السفير الكويتي خالد المطيري لـ «العرب»: قطر تُنظم الفعاليات الكبرى بأبهى صورة
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
نهضة قطر الزراعية مميزة وننوي الاستفادة من خبرتها في مجال المخازن الإستراتيجية
التشريعات والإجراءات القطرية كالمحميات أسهمت في تعافي الحياة الفطرية
11 محمية في الكويت أعادت توطين الطيور والحيوانات ونمّت الغطاء النباتي
نخطط لاستضافة معارض مثل «إكسبو» وفي مجالات أخرى
نثمن جهود القائمين على المعرض.
أكد سعادة السيد خالد بدر المطيري سفير دولة الكويت لدى الدولة أن مشاركة الكويت في معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة نابعة من حرص وإيمان شديد بأهمية المعرض الذي يقام لأول مرة في بيئة صحراوية، ودوره في توحيد الجهود الدولية لحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، وقال في حوار لـ «العرب»: يستعرض الجناح الكويتي جهود دولة الكويت في مجال حماية البيئة ومكافحة التصحر، والتي تشمل المحميات الطبيعية التي أثبتت نجاحها في إعادة تأهيل الحياة البرية، مشيداً بالجهود القطرية في هذا المجال والتي أسفرت عن تنمية الحياة الفطرية وإعادتها إلى البيئة القطرية.
كما أشاد بالنهضة الزراعية في البلاد وقدرة الدولة على تحقيق التوازن بين الوفاء بمتطلبات البيئة وتنمية القطاع الزراعي. ونوه سعادته بنية الحكومة الكويتية الاستفادة من الخبرات القطرية في إنشاء المخازن الاستراتيجية لبعض السلع الغذائية مثل القمح والأرز والبقوليات وغيرها. لافتا إلى أن دولة قطر استطاعت إنشاء مخازن استراتيجية بمواصفات عالية وتحفظ الغذاء لملايين البشر لفترات طويلة.
وأضاف: إلى جانب الفعاليات البيئية والمشاريع التي يستعرضها جناحنا في الإكسبو هناك أيضا فعاليات تراثية وثقافية تم إطلاقها بمناسبة اليوم الوطني الكويتي في بيت الإكسبو والجناح الكويتي. وأبدى سعادة السفير إعجابه بمستوى التنظيم لمعرض إكسبو وحجم المشاركة العالمية في أول معرض للبستنة يقام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال: تزامن معرض إكسبو مع استضافة قمة خليجية واجتماع على مستوى ممثلي الدول، فضلا عن بطولة كأس آسيا، إلا أن التنظيم سار بشكل سلس ومريح للجميع، ما يثبت قدرة دولة قطر على تنظيم وتقديم كبريات الفعاليات والبطولات بأبهى صورة من جميع الجوانب. وحول نية الكويت استضافة هكذا نوع من المعارض، قال سعادة السفير: هناك تخطيط لاستقطاب مثل هذه المعارض في مجال البيئة ومختلف المجالات أيضاً. فيما يلي تفاصيل الحوار:
◆ في البداية حدثنا عن مشاركة دولة الكويت في إكسبو الدوحة ؟
■ كان هناك إصرار ورغبة كبيرة لدى دولة الكويت للمشاركة في هذا الحدث العالمي، وعليه تم تجهيز جناح الكويت في وقت قياسي يقارب الشهر، وحرصنا في تجهيز الجناح على تماشي مواصفات تجهيز الجناح مع محاور الإكسبو الأربعة، وذلك من خلال إنشاء جناح مستدام يتسم بالخضرة ومبانيه صديقة للبيئة، ويعكس اهتمام دولة الكويت بالبيئة والاستدامة، وبفضل الله أصبح الجناح الكويتي محل إعجاب للجميع وللمنظمين في معرض الإكسبو، وهذا ما أعطى القائمين على الجناح دافعا أكبر للمضي قدماً في تقديم رسالة بيئية مستدامة تعزز الوعي بالمستقبل الأخضر. وحظي الجناح باهتمام كبير من حيث الزيارات المتكررة من دولة الكويت.
