صحيفة الاتحاد:
2024-11-24@11:01:08 GMT

الكويت.. إنجازات مستمرة واستشراف للمستقبل

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

أحمد مراد (الكويت، القاهرة)
النهضة الكويتية لم تكن يوماً خططاً لتحقيق التقدم والنمو والسعي إلى التطوير والبناء فحسب، وإنما كانت دوماً انطلاقة في سباق مع الزمن واستشرافاً للمستقبل، لتحقيق تطلعات الشعب الكويتي، وتعزيز مكتسباته الوطنية باعتبارها إرثاً حضارياً وتاريخياً خالداً للأجيال الحالية والمستقبلية.


ومنجزات الدولة الكويتية شواهد حية ومعالم تاريخية وحضارية في ذاكرة الشعب الكويتي، فهي توثق مسيرة البناء والتطوير والتنمية، التي أرست دعائمها القيادة الكويتية الرشيدة، على مدار العقود الماضية.
انطلاق المسيرة
بدأت مسيرة الكويت الحضارية الحديثة في أعقاب حصولها على الاستقلال في 1961، وخلال هذه الفترة صدرت مجموعة من القوانين والتشريعات في سبيل بناء دولة كويتية حديثة بمظلة قانونية، وبعدها خرج إلى النور أول مجلس تأسيسي لإعداد دستور للبلاد يراعي مساعي الدولة الكويتية للانفتاح على الحياة الديمقراطية.
وأدى استقرار الأوضاع الداخلية بالتزامن مع إقرار الدستور الجديد إلى انطلاق مسيرة نهضة شاملة، سواء على المستوى القانوني والتشريعي أو المستوى السياسي والاقتصادي، وخلال هذه الفترة صدر مرسوم أميري بتنظيم الحياة القضائية، وأصبح القضاء الكويتي شاملاً لجميع الاختصاصات القضائية في النزاعات التي تقع داخل البلاد.
دولة حديثة 
على مدار العقود الماضية، استمرت جهود الكويت لبناء دولة حديثة ومتطورة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وحققت طفرات غير مسبوقة في مختلف المجالات، حتى أصبحت واحدة من أهم دول منطقة الشرق الأوسط.
وفي الأعوام القليلة الأخيرة، جنت الكويت ثمار جهود التنمية، حيث وصل حجم الناتج القومي الإجمالي لاقتصاد الكويت في عام 2018 إلى 141 مليار دولار، وبلغ معدل النمو في عام 2019 نحو 2 في المئة.
استراتيجية طموحة
عملت الكويت خلال العقدين الماضيين على تنفيذ عدة مشروعات عملاقة في إطار استراتيجية وطنية طموحة، مثل مشروع مدينة «صباح الأحمد البحرية»، وهي عبارة عن عدة قطاعات تتخللها ممرات مائية صناعية، ومشروع ميناء مبارك الكبير، وهو ميناء بحري بسعة 24 مرسى، ويشكل نقلة نوعية في تجارة الترانزيت، ويمثل خطوة مهمة في مشروع إحياء «طريق الحرير» من خلال بوابة الكويت.
ويضاف إلى ذلك مشروع «جسر جابر»، وهو عبارة عن جسر بحري بطول 37 كيلومتراً، ويربط مدينة الكويت بمدينة «الصبية الجديدة»، وأيضاً مشروع مدينة «جنوب المطلاع» الذي يُعتبر أكبر مشروع إسكاني في تاريخ البلاد، حيث تستوعب نحو 400 ألف نسمة.

