أكدت النائبة مارسيل سمير، عضو مجلس النواب، مسئول لجنة الحوار السياسى بتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن دعوة القيادة السياسية للحوار الوطنى الاقتصادى جاءت فى توقيت مهم، وذلك لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، التى ألقت بظلالها على جميع دول العالم، إضافة إلى جهود تعزيز الوضع الاقتصادى. وأوضحت مسئول لجنة الحوار بتنسيقية شباب الأحزاب، فى حوار مع «الوطن» أن «التنسيقية» تولى الملف الاقتصادى أهمية كبيرة، وظهر ذلك جلياً من خلال سلسلة من ورش العمل والندوات واللقاءات، التى جرى عقدها منذ الدعوة للحوار الوطنى.

فى البداية، كيف تستعد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين للمشاركة فى النسخة الثانية من الحوار الوطنى؟

- لدينا فى تنسيقية شباب الأحزاب عدد كبير من الخبراء والمتخصّصين فى الملف الاقتصادى، وظهر ذلك فى مشاركات «التنسيقية» بالمرحلة الأولى من الحوار الوطنى، حيث كانت الأوراق المقدّمة من الزملاء معدة بشكل علمى، بعد دراسة جيّدة للقضية المطروحة.

«التنسيقية» تلعب دوراً فعالاً فى مواجهة الشائعات ضد الاقتصاد الوطنى.. و«رأس الحكمة» بداية الطريق لاستثمارات واعدة

والتوصيات تضمّنت آليات تنفيذ مستدامة، بالإضافة إلى أن التنسيقية حريصة على وضع ترتيب أولويات الأفكار والمقترحات للقطاعات الاقتصادية المختلفة، التى من المخطط أن تبدأ بجذب الاستثمارات، وتوفير المعلومات بشأنها، بالإضافة إلى وضع آليات لمواجهة ترويج الشائعات ضد الاقتصاد المصرى.

ويمكن القول هنا إن فكرة وجود لجنة قانونية وفنية مشكلة بمجلس الوزراء، لدراسة عروض استثمار فى مشروعات مهمة وملهمة للأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى، على التقدّم بمقترحاتهم وأفكارهم الاستثمارية والاقتصادية بشكل عام، خاصة أن هناك تنفيذاً فعلياً لمخرجات المرحلة الأولى من الحوار الوطنى، من خلال مجموعة العمل التى تم تشكيلها من المكتب الفنى التابع لرئيس مجلس الوزراء ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، كما أنها تتابع تنفيذ هذه المخرجات مع الوزارات المعنية، وذلك بعد إعداد خطة تنفيذية واضحة المعالم.

كيف ترى تنسيقية شباب الأحزاب دعوة القيادة السياسية لتخصيص نسخة الحوار الوطنى هذا العام لمناقشة الملف الاقتصادى؟

- فتح الحوار الاقتصادى أمر مهم جداً فى ظل المتغيرات الاقتصادية التى تحدث حولنا، والحلول دائماً تحتاج إلى مشاركة وطنية واسعة لتخطى الأزمة الاقتصادية، ومصر لديها خبرات قادرة على ابتكار حلول مبتكرة وغير تقليدية، نعبر من خلالها الأزمة الاقتصادية وغيرها، كما أن فلسفة مشاركة بيوت الخبرة فى الحوار الاقتصادى ستنعكس بشكل واضح على مخرجات الحوار النهائى، وبدأ الحوار بالموضوعات التى تُعد عاجلة بالنسبة للاقتصاد الوطنى.

ونأمل أن تنعكس مخرجاته بشكل سريع على أرض الواقع، وتجرى الاستعدادات حالياً من أجل رسم خطة مناقشات المرحلة المقبلة لجلسات المحور الاقتصادى بالحوار الوطنى، والتفاعل مع تحديات التوقيت الراهن بمقترحات بنّاءة، والتى استقر الرأى بشأنها أن تكون بحضور الخبراء والمتخصّصين من كل الاتجاهات والمدارس الاقتصادية، للتركيز على أطروحات ومبادرات قصيرة ومتوسطة الأجل، قابلة للتطبيق، وذلك جنباً إلى جنب مع دعوة الحكومة فى كل الجلسات المقبلة، وذلك بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، ليكون بشكل أعمق وأشمل وأكثر فاعلية فى المرحلة المقبلة، لما تمر به الدولة والمجتمع من ظروف اقتصادية دقيقة.

