الرئيس الصيني يؤكد ضرورة تعزيز وتنمية مصادر الطاقة الجديدة في البلاد
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
عقد المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني جلسة الدراسة الجماعية الـ12 حول تكنولوجيا الطاقة الجديدة وأمن الطاقة في البلاد.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينج، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خلال ترؤسه الجلسة أن أمن الطاقة أمر يرتبط بالوضع العام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأن تطوير الطاقة النظيفة بنشاط ودفع تحول التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى اتجاه التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون قد أصبح توافقًا عامًا للمجتمع الدولي حول مواجهة تغير المناخ العالمي.
وقام البروفيسور ليو جي تشن، الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة، مدير المختبر الرئيسي الوطني لنظام الطاقة الكهربائية البديلة بمصادر الطاقة المتجددة، بشرح هذا الموضوع وقدّم اقتراحاته بشأن العمل. واستمع الرفاق في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إلى شرحه وقاموا بالمناقشة والتباحث حوله.
وألقى شي جين بينج كلمة مهمة بعد استماعه إلى الشرح والمباحثات، حيث أشار إلى أن البلاد عملت منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني على تسريع بناء نظام طاقة جديد، ومواصلة إرساء الأساس لضمان الطاقة، ما وفّر دعمًا قويًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي الوقت نفسه؛ لا بدّ من معرفة أن تطوير الطاقة في بلادنا ما زال يواجه سلسلة من التحديات مثل ضغوط الطلب الهائلة والقيود الكثيرة على العرض والمهام الشاقة للتحول إلى اتجاه التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون. ومن أجل مواجهة هذه التحديات، فإن المخرج يتمثل بتطوير الطاقة الجديدة بقوة.
وأكد شي جين بينج أن بلادنا غنية بطاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية وغيرهما من الموارد، وأن لديها إمكانات هائلة لتطوير الطاقة الجديدة. وبفضل تسوية المشاكل المستعصية وتراكم الخبرات باستمرار، تبوأت بلادنا صدارة العالم في عدة تكنولوجيات للطاقة الجديدة ومستويات تصنيع المعدات، وتم بناء أكبر نظام إمداد للكهرباء بالطاقة النظيفة في العالم، كما شكّلت مركبات الطاقة الجديدة وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية قدرة تنافسية قوية في السوق الدولية، ولذلك اتسم تطوير الطاقة الجديدة في بلادنا بأساس جيد، وأصبحت بلادنا حافزًا مهمًا لتحول تطوير الطاقة ومواجهة تغير المناخ على الصعيد العالمي.
وأشار شي جين بينج إلى ضرورة التنسيق الجيد بين قضيتي تطوير الطاقة الجديدة وأمن الطاقة في البلاد، والتركيز على التخطيط قبل اتخاذ الإجراءات وتعزيز التصميم الكلي رفيع المستوى والقيام بعمل جيد في التخطيط الشامل، وإيلاء الاهتمام للتعامل الجيد مع العلاقات بين الطاقة الجديدة والطاقة التقليدية، وبين الوضع العام والوضع الجزئي، وبين الحكومة والسوق، وبين تطوير الطاقة والحفاظ عليها، وما إلى ذلك، وتعزيز التنمية عالية الجودة للطاقة الجديدة.
وشدد شي جين بينج على ضرورة مواكبة علوم وتكنولوجيا الطاقة الرائدة في العالم، والتركيز على المجالات الرئيسية والاحتياجات الهامة للطاقة، واختيار الطريق الصحيح للابتكار التكنولوجي، وإفساح المجال كاملًا أمام مزايا نظام جديد لتعبئة الموارد على الصعيد الوطني، وتعزيز الجهود المشتركة لتسوية المشاكل المستعصية المتعلقة بالتكنولوجيات المحورية الحاسمة، وتعزيز تحويل إنجازات البحوث العلمية وتطبيقها، وتطوير تكنولوجيا الطاقة والصناعات ذات الصلة بها لإنماء نقاط نمو جديدة ودفع الترقية الصناعية للبلاد، وتنمية قوى إنتاجية جديدة.
وأشار شي جين بينج إلى ضرورة التكيّف مع متطلبات التحول في الطاقة، وتعزيز بناء شبكة البنية التحتية للطاقة الجديدة بشكل جيد، ودفع إصلاح البنية التحتية لشبكة الكهرباء استنادًا إلى التكنولوجيا الذكية وبناء شبكة الكهرباء الصغرى الذكية، وتحسين قدرة شبكة الكهرباء على استيعاب الطاقة النظيفة وتوزيعها وتنسيقها والتحكم بها. وينبغي تسريع بناء نظام شبكات البنية التحتية للشحن، ودعم تطوير مركبات الطاقة الجديدة بسرعة.
