بزيادة نصيب الفرد.. الهند تحقق إنجازات في التخفيف من حدة الفقر
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
كشفت بيانات الإنفاق الاستهلاكي الرسمية الصادرة عن الحكومة الهندية مؤخرًا لعام 2022/2023 عن إنجازات الهند في التخفيف من حدة الفقر.
ووفق بيان صادر عن سفارة الهند بالقاهرة، توضح تلك البيانات أن عدد السكان الذين يعيشون في فقر مدقع قد انخفض من 12.2% عام 2011/2012 إلى 2% عام 2022/2023.
ولتسليط الضوء على هذا الإنجاز بشكل أكبر، فإن هذه التقديرات لا تأخذ بعين الاعتبار المواد الغذائية المجانية أو المدعومة، مثل القمح والأرز، التي توفرها الحكومة لنحو ثلثي السكان، ولا الاستفادة من خدمات الصحة العامة والتعليم.
وعلى الرغم من الزيادة الحقيقية والكبيرة في نصيب الفرد من الاستهلاك والتي بلغت 2.9% سنويا منذ عام 2011/2012، تمكنت الهند أيضًا من خفض معدلات عدم التكافؤ الاقتصادي.
كما تسلط تلك البيانات، وخاصة فيما يتعلق بالمناطق الريفية، الضوء على نجاح برامج التخفيف من حدة الفقر التي تنفذها حكومة الهند تحت رعاية رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
ووفق البيان، فقد اتجهت الحكومة في الهند إلى التركيز بشكل قوي على إعادة توزيع الموارد والدخل، وضمان حصول جميع المواطنين على وقود الطهي الحديث والكهرباء والمياه المنقولة عبر المواسير والسكن والرعاية الصحية وخدمات الشمول المالي، وتكشف البيانات الرسمية عن النجاح الكبير الذي حققته البرامج.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القاهره سفارة الهند رئيس الوزراء سفارة الحكومة الهند ناريندرا مودي الهندية سفارة الهند بالقاهرة رئيس الوزراء الهندي
إقرأ أيضاً:
هل يُؤسر الوعي؟!
يُعرفُ عن الوعي بأنه الإدراك، وهو حالة ذهنية؛ مطلقة؛ تنبثق عن جملة من القناعات التي يصل إليها الفرد، فيتخذ منها مواقف، ويصدر من خلالها آراء، وممارسات على أرض الواقع، وبالتالي فمجمل هذه المواقف والآراء والممارسات «تُقَيَّمْ من قبل الآخرين» على أنها مستويات من الوعي لدى هذا الفرد أو ذاك، وإن اتسعت الدائرة فيشار في ذلك إلى المجموع، وهذا الأمر لا ينفي أن يسبق تَكوّن هذا الوعي وتشكله مجموعة من المغذيات، وهذه المغذيات هي مجموع ما تنتجه البيئة الحاضنة من أحداث ومواقف، وتصادمات وتفاهمات، ومحتوى الحاضنة نفسها هو الذي يحدد نوع هذا الوعي، فالدول التي تعيش صراعات عسكرية، أو صراعات ثقافية، أو صراعات دينية، أو صراعات اقتصادية، سوف ينعكس ذلك حتما على وعي الفرد، فيصب كل ذلك في خانة الوعي عند الفرد، ويضاف إلى ذلك مجموعة من التجارب الشخصية التي يمر بها، وهو في حاضنته الاجتماعية؛ القريبة منها أو البعيدة، ومن هنا يقاس مستوى الوعي بين الأفراد على اعتبار سنوات العمر التي قطعوها في حياتهم، وبالتالي فلا يمكن أن ينظر إلى وعي من هو في العقد الأول من العمر، مثل من هو في العقد الرابع أو الخامس، وهنا أفرق بين اكتساب المعرفة «التخصص» وبين مكتسبات الوعي المتعمق في قضايا الحياة، ومعنى هذا أن هناك من يكون في العقد الثاني أو الثالث، ويملك مستوى من المعرفة المتقدمة، بينما لا يملكها من هو في العقد الرابع أو الخامس، وهذا أمر مسلم به، ولا يحتمل جدالا سفسطائيا مملا، فهذه حقيقة، ومعنى هذا أن الوعي شيء، واكتساب المعرفة شيء آخر، نعم؛ قد يزيد اكتساب المعرفة من مستويات الوعي، وليس العكس.
هذه البسطة في المقدمة عن الوعي لا تذهب إلى الإجابة عن السؤال الذي يحمله العنوان (هل يُؤْسَر الوعي؟)، بقدر ما تقدم توصيفا بسيطا للفكرة العامة في هذه المناقشة، والإجابة عن هذا السؤال: نعم؛ يُؤْسَر الوعي، وهذا الأسر لا يتوقف عند تحييده عن اتساع دائرته التأثيرية؛ فقط، بل يصل الأمر إلى تعطيل الدور الذي يقوم به، وتأثيره على الواقع المحيط، ولأن المسألة مرتبطة بالفرد، فإن وسائل التحييد تظل كثيرة، وفي مقدمتها الدعاية الإعلامية «البروباجندا» التي تسعى إلى أسر الوعي لدى المتلقي، وتوجيهه نحو الرسالة التي يبعثها المرسل من خلال رسالته فقط، دون أن تترك لهذا المتلقي حرية القبول أو الرفض، كما هو في حال الإعلانات التجارية؛ كمثال بسيط؛ وهذا ما أثبتته نظرية «الرصاصة الإعلامية» السائدة في مطلع القرن العشرين المنصرم، وإن ظهرت نظريات فيما بعد، عطلت هذه النظرية، ومنها نظرية «التعرض الانتقائي» التي أعطت الفرد المتعرض للرسالة حرية الاختيار والانتقاء لهذه الرسالة أو تلك.
وأسر الوعي؛ يمارس على نطاق واسع، وتتسع دائرته في الحاضنة الاجتماعية، عندما يعمد المجتمع، سواء عبر الممارسات الأسرية، التي تحتكر الكثير من المعلومات عن أبنائها؛ بحجة أنهم صغار لا يفهمون، أو عبر مؤسسات ، يعمد أفرادها إلى عدم إعطاء الجمهور الصورة الكاملة لكثير من أنشطتها؛ بحجة أن ذلك ليس مهما، بقدر ما تهم النتائج المترتبة على تنفيذ البرامج والخطط، كل ذلك حتى لا تقابل تلك البرامج والخطط بشيء من النقد، أو التعديل، أو محاولة الإفصاح عن حقيقتها الموضوعية، والمادية، ومآلات نتائجها، حيث يجد الجميع أنفسهم أمام واقع غير جديد، ويحدث هذا حتى على مستوى المؤسسة نفسها؛ في كثير من الأحيان، سواء أكانت مؤسسة عمل، أو مؤسسة أسرية، وخطورة هذه المسألة أن ممارستها أصبحت ضمن المعتاد، وتتوارثها الأجيال، وكأن الأمر عادي بالمطلق.