الأمريكي جومبيرج يتوج بلقب “إس دي سي” محققا كبرى مفاجآت الجولف في “السباق إلى دبي”
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
حقق الأمريكي جوردان جومبيرج، مفاجأة مدوية في جولة “دي بي ورلد للجولف”، التي تقام تحت شعار “السباق إلى دبي”، بعدما نجح المصنف 669 عالمياً، في التفوق على المرشحين من أصحاب التصنيف المتقدم، ليتوج بلقب بطولة “إس دي سي” في جنوب أفريقيا، التي اختتمت فعالياتها أمس الأول ، ضمن منافسات “السلسلة الدولية”.
ونجح جومبيرج في الفوز بأول لقب في مسيرته بالجولة التي تقام بدعم إماراتي من خلال موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”، عقب تفوقه في الجولة الفاصلة على الجنوب أفريقي روبن ويليامز، حيث أنهى اللاعبان الجولات الـ 4 الرئيسية برصيد 12 ضربة تحت المعدل.
وساهم هذا التتويج في قيادة جومبيرج للتقدم 182 خطوة دفعة واحدة، ليتواجد في المركز 15 في التصنيف الصادر اليوم لـ “السباق إلى دبي”، بعدما حقق 500 نقطة، رفع بها إجمالي رصيده إلى 510 نقاط هذا الموسم.
وتعليقاً على فوزه باللقب الأول، قال جومبيرج، 28 عاما: “الفوز يعني لي كل شيء، لم يسبق لي أن وصلت إلى هذا الحد في أحلامي، لذلك من الصعب أن أصف شعوري، قاتلت في كل يوم لإحراز اللقب، كنت أتدرب في ساعات الصباح الباكر، وفي وقت متأخر، أريد أن أشكر عائلتي على دعمها، الوقوف هنا على منصة التتويج تحقق بفضل دعم والدي ووالدتي”.
بدوره، استفاد الفرنسي ديفيد رافيتو من الحصول على المركز الثالث في البطولة التي أقيمت في جنوب أفريقيا، ليكسب 188 نقطة، ويرفع إجمالي رصيده هذا الموسم إلى 245 نقطة، مما جعله يقفز 89 مركزاً دفعة واحدة، ويحتل المركز 43 في ترتيب “السباق إلى دبي”.
وتشمل “السلسلة الدولية” التي أقيمت ضمنها هذه البطولة في جنوب أفريقيا، بطولات “دبي إنفيتيشنال” التي أقيمت في منتجع خور دبي، وبطولة هيرو دبي ديزرت كلاسيك، وبطولة رأس الخيمة، وبطولة البحرين، وبطولة قطر، حيث سيكون هناك خمس منافسات دولية، لكل منها هويتها الخاصة، وبطلها الخاص، الذي سيكسب في كل منها 200 ألف دولار أمريكي من مجموع مكافآت مالية إضافية تبلغ مليون دولار أمريكي. وسيتأهل أبطال كل منافسة إلى بطولات “باك 9″، قبل أن يختتم الموسم ببطولة “بلاي أوف” الختامية لجولة دي بي ورلد.
وسيكون الختام بضيافة الإمارات بنظام متجدد عبر بطولتين على التوالي في شهر نوفمبر من العام الجاري مع بطولة أبوظبي في ياس لينكس بمشاركة أفضل 70 لاعباً في ترتيب “السباق إلى دبي”، ثم بطولة جولة “دي بي ورلد” في عقارات جميرا للجولف، بمشاركة أفضل 50 لاعباً.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“تقدم” – العمياء التي لا ترى ما حولها.!!
الحراك المدني والسياسي في بلادنا لم يتعافى من أمراض الماضي، ظل يكرر التجارب السابقة بكل عيوبها، هذا إذا لم يزد في وتيرة العيب التراكمي، فحين انقلب الاخوان على الحكومة الشرعية برئاسة الصادق المهدي، لم ينتفض رئيس الوزراء الشرعي (الصادق)، الانتفاضة التي تليق به كصاحب حق أصيل منحه الشعب عبر صناديق الاقتراع، فخان الأمانة التي تستوجب مواصلة المشوار النضالي المعارض )بصدق(، فهادن النظام الذي سيطر على مقاليد أموره صهره زعيم الاخوان، وعمل على تهدئة الأنصار الغاضبين، باستحداث تنظير جديد أفرز نوع غريب من المعارضة أسماه (الجهاد المدني)، الذي كان بمثابة تعطيل لصمود بعض الشرائح الحزبية الساعية لمواجهة الانقلابيين عسكرياً، ومن غرائب ومدهشات هذا (الصادق المهدي)، أنه لم يكتف بإقناع اتباعه بضرورة سلوك الجهاد المدني (النضال الاستسلامي)، بل عمل سرّاً مع الانقلابيين لتعضيد بقائهم في السلطة، التي نزعوها منه نزعاً، وذلك باختراقه للتجمع الوطني – التحالف السياسي والعسكري العريض، الذي تأسس من أجل إزالة الحكومة الاخوانية المنقلبة على شرعية (رئيس الوزراء الصادق المهدي)، الذي خرج من الخرطوم على مرأى ومسمع أجهزة الحكومة الاخوانية، في رحلة سفر بريّة عبر الحدود السودانية الارترية، والتحق بالتجمع الوطني الديمقراطي في أسمرا، ثم عاد بعد مضي أشهر قليلة، أعقبها تفكك التحالف الهادف لاستعادة الشرعية، وحصل من النظام على المكافأة، هذا الحدث التاريخي المهم يجب على السياسيين (الشرفاء)، أن يلقنونه للأجيال الحاضرة، وأن لا يخدعوهم بتسويق الرجال الديمقراطيين المزيفين الرافضين لحكم العسكر نفاقاً، فمثل هذا التآمر المدني مع الانقلابيين العسكريين الاخوانيين، هو واحد من أسباب معاناة شعبنا من بطش العصابة الاخوانية، لذلك يجب الربط بين الخذلان الذي مارسه زعيم حزب الأمة، والأسباب الجوهرية التي مهدت لوصول الاخوان (الجبهة الإسلامية) للسلطة عبر الانقلاب.
