#الوجه_الآخر_للحرب – #ماهر_أبوطير
على الرغم من أن كل الكلام عن #حرب_الإبادة في قطاع #غزة يرتبط بعدد الشهداء والجرحى، وتأثيرات حالة المجاعة المهينة والمخزية، إلا أن لهذه الحرب وجها آخر، لا يقف عنده كثيرون.
قد لا يعلم البعض أن أدنى نسبة أميّة في فلسطين وفي العالم العربي هي في قطاع غزة، وأن نسبة التعليم الجامعي في القطاع أعلى النسب في فلسطين والعالم العربي، ونسبة الحاصلين على شهادة الماجستير تتجاوز الخمسين بالمائة من خريجي الجامعات، وهذا يفسر لماذا أقدمت إسرائيل على تدمير أكثر من 14 مؤسسة تعليم عالِ في غزة، حيث دمّرت أربع جامعات أساسية تصنف من أكبر وأقوى الجامعات في قطاع غزة، وهي الجامعة الإسلامية، وجامعة الأزهر والأقصى وجامعة القدس المفتوحة، كما أقدم الاحتلال على قتل أكثر من 200 أستاذ جامعي في هذه الجامعات من بينهم أكثر من 65 بروفيسور في تخصصات مهمة جدا، ومعهم مئات المعلمين والطلبة والعلماء، وإضافة إلى ما سبق تدمير المدارس، ومدارس الأونروا.
هذا يعني أن إسرائيل تريد أن تترك أثرا إستراتيجيا لفترة ما بعد الحرب، ولا تريد أن تقف الأضرار عند كونها مجرد أضرار يومية، قد يتم تعويضها، لأن الحرب على التعليم في غزة، وعلى المؤسسات التعليمية، يراد منها وقف عملية التعليم، وترك أجيال كاملة بلا تعليم، ولا فرص للتعلم في ظل تدمير الجامعات والكليات والمدارس، وسفك دم الهيئات التعليمية، هذا فوق أن فرص أبناء قطاع غزة في هذه الظروف، أو بعد توقف الحرب للخروج إلى دول ثانية لتلقي التحصيل الجامعي، تبدو منعدمة، دون أن ننسى هنا، أن كل عملية التحصيل العلمي في الجامعات والمدارس توقفت حاليا، وضاعت سنة كاملة على هؤلاء، وهم الذين لن يجدوا شيئا إذا توقفت الحرب، في ظل تدمير البنى التحتية للحياة، وهو تدمير شمل كل شيء، بما في ذلك المستشفيات كما هو معروف، وبقية المرافق المدنية التي يحتاجها الناس في حياتهم.
مقالات ذات صلةهذه حرب انتقامية من المدنيين، والأمر ليس سرا هنا، لأن عنونة الحرب بالانتقام من فصائل مقاتلة، عنونة باتت مكشوفة للجميع، والذي نراه هو إعادة تصنيع قطاع غزة بشكل مختلف، جغرافيا، وإنسانيا، من خلال محاولات التحكم بالكتل السكانية وتحريكها، وصولا إلى شطب كل مظاهر الحياة، بحيث يتحول القطاع إلى مكان غير صالح للعيش، وبحيث يتواصل تعذيب الفلسطينيين حتى إذا توقفت الحرب، حين يجدون أن كل شيء بات مدمرا، والحياة أصبحت بدائية جدا، في ظل اقتصاد منهار، وغياب كلي للخدمات، دون أي أفق أو مستقبل.
حرب التجهيل الإسرائيلية حرب غبية، لأن مخزون الفلسطينيين من المتعلمين والأكاديميين مرتفع جدا، ولا يقف عند هذه المأساة، لكن المؤكد هنا أن سلطات الاحتلال ترصد أصلا واقع القطاع بشكل دائم، حتى قبل حرب السابع من أكتوبر، وتدرك أن أهم ضربتين يمكن توجيههما تتعلقان بالحياة الاقتصادية، والتعليم، فيما التضحية بالبشر سلوك إسرائيلي قديم، وليس جديدا، اعتقادا من إسرائيل أن التعليم من أهم أسلحة الشعوب في مواجهة أي احتلال باطل، خصوصا، في ظل إقبال الفلسطينيين التاريخي على التعليم، طوال عقود ماضية في كل فلسطين.
نحن بحاجة اليوم إلى “جردة حساب” تفصيلية لكل ما فعلته إسرائيل حتى لا نقف فقط عند حدود عدد المساكن التي تم تدميرها، أو عدد الشهداء والجرحى والأيتام والأرامل، وهذا يعني أن الأيام المقبلة سوف تكشف مستويات الجريمة الإسرائيلية البشعة التي يتفرج عليها هذا العالم.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الوجه الآخر للحرب حرب الإبادة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزارة التعليم العالي: جامعة شرق بورسعيد أحد ثمار التنمية بتكلفة 646 مليون جنيه
في إطار احتفالات جمهورية مصر العربية بحلول الذكرى الـ 43 لتحرير أرض سيناء الحبيبة، وفي ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية للمشروعات القومية الكبرى، وخاصة في شبه جزيرة سيناء ومدن القناة، فقد حظي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بدعم كبير من جانب القيادة السياسية، وساهم ذلك في تحقيق التنمية في هذا الإقليم الهام في ظل "الجمهورية الجديدة".
