الأسباب الحقيقة لحدوث رائحة العرق والفم
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
تتسبب الروائح الكريهة للعرق أو القدمين أو الفم في حرج بالغ للشخص وللآخرين من حوله، ورغم أن حالات رائحة الفم الكريهة ورائحة الجسم ورائحة القدمين السيئة، ربما لا تمثل خطرًا على حياة الإنسان، إلا أنها لا تزال قادرة على إصابته بالإحباط والتأثير على نوعية حياته، بحسب ما جاء في تقرير نشرته "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية حول المشاكل الصحية، التي لا يحب أحد أن يتحدث عنها، والتي ربما لا يلاحظ الشخص نفسه في بعض الأحيان أنه مصاب بها.
رائحة الفم الكريهة
وتشير التقديرات إلى أن رائحة الفم الكريهة تؤثر على ما يصل إلى 40% من البشر في مرحلة ما. يقول دكتور ميرفين درويان، جراح الأسنان في لندن، إنه يرى بانتظام مرضى منعزلين اجتماعيًا تمامًا لأنهم يشعرون بالحرج الشديد من رائحة أنفاسهم.
ويقول دكتور درويان إن "المفارقة هي أن هذا النوع من المشاكل قابل للحل تمامًا، لكن البعض يشعرون بالحرج الشديد" من اللجوء لمتخصص لطلب المساعدة".ومن الطبيعي تمامًا أن يكون لدى الشخص "رائحة نفس صباحية"، والتي تنجم عن جفاف الفم أثناء الليل وتراكم البكتيريا ذات الرائحة الكريهة، ولكنها مشكلة تنتهي بمجرد تناول مشروبًا وتنظيف الأسنان. كما أن هناك أسباب أخرى لرائحة الفم غير المستحبة المؤقتة، والتي تشمل تناول بعض الأطعمة مثل البصل أو الثوم، لأنها تحتوي على مركبات الكبريت الطبيعية. هذا إلى جانب الرائحة التي يتسبب بها التدخين.
إن معظم حالات رائحة الفم الكريهة المستمرة تنتج عن تراكم البكتيريا، إذ أن هناك حوالي 100 مليون بكتيريا تعيش في الفم، وهناك 15 نوعًا يعتقد أنها مرتبطة برائحة الفم الكريهة.
ويقول ستيفن بورتر، أستاذ طب الفم والأسنان في "لندن كوليدج": "إن جميع حالات رائحة الفم الكريهة تقريباً تعود إلى مشاكل نظافة الفم. إذا لم يقم الشخص بإزالة الطعام المتبقي في فمه، فسوف تقوم البكتيريا بتفكيك البقايا، وتنتج مركبات الكبريت المتطايرة، والتي تسمى أحيانًا الكبريتيدات".
ولكن يمكن، في بعض الأحيان، أن تكون رائحة الفم الكريهة أحد أعراض اضطراب طبي كامن، بما يشمل التهابات الجيوب الأنفية أو اللوزتين، بالإضافة إلى ارتجاع الحمض.
ويقول بروفيسور بورتر يمكن أن يكون من أسباب رائحة الفم غير المستحبة التقدم في العمر أو كأثر جانبي للعلاجات الدوائية، أو التهاب المعدة، الذي تسببه عدوى البكتيريا الملوية البوابية، والتهابات الصدر، وسرطان الرئة، والسكري غير المشخص، أو الحالات النادرة لفشل الكبد أو الفشل الكلوي".
ويقول بروفيسور بورتر إن البعض يشعرون بأنهم يعانون من رائحة الفم الكريهة في حين أنهم لا يعانون منها في الواقع، وهي حالة تسمى رائحة الفم الكريهة الزائفة، مشيرًا إلى أنه يكون "من الصعب للغاية إقناعهم بأنهم لا يعانون من هذه المشكلة"، وبالفعل يمكن أن يكون هذا اضطرابًا معيقًا بشكل ملحوظ حيث يدرك الشخص أن كل من حوله يعتقد أن لديه رائحة الفم الكريهة، وربما يترتب عليه مشاكل كبيرة في الحفاظ على العلاقات، أو تغيير الشخص لوظيفته.