◆ ماذا يقدم الجناح الكويتي لزواره في المنطقة الدولية ؟
■ الجناح الكويتي يقدم رسالة بيئية مهمة ويعمل على تعزيز الجهود للمستقبل الأخضر بدءا من تصميمه، حيث طبق الجناح المواصفات والاشتراطات التي تتماشى مع أهداف المعرض من خلال إنشائه كـ 20% مباني مستدامة و80 % حديقة وتخضيرا ومناطق للفعاليات والأنشطة التفاعلية الجماهيرية، والتي تم انتقاؤها بعناية لتعزيز وترسيخ مفهوم حماية البيئة وأهمية الاستدامة وإعادة التدوير في حياة الإنسان. بالإضافة ولكون الكويت جزءا من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ولديها بيئة مشتركة الخصائص مع دول التعاون، ركزنا على إبراز الجانب البيئي وجهود الدولة في تعزيز وحماية البيئة، بما في ذلك استعراض جهود وخطوات مكافحة التصحر والتي تشمل ما بين 11 إلى 13 محمية في دولة الكويت للحفاظ على الحياة الفطرية وحماية الأشجار والغطاء النباتي في الكويت، بالإضافة إلى الجهود الأخرى التي تشمل عمليات حفر آبار النفط والتي يصاحبها خروج المياه من باطن الأرض، حيث تتم الاستفادة من هذه المياه لإنشاء واحات، مما أسهم في إعادة بعض أنواع الطيور التي اختفت من البيئة الكويتية، واستيطان الطيور المهاجرة التي وجدت بواحات المياه وطناً لها. بالإضافة إلى زرع بعض أنواع الأشجار التي تتأقلم مع البيئة والمناخ الحار في دولة الكويت، وتم استعراض هذه الجهود في جناح الدولة لتعريف الزوار بالإنجازات بهذا الجانب، وتم تخصيص شاشات عرض لتكون الصورة أوضح بالنسبة للزائر.
◆ كيف تقيمون التفاعل الجماهيري مع فعاليات الجناح ؟
■ منذ بداية المعرض وحتى الآن والإقبال على زيارة الجناح والتفاعل مع أنشطته البيئية والتعليمية كبير جداً، لا سيما في الآونة الأخيرة مع زيادة أعداد زوار المعرض بشكل عام، وذلك لكون الفعاليات في جناح الكويت تتناسب مع جميع الأعمار وتتضمن أنشطة حركية بيئية مثل ورش العمل الزراعية وغيرها.
◆ حدثنا عن الحضور الثقافي والتراثي في فعاليات الجناح الكويتي في الإكسبو ؟
■ يتم تنظيم فعاليات تعكس التراث الكويتي المستمد من الهوية الخليجية والعربية الإسلامية، وستشهد احتفالات اليوم الوطني الكويتي التي ستقام في وقت قريب بالإكسبو فعاليات تراثية ايضاً، من ضمنها العرضة الكويتية. بالإضافة إلى ابراز جانب من الفلكلور الكويتي. وهناك مشاركات أيضاً من أصحاب الحرف اليدوية الذين يعكسون جانبا مهما من حياة الكويتيين في الماضي. ومشاركاتهم لا تقتصر على الإكسبو فقط بل هناك مشاركات في المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» وعدد من الأماكن المهتمة بهذا الجانب.
◆ هل هناك فعاليات على مستوى الحكومة ستنظم بالجناح خلال الفترة المقبلة ؟
■ ستكون لدينا فعاليات اليوم الوطني الكويتي التي سيتم تنظيمها في بيت الإكسبو خلال الأيام القليلة القادمة، حيث سيشهد عددا من الفعاليات الوطنية، منها إلقاء كلمات بهذه المناسبة الغالية على قلوب الكويتيين، وعرض للعرضة الكويتية التي ستنتقل بعد الاحتفال ببيت الإكسبو إلى الجناح الكويتي لتعريف الزوار بالموروث الشعبي الكويتي الذي نعتز به كثيراً. ولا اعتقد أننا سننظم فعاليات أخرى لقصر الوقت المتبقي من المعرض وكذلك دخول شهر رمضان المبارك.
◆ هل هناك تعاون بين الجناح الكويتي وأجنحة الدول الأخرى ؟
■ هناك تبادل زيارات مستمر بين جناحنا والأجنحة الأخرى من قبل المفوض العام للجناح الكويتي المهندسة سميرة الكندري، يتم من خلالها التعرف على المشاريع والمبادرات في مجال البستنة والاستدامة والبيئة، وأنا على يقين أن تطور التشريعات البيئية في دولة الكويت مستمد من المشاركة الفعالة للدولة في الأحداث العالمية المتعلقة بهذا المجال، وذلك من خلال تبادل الخبرات الذي يحدث في مثل هذه المشاركات.