كيف يمكن أن يساعد المشروع الاستثمارى لتطوير رأس الحكمة فى تعزيز الوضع الاقتصادى؟ وما انعكاسات ذلك على السوق المصرية؟

- مشروع رأس الحكمة هو بداية الطريق، وجاء كرسالة واضحة بأن هناك فرصاً استثمارية واعدة فى مصر، فى قطاعات مهمة، مثل السياحة، والمناخ الاقتصادى مهيّأ لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية فى مشروعات شراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وهذا ما تضمّنته استراتيجية الدولة 2052، ووثيقة سياسة ملكية الدولة، وذلك بالإضافة إلى مبلغ 35 مليار دولار، الذى تحصل عليه مصر كاستثمارات مباشرة، بما ينعكس بشكل كبير فى الحساب الختامى المقبل فى ما يتعلق بالديون وفوائدها، بجانب التأثير على سعر الصرف الأجنبى، الأمر الذى ينعكس بالتالى على أسعار السلع والخدمات.

كيف تسهم ورش العمل والندوات التى أطلقتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين مؤخراً فى دعم الوضع الاقتصادى؟

- تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بما فيها من خبرات متنوعة واهتمامات بكل القضايا الوطنية، حرصت على أن تنظم ورش عمل وندوات فى مختلف الموضوعات، فخلال معرض الكتاب، مزجت فى ندواتها بين الموضوعات الثقافية والقضايا الوطنية، وخلال الانتخابات الرئاسية، قامت بدور وطنى فى تثقيف المواطن المصرى وتعريفه بحقوقه فى المشاركة بالاستحقاقات الدستورية، وانعكس ذلك على المشاركة الفعلية، والآن تواصل عملها من خلال عقد المزيد من ورش العمل واللقاءات المتعلقة بالملف الاقتصادى، بالتوازى مع أعمال الحوار الوطنى.

وأود التأكيد هنا على أن الحوار أمر معتاد داخل التنسيقية، إذ يعمل أعضاؤها على مائدة مستديرة لمناقشة الأفكار من أجل الوطن، بما يؤكد أن الحوار أسلوب عمل التنسيقية منذ نشأتها، وجميع قضايا الحوار الوطنى سبقتها ورش عمل تحضيرية فى «التنسيقية»، ينتج عنها تقديم أوراق عمل وتوصيات متفق عليها من الأعضاء، بعد أن يتم الاستماع إلى جميع الآراء ومناقشتها، فى إطار عام نعمل جميعاً من أجله، دون النظر إلى فكر حزبى أو أيديولوجيا معينة أو معتقد دون الآخر.

دور الأحزاب

يمكن القول إن الإشارة إلى المشكلات، واقتراح الحلول، هو دور أصيل للأحزاب السياسية، وأيضاً منظمات المجتمع المدنى المعنية بهذا الملف، وبالتالى تصدر عنها بيانات داعمة لموقف الدولة فى قضية معينة، أو المواقف الناقدة لبعض الأمور، وهذا اتضح جداً فى الرد على مخاوف المواطنين، من خلال طمأنتهم، وتوضيح العائد الاقتصادى للمشروعات التى تقوم بها الدولة، كما أن الحياة الحزبية ليست مقتصرة على الجانب السياسى وحسب، بل هناك دور متكامل للأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى، يتمثل فى نقل صوت المواطن للدولة ومؤسساتها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التنسيقية ندوات وورش عمل الأمن الغذائى تنسیقیة شباب الأحزاب والسیاسیین الحوار الوطنى من خلال

إقرأ أيضاً:

«الجيل الديمقراطي»: الحوار الوطني أحدث زخمًا كبيرًا في الحياة السياسية والحزبية

قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السيسي أصبح جزءًا أساسيًا من الحياة السياسية والحزبية في مصر، مشيرًا إلى أن نتائج المرحلة الأولى كانت مثمرة، حيث انتهت اللجان المنبثقة عن المحاور السياسية والاقتصادية والمجتمعية من مناقشة 60 قضية من أصل 113 قضية تم الاتفاق على طرحها في اللجان الفرعية من قبل مجلس الأمناء.  

