إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

دون مفاجآت متوقعة، ووسط هيمنة الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن، يتوجه الناخبون الأمريكيون الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية. وتجرى هذه الانتخابات في 15 ولاية إضافة إلى واحدة من الأراضي الخاضعة للسيادة الأمريكية.

وتغيب أجواء التنافس عن "الثلاثاء الكبير" الذي يعد أهم يوم في الانتخابات التمهيدية. وتاريخيا يمثل "الثلاثاء الكبير" أول فرصة حقيقية لتشكيل صورة واضحة عن خريطة التنافس نحو البيت الأبيض. 

ويشكل "الثلاثاء الكبير" محطة رئيسية في السياسة الأمريكية مع تنظيم انتخابات تمهيدية متزامنة، يتمخض عنها انتخاب حوالي ثلث المناديب الذين سيصوتون لاختيار المرشح الرسمي لكل حزب. 

ومن ولاية ماين إلى كاليفورنيا مرورا بتكساس وفيرجينيا فضلا عن ألاسكا وأركنسو، يصوت الناخبون لاختيار مرشحهم الديمقراطي أو الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في الخامس تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

إلا أن هذا اليوم الانتخابي الكبير الذي غالبا ما يحظى باهتمام إعلامي واسع جدا، يرتدي طابعا مختلفا نوعا ما هذه السنة لأن النتائج شبه محسومة. 

التنافس الجمهوري

ويعتبر دونالد ترامب البالغ 77 عاما المرشح الأوفر حظا بأشواط رغم متاعبه القضائية الكثيرة.

وباستثناء الانتخابات التمهيدية الأحد في العاصمة واشنطن التي فازت بها منافسته نيكي هايلي، ظفر الرئيس السابق بكل الانتخابات التمهيدية على مستوى الحزب الجمهوري منذ كانون الثاني/يناير مطيحا بالجزء الأكبر من منافسيه، الذين تركوا السباق تباعا أمام هيمنة محكمة من رجل الأعمال.

وتبقى هايلي البالغة 52 عاما المرشحة الوحيدة التي تعترض طريق حصوله على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة. وتتعرض السفيرة السابقة لواشنطن لدى الأمم المتحدة لضغوط متزايد للانسحاب، لكنها شددت مرارا على أنها ستواصل المنافسة. 

وتتعهد الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية بإعادة الوضع "إلى طبيعته" وتحث أوساط حزبها على اختيار "جيل جديد من القادة".

إلا أن الناخبين الجمهوريين لا يصغون على ما يبدو إلى ما تقوله، إذ تتوقع استطلاعات الرأي أن يظفر ترامب بكل الولايات المقبلة التي تشهد انتخابات تمهيدية معولا على قاعدة متينة من أنصاره.

وكانت هايلي منيت حتى فوزها الرمزي الأحد في واشنطن، بهزائم متتالية حتى في الولاية التي شغلت فيها منصب الحاكمة.

وأبقت هايلي على الغموض بشأن مصيرها إذا فشلت في الخروج بالنتيجة المرجوة من "الثلاثاء الكبير"، رغم الأسئلة الملحة التي توجه إليها بهذا الخصوص.

وقالت لصحافيين في نهاية شباط/فبراير "سنستمر حتى يوم الثلاثاء الكبير. هذا أبعد ما فكرت به على الصعيد الاستراتيجي".

ويرى خبراء أن استمرارها حتى الآن مرتبط خصوصا بأملها من احتمال تعذر مشاركة ترامب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر بسبب متاعبه القضائية أو جراء مشاكل صحية.

وبلغة الأرقام، سيتم خلال هذا اليوم اختيار 874 مندوبا من أصل 2429 سيختارون مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية خلال المؤتمر العام للحزب في تموز/يوليو المقبل.

ومن شأن ذلك أن يمنح رجل الأعمال السابق اعتبارا من مطلع آذار/مارس، تقدما لن تتمكن منافسته الوحيدة من تعويضه.

ويتوقع فريق حملته الانتخابية أن يفوز ب773 مندوبا خلال "الثلاثاء الكبير" وأنه سيكون "حسابيا" غير قابل للهزيمة.

