الأولى من نوعها منذ سنوات.. ماذا حملت زيارة السفير حسام زكي لتركيا؟
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
شهدت الأيام الماضية زيارة السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لدولة تركيا، والتي تعد تلك الزيارة هي الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها مسؤول رفيع في جامعة الدول العربية إلى تركيا منذ عدة سنوات، والتي عقد خلالها العديد من اللقاءات لبحث العلاقات العربية التركية، ومناقشة التطورات التي تشهدها المنطقة والأزمات الإقليمية وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي تأتي ضمن الجهود المكثفة التي تبذلها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتعزيز الأوضاع وبحث الشراكات العربية لخدمة قضايا الأمة.
وتزامنت زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لتركيا مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي دخلت يومها الـ 150، وسط عمليات إبادة جماعية تشنها قوات الإحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وتعطيشه وتجويعه وفرض حصار مطبق ومنع دخول المساعدات، مما يتطلب تحرك دولي واسع للضغط على دول الاحتلال لوقف تلك الحرب وهو ما تدرك أهميته جامعة الدول العربية وتسعى جاهدة للتنسيق مع كل الأطراف لوقف إطلاق النار وحصول الشعب الفلسطيني على حقه المشروع وإقامة دولته على حدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.
صفحة جديدة من العلاقات العربية التركيةوخلال زيارته لتركيا عقد السفير حسام زكي، جلسة محادثات مع نائب وزير الخارجية التركي أحمد يلدز، تباحثا خلالها حول الأوضاع في الإقليم وأزماته والعلاقات بين الجامعة العربية وتركيا، أعقبها لقاء نوعي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وهى اللقاءات التي وصفها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في تصريح له لقناة "تي آر تي" التركية بأنها "كانت إيجابية وممتازة وتعبر عن صفحة جديدة في العلاقات العربية التركية بعد فترة من التوتر".
السفير حسام زكي يلتقي وزير الخارجية التركيفلسفة تلك الزيارة وهذا التقارب كشفها السفير حسام زكي في تصريحاته بأن تركيا لديها مصالح في المنطقة، التي تضم أغلب الدول العربية وجامعة الدول العربية هي عنوان هذه الدول وهى السقف الذي يجمع تحت ظله كل الدول العربية، لذا من الطبيعي أن يكون هناك تلاقي وتعاون بين الجانبين، وهذا ما نحن بصدده في المرحلة الحالية.
"زكي" يشارك في أعمال منتدى أنطاليا للدبلوماسيةوخلال زيارته شارك الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في أعمال أعمال النسخة الثالثة من منتدى أنطاليا للدبلوماسية الذي تنظمه وزارة الخارجية التركية، والذي شارك فيه كمتحدث رئيسي في أحد جلساته الرئيسية التي عقدت تحت عنوان "بناء السلام في الشرق الاوسط"والتي شارك فيها كمتحدث رئيسي الي جانب الدكتور رياض المالكي وزير خارجية فلسطين والسيد عبدالله بو حبيب وزير خارجية لبنان والشيخ عبدالله بن احمد ال خليفة وكيل اول الخارجية البحرينية.
وأكد السفير حسام زكي، أن الأولوية العربية الحالية تتمثل في التوصل إلى ترتيبات وقف إطلاق نار يحقن الدماء الفلسطينية في غزة ويسمح بعودة الفلسطينيين الي ديارهم ومناطقهم التي تركوها تحت وطأة الحرب الاسرائيلية الاجرامية.
السفير حسام زكي في منتدى أنطالياوخلال الجلسة رد السفير حسام زكي على أحد الأسئلة أن التركيز على فكرة يروج لها البعض مفادها أن العرب وجامعتهم قد فشلوا في إيقاف العدوان الإسرائيلي هو قول لا يتسم بالعدالة، مشيرا إلي أن المجتمع الدولي كله يعد شريكاً في هذا الفشل الذي يتحمل الجميع مسؤوليته وفي مقدمتهم مجلس الأمن ذاته في ضوء عجزه حتى الآن عن اتخاذ موقف حاسم برفض العدوان الإسرائيلي واجبار اسرائيل على ايقافه.
الجهود العربية لم تتوقف لوقف إطلاق الناروأوضح السفير حسام زكي أن الجهود العربية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والتوصل إلى صفقة متكاملة متواصلة ولم تنته، مؤكدا على أهمية وجود الإرادة السياسية الكافية لدى الدول النافذة في المجتمع الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة لوقف الحرب بالتعاون مع الجهود العربية المبذولة في هذا الإطار.