وشدد شي جين بينج على أهمية تعميق التعاون الدولي في الابتكار العلمي والتكنولوجي. ومن الضروري أيضًا دفع التعاون في السلسلة الصناعية للطاقة الجديدة بشكل منظم، وإنشاء نمط جديد يتسم بالفوز المشترك للتحول الأخضر ومنخفض الكربون للطاقة. ويجب الانخراط بعمق في الإصلاحات بشأن حوكمة الطاقة الدولية، ودفع بناء نظام حوكمة عالمي للطاقة يتسم بالنزاهة والعدالة والتوازن والشمول.
وأكد شي جين بينج في ختام الكلمة على أنه ومن أجل تحقيق الاعتماد على النفس وتقوية الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا، يجب علينا ألا نلتزم بالاتجاه العام لتطوير العلوم والتكنولوجيا حاليًا فحسب، بل أن نتمسك أيضًا بالاحتفاظ بزمام المبادرة في أيدينا، كما يتعين إبراز الاتجاهين المرشدين لحل المسائل والطلب، ورفع كفاءة الاستثمارات في الابتكار العلمي والتكنولوجي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصين الرئيس الاقتصاد تكنولوجيا الرئيس الصيني الطاقة المتجددة تغير المناخ للحزب الشیوعی الصینی للطاقة الجدیدة شی جین بینج
إقرأ أيضاً:
ماذا فعلت مصر لتشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة؟.. الخبراء يُجيبون
شهدت جلسات اليوم الأول من المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة، الذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية، برئاسة المهندس طارق النبراوي، بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب برئاسة الدكتور عادل الحديثي، على مدار يومي السبت والأحد، بأحد فنادق مدينة الجيزة الشهيرة، مناقشات موسعة حول التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والمستدامة.
وترأس الدكتور محمد صلاح السبكي، الأستاذ بهندسة جامعة القاهرة، الجلسة الأول من اليوم الأول للمؤتمر، والتي ناقشت "استراتيجية الطاقة المتجددة - حاضر ومستقبل"، وتحدث فيها كل من: الدكتور محمود الجيلاني، أستاذ الطاقة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتور محمد سليم، عضو اللجنة الاستشارية العليا لنقابة المهندسين، ونسرين الرعيض، مدير مكتب التدريب والتطوير والجودة في مركز الاستشارات والبحوث الهندسية وتقنية الطاقة بجامعة بني غازي الليبية، والدكتور إبراهيم نصار- رئيس قسم الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة بجامعة الأزهر.
وأوضح "السبكي"، أن العالم ينتقل لاستخدام الطاقة المستدامة بشكل تدريجي، وكافة الدول لها استراتيجيات مختلفة، ومستهدفات مختلفة في الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، مشددًا على أنه قد حان الوقت للجوء للطاقات المستدامة بشكل أكبر.
الاستثمار في الطاقة المتجددةوتحت عنوان: "استراتيجيات وتحديات الطاقة الجديدة حاليا ومستقبلا" استفاض الدكتور محمود الجيلاني، فى توضيح أهم الصعوبات والمشاكل التي تواجه استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ التأثر بالطقس، مستشهدًا بالظاهرة التي حدثت في المانيا العام 2018، والتي أدت إلى فقدها لحوالي 24 جيجاوات المولدة من الطاقة الشمسية خلال دقيقتان ألا وهي ظاهرة "الهدوء المظلم" أو "الكآبة المظلمة".
وزير الكهرباء: نعمل مع الجهات المختصة حول العالم لتوفير الاستثمارات اللازمة لمشروعات الطاقة المتجددةوزير الكهرباء: الطاقة المتجددة السبيل لتحقيق التنمية المستدامةوزير الكهرباء: مصر ترأس عددا من اللجان الهامة في الوكالة الدولية للطاقة المتجددةوتناول "الجيلاني" أهم استراتيجيات الطاقة في الوقت الحالي ومستقبلا، ومنها استراتيجيات تنوع مزيج الطاقة، وتطوير البينية التحتية للطاقة، وتحسين كفاءة الطاقة، مؤكدا على أن دور المهندس العربي الأن هو السعي لتوطين الصناعات في مجالات الطاقة الجديدة.
فيما استعرض الدكتور محمد سليم، استراتيجية الطاقة لتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2035، موضحا أن الرؤية الاستراتيجية للطاقة ضمن رؤية مصر 2030، تتميز بالقدرة على الابتكار والتنبؤ والتأقلم مع المتغيّرات المحلية والإقليمية والدولية في مجال الطاقة وذلك في إطار مواكبة تحقيق لأهداف الدولية للتنمية المستدامة الهدف 7 - طاقة نظيفة وبأسعار معقولة.
وكشف سليم أنه تم تحديث استراتيجية قطاع الطاقة في مصر حتى 2030 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وتم اعتمادها من المجلس الأعلى للطاقة واختيار السيناريو الأمثل ليكون هو الأساس والمرجعية لتخطيط الطاقة بمصر، وتتضمن الاستراتيجية تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة فى مزيج القدرات الكهربائية لتصل نسبتها إلى 42% بحلول عام 2030.
