أ ليل السودانيين يطول!
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
عمر العمر
أطراف الاقتتال الحمقى لا يدركون تصورا لنهايته مثلما لم يعرفوا شكلاً لبدايته أو يرسموا خطة لحسمه . لكن هذه الحرب الرعناء ستصل إلى خاتمة لامحالة. توقيت النهاية ليس مصدر القلق إنما كيفية الحال بعد سكوت المدافع هو مصدر الرهق. نهاية هذا الخراب لن تأتي في صيغة تسوية سلمية بل على هيئة صفقات. لذلك لن يمثل تصور المستقبل بندا ملحّاً في موازين صفقة القتلة الصُفقاء.
*****
لكن قلق الشعب أكبر من مكاسبه. فبعد معاناة على نار الحرب،لم يستطع قادة الساسة والتنوير إنضاج مشروع وطني يبدد قلق الخوف من المستقبل.الجميع مثقلون بأكداس التشاكس غير قادرين على الإنفكاك من النظرات الضيقة والنجاة من الغرق في التشظي أو ركوب أمواج النجاح حتى عندما يحاولون تلبيس تلك الصراعات المقيتة المزمنة أزياء الفكر السياسي.فهذه الحرب الخرقاء لم تغسل عقولهم رغم انهمار الدماء والدموع.البيانات الصادرة لم يلسعها لهب الحرب أو تتغشاها معاناة النائحات والأيتام.كأنما كاتبوها مصابون بالعمى فلم يروا -ان لم يعانوا-صنوف القهر والارهاب وامتهان كرامة الأحياء والأموات.
*****
كم يا ترى ينبغي سقوط عدد الضايا وارتقاء عددالشهدء حتى يغير القادة الأماجد نهج تفكيرهم؟ كم عدد السنين ينبغي هدرها حتى يعلو الهم الوطني على الذاتي؟ ماهو حجم الثروة يجب نهبها حتى لا يصبح الوطن ملكية والدولة غنيمة؟ ماهي حجم المعاناة الجماعية حيث لابد من خوضها حتى تكتسب حتمية الدفاع عن الشعب واجبٌ يجُب المرافعة عن النظام؟ كم هي الأهوال المفزعة بعدمااصبحت أعمار الأطفال تقاس بعدد الصواريخ والدانات فوق رؤوسهم؟ كل هذا لا يزال يحدث وكل القادة صانعي السياسة والرأي العام يتمتعون بحصانة ضد التغيير الذاتي وينادون بالتغيير على مستوى السلطة والثروة.لهذا ترتفع أصوات الصفقات والمحاصصات نهايات سعيدة لحرب قذرة.
*****
هذا الوطن الفسيح،(هذي الأرض الممتدة كالتاريخ) ضاقت بأهلها فاضطرهم تعسف المتقاتلين على السلطة والثروة إلى الخروج على عجل إلى المنافي. مادام لا كرامة لشعب في وطنه فما للجأر بالشكوى هناك من مبرر. كذب هراء إدعاء البعض تحسين ظروف المكدسين على ارصفة المنافي .الوطن لم يعد فقط منفى بل أمسى برمته مقبرة مفتوحةتضج بالجثث .كذلك صار في أضل هيئاته سجنا بلا جدران.لولا مايفعله الصهاينة في غزة لصح القول السودان مسرح أكثر الفظاعات في حق شعب في القرن الراهن.هذه التراجيديا ليست سوى ذروة ثلاثين سنة من اكذوبة ازدواجية الاسلام السياسي المكتسي زيا عسكريا .اذا افترست الدولة عصبة عمياء بشهوة الثروة ثم استسلمت بدورها لنزوات طاغية أخذ الشعب بأسره رهينة.
*****
لا فرصة امام أطراف الحرب النتنة لتحقيق انتصار. فعندما تسكت المدافع سيكتشفون ان الحرب ضد الفقراء أكثر شراسة منها ضد الأثرياء.كما سيكتشف أصحاب الألسن الطويلة ان قدرهم ليس بأفضل من أصحاب السكاكين الطويلة. فديباجات امتداح القتل والقتلة لا تصنع ثقافة تهضمها الشعوب أو تكسبهم حبا اوجماهيرة.فصورة ذلك العجوز الباكي في ثياب رثة على ناصية شارع يتعرض للنهب أكثر رسوخا في ذاكرة الشعب من كل ظهورهم على الشاشات البلورية . فصورة ذلك المجهول تفيض روحا أعمق وطنية أكثر وقارا وعفوية. كيفما تضع الحرب أوزارها فلم يعد هناك موطئ قدم لمن لايزال يطمع في قيادة مزيفة على صدر شعب منزوع السيادة وسلطة صنع القرار.
