انهيار المنظومة الصحية في غزة.. ورصد مليون إصابة بأمراض معدية
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
خالد عبدالرحمن، أحمد عاطف (أبوظبي، غزة)
أخبار ذات صلةأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الطواقم الطبية عاجزة عن أداء مهامها، ومطالباً بتدخل أممي عاجل لوقف الاعتداءات وحماية السكان، جاء ذلك فيما أفادت مصادر طبية بالقطاع برصد نحو مليون إصابة بأمراض معدية وسط غياب الإمكانات الطبية.
وأشار المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة في بيان أمس، إلى انهيار المنظومة الصحية في القطاع.
وأشار أن القوات الإسرائيلية تستهدف المدنيين وطواقم الإسعاف، وأن الطواقم الطبية عاجزة عن أداء مهامها بسبب استمرار الحرب.
وتابع: «لا توجد آليات لدى الدفاع المدني لانتشال الضحايا والمصابين».
وأكد: «نحتاج إلى حل أممي عاجل لوقف الاعتداءات وحماية سكان غزة وتمكين الطواقم الطبية من القيام بمهامها الصحية على أكمل وجه».
وفي السياق، أفادت مصادر طبية أمس، برصد نحو مليون إصابة بأمراض معدية في القطاع الذي يسكنه نحو 2.3 مليون شخص، محذرة من التداعيات في ظل غياب الإمكانيات الطبية اللازمة.
وحذرت من أن «الوضع الصحي كارثي للغاية ولا يمكن وصفه ويزاد سوءاً وانهياراً، نتيجة عدم إدخال المساعدات الطبية اللازمة».
وتابع المصدر: «تدمرت 155 مؤسسة صحية وخرج 32 مستشفى و53 مركزاً صحيا عن الخدمة واستهدفت 126 سيارة إسعاف لإخراجها من الخدمة».
وأردف: أن «سكان شمال غزة يصارعون الموت نتيجة المجاعة التي فاقت أي مستويات عالمية، نتيجة شح مياه الشرب وعدم توفر الطعام، وراح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء والمسنين حتى اللحظة».
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان القطاع لا سيما في محافظتي غزة والشمال في براثن المجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليونين من سكان القطاع، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون، والذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
وتواجه جهود إيصال المساعدات والمواد الإغاثية للنازحين في غزة عقبات عدة، خاصة في ظل الظروف المأساوية، والنقص الحاد في جميع المتطلبات.
وكشف مفوض الإعلام في قطاع غزة، الدكتور أحمد حسني، في تصريح لـ«الاتحاد» عن خطورة الوضع الإنساني، ودعا إلى وقف التصعيد لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية، لافتاً إلى أن الأمور في محافظات الشمال ومدينة رفح وصلت لمستويات كارثية تهدد بحدوث مجاعة نتيجة النقص الحاد في جميع المتطلبات.
وأشار الدكتور أحمد حسني إلى أن دخول المساعدات يواجه تحديات كبيرة بسبب الإجراءات المعقدة على المعابر، مما يجعل الكميات الواصلة غير كافية لتلبية الحد الأدنى من احتياجات مئات الآلاف النازحين.
وطالب بالمزيد من الخيام لإيواء آلاف العائلات التي تعيش في ظروف غير إنسانية، حيث يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
من جانبه، وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين، الدكتور تيسير أبو جمعة، الأوضاع الإنسانية في القطاع بأنها «صعبة»، لافتاً إلى أن بعض المساعدات التي تصل رفح، تُباع في الأسواق بأسعار مرتفعة للغاية، مما يجعلها غير متاحة للمحتاجين والنازحين.
وقال أبو جمعة في تصريح لـ«الاتحاد» إن هناك احتياجات كثيرة ومتنوعة للسكان والنازحين، خاصةً للأطفال والنساء وهي غالباً ما تكون غير موفرة، بالإضافة إلى الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء.