التنافس الديمقراطي

في المعسكر الديموقراطي لا يواجه الرئيس جو بايدن البالغ 81 عاما والمرشح لولاية ثانية، أي منافسة جدية. فلم يثر ترشيح شخصيتين ديموقراطيتين هما النائب عن مينيسوتا دين فيليبس والكاتبة المعروفة ماريان وليامسون (انسحبت) أي حماسة فعلية رغم الانتقادات المتواصلة للناخبين بشأن سن الرئيس أو دعمه لإسرائيل.

وستكون انتخابات الثلاثاء بالنسبة للمعسكر الديموقراطي مجرد إجراء شكلي، لكن بايدن يواجه جدلا كبيرا حول أهليته لحكم البلاد خلال ولاية رئاسية ثانية.

ويمثل عمر الرئيس ومشاكله الصحية المحتملة والتشكيك في قدرات ذاكرته مادة دسمة لمنتقديه وبعض داعميه، الذين يخشون من أن يكون الرجل الثمانيني يفتقد بعض الأهلية المطلوبة لحكم الولايات المتحدة. 

ودعي عشرات ملايين الأمريكيين إلى المشاركة في هذه الانتخابات، التي تفتقد هذه السنة لعنصري التشويق والحماس الذين طالما ميزا "الثلاثاء الكبير". 

وفي السابق كان النجاح في "الثلاثاء الكبير" يتطلب تحركا متواصلا على الأرض وقدرة على جمع التبرعات فضلا عن التمتع بحيوية كبيرة.

وكانت هذه الانتخابات التمهيدية فرصة للمرشحين لإظهار قدرتهم أو عجزهم عن حشد الناخبين من مشارب ومناطق جغرافية مختلفة.

ومن المتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية العامة المقبلة مشهدا مكررا للانتخابات الرئاسية الماضية. وتشير كل النتائج واستطلاعات الرأي إلى أن بايدن وترامب سيتواجهان مجددا في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، كما تواجها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

وتظهر بعض الاستطلاعات تقدم بايدن على ترامب، بينما تظهر بعض الاستطلاعات العكس. 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج دونالد ترامب الولايات المتحدة دونالد ترامب جو بايدن البيت الأبيض نيكي هايلي إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين حصار غزة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الانتخابات التمهیدیة للانتخابات الرئاسیة الثلاثاء الکبیر تشرین الثانی

إقرأ أيضاً:

ابتهاج الإنجليين الأمريكيين بفوز ترامب.. رسالة من الله

تناول تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أعدته مراسلتها فيونا هاملتون عودة ترامب للبيت الأبيض وفرح التيارات اليمينية بذلك.

وقالت إن دونالد ترامب قام، خلال المؤتمر الوطني الجمهوري، الذي بدأ بعد يومين فقط من تجاته من محاولة اغتيال، برفع قبضته إلى أعلى في إشارة إلى الانتصار، وكان المؤتمر مليئا بالحديث عن التدخل الإلهي والمعجزات حتى قبل أن يخبر ترامب المندوبين "ليس من المفترض أن أكون هنا الليلة ... أقف أمامكم في هذه الساحة فقط بفضل الله القدير".

وأضافت، "لقد حفز هذا الخطاب التصويت المسيحي الإنجيلي قبل فوزه في الانتخابات، وبعد أربعة أشهر، لا يزال يثير عواطف  لورين غليتون، قالت وهي تمسح الدموع من عينيها: "كان ذلك قويا جدا. لا أتذكر أن ترامب تحدث عن الله قبل ذلك - شعرنا أن ذلك كان نبويا إلى حد كبير. لقد أحدث ذلك تأثيرا".



قبل ذلك، لم تقتنع غليتون، 41 عاما، وهي أم لطفلين ومعمدانية ملتزمة، بنبوءات اليمين المسيحي بأن ترامب قد عمد من قبل الله ليصبح رئيسا مرتين. لقد تغير ذلك. قالت: "لا يمكن إنكار ذلك. عليك فقط أن تؤمن بالله وتثق به".

تعتقد أنجيلا بين، 68 عاما، وهي زميلة في كنيسة المعمدانيين الأولى في مدينة بيتشتري، وهي جزء من "حزام الكتاب المقدس" في جورجيا، اعتقادا راسخا بأن إعادة انتخاب ترامب تمثل تفويضا إلهيا، فضلا عن كونه تفويضا انتخابيا.