◆ كيف تقيمون مشاركة القطاع الخاص الكويتي في فعاليات المعرض ؟
■ لا شك أن مشاركة القطاع الخاص الكويتي جيدة في هذه النسخة من المعرض، ونحن نأمل أن تكون المشاركة أكبر خلال الفترة المتبقية من المعرض، ونأمل ألا تكون المشاركات على مستوى الإكسبو فقط بل نريدها على مستوى اكبر واشمل، وهنا أشيد بالجهود الكبيرة والممتازة للقطاع الخاص الكويتي ونريد زيادتها؟
◆ ما الجناح الذي لفت انتباهكم من حيث التصميم والرسالة ؟
■ تتميز جميع الأجنحة بالتنوع الغني والتكامل الذي ننشده من هذه المعارض العالمية، لا سيما وأن جميع الأجنحة تركز على قضية واحدة وهي حماية البيئة، وتبادل الخبرات بين الدول من خلال الخبراء والمختصين بالأجنحة والمشاركة في الندوات والورش التي يستضيفها. وهذا التنوع والتميز ليس على مستوى الدول الخليجية فقط بل على مستوى الدول العربية التي تمتلك إنجازات واسعة في هذا المجال.
◆ كيف وجدتم الجهود التنظيمية لمعرض الإكسبو ؟
■ شهادتي في قطر مجروحة، وأنا اعتبر دولة الكويت ودولة قطر دولة واحدة، وأعجبت كثيراً بالتنظيم المنسق والدقيق، الذي يشمل سهولة عملية الدخول وجهود الشباب والشابات من المتطوعين، والذين يعملون على تعزيز تجربة الزائر إلى المعرض من خلال جهود الإرشاد والتواجد لتلبية الاستفسارات والطلبات في جميع أماكن المعرض. وكذلك كتيبات التعريف بالمعرض، كانت جميعها تنم عن جهود متكاملة جعلت هذا المعرض بهذه الصورة الرائعة، وهو ما أبرز قدرة دولة قطر على تنظيم الأحداث العالمية ليس في مجال الرياضة فقط بل في مجال المعارض والبستنة وغيرهما. ويظل التنظيم القطري متميزا في جميع المجالات، فدولة قطر لديها قدرة كبيرة في مثل هذه الأمور، فلك أن تتخيل أن معرض إكسبو قائم وتتزامن معه قمة خليجية واجتماع آخر في إطار آخر على مستوى ممثلي حكومات وتسير الأمور بأريحية كبيرة وبنجاح، وكل ذلك يتم في مدينة واحدة من الدولة.
◆ كيف يمكن الاستفادة من مخرجات المعرض وتطبيقها على أرض الواقع ؟
■ أنا اعتقد أن معرض الإكسبو أرضية لا استعراض الإمكانيات والحلول والمشاريع في مجال البستنة والبيئة والأمن الغذائي ومكافحة التصحر، والمعرض أكبر من أن ينتهي في 6 أشهر بل أثره سيمتد لأكبر من ذلك من خلال تطبيق ما عرض خلال فترة إقامته على البيئة، فيكون له أثر ممتد ومستدام للبيئة.
◆ هل لفتت انتباهكم مشاريع يمكن تطبيقها في دولة الكويت ؟
على الرغم أنني لست متخصصاً في هذا الجناب إلا أن مشروع الزراعة بالتقطير التي لا تحتاج إلى وجود التربة، وهو مشروع بحثي طلابي قطري تم استعراضه في معرض إكسبو الدوحة، اعتقد انه سيكون نموذجاً ممتازاً لتقليل استهلاك مياه الري وزيادة الإنتاج بشكل أكبر، فضلا عن كونه بعيداً كل البعد عن الأسمدة والكيميائيات، وأتمنى أن يكون لدولة الكويت اهتمام بهذا الجانب.
◆ ما دلالات استضافة هذا الحدث العالمي في الشرق الأوسط ؟
■ استضافة معرض إكسبو لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يضاف إلى سجل إنجازات قطر في قدرتها على جمع العالم في مثل هذه المعارض العالمية لأهداف تشغل العالم اليوم مثل مكافحة التصحر وتنمية البيئة والتغيّر المناخي، وقدرة قطر في مثل هذه المجالات أكسبتها سمعة دولية وثقلا كبيرا على المستوى العالمي، لأن النجاح يشمل الدولة كاملة التي استطاعت تهيئة الأرضية المناسبة لهذا النوع من الأحداث العالمية.
