«الصناعة».. تيسير التراخيص وخفض تكلفة الأراضي وحل أزمة تعددية الضبطية القضائية
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
تصدَّر ملف الصناعة اهتمامات الدولة وتزايد الاهتمام به بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية العالمية التى لا سبيل للخروج منها سوى بالإنتاج والتصنيع، وشاركت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين برؤيتها الداعمة لقطاع الصناعة بهدف حل مشكلاته وإعادته لصدارة المشهد من خلال الحوار الوطنى.
وأوضح النائب محمد إسماعيل، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن الحوار الوطنى الاقتصادى له دور كبير فى تنمية الحياة السياسية وإيجاد حلول من شأنها معالجة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، لافتاً إلى أن هناك العديد من العقبات والتحديات التى تقف فى طريق تطوير القطاع الصناعى، ومنها عدم وجود استراتيجية معلنة ومحددة عن القطاعات والصناعات ذات الأفضلية من جانب الحكومة، إلى جانب ارتفاع تكلفة تخصيص وترفيق الأراضى الصناعية بما يرهق ميزانية المصنع، وتعدد جهات الولاية على الأراضى الصناعية، وتعدد الضبطيات القضائية التى تحاصر المستثمر من جهات عديدة، فضلاً عن تأخر صرف حوافز دعم الصادرات، وتعدد جهات إصدار التراخيص وتأخر الإجراءات، وضعف إسهام قطاع التعدين فى الناتج المحلى ليصل لأقل من ٠.
وأوضح «إسماعيل»، لـ«الوطن»، أن تبنّى الحوار الوطنى الاقتصادى محور الصناعة ضمن محاور النقاش دليل من إدارة الحوار الوطنى على أهمية ومحورية القطاع من جهة وعلى تأثيراته على حل الأزمة الاقتصادية بصورة شاملة ومستدامة من جهة أخرى، فضلاً عن أنه يعكس اهتمام توليه الدولة والقيادة السياسية لملف الصناعة كأحد أهم قطاعات الاقتصاد الحقيقى بجانب دور هذا القطاع فى إحلال الواردات من خلال توطين الصناعات خاصة المتعلقة بمستلزمات الإنتاج، وما يسهم فيه ذلك بصورة مباشرة فى التقليل من تدفق العملات الأجنبية للخارج وبصورة غير مباشرة فى زيادة العائدات الدولارية لمصر.
وطرح نائب التنسيقية حلولاً عدة لدعم القطاع الصناعى منها سرعة الانتهاء من استراتيجية وطنية لتنمية وتعميق الصناعة، وتحويل هيئة الثروة المعدنية من هيئة خدمية إلى هيئة اقتصادية، ما يسهم فى زيادة الإيرادات الحكومية ورفع مساهمة القطاع من ٠.٥٪ إلى قرابة ٧٪ فى الناتج المحلى الإجمالى خلال ٥ سنوات، مقارنة ببعض الدول الأفريقية مثل الكونغو (٢٤٪) وزامبيا (٣٦٪).
ولفت إلى أن «التنسيقية» تقدمت بمشروع قانون بمجلس النواب لتحويل هيئة الثروة المعدنية لهيئة اقتصادية لحل الإشكاليات الهيكلية بالهيئة حتى تستطيع الاضطلاع بدورها، بالإضافة إلى إعادة هيكلة برنامج دعم الصادرات لسرعة صرف الحوافز، وتطويره ليشمل حافزاً خاصاً لفتح أسواق جديدة، مع قياس الأثر التشريعى لقانون رقم ١٥٢ لسنة ٢٠٢٠ الخاص بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة لحل المشكلات الواقعية التى نتجت من تطبيق القانون.
وأكد «إسماعيل» أن الصناعة لها تأثير كبير على الاقتصاد، وتسهم بشكل كبير فى توطين التكنولوجيات المتقدمة فى مصر، وما لذلك من أثر على تطوير البنية الاقتصادية المصرية، لافتاً إلى أن الصناعة من القطاعات الاستثمارية كثيفة العمالة وطويلة الأمد، وتضمن ألا تتخارج الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى ذلك القطاع بشكل سريع من السوق المصرية بعكس ما يحدث من تخارج للأموال الساخنة، مشيراً إلى أن الصناعة قادرة على ضبط الفجوة بين الصادرات والواردات وبين حركة التدفق الخارجة والداخلة من العملات الأجنبية إلى مصر.
وأشار إلى أن هناك سبلاً عدة لتطوير الصناعة المحلية وتحفيز المستثمر الأجنبى للاستثمار فى القطاع الصناعى، منها تيسير إجراءات تراخيص النشاط وخفض تكلفة الأراضى، وحل أزمة تعددية الضبطية القضائية على النشاط الصناعى، والتنسيق بين الجهات فى لجان دائمة، وتفعيل قانون رقم ٥ لسنة ٢٠١٨ الخاص بتفعيل المنتجات المصرية فى العقود الحكومية، منوهاً بأن العديد من الجهات الحكومية لا تلتزم بالقانون، على حد تعبيره.
وأضاف أن «التنسيقية» تحركت منذ وقت طويل حتى قبل الحوار الوطنى ومنذ تأسيسها على ملفات متعددة فى المحور الاقتصادى منها ملف الصناعة، متابعاً: «لدينا منتدى خاص بالشأن الاقتصادى ويتحرك على ملفات عدة ومنها الصناعة».
ولفت إلى عقد العديد من ورش العمل واللقاءات لسماع جميع أصوات أصحاب المصلحة أو المعنيين، سواء من القطاع الحكومى أو الخاص أو مؤسسات المجتمع المدنى والنقابات ذات الصلة، إلى جانب التواصل مع مراكز الفكر والأبحاث والجهات الأكاديمية المعنية، وبحضور العديد من المسئولين التنفيذيين فى الدولة سواء من أعضاء التنسيقية أو من خارجها بجانب حضور بعض أعضاء مجلسى النواب والشيوخ فى اللجان ذات الصلة.