عاشت قيادات أحزاب الأمة والاتحادي والبعث والشيوعي وغيرها، في توائم وانسجام مع منظومة دولة الانقلاب، التي رأسها البشير لثلاثين سنة، فسجدوا جميعهم داخل قبة برلمان (التوالي السياسي)، الذي وضع لبنة تأسيسه حسن الترابي شيخ الجماعة الاخوانية، هذا التماهي مع الانقلاب خلق طبقة سياسية حزبية داجنة ومذعنة لما يقرره العسكر الانقلابيون، لذلك جاءت ردة فعل القوى السياسية المشاركة في حكومة حمدوك مهادنة بعد انقلاب العسكر عليها، ولم تساند رئيس وزراء الثورة المساندة القوية والمطلوبة، ليصمد أمام الأمواج العاتية القادمة من بحر الانقلابيين الهائج المائج، فقدم حمدوك استقالته وغادر البلاد، وفشل طاقم الحكومة الشرعية في اختيار رئيس وزراء جديد ولو من منازلهم، ليقود الحراك الثوري المشروع، وكذلك أخفق أعضاء المجلس السيادي الشرعيين، في اختيار رئيس لمجلسهم للاستمرار في تمثيل السيادة التي اختطفها الانقلابيون، فارتكبوا ذات خطأ رئيس الوزراء الأسبق الذي انقلب عليه الاخوانيون، فاستسلم وانهزم وقدم لهم خدماته الجليلة، الخطأ الثاني هو عودة حمدوك لقيادة طاقم حكومته الشرعية تحت مسمى تحالف سياسي جديد مناهض للحرب أسموه "تقدم"، في خلق ازدواج للجسم السياسي الحاضن للشرعية "قحت"، كان يجب أن تستمر "قحت" في لعب دورها الداعم لثورة الشباب وحكومة الانتقال الحقيقية، وأن تترك رئيس الوزراء المستقيل ليكوّن التحالف المدني (غير السياسي)، المنوط به إيقاف الحرب، فاستقالة حمدوك ابّان ذروة الصلف الانقلابي هزمت الثوار وطاقم حكومته، فما كان له أن يعود للتعاطي السياسي بعد أن غادر السلطة طواعيةً، ومن الأفضل أن يكون أيقونة مدنية ورمز وطني يسعى بين السودانيين بالحسنى بقيادة آلية مدنية توقف الحرب.
الضعف السياسي والمدني المتوارث عبر الأجيال، فتح الباب واسعاً أمام فلول النظام البائد، لأن يصولوا ويجولوا بين بورتسودان وعطبرة مختطفين سيادة البلاد وحكومتها، فالمؤتمر الذي أقيم في كينيا بغرض تشكيل حكومة يعتبر خطيئة كبرى من "قحت" المتحورة إلى "تقدم"، كان الأجدى أن يمارس وزراء حمدوك دورهم الشرعي الذي لا يجب أن يهدده الانقلاب غير الشرعي، وأن يختاروا من بينهم رئيساً للوزراء بديلاً للمستقيل، ليصدر قرارات بإعفاء جميع رموز الحكومة التنفيذية المنخرطين في الانقلاب من وزراء وولاة وحكام أقاليم، ويستعيض عنهم بكوادر دستورية بديلة ممن يذخر بهم السودان، وأن يقوم أعضاء مجلس السيادة أصحاب الشرعية الدستورية بالدور نفسه، وأن يستمر دولاب العمل في المناطق المحررة بوتيرة طبيعية، تهيء الأجواء لقيام الدستوريين بدورهم الوطني، إنّ ما فعلته القوى السياسية والمدنية من تخبط وخلط لأوراق اللعبة السياسية بالمدنية والعسكرية، هو ما قاد لهذا الوضع الضبابي الذي يشي بحدوث انشقاقات أميبية، سوف تعصف بوحدة تحالف "تقدم"، بحسب ما يرى المراقبون، بل وتفتح الباب لاتساع الفراغ السياسي المتسع يوماً بعد يوم منذ أن اندلاع الحرب، لقد لعبت "تقدم" دور الأعمى الذي لا يرى ما يعوزه من أشياء هي في الأساس موجودة حوله، وعلى مرمى حجر من عكازه الذي يتوكأ عليه، فتقدم في حقيقتها هي "قحت" الحاضن لأجهزة الانتقال – حكومة تنفيذية ومجلس سيادي وجهاز تشريعي لم يؤسس، فلماذا تبحث عن شرعية تمتلكها؟، وكيف سمحت لأن يقودها العميان لإضفاء شرعية على حكومة بورتسودان الانقلابية المشعلة للحرب؟.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com