وقالت: "الله يتحكم في كل شيء في الحياة. هناك أنبياء معاصرون تنبأوا بأن ترامب سيكون رئيسنا في وقت كانت فيه هذه البلاد في أمس الحاجة إليه، لسحبنا من الظلام الذي أحاط ببلدنا. وقد ثبت ذلك. عندما يتنبأون ويتحقق ذلك، فماذا تفعل سوى الإيمان؟"

وبين التقرير، أن المسيحيين الإنجيليين البيض كانوا لفترة طويلة قاعدة مهمة لقادة الحزب الجمهوري، لكن ترامب هو أول من ينظر إليه باعتباره شخصية شبه دينية. خلال الحملة، قدم الوعاظ المتعصبون، الذين حفزهم احتمال التأثير على أجندة ترامب الرئاسية، مهمته باعتبارها مهمة صالحة حيث حثوا أتباعهم على التصويت.

ووصفت منافسته، كامالا هاريس، بأنها تسترشد بـ "قوى شيطانية" وأنها تحت تأثير "روح إيزابيل"، في إشارة إلى الملكة التوراتية الشريرة.

واستغل ترامب مخاوفهم بشأن توسيع الديمقراطيين لحقوق المتحولين جنسيا ولعب على "عمله التاريخي لحماية الأجنة"، في إشارة إلى دوره في تعيين قضاة المحكمة العليا الذين صوتوا لإلغاء الحق الفيدرالي في الإجهاض في عام 2022.

لقد نجحت الاستراتيجية. وفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، أدلى حوالي ثمانية من كل عشرة ناخبين مسيحيين إنجيليين بيض – 20 بالمئة من إجمالي الناخبين - بأصواتهم لصالح ترامب.

والسؤال الآن هو كيف سيؤثر ذلك على أجندته في المكتب البيضاوي؟

قال روبرت جونز، رئيس ومؤسس معهد أبحاث الدين العام، إن ترامب نجح في تشكيل تحالف غير متوقع مع المسيحيين المحافظين البيض على الرغم من زيجاته المتعددة، ودفعه أموالا لنجمة أفلام إباحية واتهامات بسوء السلوك الجنسي وغيرها من المخالفات.

وأضاف جونز إنه قد لا يكون هناك دليل يذكر على أن ترامب يشترك معهم في الإيمان، لكن الارتباط الوثيق سيشكل سياساته حتما.

وأوضح، "على نطاق أوسع، فإن شعاره 'جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى'، مع مزيج من المظالم العنصرية والحنين إلى وقت حيث كان المسيحيون البيض الأغلبية الثقافية والسياسية بلا منازع في البلاد، مصمم خصيصا لمجموعة ترى نفسها كشعب حُرم من مكانه الإلهي باعتباره الشعب المختار في أمريكا التي يتصورونها كأرض موعودة للمسيحيين البيض".

حتى الآن، من غير الواضح إلى أي مدى سيتطور حماس ترامب المسيحي خلال الحملة إلى سياسات تتميز باللاهوت المحافظ للغاية. لكن القادة المسيحيين "يفرحون" باحتمال دعم ترامب. وتشمل تعهدات حملته مقاومة لحقوق المتحولين جنسيا وسياسات الهجرة التقييدية والحق في الصلاة وقراءة الكتاب المقدس في المدرسة، وفقا للتقرير.



وشملت أنصاره الأكثر صراحة لانس والناو، المبشر الشهير الذي ادعى أنه تنبأ بانتصار ترامب قبل سنوات وقال إنه "جزء من خطة الله لبدء عصر جديد من الهيمنة المسيحية في جميع أنحاء العالم". وقد أشاد داتش شيتس، الذي يصف نفسه بأنه رسول، بفوز ترامب باعتباره جزءا من "الصحوة الكبرى الثالثة"، وهي صحوة دينية يعتقد أنها نشأت في خمسينيات القرن التاسع عشر.

ويشير جونز إلى مشروع 2025، وهو خريطة طريق محافظة للغاية لرئاسة ترامب الثانية. وفي حين نأى ترامب بنفسه عن الوثيقة، فقد كتبها أشخاص في مداره الضيق.