أخبار ذات صلة الإمارات والكويت.. علاقات نموذجية وترابط أخوي الإمارات والكويت.. عقود من الشراكة والتكامل الاقتصادي

سياسة نشطة
تُعرف دولة الكويت بحياة سياسية نشطة من خلال وجود مجلس تشريعي يتمثل في «مجلس الأمة» الذي يؤدي دوراً رقابياً وتشريعياً، وفي الوقت نفسه يشهد المجتمع الكويتي تنامياً ملحوظاً في نسب المشاركة من جميع فئات المجتمع، خصوصاً المرأة التي تحظى برعاية ودعم من القيادة الكويتية. 
وشاركت المرأة الكويتية في صنع القرار، وشغلت مناصب قيادية عليا.
طفرات 
شهد النظام الصحي في الكويت، خلال العقدين الماضيين، العديد من التطورات الإيجابية عبر إنجاز كثير من المشروعات الصحية، مثل مستشفى الشيخ جابر الأحمد، الذي يعتبر أكبر مستشفى في الشرق الأوسط، وسادس أكبر مستشفى في العالم بطاقة استيعابية للمبنى الرئيس تقدر بنحو 1200 سرير، ويقدم المستشفى خدماته الطبية لأكثر من 600 ألف شخص، ويضاف إلى ذلك مركز صباح الأحمد للكلى والمسالك الذي افتتح في فبراير 2013 بمنطقة الصباح الصحية، ويعتبر أحد أبرز المراكز الصحية المتخصصة في المنطقة العربية.
أما قطاع التعليم، فشهد هو الآخر العديد من التطورات الإيجابية والعديد من الإنجازات، أبرزها إنشاء مدينة صباح السالم الجامعية، وهي عبارة عن مدينة جامعية متكاملة المرافق، تضم بين جنباتها جميع كليات الجامعة، وتقام على مساحة 6 ملايين متر مربع لتستوعب ما يقارب 40 ألف طالب وطالبة.
وفي القطاع الثقافي، حققت الكويت طفرة ثقافية غير مسبوقة من خلال تأسيس العديد من المجالس والمراكز الثقافية التي تدعم الإبداع الفكري والثقافي والأدبي والفني، مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذي افتتح عام 2016، ومركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي الذي افتتح عام 2018، ويشمل بعض المتاحف والمنشآت الثقافية.
مكانة مرموقة
حصلت الكويت على عضوية هيئة الأمم المتحدة عام 1963، ومنذ ذلك الحين، أصبحت عضواً فاعلاً في قضايا المجتمع الدولي، وظهر ثقلها الدولي جلياً في فوزها خلال يناير 2018 بمقعد غير دائم في مجلس الأمن لمدة سنتين، وحصلت على 188 صوتاً من أصل 192 صوتاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى المستوى الخليجي والعربي، لعبت الكويت دوراً بارزاً في تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وتشارك بإيجابية كبيرة في فعاليات العمل الخليجي المشترك. 
سياسة متزنة
تتبنى دولة الكويت سياسة خارجية متزنة ومتوازنة عبر آليات دبلوماسية نشطة وفاعلة، ما جعلها شريكا استراتيجياً مهماً للعديد من القوى الإقليمية والعالمية، وتقيم معها علاقات شاملة على أساس التفاهمات والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل، إضافة إلى بعثاتها الدبلوماسية المنتشرة حول العالم، واستضافتها لسفارات وقنصليات غالبية دول العالم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الكويت الشرق الأوسط مجلس الأمة الكويتي جابر الأحمد الصباح دولة الکویت

إقرأ أيضاً:

ما الذي تخفيه أجندة دونالد ترامب؟

سلطت الكاتبة الصحافية هيذر ديغبي بارتون الضوء على الآثار المحتملة للإدارة الثانية المحتملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منتقدةً تعييناته غير التقليدية، وأسسه الإيديولوجية، واعتماده على "مشروع 2025"؛ وهو مخطط محافظ لإصلاح الحكومة الفيدرالية.

ولاية ترامب الثانية قد تؤدي إلى تكثيف الانقسامات الإيديولوجية

وقالت الكاتبة في مقالها بموقع "صالون" الإخباري الأمريكي، إن اختيارات ترامب لمجلس الوزراء تعطي الأولوية في كثير من الأحيان للولاء والشهرة الإعلامية على حساب الخبرة. ويتمتع العديد من المعينين بمؤهلات محدودة، مما يعكس اعتقاد ترامب بأن الشهرة والولاء يفوقان المؤهلات التقليدية. 