◆ كيف وجدتم حجم المشاركة العالمية في إكسبو الدوحة ؟
■ يشارك في هذا المعرض نحو 80 دولة وهو عدد كبير، وهو دليل على نجاح المعرض بما يحمله من أهداف للبيئة العالمية، فهذا التجمع العالمي الكبير بما يحمله من أفكار ومشاريع ومبادرات وفعاليات ينظمها يظهر مدى النجاح الذي وصل إليه هذا المعرض ونجاح دولة قطر في تقديمه بهذا الرقي والتنظيم الرائع.
◆ هل تخطط دولة الكويت لاستضافة هكذا نوع من المعارض ؟
استضافة معرض كإكسبو بالتأكيد هو طموح لكل دولة، وهناك تخطيط لاستقطاب مثل هذه المعارض، وليس على مستوى البيئة فحسب بل في مختلف الجوانب.
◆ بالنسبة لحماية البيئة والزراعة كيف ترون اهتمام دولة قطر ؟
■ إن دولة قطر استطاعت تحقيق التوازن بين الوفاء بمتطلبات البيئة وتنمية القطاع الزراعي، وهذا أمر إيجابي جداً يحسب للإنجازات القطرية، وهذا جانب من الأمن القومي في توفير الغذاء، وقطر وفقت بين جانبي تنوع الاستيراد للمنتجات الزراعية التي لا يمكن زراعتها في البلاد مثل الحبوب والأرز والبقوليات، وتنمية الجانب الزراعي للمنتجات التي يمكن زراعتها في البلاد. وأتوقع أننا في الكويت ننهج نفس النهج، ونعتمد على استصلاح أكبر قدر من الأراضي.
◆ برأيكم هل إجراء إكثار المحميات فعال في مكافحة التصحر ؟
■ بالتأكيد.. هناك العديد من التجارب في دولة الكويت وقطر ومجلس التعاون بشكل عام أثبتت جدوى المحميات، وأذكر على سبيل المثال الإجراءات التي قامت بها دولة قطر من تخصيص محميات وتشريعات للحفاظ على الحياة الفطرية، والتي أسهمت في تعافي المناطق البرية واستعادة الحياة البرية بمكوناتها الغنية من طيور وحيوانات وغيرهما. وكذلك تجربة المملكة العربية السعودية عندما حددت العديد من المناطق كمحميات ووضعت قوانين صارمة لحمايتها وتعافت بيئتها، حتى أن بعض الصور عندما تراها من تلك المحميات ومن بيئات مختلفة لا يخطر ببالك أن هذه الصور في المملكة العربية السعودية. ولا يوجد شك أن هذه المحميات فعالة وتحافظ على الإرث البيئي، لا سيما إن أردفت بقوانين تحفظها من الرعي والصيد الجائر. وهذا بفضل الله متوافر في دول المجلس التي تحرص على تنمية البيئة والحفاظ عليها. وأعيد التأكيد على أن هذه الإجراءات ضرورية لا سيما وأن بلداننا تعاني من ندرة المياه والتصحر الذي بات يصل إلى المدن.
◆ هل تخططون للاستفادة من التجربة القطرية في إنشاء المخازن الإستراتيجية الغذائية؟
■ لا شك أن دولة قطر تمتلك خبرات ممتازة في هذا المجال. ولديها مخازن استراتيجية كبيرة جداً وتكاد تكون للملايين من البشر ولفترات طويلة، وننوي الاستفادة من الخبرات القطرية في إنشاء المخازن الاستراتيجية الغذائية في دولة الكويت، وأتوقع أن هذه الجانب يحظى باهتمام كبير من قبل المسؤولين في دولة الكويت للاستفادة من هذه الخبرات، لأن إعداد مخازن بهذا الحجم وبهذه الطبيعة يحتاج إلى الاستعانة بالأشقاء القطريين.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر السفير الكويتي إكسبو 2023 الدوحة الجناح الكويتي
إقرأ أيضاً:
اختتام معرض الأردن.. فجر المسيحية في الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اختتم معرض “الأردن: فجر المسيحية” في الفاتيكان، الذي انطلق في 31 فبراير الماضي، محققًا نجاحًا استثنائيًا استقطب خلاله آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وبحسب بيان لهيئة تنشيط السياحة، اليوم السبت ، ضم المعرض مجموعة من القطع الأثرية النادرة التي تمثل مراحل مفصلية في التاريخ المسيحي على أرض المملكة، حيث عرض عدد منها للمرة الأولى خارج الأردن، ما منح الزوار فرصة نادرة للتعرف على الكنوز الأثرية التي توثق بدايات الدعوة المسيحية ومكانة الأردن.
