» مسافة كيلومترات عدة عن الحدود.
لكن مصادر ميدانية مطلعة مواكبة لسياق الحرب في الجنوب، شككت في أن يكون الغرض من التسلل هو الاجتياح أو التمهيد له، ووضعتها في محاولات الاستطلاع أو المساعي لكشف مواقع الحزب، مشيرة إلى أن الحزب في الجنوب «بنى على مدى سنوات خطوطاً دفاعية تساعده على صد أي تسلل».
وكتب محمد علوش في" الديار": طبعا لم يكن الجيش "الاسرائيلي" بصدد التنزه خلال محاولاته التسلل الى داخل الأراضي اللبنانية، وهنا تلفت المصادر النظر الى أنه من الصعب الجزم بما كان يريد العدو القيام به، ولكن بحسب المتعارف عليه فإن الهدف الأول للتسلل هو زرع أجهزة متطورة للكشف والمراقبة، أما الهدف الثاني فقد يكون اختبار قوة المقاومة وسيطرتها على الحدود، وذلك قد يكون بسياق التمهيد لتوغل بري أكبر في أي حرب مقبلة، بحال كان "الاسرائيلي" يفكر بذلك.
اذا لا تستبعد المصادر أن يكون الهدف من محاولات التسلل، هو قراءة طبيعة المنطقة جغرافياً وعسكرياً، ومحاولة معرفة حجم ومدى انتشار المقاومين لرسم رؤية ما تتعلق بالتوغل البري، مشيرة الى أنه حتى فكرة زرع اجهزة فهي على درجة عالية من الاهمية، وتتعلق ايضاً بواقع عسكري استراتيجي، فالهدف لم يكن زرع جهاز تجسس بسيط وعادي، لكي يخاطر "الاسرائيليون" بأنفسهم لاجل التنفيذ في زمن حرب قاسية.
من دلالات هذه العمليات الإيجابية استمرار ووجد الحزب على الحدود، وهنا سيشعر المجتمع "الاسرائيلي" بحجم الكذب لدى قيادته، وجهوزية المقاومة بقدرتها العالية على الرصد والمتابعة والتنفيذ، اما الدلالات السلبية فهي بكونها تحمل نيات "اسرائيلية" مبيتة خطرة متعلقة بالتوغل البري.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تصعيد خطير فى جنوب لبنان وسط جهود دبلوماسية لوقف إطلاق النار.. 3 غارات إسرائيلية قرب بلدية حارة حريك.. وهجوم جديد على الضاحية الجنوبية لبيروت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد لبنان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، أمس السبت، مع شن ثلاث غارات إسرائيلية على مواقع متعددة، بينها غارة قرب بلدية حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى تدمير المباني وإلحاق أضرار كبيرة بالمنطقة المحيطة.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، تعرضت الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، لهجوم جوي جديد بعد نداء من الجيش الإسرائيلي لإخلاء أحد أحيائها، بينما أظهرت صور بثتها وكالة فرانس برس سحابة دخان كثيفة تتصاعد فوق المنطقة، التي أصبحت شبه خالية من سكانها.
في جنوب لبنان، استهدفت الغارات الإسرائيلية ليلًا وفجر السبت قرى عدة، خاصةً في منطقة بنت جبيل، مما يزيد من حدة التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان عبر تطبيق تليجرام أنه نفذ سلسلة ثالثة من الضربات ضد أهداف إرهابية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفًا المنطقة بأنها "معقل إرهابي رئيسي لحزب الله، حيث يزعم الجيش الإسرائيلي أن الحزب يخفي بنيته التحتية بين السكان المدنيين.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه استهدف مراكز قيادة لحزب الله، بالإضافة إلى مخزون من الصواريخ و١٥ منصة إطلاق في جنوب لبنان، زاعمًا أن بعضها كان جاهزًا لإطلاق الصواريخ باتجاه المدنيين الإسرائيليين. هذا التصعيد العسكري يأتي في ظل تصاعد الخطاب الإسرائيلي ضد حزب الله، حيث نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، منشورًا باللغة العربية يتحدث عن البنية التحتية لشبكات الحزب.
ووفقًا لآخر تقرير صادر عن وزارة الصحة اللبنانية، فقد أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل ٥٩ شخصًا يوم الخميس، ليرتفع إجمالي عدد القتلى في لبنان منذ أكتوبر ٢٠٢٣ إلى ٣٤٤٥ شخصًا. في المقابل، أعلن حزب الله، ليلة السبت، مسئوليته عن هجومين صاروخيين استهدفا ثكنة راميم الإسرائيلية قرب الحدود في شمال إسرائيل، مما يعكس تصعيدًا متبادلًا بين الطرفين.
وسط هذا التصعيد، أفادت وكالة فرانس برس أن لبنان يدرس مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار، وبحسب مسئول لبناني كبير، قدمت السفيرة الأمريكية في بيروت، ليزا جونسون، خطة من ثلاث عشرة نقطة إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ويشمل المقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة ستين يومًا، يتبعه نشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية، بالتزامن مع انسحاب مقاتلي حزب الله إلى الشمال وسحب الجنود الإسرائيليين من الأراضي اللبنانية.
وأشار المسئول اللبناني إلى أن بري طلب مهلة ثلاثة أيام للرد على المقترح، فيما لم تقدم إسرائيل أي رد حتى الآن. وأضاف أن الاتفاق، في حال إتمامه، سيتم الإعلان عنه في بيان صحفي مشترك بين الولايات المتحدة وفرنسا.
المقترح الأمريكي يأتي نتيجة مباحثات مكثفة بين بري والمبعوث الأمريكي عاموس هوشستين، الذي أكد التوصل إلى خارطة طريق تستند إلى القرار الأممي ١٧٠١. يُذكر أن هذا القرار كان أساسًا لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام ٢٠٠٦، حيث نص على نشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل على الحدود الجنوبية للبنان، ومنع وجود مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية.
ورغم الاشتباكات التي حدثت منذ ذلك الحين، ساهم القرار ١٧٠١ في الحفاظ على حالة من الهدوء غير المستقر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.
التطورات الميدانية والدبلوماسية المتلاحقة تضع لبنان أمام مفترق طرق، حيث يتوقف مستقبل الصراع على مدى استجابة الأطراف المعنية للمقترحات الدولية. ومع استمرار التصعيد العسكري، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الجهود الدولية في فرض التهدئة، أم سيستمر النزاع في جر لبنان إلى مزيد من الدمار؟