ممثلو الأحزاب السياسية يشاركون في الحوار

ونوه «الشهابي»، إلى أن مناقشات تلك اللجان الفرعية كانت حرة وموضوعية وبدون خطوط حمراء، شارك فيها ممثلو الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية ومنظمات المجتمع المدني، لافتا إلى أن الحوار الوطني بهذا الحضور كون صورة متكاملة، تجمع كل ألوان الطيف السياسي والفكري والحزبي المصري للنقاش في كل قضية من القضايا 113 وكلها قضايا تؤرق الوطن والمواطن.

وأضاف رئيس حزب الجيل الديمقراطي، في تصريح لـ«الوطن»، أن عبقرية الحوار الوطني كمنت في طريقة التصويت واتخاذ القرار الذي قرره مجلس الأمناء لأن يكون عبر التوافق وفي حالة عدم التوافق، يرفع التوصيات التي توافق عليها وأخرى التي لم يتوافق حولها إلى رئيس الجمهورية الداعي للحوار ليحولها إلى قرار تنفيذي أو تعديل تشريعي من خلال البرلمان.

الحوار الوطني أحدث زخمًا كبيرًا في الحياة السياسية

أكد أن المرحلة الأولى من الحوار الوطني قد أحدثت زخمًا كبيرًا في الحياة السياسية والحزبية والبرلمانية والانتخابية في مصر، موضحًا أن التأثير الواضح لهذا الزخم ظهر في الإقبال الكبير غير المسبوق على صناديق التصويت، وهو ما عزاه إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الأحزاب السياسية في المعركة الانتخابية الرئاسية، وفي مقدمتها حزب الجيل، مشيرًا إلى أن الحزب عقد العديد من المؤتمرات الانتخابية الحاشدة والندوات السياسية الموسعة، مما ساهم في تحريك الحياة الحزبية التي استفاقت من سباتها العميق بفضل الحوار الوطني.  

وأشار إلى أن الحوار الوطني لعب دورًا حيويًا في مناقشة العديد من القضايا التي تمس حياة المواطن بصورة مباشرة، قائلًا: «الحوار الوطني نجح في تجميع كافة الأطياف والقوى السياسية على مائدة واحدة، لاستماع آراء مختلفة بهدف الوصول لتوصيات ترضي كل الأطراف المشاركة، وأصبح منصة حوارية غير مسبوقة تشارك فيها كل الأحزاب والقوى السياسية بهدف واحد وهو مصلحة الوطن والمواطن، وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية فالحوار الوطني ناقش قضايا تمس المواطن بشكل مباشر، كالدعم النقدي وملف الحبس الاحتياطي، وغيرها من القضايا المهمة».

مقالات مشابهة

  • "تنسيقية الأحزاب "تهنئ الشعب البنانd بالذكرى 81 لاستقلال وطنه
  • التنسيقية تهنئ النائبة نهى الشريف لحصولها على درجة الزمالة العُليا من جامعة سنغافورة الوطنية 
  • بوتين يهدد باستخدام الصواريخ الباليستية: لدينا ما يكفي منها وسننتج المزيد
  • برشان: الخلاف السياسي فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية في ليبيا
  • السيراميك مقابل الديون.. الحكومة تمنح المصانع المتعثرة بطاقة الإنقاد.. خبراء: حلول غير تقليدية للمتعثرين
  • اقتصادي عن مبادرة الحكومة للسيراميك: حلول غير تقليدية للديون
  • قيادات من المكتب السياسي لأنصار الله وتحالف الأحزاب المناهضة للعدوان تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد
  • التجمعات الحزبية في ليبيا توقّع مذكّرة اتفاق لتعزيز الاستقرار السياسي
  • «الجيل الديمقراطي»: الحوار الوطني أحدث زخمًا كبيرًا في الحياة السياسية والحزبية
  • مسؤول إيراني: الاستقرار والأمن في اليمن لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار والحل السياسي