*****
كل السودانيين المتخمون والمعدمون قاسوا ليلا كابوسيا طويلا.غالبيتهم استبدلوا الارض بالأسرّة ليال ليست قصيرةجميعهم كابدوا من أجل الحصول على كسرة الخبز أو قرص الدواء، طويلا أو من أجل الإثنين معا.كلالسودانيين تثبّتوا انه ليست وحدها ليالي العاشقين الطويلة .لكن حتى لا يطول ليل السودانيين أكثر فليت قادة السياسة والرأي العام يستبقون سكوت المدافع -كيفما جاء-برؤية موحدة نرسم مسار الخروج من هذا الجب الظلامي إلى غد ينهي مغامرات فرسان الترهيب ،التركيع،الاذلال، الإبادة والفوضى.
*****
فكأنما كل تلك العذابات الفردية والجماعية لم يلسع لهيبها أدمغة القادة وضمائرهم ،إذ يتشاكسون في لجلجة المحاججات وارتباك الخطاب على نحو يتوغل بهم في أتون التشظي.قناعتي من رؤى قطاع عريض من المعذبين في دوامة الأزمة تتجسد في خروج عجول لاتتطلب مسالكه جدلا مترحلا بين عواصم الجوار واتفاقات مصنّعة الديباجات.فأول هذه المسالك تجميع موزاييك مايسمى بالقوى السياسية تحت بضع مظلات .كل مظلة تعتصر ذهنها ، تجربتها وطموحاتها الوطنية في برنامج يرتاد الشعب بهديه آفاقا جديدةحديثة.كل المظلات تلتزم بسودان واحد موحد ينبذ عصبيات التجزئة المقيتة .جميعها تتبنى الديمقراطية طريقا للبناءوالابداع.كلها تؤمن بالعلم الرافعة المحورية للخروج بالشعب من الجب واختزال ليل السودان الطويل.ما تبقى عظام تغري بالتنازع ليس غير! الوسومعمر العمر
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: عمر العمر
إقرأ أيضاً:
البرهان من القاهرة: نواجه حرب وجود وشكرا وصبرا شعب السودان ومرحلة ما بعد الحرب ستبدأ قريبا
القاهرة- متابعات تاق برس- قال رئيس مجلس السيادة الإنتقالي قائد الجيش السوداني ان الشعب السوداني يواجه حرباً تستهدف وجوده ودولته، وحضارته وبنيته الأساسية ومكتسباتها التي ظلت دوماً في خدمة أشقاء السودان وجسر للتعاون والتواصل والبناء ونقل وتبادل المنافع، من قبل ما اسماها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية تلك المجموعات التي إستعانت بمرتزقة أجانب للإستيلاء على السلطة وتقويض الفترة الإنتقالية وإستولت على الممتلكات العامة والخاصة وأقدمت على ممارسات لا تمت للشعب السوداني بصلة من قتل وإغتصاب وسرقة ونهب، تلك الممارسات التي تُشكل جرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
واضاف ” إلا أن الشعب السوداني وقواته المسلحة عازمون على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وهزيمة هذا المخطط متطلعين لدور فاعل من مختلف الدول الشقيقة والصديقة وأصحاب المصلحة والمختصين في عملية إعادة تهيئة القطاع الحضري الذي تاثر جراء الإستهداف الممنهج من قبل من أسماها الميليشيا المدعومة بقوى إقليمية ودولية ، والعمل على الإستعداد لمرحلة إعمار قطاعات الدولة السودانية في مرحلة ما بعد الحرب والتي ستبدأ قريباً بمشيئة الله.
وشارك رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم الإثنين في فعاليات المنتدى الحضري العالمي. وذلك تلبية لدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. والذي يحظى بمشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات.
ورحب الفريق أول ركن البرهان بإستضافة جمهورية مصر العربية للمنتدى في نسخته الثانية عشر.
وأشار ، في كلمته أمام المشاركين في فعاليات المنتدى الحضري العالمي، للإنجازات المتتالية التي حققتها مصر ونجاحها في إرساء نهضة حضارية وتنموية شاملة في فترة شديدة الدقة، شهدت تطورات هامة على المستويين الإقليمي والدولي.
ينشر تاق برس نص كلمة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة.
أصحاب الفخامة الرؤساء.
السادة رؤساء الحكومات والوزراء
السيدة/ المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
السادة رؤساء الوفود،، الحضور الكريم بمقامتكم السامية .