وطالب زكي بأن تتكاتف الأطراف الدولية القادرة من أجل تحييد عناصر التطرف السياسي في المجتمع الإسرائيلي وتغييب أثرهم بالغ السلبية على فرص تحقيق حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الصراع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الحرب الإسرائيلية على غزة السفير حسام زكي جامعة الدول العربية الأمین العام المساعد لجامعة الدول العربیة السفیر حسام زکی
إقرأ أيضاً:
محمد بن سلمان.. ماذا يعني التغيير الكبير لمستقبل السعودية؟
يرسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استراتيجية جديدة للنظام العالمي بعد أن تحول من أمير شاب معتدٍ بنفسه قبل عدة سنوات، إلى وسيط دولي مؤثر وقوي، وفقا لوكالة "بلومبرغ".
وقالت بلومبرغ في مقال لبرادلي هوب، الذي نشر هو وجاستين تشيك كتاب "الدم والنفط" في عام 2020 حول الأمير محمد بن سلمان، إن السنوات الأربع الأخيرة من حكم محمد بن سلمان تمثل تغييرا كبيرا عن أول خمس سنوات له، وما يعنيه ذلك لمستقبله ومستقبل المملكة العربية السعودية.
تميز صعود محمد بن سلمان، الذي اختير وليا للعهد في عام 2017، بسلسلة من التعقيدات، بدءا من الحرب المدمرة في اليمن والتضييق على المعارضين والإنفاق الباذخ والمشاكل مع الجارة قطر وانتهاء بمقتل الصحافي جمال خاشقجي والتي ساهمت في توتر علاقات الرياض مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويوضح الكاتب كيف أن محمد بن سلمان تمكن بعد ذلك من تجاوز كل هذه القضايا، ليصبح قوة مؤثرة على الساحة الدولية.
في البداية تصالح مع قطر في عام 2021، وبعدها نجح في تخفيف حدة التوتر مع إيران، العدو التقليدي للسعودية، قبل أن تعود واشنطن للتعامل معه من جديد مستفيدا من الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط.
السعودية أولايقول الكاتب إنه وعلى الرغم من استمرار الانتقادات التي توجهها المنظمات الحقوقية لمعاملة السعودية للمعارضين وغياب الحريات السياسية، لكن العالم الذي سعى إلى عزل محمد بن سلمان أصبح الآن "بلا خيار سوى التفاعل معه."
ويضيف أن عصر محمد بن سلمان، الذي تمتد فيه تأثيرات السعودية إلى ما هو أبعد من أسواق النفط، بدأ الآن.
ويشير إلى أن السياسة الخارجية السعودية باتت تتبع اليوم بوضوح مبدأ "السعودية أولاً".
ويلفت إلى أن تأثيرات السعودية توسعت لتشمل الشركات الكبرى في وادي السليكون إلى ملاعب الدوري الإنكليزي الممتاز وألعاب الفيديو والغولف وكذلك مشاريع الطاقة المتجددة وأبحاث الذكاء الاصطناعي.
ويختتم الكاتب بالقول إن بصمات المملكة أصبحت أكثر وضوحا في الاقتصاد العالمي وإن تداعيات تحول السعودية تحت قيادة محمد بن سلمان ستستمر في التأثير على ما وراء حدود المملكة لعقود قادمة.
وفي إطار خطته الإصلاحية "رؤية 2030" التي أطلقها قبل عدة سنوات، يسعى محمد بن سلمان إلى تطبيق إصلاحات اجتماعية والى تنويع مصادر دخل بلاده، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، وتحويل المملكة إلى مركز أعمال ورياضة وسياحة.
ومنذ تولي محمد بن سلمان (37 عاما) ولاية العهد في 2017، تشهد المملكة التي ظلت مغلقة لعقود انفتاحا اجتماعياً واقتصاديا واسع النطاق وغير مسبوق.
وتنفق المملكة ببذخ في إطار استراتيجية لتطوير بنيتها التحتية وتحسين صورتها، فتقوم ببناء مرافق سياحية جديدة على ساحل البحر الأحمر ومدينة نيوم المستقبلية بقيمة 500 مليار دولار بالإضافة لاستضافة فعاليات رياضية وترفيهية تضم صفوة نجوم العالم.