وأشار إلى ضرورة توفير لجان مستقلة لتوزيع المساعدات بشكل عادل ومنصف لجميع الفئات، لضمان وصولها للمحتاجين والمستحقين بشكل أساسي، دون أن تُباع في الأسواق بأسعار مرتفعة، مما يجعلها غير متاحة للفئات الأكثر احتياجاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل حرب غزة الحرب في غزة أهالي غزة الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن
إقرأ أيضاً:
صيام دون إفطار.. الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم مع منع دخول المساعدات منذ بداية رمضان
◄ الحصار الإسرائيلي هدفه إبادة سكان القطاع وإجبار المقاومة على تقديم تنازلات
◄ الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى غزة منذ 2 مارس
◄ الأغذية العالمي: ارتفاع أسعار المواد الأساسية لأكثر من 200%
◄ حماس: الاحتلال يمارس جريمة تجويع جديدة في غزة
◄ بلدية غزة تدق ناقوس الخطر بعد تهديد الاحتلال بوقف خط مياه رئيسي
◄ بلدية رفح تتوقف عن تزويد آبار المياه بالوقود بسبب "الحصار المشدد"
الرؤية- غرفة الأخبار
كان اختيار الاحتلال الإسرائيلي لبداية شهر رمضان موعدا لمنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة متعمدا، إذ تُريد إسرائيل بذلك زيادة الضغط على سكان القطاع وعلى المقاومة لتقديم التنازلات في مفاوضات تسليم الأسرى ووقف الحرب، وزادت على ذلك قرار قطع الكهرباء عن كامل القطاع لتزيد المعاناة أضعافاً.
وتأتي هذه الممارسات الإجرامية مخالفة لما وقعت عليه إسرائيل في اتفاق وقف إطلاق النار والذي بدأ تنفيذه في السابع عشر من يناير الماضي، إلا أن الجهود المبذولة لإدخال المساعدات واستكمال مراحل الصفقة يُقابلها تعنت إسرائيلي هدفه إبادة الشعب الفلسطيني.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه لم يدخل أي طعام إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الجاري، وأن جميع المعابر الحدودية لا تزال مغلقة.
وأضاف بيان للبرنامج أن أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية في غزة ارتفعت إلى أكثر من 200%، مناشدا كل الأطراف إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية والسماح بدخول المساعدات إلى غزة.
من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنه لم تدخل أي إمدادات إلى غزة منذ الثاني من مارس الجاري عندما أعلنت السلطات الإسرائيلية وقف المساعدات الإنسانية.
وأكد المتحدث باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد فقداناً لعدد من المواد الأساسية والسلع الغذائية في قطاع غزة مما يزيد معاناة السكان ويفاقم أزمتهم.
وقال القانوع، في تصريح صحافي أورده المركز الفلسطيني للإعلام، إن "سكان قطاع غزة يعانون حصاراً مشدداً للأسبوع الثاني، ويمنع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء والوقود والمواد الأساسية للسكان في جريمة تجويع جديدة".
وأضاف: "ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه قطاع غزة سيعاني سكانه المجاعة مجدداً في شهر رمضان الفضيل"، داعيا الوسطاء إلى "ممارسة مزيد من الضغط على الاحتلال لفتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية ووقف سياسة العقاب الجماعي بحق شعبنا".
وفي سياق المعاناة قالت بلدية غزة إن "تهديد الاحتلال بوقف خط مياه مكروت الذي يغذي المدينة بنحو 70% من احتياجاتها اليومية حاليا ينذر بأزمة، كما أن وقف مصادر الطاقة يهدد بحالة شلل في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي وباقي الخدمات".
وطالبت بلدية غزة المنظمات الأممية بالتدخل وإنقاذ سبل الحياة في المدينة والضغط على الاحتلال.
كما أعلنت بلدية رفح بجنوب قطاع غزة وقفها قسرياً عن تزويد جميع آبار المياه بالمدينة بالوقود جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر، مما حال دون إدخال الوقود إلى القطاع.
وحذر رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي من التداعيات الكارثية لهذا التوقف، مؤكداً أن البلدية كانت توفر الوقود لتشغيل 80 بئر مياه خاصة وزراعية بخلاف الآبار الرئيسية، لضمان وصول المياه إلى الأحياء التي عاد إليها المواطنون، "في ظل أوضاع إنسانية متدهورة".
وقال الصوفي إن انقطاع الوقود "يجبرنا على تقليص الخدمات المقدمة وتجميد خدمات أساسية وحيوية؛ ما يهدد حياة الآلاف، ويفاقم الأزمة الصحية والبيئية".
وأضاف: "نحن أمام كارثة إنسانية تلوح في الأفق؛ فالحرمان من المياه يعرض السكان لأمراض خطيرة، في وقت يواجهون فيه أوضاعاً معيشية قاسية نتيجة العدوان والحصار المستمر".