ويقول جراح الأسنان ميرفين درويان إن علاج رائحة الفم الكريهة يجب أن يركز على نظافة الفم الجيدة، موضحًا أنه "عادةً ما تتحلل الخلايا الموجودة في بطانة الفم كل يومين إلى أربعة أيام، ويحملها اللعاب الذي تنتجه بعيدًا.
لكن لدى بعض الأشخاص، تتجدد الخلايا بسرعة أكبر وتتحلل كل ست إلى ثماني ساعات، مما يؤدي إلى إطلاق الكبريتيدات، التي تتراكم وتسبب رائحة الفم الكريهة.
إن الأشياء البسيطة، التي يمكن القيام بها لمنع ظهور رائحة غير مستحبة للفم، تشمل عدم تخطي وجبات الطعام لأن تناول الطعام يحفز تدفق اللعاب، وشرب المزيد من الماء، ومضغ العلكة الخالية من السكر أو النعناع وتناول وجبات خفيفة من الفاكهة بين الوجبات لأنها تحتوي على نسبة عالية من الماء.
وبالإضافة إلى تنظيف الأسنان واللثة واللسان، يوصي دكتور درويان بإزالة الطعام بين الأسنان بالخيط واستخدام غسول الفم، الذي يحتوي على مادة الكلورهيكسيدين الكيميائية، التي تعمل على تحييد الكبريتيدات، و/أو معجون أسنان يحتوي على شكل مخفف من ثاني أكسيد الكلور، الذي يعمل على تفكيك مركبات الكبريت في الفم بدلاً من مجرد إخفاء الرائحة.
رائحة العرق
وينتج جسم الإنسان نوعين من العرق، هما العرق المائي للتبريد، والسائل الدهني الذي يمكن أن يكون مرتبطًا بالانجذاب الجنسي.
ينتج النوع الأول عن الغدد المفرزة للعرق، التي توجد في باطن القدمين وكف اليدين والجبهة والخدين والإبط. إذا أصبح الجسم ساخنًا جدًا، فإن الغدد العرقية الموجودة في الجلد تنتج المزيد من العرق.
إن العرق في حد ذاته ليس له رائحة، وتحدث الرائحة عندما يبقى العرق على الجلد لفترة طويلة وتقوم البكتيريا بتكسير البروتينات الموجودة فيه، مما يؤدي إلى رائحة غير مستحبة أو كريهة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوفد رائحة الفم الکریهة أن یکون
إقرأ أيضاً:
الحقيقة الغائبة في ملف التوظيف
مرفت بنت عبد العزيز العريمية
رُبَّ ضارة نافعة؛ فالخير قد يخرج من باطن قد يبدو في ظاهره لنا شرًا، هكذا تبدو الأمور فيما يخص أزمة الوظائف التي تشغل الرأي العام منذ أعوام؛ إلّا أنَّ الوظيفة بمفهومها التقليدي فقدت رونقها بعدما كانت المبتغى والغاية، وسعت وراءها أجيال منذ انطلاقة الثورة الصناعية الأولى وحتى اليوم ونحن في القلب من الثورة الصناعية الرابعة، تاركة حِرف الأجداد وتجارة الآباء بحثًا عن استقرار مادي وحياة أفضل وكان ذلك سببًا من أسباب هجرة العمالة الوافدة من أوطانها باحثة عن فرص عيش تحفظ كرامتهم لشغل المهن التقليدية والحرف اليدوية.
فبعد عقود من الأزمات الاقتصادية وتسريح العمالة الوطنية المُتكرر، وتفاقم أزمة الباحثين عن عمل عالميًا ومع فقدان الأمان الوظيفي، يتَّجه الشباب اليوم إلى العمل الحرّ والمرن الذي يعتمد على مهارات فردية كالحرف والمهن والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، التي توفر للفرد حياة اجتماعية صحية ومرونة في ساعات العمل تتوافق مع قناعات هذا الجيل الذي لا يميل إلى الاستقرار في وظيفة ثابتة طويلًا، إنه جيل يحب السفر والتنقل والتكنولوجيا والعمل عن بعد خارج المكاتب التقليدية والأبواب المغلقة ولا يحب الروتين وساعات العمل الطويلة دون أن يحظى باستراحة طويلة، جيل نفقاته كثيرة مقارنة بالأجيال السابقة؛ لذلك لا تُعد الوظيفة الثابتة مغرية إن لم تكن مجزية ولا تحقق له استقلالية.