كما تضمنت الاستراتيجية هدف لترشيد استهلاك الطاقة في كافة القطاعات بنسبة 18%، وتضمنت الدراسة التي أعدها الاستشاري عدد 8 سيناريوهات مختلفة في مزيج الطاقة من مصادرها الأولية، وتراعي الكميات المتاحه من الغاز الطبيعي، وذلك بهدف اختيار البديل الأمثل منها فنيا واقتصاديا.
وأكد "سليم" أن التحديات العالمية تدفع باتجاه الربط الشبكي والتجارة عبر الحدود لتحقيق إمدادات مستدامة وآمنة وبأسعار معقولة
وخلال محاضرتها أوضحت نسرين الرعيض، أن توليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة له أهمية حيوية، لأنه يعمل كحل مثالي لقضايا الطاقة والبيئة، مثل الاحترار العالمي واستنفاد طبقة الأوزون وتلوث الهواء وتغير المناخ الناجم عن الانبعاثات الضارة لغازات الدفيئة المرتبطة بحرق الوقود الأحفوري في محطات القدرة التقليدية لتوليد الكهرباء.
وأشارت "الرعيض" إلى أن الطاقة الحرارية الأرضية هي مصدر بديل للطاقة يتمتع بميزة مهمة تتمثل في كونه أحد أنظف مصادر الطاقة، لأنه لا يولد انبعاثات للغازات الدفيئة، وأن الطاقة الحرارية الأرضية صديقة للبيئة، ولا تسبب تلوث الهواء أو الماء، كما أنها أكثر استقرارًا من المصادر الأخرى للطاقة المتجددة كالشمس والرياح حتى في ظل الطقس والتغيرات الموسمية.
وأضافت أن الطاقة الحرارية الأرضية تتطلب مساحة مادية أضيق من محطة الطاقة التقليدية، فيما توجد موارد الطاقة الحرارية الأرضية ذات درجات الحرارة المنخفضة في العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم وتمثل مورد طاقة فعال للغاية.
وقالت المهندسة نسرين الرعيض: "تم عمل تحليل ديناميكي حراري للتحقق من جدوى استخدام الموارد الحرارية الأرضية منخفضة المحتوى الحراري والمتمثلة في الآبار الارتوازية الفوارة الموجودة في مدينة "ودان" في ليبيا لإنتاج الطاقة.
فيما تناول الدكتور إبراهيم نصار، إيجابيات وسلبيات الطاقات الجديدة والمتجددة، موضحا أنه هناك خمس أسباب تسرع من عملية التحول لاستخدام الطاقة النظيفة كونها الطريق لكوكب سليم وصالح للعيش للأجيال القادمة، أولها أن مصادر الطاقة المتجددة موجودة في كل مكان حولنا، وأنها أقل تكلفة، وتحافظ على الصحة، وتخلق فرص عمل جديدة، وذات جدوى اقتصادية.
وأشار إلى أن الوقود الأحفوري له سلبيات كبيرة على المناخ نظرًا لانتشار النفايات في الهواء وأنه لتجنب آثار هذه النفايات على الطبيعة يجب خفض الانبعاثات بمقدار النصف بحلول عام 2030، والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، مستعرضا مجهودات الدولة المصرية في مجال التحول للطاقة الجديدة والمتجددة، والتي أدت إلى تقدم مصر 20 مركزًا في مؤشر السياسة المناخية طبقا لمؤشرات أداء تغير المناخ عام 2022.
واختتمت الجلسة الأولى بمداخلة للدكتور محمد السبكي، استعرض خلالها بعض الأدوات التشريعية لتنمية الطاقة المتجددة، موضحا أن مصر أصدرت عددا من التشريعات بعضها أساسية وأخرى تكميلية للتشجيع في الاستثمار في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، منها على سبيل المثال السياسات التسعيرية لتشجيع المستثمرين من خلال تخفيض الضرائب والجمارك، موضحا أن الدستور المصري نص على أن الدولة ملتزمة بتنمية الطاقات المتجددة والاستخدام الأمثل لها.
واستعرض "السبكي" المادة السابعة من قانون (203) لسنة 2017 بشأن تنمية إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة، وكذا المادة الثامنة والتاسعة، مؤكدا أن مصر تمتلك خبرات لتطبيق عددا من الآليات في وقت واحد، وأن هناك 250 مطورا بمشاريع الطاقة المتجددة في مصر.
وقد شارك في الجلسات عدد من الخبراء والمتخصصين، كان من بينهم: اللواء أركان حرب مهندس مختار عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، والدكتور أحمد مهينة، وكيل وزارة الكهرباء، والدكتور معتز طلبة، أمين صندوق نقابة المهندسين، والاستشاري محمد ناصر، عضو المجلس الأعلى بنقابة المهندسين، والمهندس محمود العربي، عضو المكتب الدائم باتحاد المهندسين العرب، ورؤساء عدد من النقابات الفرعية ورؤساء الشعب الهندسية والمجلس الأعلى لنقابة المهندسين المصرية.