إنه لمن دواعى سرورنا، مشاركتنا لكم اليوم في أرض الكنانة، جمهورية مصر العربية الشقيقة ، أعمال المنتدى الحضري العالمي في نسخته الثانية عشر والذي يعقد تحت شعار: “كل شيء يبدأ محلياً … لنعمل معاً من أجل مدن ومجتمعات مستدامة”.وأسمحوا لى فى مستهل حديثى، أن أتوجه بخالص الشكر والعرفان لفخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي،على ما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الإستقبال وهو أمر ليس بالمستغرب على الشقيقة مصر، وبأحر التهاني لفخامته على إستضافة مصر لهذا الحدث الدولي الهام ، والتهنئة تمتد للقيادة المصرية على جهودها عبر توليها ريادة الإتحاد الإفريقي لملف إعادة الإعمار والتنمية بعد الصراعا. وإحتضانها لتلك الفعالية في القارة الإفريقية لأول مرة منذ أكثر من عشرون عاماً.
*الأخ الرئيس*
*السيدات والسادة*
لقد تابعنا ببالغ السعادة الإنجازات المتتالية التي حققتها مصر وتحقيقها لنهضة حضارية وتنموية شاملة في فترة شديدة الدقة شهدت تطورات هامة على المستويين الإقليمي والدولي، وقدرتها على تحويل التحديات لفرص وممكّنات، وتحقق ذلك في ظل وجود الإرادة ووجود القيادة الواعية والمدركة لمطلوبات المرحلة.
*الأخ الرئيس*
*أصحاب الفخامة الرؤساء*
*السادة رؤساء الحكومات والوزراء*
*السيدة/ المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية*.
أنتهز هذه السانحة لأعبرعن تقديرنا لجهود ومبادرات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، في تعزيز جهودنا الوطنية سيما المتعلقة بمتابعة إستراتيجيات التحضر المستدام، ودعمها إنشاء برامج متسقة لمعالجات توجهات التحضر، من خلال تعزيز وتقوية إستراتيجيات التخطيط الإقليمي الحضري لإنفاذ أهداف التنمية المستدامة. والشكر أيضاً على جهودها المستمرة في دعم الشعب السوداني خلال جائحة كورونا، ومؤخراً خلال كارثة السيول والفيضانات هذا العام، وكلنا ثقة من مواصلتها لذات المبادرات والمشاريع في وقت قريب.
*أصحاب الفخامة الرؤساء،*
*أصحاب المعالي والسعادة*
*السيدات والسادة*
كما تعلمون يواجه الشعب السوداني حرباً تستهدف وجوده ودولته، وحضارته وبنيته الأساسية ومكتسباتها التي ظلت دوماً في خدمة أشقاء السودان وجسر للتعاون والتواصل والبناء ونقل وتبادل المنافع، من قبل ميليشيا الدعم السريع الإرهابية تلك المجموعات التي إستعانت بمرتزقة أجانب للإستيلاء على السلطة وتقويض الفترة الإنتقالية وإستولت على الممتلكات العامة والخاصة وأقدمت على ممارسات لا تمت للشعب السوداني بصلة من قتل وإغتصاب وسرقة ونهب، تلك الممارسات التي تُشكل جرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية ، إلا أن الشعب السوداني وقواته المسلحة عازمون على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وهزيمة هذا المخطط متطلعين لدور فاعل من مختلف الدول الشقيقة والصديقة وأصحاب المصلحة والمختصين في عملية إعادة تهيئة القطاع الحضري الذي تاثر جراء الإستهداف الممنهج من قبل الميليشيا المدعومة بقوى إقليمية ودولية ، والعمل على الإستعداد لمرحلة إعمار قطاعات الدولة السودانية في مرحلة ما بعد الحرب والتي ستبدأ قريباً بمشيئة الله.
*أصحاب الفخامة الرؤساء*
*أصحاب المعالي والسعادة*
*السيدات والسادة*
نثق في أن هذا المنتدى سيخرج بتوصيات واضحة حول قضايا الإسكان والتنمية المستدامة. وتوصيات ناجعة تسهم في مخاطبة الإختلالات التي يعاني منها النظام الدولي والتي أخرت كثيراً عملية التقدم الجماعي في ملف التنمية المستدامة، ولعلنا نعتبرها فرصة له لتعزيز التعاون العالمي والتوصل لميثاق حول المستقبل عبر بناء تحالفات قوية للإجندة الحضرية الجديدة ومعالجة التحديات العالمية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ والتصحر.
ختاماً، أثق في أن توصيات المنتدى ستكون مساندة وداعمة للشعب السوداني في تطلعه لإعمار بلده وإحداث تنمية حقيقية تكون رافعة للإقليم وجاذبة للإصدقاء والشركاء،متمنياً لكم الموفقية في مداولاتكم ، شكراً أشقاء السودان ، شكراً أصدقاء السودان ، شكراً وصبراً شعب السودان .
البرهانالدعم السريعالقاهرة