وقالت الهيئة، إنه نظرا للإقبال الكبير والتفاعل الواسع، تقرر تمديد فترة المعرض، بعد أن كان من المقرر اختتامه قبل موعده بأسبوع ما أتاح الفرصة لعدد أكبر من الزوار لاكتشاف كنوز الأردن الثقافية، وأضافت أن المعروضات تمحورت حول العمق الروحي للمواقع المقدسة في المملكة، وفي مقدمتها موقع معمودية السيد المسيح “المغطس” على نهر الأردن، مكان ميلاد الديانة المسيحية عندما عمد يوحنا المعمدان سيدنا المسيح، وأحد مواقع الحج المسيحي المعترف بها من قبل الفاتيكان.
وبينت الهيئة أن المعرض قدم تجربة ثرية بصريا ومضمونا، استعرض خلالها الزوار رواية تاريخية وروحية تجسد إرث الأردن أرضا للأنبياء وملتقى للحضارات، مشيرة إلى أن الأردن يشكل جزءا من الأراضي المقدسة، ويتميز بإرث ديني يشمل المكونات الإسلامية والمسيحية، في تناغم يعبر عن الهوية الروحية العميقة للمنطقة، سيما وأن هذا الإرث يمتد ليجسد قيم العيش المشترك والانفتاح التي لطالما ميزت المجتمع الأردني.
وقالت الهيئة إن المعرض اكتسب أهمية خاصة في ترسيخ وتعزيز السياحة الدينية إلى الأردن، حيث تحتضن المملكة 5 مواقع معترف بها رسميا من قبل الفاتيكان كمواقع للحج المسيحي، وهي: (المغطس، جبل نيبو، مكاور، موقع سيدة الجبل في عنجرة، وتل مار إلياس).
ولفتت إلى أن الأردن يعد من الدول القليلة في العالم التي حظيت بزيارة 4 بابوات، بدءًا من زيارة البابا بولس السادس عام 1964، تلاه البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، ثم البابا بندكتوس السادس عشر عام 2009، وأخيرا البابا فرنسيس عام 2014، وذلك في دلالة بالغة على المكانة الروحية الفريدة التي يتمتع بها الأردن على خارطة الدين المسيحي.
وقالت الهيئة إن المعرض تميز بزيارة الملكة رانيا العبدالله، حيث شكلت الزيارة محطة بارزة في سياق الدعم الملكي المتواصل لتعزيز صورة الأردن في المحافل الدولية، وتسليط الضوء على دوره في حماية المقدسات وتعزيز الحوار بين الأديان.
وأضافت أن هذا المعرض، في محتواه ورسالته، يؤكد التزام الأردن الدائم، بقيادة الملك عبدالله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بحماية الإرث الإنساني والديني الغني، وتقديمه إلى العالم بوصفه نموذجا فريدا للعيش المشترك والسلام، من أرض لطالما كانت منبعا للرسالات السماوية وملتقى للحضارات والثقافات.
وشهد المعرض حضورًا دوليًا واسعًا من كبار الشخصيات الدينية والثقافية والإعلامية، وتوافدت وسائل الإعلام العالمية لتغطية فعالياته، حيث أشادت هذه الوسائل بمضمونه الغني وتنظيمه الرفيع. وعبر زوار المعرض من مختلف الجنسيات عن إعجابهم بما عرض، معتبرين المعرض منصة متميزة للتواصل الثقافي والديني، ونافذة لفهم أعمق لموقع الأردن في تاريخ المسيحية.
وتزامن تنظيم المعرض مع احتفالات الفاتيكان بسنة اليوبيل المقدس، وهي مناسبة دينية نادرة تقام كل 25 عاما، إلى جانب إحياء الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والكرسي الرسولي.
وبينت الهيئة أنه استكمالا لهذا النجاح، أعلنت وزارة السياحة والآثار والهيئة عن إطلاق جولة دولية تحت عنوان “الأردن: فجر المسيحية – المعرض المتحرك”، والتي من المزمع أن تشمل عددًا من الدول الأوروبية، منها فرنسا، البرتغال، واليونان، إضافة إلى دول أخرى يجري التنسيق معها حاليًا، حيث تهدف الجولة إلى إبراز التراث المسيحي في الأردن على نطاق أوسع، وتعزيز السياحة الدينية، وتقديم المملكة كمركز عالمي للسلام والحوار بين الأديان.