ويعتقد جونز أنه من المرجح أن يخفف ترامب القيود المفروضة على مشاركة الكنائس في الحملات السياسية، ويقوض نظام التعليم العام العلماني في أمريكا ويؤدي إلى تآكل برامج العمل الإيجابي، من بين أمور أخرى. سيكون هناك "ضغط هائل من القوميين المسيحيين من أجل حظر الإجهاض على المستوى الوطني وقيود أخرى على حقوق الإنجاب".

وبعد تفاخره بحكم الإجهاض لعام 2022، تراجع ترامب بشأن القضية وأدلى بتصريحات متناقضة خلال الحملة، ربما مستشعرا احتمال رد فعل عنيف من قاعدة التصويت النسائية الأوسع. كان موقفه بحلول يوم الانتخابات هو أن القضية يجب أن تُترك لكل ولاية لتحديد سياستها بحسب التقرير.

وفي كنيسة المعمدانيين الأولى في بيتشتري، حيث أن المصلين مناهضون للإجهاض، لم يمر الأمر دون أن يلاحظه أحد.

وقالت ماديسون سلاي، 25 عاما، إن بعض المسيحيين واجهوا "صعوبة" في التصويت لصالح ترامب لأنه لم يكن متشددا بما فيه الكفاية بشأن الإجهاض. سيكون "رائعا" إذا تم انتخاب رئيس "يؤمن بكل ما قاله الكتاب المقدس، وكل ما أؤيده كمسيحية". ولكن في غياب هذا الشخص، قالت سلاي، كان ترامب هو أفضل بديل.

ويدعم العديد من أعضاء الكنيسة سياسات ترامب لخفض الضرائب وتعزيز الاقتصاد وخفض الهجرة، لكنهم يرون في النهاية إعادة انتخابه كتدخل من الله.



وشاهد توم هيغان، 73 عاما، وهو محقق متقاعد، مقطع فيديو إطلاق النار في بنسلفانيا عدة مرات وقال إن دوران رأس ترامب المفاجئ، مما يعني أنه تعرض لخدش الرصاصة بدلا من القتل، كان "عمل الله".

ويأمل أن يواصل ترامب دفع السياسات المسيحية المحافظة و"القيم الأخلاقية التوراتية"، مضيفا: "لقد قرأت الكتاب المقدس من الغلاف للغلاف ولا يتحدث عن كون الرجال نساء والنساء رجالا. لقد خلق الذكر والأنثى. لم يخلق شيئا محايدا. هذا ليس شيئا توراتيا".

وزع جوزيف سميث، المهندس الميكانيكي، مقطعا من سفر التثنية يؤكد على الاختيار بين الخير والشر. وأشار إلى هاريس و"الحشد الشيطاني" الذي حضر تجمعاتها الانتخابية.

وقال: "إجهاض الطفل هو تضحية بشرية للشيطان. هذا موصوف في الكتاب المقدس. ترامب، إنه مؤيد للحياة. الله في البلاد الآن. كان من الممكن أن تكون نتيجة الانتخابات لدينا هي التي تدمر هذا البلد. أعطانا الله فرصة ثانية".

مقالات مشابهة

  • من أبرزها حكومة موحدة.. مردة: الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بحاجة لعدة ترتيبات وفق لجنة 6+6
  • ترامب يتطرق إلى فرضية ترشحه لولاية رئاسية ثالثة
  • ‏مرشح ترامب لمنصب السفير الأمريكي في إسرائيل: من المتوقع أن يواصل الرئيس المنتخب المساعدة في ضمان ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية
  • الرئيس الألماني يتحدّث عن موعد الانتخابات البرلمانية
  • انتخابات رئاسية في أرض الصومال وسط آمال باعتراف دولي
  • ابتهاج الإنجيليين الأمريكيين بفوز ترامب.. رسالة من الله
  • ابتهاج الإنجليين الأمريكيين بفوز ترامب.. رسالة من الله
  • ترامب يزور مبنى الكونجرس الأمريكي غدا للمرة الأولى منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية
  • حكم عدة المرأة التي مات عنها زوجها قبل الدخول.. دار الإفتاء تجيب
  • السيناريو المجنون!