What Donald Trump's revenge agenda is hiding https://t.co/kVFqn1vyvM

— Salon (@Salon) November 20, 2024

وتشمل الأمثلة البارزة شون دافي، نجم تلفزيون الواقع السابق، الذي تم اختياره لمنصب وزير النقل، والدكتور محمد أوز، المقرر أن يشرف على الرعاية الطبية. ومن المتوقع أن يتعاون الدكتور أوز مع روبرت إف. كينيدي جونيور، وهو شخصية مثيرة للجدل معروفة بترويج نظريات المؤامرة، مما يشير إلى أن الإدارة تميل بشدة إلى الاستقطاب الإيديولوجي.
ويمتد هذا الاتجاه إلى معظم رؤساء الوكالات، وكثير منهم عديمو الخبرة أو متطرفون أيديولوجياً، حيث رأت الكاتبة أن هدفهم الأساسي هو تعطيل وظائف الحكومة بدلاً من تحسينها.

مشروع 2025

وأشارت الكاتبة إلى "مشروع 2025"، وهو دليل استراتيجي كتبه ناشطون يمينيون لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية لتنفيذ أهدافهم القديمة. ويرتبط ممن يعينهم ترامب في المناصب المختلفة ارتباطاً وثيقاً بهذه الأجندة:
• تم تعيين ستيفن ميلر وتوم هومان في مناصب تسمح لهما بإطلاق مبادرة ترحيل موسعة. ومع التحضير الكبير من جانب القطاع الخاص، بما في ذلك العقود الخاصة بمرافق الاحتجاز وخدمات الطيران، يمكن أن تتسبب مبادرتهما باضطراب اجتماعي واسع النطاق، يستهدف المهاجرين غير المسجلين وأولئك الذين يساعدونهم.

• بريندان كار، المعين من قبل لجنة الاتصالات الفيدرالية، ينسجم مع مظالم ترامب الإعلامية، مستخدماً السلطة التنظيمية لمعاقبة خصومه المفترضين. وأشارت الكاتبة إلى اقتراح كار بمنع الاندماج الذي يشمل شركة باراماونت غلوبال بسبب التحيز السياسي المزعوم من قِبَل شبكة "سي بي إس نيوز"، مما يوضح كيف يمكن للانتقام الشخصي أن يشكل قرارات السياسة.
• بَرَزَ راسل فوغت، شخصية محورية في تشكيل سياسات ترامب في فترة ولايته الثانية. ومن المتوقع أن ينفذ فوغت، الذي كان رئيساً سابقاً لمكتب الإدارة والميزانية، خطط الإصلاح الفيدرالية لمشروع 2025. ويؤكد نفوذه على التوافق بين قيادة ترامب والطموحات الإيديولوجية المحافظة الأوسع.

ماسك وتقاطع الأعمال والسياسة

وانتقدت بارتون أيضاً الدور المتزايد الذي يلعبه أباطرة الأعمال مثل إيلون ماسك في إدارة ترامب. وتتوافق مصالح ماسك، بما في ذلك مشروع ستارلينك التابع لسبيس إكس ومشروع كويبر التابع لأمازون، مع الأهداف المحافظة لتوسيع البنية التحتية المخصخصة.

Trump promised to get revenge. Here are his targets. https://t.co/KiT1APa6p9

— POLITICO (@politico) November 6, 2024

وفي حين يتم الاحتفال بالابتكارات التكنولوجية التي قام بها ماسك، أشارت الكاتبة إلى أن هذه الأشكال من التعاون تطمس الخطوط الفاصلة بين السياسة العامة وأرباح الشركات، مما يثير مخاوف أخلاقية.
ويجسد هوارد لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد وحليف ماسك، هذه الديناميكية. فرغم خبرته في مجال التمويل، فإن تعيين لوتنيك المزعوم وزيراً للتجارة يعكس تفضيلاً لرجال الأعمال المستعدين لدفع أجندة ترامب. ومع ذلك، فإن قربه الوثيق من ترامب تسبب بحدوث توترات، مما يشير إلى مزيج متقلب من الدوافع الشخصية والمهنية.