وتابع: «أسفرت اللقاءات عن الخروج بالعديد من ورق العمل وأوراق السياسات فى هذا الصدد، وشاركت بها التنسيقية فى جميع الجلسات ذات الصلة بالمحور الاقتصادى، وبلجنة الصناعة على وجه الخصوص، وجرى تبنى العديد من التوصيات التى تقدم بها أعضاء التنسيقية فى الجلسات المختلفة»، وأشار إلى عقد العديد من صالونات التنسيقية والجلسات النقاشية عبر الإنترنت للوصول إلى أكبر عدد من المعنيين، وكذلك لتوعية أكبر قدر من المواطنين والمهتمين بجهود الدولة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنسيقية ندوات وورش عمل الأمن الغذائى الحوار الوطنى العدید من إلى أن
إقرأ أيضاً:
الغافرية لـ"الرؤية": الصيام يُساعد على تحفيز إنتاج النواقل العصبية وخفض القلق والتوتر
عبري- ناصر العبري
أكدت الدكتورة نصراء الغافرية استشاري أوَّل علم نفس بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية فرع عبري، أنَّ صيام شهر رمضان يؤثر على الدماغ ومستويات الهرمونات في الجسم؛ مما قد يُؤدي إلى تغيرات نفسية تتراوح بين الإيجابية والسلبية.
وقالت الغافرية- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إنَّ صيام شهر رمضان يُمثل تجربة روحانية وجسدية فريدة، تؤثر على الإنسان من نواحٍ عدة، ومنها الجانب النفسي. فالصيام لا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل تهذيب النفس؛ مما يجعله فرصة لتعزيز الصحة النفسية وتقوية الإرادة. ومع ذلك، فإنَّ تأثيره قد يختلف من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل.
وأضافت أنه من الناحية الإيجابية، يساعد الصيام على تحسين المزاج وتقليل مستويات القلق والاكتئاب بسبب تحفيز إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، كما إنَّ الالتزام بروتين يومي محدد خلال رمضان يعزز الشعور بالانضباط الذاتي والرضا النفسي. لكنها أشارت إلى أنه قد يُواجه بعض الأشخاص تحديات نفسية مثل التهيج، العصبية، والتوتر، خاصة خلال الأيام الأولى من الصيام، نتيجة انخفاض مستويات السكر في الدم، وتغير نمط النوم، وانخفاض استهلاك الكافيين.
وحول العوامل التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للتأثيرات السلبية، ذكرت الغافرية أن استجابة الأفراد للصيام تختلف بناءً على عوامل عدة؛ منها: الحالة النفسية السابقة: الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب قد يكونون أكثر حساسية للتغيرات المزاجية التي يُسببها الصيام، وكذلك نمط الحياة: مثل الاعتياد على الكافيين أو التدخين يجعل التكيف مع الصيام أكثر صعوبة، حيث يعاني هؤلاء من أعراض انسحابية تزيد من التوتر والانفعال. وأوضحت كذلك أن جودة النوم تؤثر على الصيام؛ حيث إن السهر وقلة النوم خلال رمضان قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية، ويؤدي اضطراب النوم إلى ضعف التركيز وزيادة التوتر. ومن بين السلبيات، الضغوط الحياتية؛ حيث تقول الغافرية إن الأشخاص الذين يتعرضون لضغوط مهنية أو اجتماعية مرتفعة قد يجدون صعوبة في التكيف مع التغيرات المصاحبة للصيام.
وحول التعامل مع التحديات النفسية خلال شهر رمضان، قالت الدكتورة نصراء الغافرية: "للتغلب على التحديات النفسية المصاحبة للصيام، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات التي تُعزز التوازن النفسي، ومنها تنظيم النوم والحرص على أخذِ قسطٍ كافٍ من الراحة، وتقليل التعرض للشاشات قبل النوم لتحسين جودته، وكذلك التغذية المتوازنة، وتناول وجبات صحية غنية بالبروتينات والفيتامينات، والحد من السكريات والمشروبات المنبهة، علاوة على ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي بعد الإفطار؛ حيث تساعد التمارين على تحسين المزاج وتقليل التوتر.
وحثت الغفارية الصائمين على إدارة الغضب والانفعالات، وقالت إنه يمكن تطبيق تمارين التنفس العميق والتأمل لتقليل التوتر وتحسين الاستجابة الانفعالية. كما دعت إلى تعزيز الروابط الاجتماعية، وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء يساهم في تحسين الحالة المزاجية والشعور بالدعم العاطفي.
وذكرت أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية يجب أن يستشيروا طبيبهم قبل الصيام، خاصةً إذا كانوا يتناولون أدوية نفسية تحتاج إلى جدول زمني معين، وفي حال قرروا الصيام، يمكنهم الالتزام بتقسيم الجرعات الدوائية بالتنسيق مع الطبيب لضمان استقرار الحالة النفسية، والحفاظ على روتين يومي منتظم لتقليل القلق والتوتر، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا للتعامل مع الضغط النفسي، والتحدث مع مختص نفسي عند الشعور بأي تدهور في الحالة المزاجية.
وشددت استشاري أول علم نفس بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية فرع عبري على أن رمضان فرصة لتعزيز التوازن النفسي من خلال تهذيب السلوكيات والعادات اليومية، موضحةً أنه مع الوعي والاعتدال، يمكن للجميع الاستفادة من هذا الشهر الفضيل لتحقيق الصحة النفسية والجسدية.