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتنمية شبه جزيرة سيناء، من خلال تنفيذ مشروعات قومية وتنموية كبرى، تؤكد وضع محافظات القناة في مقدمة خريطة التنمية الشاملة والمستدامة وفقًا لرؤية مصر (2030)، موضحًا أن الدولة نفذت عدة مشروعات في مجال التعليم العالي بسيناء ومدن القناة، بتكلفة إجمالية بلغت 23 مليار جنيه.
وأكد الوزير أهمية مسار التعليم التكنولوجي باعتباره من المسارات التعليمية الهامة، لتزويد سوق العمل بالكوادر الفنية المدربة، وتأهيل الخريجين ليكونوا قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.
وأوضح الوزير أن هناك اهتمامًا كبيرًا بالتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية بمختلف أنحاء الجمهورية، وتجهيز المعامل وورش العمل بأحدث الإمكانات والوسائط التكنولوجية، مع تركيز الدراسة بها على العلوم الحديثة والبرامج الدراسية البينية، لتأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات وظائف المستقبل.
وأوضح الدكتور مدحت الحادق رئيس جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية أن الجامعة تُقام على مساحة 70140 متر مربع، بتكلفة إجمالية بلغت 646 مليون جنيه، مؤكدًا أن الجامعة تقدم برامج دراسية جديدة تخدم الصناعة بالمنطقة الجغرافية المحيطة بها، مشيرًا إلى أن الجامعة تقدم 6 برامج بكليتين خلال العام الجامعي 2024/2025، وهما كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة، وتقدم برامج (صيانة وتشغيل السفن، الصناعات الخشبية، الصناعات الغذائية)، وكلية تكنولوجيا الخدمات الفندقية والسياحية، وتقدم برامج (تكنولوجيا السياحة والسفر، تكنولوجيا الخدمات الفندقية، تكنولوجيا المشروبات والأغذية).
وأشار رئيس الجامعة إلى اهتمام الجامعة بتنظيم الندوات التوعوية والتثقيفية لتعزيز الوعي والانتماء لدى الطلاب، فضلًا عن تحفيزهم على المشاركة في المسابقات والأنشطة الطلابية المختلفة، لتنمية مهاراتهم وقدراتهم وصقل خبراتهم، وكذلك الاهتمام بتقديم تدريبات عملية، ليكونوا قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل المعاصر والمستقبلي، والمشاركة في المؤتمرات والملتقيات والمسابقات الطلابية، لتنمية مهاراتهم.
وصرّح د.عادل عبد الغفّار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الجامعات التكنولوجية تستهدف تأهيل الخريجين، لتزويد سوق العمل بالكوادر الفنية المُدربة جيدًا والمؤهلة لمواكبة التطورات الحديثة في المجال الصناعي، لافتًا إلى انضمامها للتحالفات الإقليمية التي تم توقيعها بين الجامعات والمؤسسات الإنتاجية والخدمية والصناعية والشركات داخل كل إقليم جغرافي، تنفيذًا للإسراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، وبما يتماشى مع تنفيذ المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، مشيرًا إلى أن الجامعات التكنولوجية شهدت إقبالًا كبيرًا من جانب الطلاب، وهو ما يعكس الثقة التي أصبحت تتمتع بها هذه الجامعات من الطلاب وأولياء الأمور، نظرًا لما تقدمه من برامج دراسية حديثة ومتميزة، بالإضافة إلى الاهتمام بالتدريبات العملية، لتأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على المنافسة في سوق العمل.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم تصميم البرامج الدراسية بالكليات التكنولوجية بناءً على رصد الاحتياج إلى هذه التخصصات من خلال رصد الاحتياجات المحلية في الأقاليم الجغرافية السبعة، ومعرفة الاحتياجات التي يحتاجها سوق العمل ومجتمع الصناعة، والتكامل بين التعليم التكنولوجي والتعليم ما قبل الجامعي، مشيرًا إلى انضمام الجامعات التكنولوجية إلى التحالفات الإقليمية التي تم توقيعها بين الجامعات المصرية والمؤسسات الخدمية والصناعية، لتدريب الطلاب عمليًا وصقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم وفق احتياجات سوق العمل.
اقرأ أيضاً«مليون مبتكر مؤهل».. وزير التعليم العالي يطلق النسخة الثانية من مبادرة «كن مستعدا»
التعليم العالي: فتح باب التقدم لبرنامج التبادل العلمي المصري - الألماني لتطوير التميز