الأجندات الإيديولوجية والشخصية  وقارنت الكاتبة بين نوعين من المعينين من قبل ترامب: أولئك الذين يحفزهم الولاء الشخصي والانتقام، وأولئك الذين يستخدمون ترامب لتحقيق أهداف أيديولوجية. في حين تمثل شخصيات مثل مات غيتز وتولسي غابارد سعي ترامب للانتقام من الأعداء السياسيين، ينظر إليه آخرون كأداة لتحقيق تغييرات منهجية. هذا التناقض يصعّب من عملية تماسك الإدارة، مما قد يخلق أولويات متنافسة.
ورغم النأي العلني الذي أبداه ترامب عن "مشروع 2025"، أكدت بارتون أن مبادئ المشروع تتوافق مع أسلوبه في الحكم. وخدم العديد من المساهمين في المشروع، بما في ذلك فوغت وميلر، في فترة ولاية ترامب الأولى وأظهروا ولاءً لا يتزعزع. ويشير وجودهم إلى أن مشروع 2025 سيؤثر بشكل كبير في رئاسة ترامب الثانية، خاصةً في مجالات مثل الهجرة وإلغاء القيود التنظيمية. التداعيات السياسية والتحديات الاقتصادية وسلطت الكاتبة الضوء على السياسة الاقتصادية باعتبارها مجالاً رئيسياً للقلق. ويعكس بحث ترامب عن وزير للخزانة حاجته إلى شخص قادر على إدارة ثقة السوق مع تنفيذ سياسات التعريفات الجمركية المثيرة للجدل.
وقالت الكاتبة إن هذا الطلب المزدوج يؤكد توقعات ترامب غير الواقعية وإعطائه الأولوية للولاء على الخبرة.
بالإضافة إلى ذلك، تكشف أجندة الخصخصة التي تتبناها الإدارة، وخاصة في قطاعات مثل الاتصالات والدفاع، عن اعتمادها على الشراكات مع الشركات الخاصة. وانتقدت الكاتبة هذا النهج باعتباره قصير النظر، ويعطي الأولوية للمكاسب السياسية الفورية على الحكم المستدام. مخاطر الانقسام الأيديولوجي وحذرت الكاتبة من أن ولاية ترامب الثانية قد تؤدي إلى تكثيف الانقسامات الإيديولوجية. وفي حين قد يتعثر العديد من المبادرات بسبب عدم الكفاءة، تخشى بارتون أن ينجح المعينون الأكثر تمسكاً بالأيديولوجيات في تنفيذ تغييرات جذرية. ومن المرجح أن تكون سياسة الهجرة وتنظيم وسائل الإعلام وإعادة الهيكلة الفيدرالية مجالات ذات تأثير كبير.
كما أثارت الكاتبة مخاوف بشأن التآكل المحتمل للقواعد المؤسسية من جانب الإدارة الأمريكية. فمن خلال إعطاء الأولوية للولاء على الخبرة، يخاطر ترامب بتقويض الثقة العامة في الحكومة، مما يخلق تحديات طويلة الأجل للإدارات المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • مكتوم بن محمد: برؤية محمد بن راشد ستكون دبي أفضل مدينة للعيش والعمل والاستثمار
  • ما الذي تخفيه أجندة دونالد ترامب؟
  • مصطفى بكري: الرئيس السيسي قائد وطني يواصل الليل بالنهار ويبني للمستقبل
  • حصاد جلسات مجلس النواب.. عمل برلماني مكثف شهده مجلس النواب في أسبوع
  • رئيس مدينة بورسعيد: حملات التحصين مستمرة بشكل يومي
  • نشاط برلماني تشريعيا ورقابيا مجلس النواب خلال أسبوع
  • خطط أبوظبي الطموحة نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للاستدامة: نموذج للمستقبل
  • اللجنة العليا لتحقيق الجنسية قررت سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1647 حالة تمهيدًا لعرضها على مجلس الوزراء
  • بينهم شخصية شهيرة.. سحب الجنسية الكويتية من 5 أشخاص (أسماء)
  • سحب الجنسية الكويتية من 1647 أشخاص