لذلك اعتمدت المؤسسات الكبرى عالميًا نظام العمل خارج المكتب وفي الأماكن المفتوحة وحلَّ الحاسوب وشبكة الإنترنت مكان الطاولة والمكتب.
وفي هذه المرحلة الفاصلة، وحتى لا نهدر المزيد من الموارد البشرية والمادية دون تحقيق المنفعة الاقتصادية المرجوة لبناء المجتمع يجب أن ينصب الاهتمام على تجسير الفجوة المهارية والفكرية بين الباحثين عن عمل ومتطلبات السوق من حيث المهارات العملية وبيئات عمل محفزة للإنتاج فالمهارة أولى من المؤهل العلمي الذي لم يعد كافيا لمنح الفرد لقمة عيش كريم.
نحن بحاجة إلى إنشاء مراكز تدريب على المهارات في كل المحافظات وتعمل على مدار العام وتوفر الدعم المعرفي والاستشارات في جو إبداعي ينمي المهارات، لكل الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من أعمالهم والعازمين على العمل الحر لتزويدهم بمهارات وثقافة عمل تنعش الاقتصاد وتتلاءم مع التوجه الاقتصادي العالمي وليس المحلي فالعالم أصبح أصغر من قرية.
ويعد ملف التوظيف من الملفات الساخنة والشائكة والمثيرة للجدل وقد أخذ حيزًا واهتمامًا من قِبَل صُنَّاع القرار والمؤسسات التي بادرت بطرح حلول مختلفة لاحتواء المشكلة إلّا أن الطريق لا يزال طويلًا، وهي ليست نظرة سوداوية؛ بل واقعية.. فنحن جزءٌ من هذا العالم الكبير المُتغيّر والذي يمر بتحديات وتحولات كبرى على كافة الأصعدة، إلّا أن هناك الكثير من العوامل التي أدت إلى تفاقم المشكلة في منطقتنا ومن أهمها ديمغرافية المجتمع التي يشغل فيها الشباب النسبة الأكبر من التركيبة السكانية فالشواغر الوظيفة لا تستطيع أن تحتوي التدفق المستمر من مخرجات التعليم. وعوامل أخرى اقتصادية تتعلق بالتحولات الاقتصادية وتغيرات سوق العمل العالمي والتوجه إلى الاقتصاد الأخضر والأتمتة والذكاء الاصطناعي والتغيرات المناخية والبيئية وغيرها. وكلها تحولات تنذر بأنَّ سوق العمل لن يعود كما كان وما يحدث اليوم ما هو إلا مخاض لولادة أنظمة اقتصادية مختلفة تتطلب إحداث تغييرات جذرية في التعليم والتدريب وثقافة العمل ومفهوم الوظيفة التقليدية.
ونحن أيضًا في مرحلة نحتاج إلى استراتيجية متكاملة لفهم جيل الشباب الذي يمتلك رؤيته الخاصة للعمل والحياة وذلك لنتمكّن من تجسير الفجوة المهارية بين الأجيال في العمل والحياة فهما لا ينفصلان، لذا من الضرورة إنشاء مراكز تدريب للباحثين عن عمل والمسرَّحين بكافة مؤهلاتهم العلمية وذلك لتزويدهم بمفاهيم العمل ومهارات التواصل والتسويق الذكي.
وكي نحقق كل ذلك لا بُد من تسويق ذكي للكوادر الوطنية ومواجهة الحملات السلبية التي تمسّ مفهوم توطين الوظائف من خلال حملات رصينة تشتغل على إدارة السمعة التي سيكون لها أثر كبيرٌ ومتكاملٌ مع برامج إعداد الموارد البشرية للمهن والوظائف.
رابط مختصر